وسط ارتفاع لمنسوب التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة، استقبل المغرب وفدا عسكريا إثيوبيا بهدف بحث تعاون ثنائي وخلق تقارب عسكري بين البلدين.

وفي غياب لأي موقف رسمي مصري من الزيارة حتى الآن، وصف التقارب المغربي الإثيوبي في الأوساط المصرية غير الرسمية بأنه “غير مفهوم” في هذا التوقيت بالذات.

ورغم تشديد خبراء مغاربة على أن تقارب الرباط وأديس أبابا لا يمكن أن يكون موجها ضد القاهرة، إلا أن الخطوة أثارت تعليقات وانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر لتزامنها مع إعلان إثيوبيا الانتهاء من أشغال سد النهضة وإرسال مصر “معدات عسكرية وأسلحة مصرية إلى الصومال”.

وهذا الأسبوع، استقبل القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية المارشال برهانو جولا جلالشا، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، في زيارة رسمية للمغرب من 25 إلى 29 أغسطس.
خطوة غير مفهومة

والعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات، ولا سيّما بسبب سد إثيوبيا الضخم الذي بنته أثيوبيا على نهر النيل والذي تقول مصر إنّه يهدّد أمنها المائي.

والثلاثاء، أعلنت إثيوبيا انتهاء أعمال البناء الخرساني لسد النهضة، والانتقال لمرحلة التشغيل.

وتعتبر مصر سد النهضة تهديدا وجوديا وتؤكد على حقها التاريخي في مياه النيل إذ تعتمد عليه في 97 في المئة من احتياجاتها المائية، وخلال الأعوام الأربعة الماضية كانت القاهرة تصدر بيانات تطالب أديس أبابا بالعودة للتفاوض والتوصل إلى حل توافقي.

يرى المحلل السياسي المصري، ياسر الهواري، أن التقارب المغربي الإثيوبي “غير مفهوم في هذا التوقيت بالذات”.

وفي حديث لموقع “الحرة” يقول الهواري إن العلاقات المصرية المغربية كانت دائما قوية جدا، لكن “تقارب الرباط مع أديس أبابا في هذا التوقيت إشارة غير جيدة”، بحسب تعبيره.

ويتابع المحلل أن هناك تعنتا إثيوبيا فيما يتعلق بحقوق مصر في مياه النيل وليس هناك اتفاق حتى هذه اللحظة ما دفع بمصر إلى تحركات عسكرية في الصومال.

ويقول الهواري إنه “عندما يكون هناك تقارب مع دولة عربية مثل المغرب، فهو موقف غير مفهوم”.

ويضيف أن السلطات في المغرب “ربما يجب أن تقدم لمصر تفسيرا حول موقفها بشأن التقارب في هذا التوقيت بالضبط، ولماذا أثيوبيا؟ رغم عدم وجود مصالح مشتركة بين البلدين”.

وتأتي زيارة الوفد العسكري الإثيوبي إلى المغرب في ظل تقارب اقتصادي كبير أيضا، وتجمع البلدين اتفاقيات اقتصادية هامة، أبرزها مشروع إنشاء منصة ضخمة لإنتاج الأسمدة في إثيوبيا بقيمة 3.5 مليار دولار، والذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال زيارته لإثيوبيا عام 2016.

ويستبعد عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن يكون التنسيق العسكري المغربي الإثيوبي موجها لأحد، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار سعي الرباط “تنويع شركائها العسكريين وتوسيع التعاون مع البنى التي تؤثث المشهد الإفريقي على أساس تحقيق الوحدة الإفريقية والدفاع والترافع عن القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

ويقول الوردي في حديث لموقع “الحرة” إن “هذا التقارب ليس موجها ضد أية دولة كانت، وهدفه تقوية بنية الأمن الإفريقي الذي تراهن عليه شعوب ودول المنطقة”.

واستبعد الوردي أن يؤثر الاتفاق على العلاقات المغربية المصرية، مشيرا إلى “أن الأزمة بين مصر وإثيوبيا لا يمكن أن تمنع المملكة من إقامة علاقات مع أحد طرفيها، على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

ويقوم المغرب في الوقت الراهن بحملة دبلوماسية واقتصادية واسعة في القارة بهدف جمع أكبر قدر من الدعم لقضية الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة التي تسيطر عليها الرباط منذ 1975، وتطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر باستقلالها.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی هذا التوقیت سد النهضة

إقرأ أيضاً:

الركراكي: الفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضنا وأمام الجمهور المغربي هو هدف أسمى ليس فقط للمنتخب الوطني بل للبلاد بأكملها

أكد مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي مساء الثلاثاء، أن أسود الأطلس عازمون على الفوز بكأس إفريقيا للأمم المقبلة التي ستقام في المغرب، وذلك بعدما كان آخر لقب حققه الأسود سنة 1976.

وقال الناخب الوطني خلال برنامج “الشيرينغيتو” الذي يذاع على قناة “ميغا” الإسبانية: “سنتفوق جميعا على أنفسنا للفوز بكأس إفريقيا المقبلة”.

واعتبر أن “الفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضنا وأمام الجمهور المغربي هو هدف أسمى ليس فقط للمنتخب الوطني بل للبلاد بأكملها”.

وسلط الركراكي الضوء على جودة ونضج المجموعة التي يتوفر عليها، مؤكدا أن اللاعبين تحذوهم رغبة قوية وقادرين تماما على منح المغرب لقبا قاريا جديدا.

وتابع قائلا “أتمنى بشدة الفوز بكأس إفريقيا المقبلة، لأن المغرب، بلد كروي بامتياز، يستحقها بجدارة. المغاربة شغوفون بكرة القدم، وحماسهم لهذه الرياضة ولللقب القاري لا ي صدق. لا يمر يوم دون أن يطلب مني الجمهور ذلك”.

وردا على سؤال حول بطولة كأس العالم 2030، التي سينظمها المغرب وإسبانيا والبرتغال بشكل مشترك، أعرب الناخب الوطني عن أمنيته في أن يقام نهائي هذه النسخة على التراب المغربي، مبديا في هذا الصدد طموحا كبيرا بالنظر إلى الأداء التاريخي والاستثنائي الذي قدمه أسود الأطلس خلال المونديال الأخير.

من جهة أخرى، سلط “الشيرينغيتو”، وهو برنامج حواري إسباني متخصص في كرة القدم، الضوء على الأداء اللافت للمنتخب الوطني المغربي خلال كأس العالم 2022 في قطر، فضلا عن المسيرة الكروية لوليد الركراكي، سواء كلاعب أو كمدرب.

وخلال مروره على قناة “ميغا” الإسبانية، توقف الناخب الوطني أيضا عند مستجدات دوري أبطال أوروبا، كما قدم رؤيته الخاصة لكرة القدم الأوروبية.

مقالات مشابهة

  • الركراكي: الفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضنا وأمام الجمهور المغربي هو هدف أسمى ليس فقط للمنتخب الوطني بل للبلاد بأكملها
  • حيل مُضللة وأساليب “جهنمية”.. فضائح شبكة نصب تهز المغرب
  • المغرب ضيف خاص في “جسر الانتاج” بمهرجان البندقية 2025 السينمائي
  • دور التضليل الإعلامي في تصعيد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا
  • “منتخب الرياضات الإلكترونية” يحرز برونزية البطولة العربية الدولية
  • السكوري يوقع اتفاقية شراكة مع العملاق إريكسون لخلق مناصب شغل وتوفير التقنيات الحديثة للشباب المغربي
  • منتجع “مازاغان”: وجهة سياحية توازن بين الفخامة والاستدامة في قلب المغرب الجديدة
  • اتصالات المغرب تطلق علامتها التجارية الجديدة “iNJOY”
  • وزير الداخلية الفرنسي يشيد بالتعاون المغربي في مكافحة الهجرة السرية
  • المجبري يعبر عن اعجابه بوكالة أنباء المغرب العربي ويشيد بمواقف الرباط تجاه ليبيا