بشرى أحمد علي
جريمة قتل الشاب محمد حسن نور في مدينة كسلا هي واحدة من آلاف الجرائم التي تُرتكب في السودان بإسم معركة الكرامة ..
وهي جريمة يُمكن القول أنها copycat لجريمة إغتيال الشهيد الاستاذ/أحمد الخير والذي مات تحت التعذيب في مقر جاهز الأمن والمخابرات اثناء ثورة ديسمبر 2018م ...
و لإحتواء غضب الشارع وبسبب ثورة ديسمبر تم القبض على القتلة والذين كان من بينهم مغتصب متخصص في مجاله ، وقد إعترفوا بجريمتهم وعند النطق بالحكم هتفوا وهو يرددون : حقنا كامل وما بنجامل .
تم إستثناء ضابط الشرطة الذي زعم أن الشهيد أحمد الخير قد مات بوجبة فول مسمومة من المحاكمة و كذلك الطبيب الشرعي واللجنة الأمنية التي تلاعبت بملف القضية ...
لم يتم إعدام القتلة بل بقوا في السجن ثم بدأ التفاوض مع أهل الشهيد أحمد الخير ترهيباً وترغيباً ، رفض أهل الشهيد أحمد الخير الصلح أو قبول الدية ولكن القتلة ظلوا في السجن بدون تنفيذ حكم الإعدام ، وبعد تهاوي حكومة الدكتور حمدوك بدأ الصوت يعلو أن تلك المحاكمات لم تكن عادلة لأنها كانت تحت ظل ظروف حكم قحت ، وبأنها محاكمات إنتقامية الغرض منها تصفية الحسابات وليس خدمة العدالة ، بل حتى أن الشيخ/محمد هاشم الحكيم ، وهو أحد أعداء حقبة الدكتور حمدوك ، قد أفتى بعدم جواز تلك المحكمة والسبيل الوحيد الذي أقترحه هو قبول أهل الشهيد أحمد الخير للدية ، ووصف القتلة بأنهم جنود يقومون بواجبهم ولا يستدعي ذلك قتلهم بسبب الخطأ في تنفيذ الواجب ...
إندلعت الحرب التي أشعلها الكيزان ففرت تلك المجموعة من السجن وانضمت لمعركة الكرامة ، وقد خرجت لتنتقم وتعوّض تلك الفترة التي قضتها في السجن ...
وبالنسبة للشهيد محمد حسن نور فاليرجى أهله عدالة السماء لأن دمه سوف يضيع بين التأجيل وتدخل رجال الإدارة الأهلية والتي عُرفت بسيطرتها على الأحوال في أقاليم شرق السودان وتقاطع مصالحها مع حكومة بورتسودان ..
سوف يتم إعتقال القتلة ولو صورياً ويُشاع أنه جرى التحقيق معهم وهم قيد المحاكمة ، وسوف يتم الحديث بأن الأمر برمته في يد القضاء فلنترك القانون يأخذ مجراه ، ويُطلب من الناس الهدوء وتفويت الفرصة على المتربصين وخاصة أن البلاد تتعرض لغزو خارجي تدعمه تسعة دول فلا داعي للجلبة والضوضاء ...
رويداً سوف ينسى الناس الجريمة ويزول الغضب الشعبي فيبدأ الحديث عن المساومات والتسوية ، إنه كتاب واحد نقرأه منذ مجئ الإنقاذ في عام 89..
وليصدق من يصدق وليكذّب من يكذب ولكن هذه الحقيقة ، هذه الجريمة وفاعليها سوف تسير نفس مسار قضية الشهيد أحمد الخير ، فالخلاف ليس حول تداعيات جريمة وحكم قاضي فالخلاف حول وجود نظام لا يحترم العدالة وحكم القانون ويوفر الحصانة لمن يقتل ويسرق وينهب .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: