"مهدي".. المدوّن الصغير رحل مع والدته شهيدين
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
غزة - مدلين خلة خاص صفا
"اليوم بدي أروح أعبي مي حلوة ومالحة، بعدها أروح على السوق أجيب أغراض البيت، وأساعد ماما".
مذكرات طفل لم يتجاوز ١١ عامًا، لتضع وصمة عار على جبين من يزعمون الإنسانية؛ فيما جيل كامل من مئات الآلاف من أقران مهدي حسونة كان ولا زال جلب الماء لذويه على رأس مهامه اليومية للشهر الحادي عشر على التوالي.
مهدي، "شمعة الدار الأولى" كما أطلق عليه والده، فقد كان من أبسط أمنياته أن يبقى حيًا وسط شلال من المجازر بلغت أكثر من 3500 مجزرة حتى كتابة قصة الطفل.
في أواخر أيام أغسطس الماضي، دوّى صوت انفجارات متتالية، توقف معها قلب غزة وككل مرة تعلو أصوات عربات الإسعاف ولكن يبدو الأمر مختلفا فتلك الانفجارات سلبت أكثر من 200 حلم وحياة غالبيتهم من الأطفال وأمهاتهم.
فحجم الدمار أبقى والد العائلة والذي لم يكن متواجدًا بالمنزل وقتها يقف دون حراك، حتى بدأت الطواقم المختصة بانتشال المصابين فكان أطفاله بينهم نار هدأت للحظة ثم ما فتئت الا أن ثارت ثورتها عندما لم يخرج "شمعة الدار الاولى، ووالدته" من تحت الركام.
"انتُشل محمد وأمير وغنى وضحى وعلي، مصابين من تحت الركام، وبقينا طويلا ننتظر انتشال صغيرنا وزوجتي، إلا أن روحهما فاضت، فأمه لشدة تعلقها فيه أخذته وتركت خمسة وراءها".
يتابع الوالد المكلوم حديثه ل"صفا"، "كان مهدي ذكيا نجيبا متميزا عن أقرانه، يحب كرة القدم ويحلم أن يصبح بطلا في الكونج فو، وسار على تحقيق حلمه فحصل على الحزام الأسود".
"غياب مهدي ترك فراغًا هائلاً وألمًا عميقًا"، فما بين لحظة وطرفة عين تحولت الضحكات التي علت طوابق عمارة التاج 3 في وسط غزة إلى حزن يخيم على 200 عائلة تقريبًا فقدت أحبتها في تلك الغارة.
يتابع حسونة حديثه:"في شهور العدوان، لم نكن نخطط للنزوح خارج المدينة، فكان مهدي يدوّن مذكراته الصغيرة، فكتب عن الحرب ويوم ميلاده".
وبحسب والده، فقد حرص مهدي على تدوين كل صغيرة وكبيرة بدفتره المغبرّ. "كان على قدر عالي من المسؤولية، كان رجل البيت الصغير".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: غزة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
سليمان الصغير: السلع سترتفع أسعارها خلال شهر رمضان
توقع رئيس منظمة الرقيب لحماية المستهلك سليمان الصغير، ارتفاع أسعار السلع بالسوق الليبي خلال شهر رمضان.
وقال الصغير في تصريح صحفي إن الأسعار سترتفع بسبب المضاربة من التجار والطلب المتزايد، بالإضافة إلى انخفاض سعر الدينار أمام الدولار.
وأضاف: تأخر صرف المرتبات وشح السيولة بالمصارف يزيد من سوء الوضع والحكومة هي المسؤولة عن توفير الحياة الكريمة للمواطن.
الوسومأسعار ليبيا