محفوظ: أي لقاء سيجمع بين المشري وصالح سينحصر حول ملف تشكيل الحكومة الجديدة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
ليبيا – استبعد المحلّل السياسي محمد محفوظ تطبيق أي مخرجات يتم التوافق عليها إذا ما اجتمع خالد المشري وعقيلة صالح.
محفوظ قال في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” إن عودة المفاوضات بين المجلسَين حول أي قضية تتطلّب توحيد مجلس الدولة وهذا غير متحقّق؛ لأن الصراع لا يزال مستمراً على رئاسة الأخير والأهم أن بيان مجلس الأمن دعا للبناء على القوانين التي أنجزتها لجنة (6 + 6)، وهو ما يعني أنها لا تزال خاضعة للنقاش والحوار؛ لوجود خلافات بشأنها من طيف غير هيّن بالمجتمع الليبي.
وشدّد على أن أي لقاء سيجمع بين المشري وعقيلة صالح سينحصر حول ملف تشكيل الحكومة الجديدة، وليس بحث إجراء الانتخابات، مشدّداً على أن خروج هذه الحكومة للنور «يتطلّب موافقة دولية، وهو أمر غير متحقّق حتى الآن.
واعتقد أن العواصم الغربية الكبرى المتدخّلة بملف الأزمة، وفي مقدمتها واشنطن، تعارض انفراد المجلسَين بمسارات الحكومة والانتخابات، وترغب بتوسيع قاعدة المشاركة، وخصوصاً أن المشهد الليبي اليوم لم يَعُد حكراً عليهما مقارنةً بفاعلية أطراف أخرى.
وانتهى بتأكيد أن المحاولات الراهنة من قِبل البعثة الأممية لاستثمار أزمة المصرف للدخول في مفاوضات حول المسار السياسي، قد يتم قطع الطريق عليها بعقد صفقة سياسية بين الأطراف الفاعلة في شرق ليبيا وغربها، وهو ما يترتب عليه إعادة إنتاج وتصدير النفط، ومن ثم عودة الجمود للمشهد السياسي.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
سَيْر سالم والجمَل لمحمد محفوظ.. قصة كفاح شاب بحثًا عن علاج
مسقط "العُمانية" يتناول الكاتب العُماني محمد محفوظ (أبو طارق) في كتابه "سَيْر سالم والجمَل"، قصة كفاح شاب فاقد المقلتين حاد البصيرة يبحث عن علاج ليرى أصابع يديه والدنيا وما فيها.
يضم الكتاب الصادر أخيرًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن أربعة فصول، ومقدمة للشيخ عبد الرحمن بن علي الجروان الشامسي يوضح فيها أن قصة الكتاب مستوحاة من أحداث حقيقية.
يصف المؤلف في الفصل الأول المنطقة الجغرافية التي تتمحور فيها الأحداث، موضحًا أن سكان ظفار ينتمون إلى المجتمع الرعوي القائم على تربية الإبل والأبقار والماعز وإن حياتهم تعتمد على منتجات هذه الحيوانات لوفرة الغطاء النباتي للرَّعي.
ويضيف أن المراعي تتجدَّد عند هبوب الرياح الموسمية المحمَّلة بالضَّباب الكثيف الذي يلامس الأرض والسُّحب الحاملة للأمطار، ويستمر الفصل المُمطر لثلاثة أشهر، وخلال هذا الفصل أو على إثر أيّ أمطار خارج موسم الخريف تخضرُّ وتنمو المراعي وأشجار الغابات في الوديان.
ويتحدث المؤلف عن المنازل المخروطية التي شيَّدها سكان الريف والكهوف التي تقوم على أفرع أشجار تتم تغطيتها بأعشاب طويلة من كل الجوانب حمايةً لهم من الرياح والأمطار، وفي الوقت نفسه يشيد مربُّو الأبقار حظائر للأبقار وصغارها بالمواد نفسها، ولكن مع اختلاف شكل الحظائر عن مساكن السكان من حيث الحجم والشكل والارتفاع لتمييزها ومنح مساحات للتهوية.
ويصف المؤلف الفنونَ التي اشتهرت في الزمن الماضي، ومنها "فن النانا"، إذ يقول عنه: "يتفرَّد فن النانا بالتعبير عن المحبة والمديح والشجاعة، وتحديدًا عن الأحزان، والهجاء، ويتميَّز بغزارة المعنى وتوضيح الهدف، ويشتهر هذا الغناء بتطوير ألحانه، وبخاصة الألحان التي تأتي من الشرق، فهي أكثر عذوبةً وطربًا للسامعين، وتنتشر بسرعة فائقة".
أما بطل السَّيْر فهو "سالم" الذي يصفه المؤلف في بداية الفصل الثاني كما يلي: "شاب وُلِد ضريرًا فاقد المقلتين، إلا أنه يشعر بالمعاناة، ولديه إحساس بكل ما يجري من حوله".
وفي الفصل الثالث يفاجئنا المؤلف بأن الجمَل يحاور البطل "سالم" فيحكي لنا بسلاسة: "انفضَّت السهرة بعد أن استمرَّ الغناء إلى منتصف الليل. طلب سالم من دليله أن يوصله إلى الجمَل المربوط بقربهم وتحدَّث إلى الجمَل متسائلًا: (كيفَ حالكَ يا صاحبي؟). ردَّ الجمل عليه بإيماءات من رأسه ورقبته: (من أين لكَ هذا الصوتُ الشجي الجميل؟ لقد طُربت من غنائك وصوتك الجميل، وتمكُّنك من الغناء البديع)".
ويصل الحكي إلى روعته حين يوازي المؤلف بين مشاعر الوجع والاشتياق، ولا فرق في ذلك بين الإنسان والحيوان، إذ يقول: "يا رفيقي لقد عقدتَ صداقةً مع هذا الجمَل، وتمكَّنتَ من فهم ما يجول في خاطره من أفكار"، فيردّ سالم: "إن المعاناة توحِّد المشاعر والخواطر غالبًا".