سودانايل:
2024-09-14@23:44:32 GMT

كاغامي ده ما سمعتوا بيهو..!!

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي
. إبان هبتي ٢٠١٣ و٢٠١٥ وقبل ثورة ديسمبر المؤودة ظللت أدعو مع (قلة) غيري الشباب لأن يعتمدوا على أنفسهم ويصعدوا القيادات الكفؤة من وسطهم حتى يكونوا على أهبة الإستعداد متى ما أُنجزت ثورة كاملة، لكن لا حياة لمن نادينا.

. فقد ضحى الكثير من شباب الوطن بأغلى ما عندهم، لكنهم للأسف توقفوا عند منتصف الطريق (كعادة سودانية مألوفة) وأنتظروا غيرهم أملاً في أن يكملوا لهم ما قدموا الغالي والنفيس من أجله.



. وعن نفسي ما كنت أتعشم فيمن تخطوا الخمسين خيراً في هذا البلد ولذلك كان الرهان علي الشباب.

. وإبان فترة الإعتصام، وبعد أن تأكد بأن حليمة عائدة لعادتها القديمة، وأن شباب الوطن سلموا أمرهم للكبار الذين ما رأينا منهم سوى الخنوع والتلاعب بمصائر الناس، حينها منيت النفس بأن يقتدي بعض زعماء أحزابنا بأفضل وأصدق زعيمين أفريقيين (نيلسون مانديلا وبول كاغامي) ويكفوا عن أساليبهم القديمة تقديراً لتضحيات أولئك الشباب، لكنهم لم يفعلوا.

. والمؤسف أن الشعب أيضاً لم يساعد نفسه وظل حبيساً لعواطف وتهريج إعلامي وتطبيل لأشخاص بعينهم لم نر منهم أكثر من معسول العبارات حتى وقع ما كنا نتحسب له.

. ما أعادني لهذا الموضوع ولفكرة المقال الكامل التي توقفت عنها بسبب ظروف هذه الحرب اللعينة هو أنني تفاجأت في مدينة كيغالي بإنعدام الحركة صبيحة اليوم السبت، وبعد السؤال أدركت أن لديهم عطلة رسمية ما بين الثامنة إلى الحادية عشرة صباحاً.

. ففي هذا اليوم والمناسبة التي يسمونها
( Umuganda)
التي تصادف يوم السبت من آخر كل شهر، في هذا اليوم ينتظم كافة أفراد الشعب الرواندي ممن تخطوا الثامنة عشرة في حملات نظافة بكافة المدن والقرى الرواندية.

. وقتها وجدت إجابة للسؤال الذي كثيراً ما دار بذهني " البلد دي كيف نظيفة بالشكل ده".

. وبالطبع لا يعود سر نظافة مدينة كيغالي المُخضرة لهذا السبب وحده.

. فثلاث ساعات في نهاية كل شهر لا يمكن أن تكفي لتنظيف مدينة أياً كان حجمها، وهو عمل مستمر تقوم به الجهات المعنية على مدار الساعة.

. لكن النظام السليم والقيادات الكفؤة الواعية والعملية تربي شعوبها على حب الوطن وعكس ذلك بالأفعال لا عبر العبارات الرنانة وأغنيات جدودنا زمان.

. فالمواطن الذي يبذل مجهوداً في تنظيف مدن وقرى بلده لابد أن يحرص علي المحافظة علي هذه المدن والقرى نظيفة.

. ولكم أن تتخيلوا الفرق بيننا وبينهم، فقد ظللنا حتى قبل هذه الحرب اللعينة نحيا ونأكل ونتنزه وسط أكوام القمامة بعاصمتنا التي كانت مدينة في منتهى النظافة والجمال في أوقات مضت.

. فلنقارن حالنا بأهل رواندا التي شهدت حرباً أهلية طاحنة لم تنته قبل قرون، بل إستمرت حتى العام ١٩٩٤.

لكنهم وجدوا القيادة المسئولة بعد ذلك العام ولذلك بدأ بلدهم مرحلة البناء والتعمير حتى وصلوا ما هم عليه اليوم وصاروا أكثر البلدان الأفريقية استقراراً وآماناً خلال فترة زمنية قصيرة للغاية.

. أما نحن فحتى بعد النجاح الجزئي لثورة ديسمبر وتشكيل حكومة د. حمدوك لم نتجه للبناء والتعمير، بل تفرغنا للحديث والجدل وغمر الوسائط بعبارات (شكراً حمدوك) غاضين الطرف شعباَ وقيادة لما كان يُحاك للثورة.

. والقائد (المؤسس المفترض) نفسه تفرغ للكلام أكثر من تفرغه للعمل وحين كنا نتساءل: ماذا فعلت حكومة حمدوك لشباب الوطن، هل وفرت لهم المشاريع الإنتاجية حتى تستغل طاقاتهم خير إستغلال، حين كنا نطرح مثل هذه الأسئلة ظللنا نسمع عبارات التعاطف مع حكومة متهاونة جُل وزرائها كانوا من ضعيفي الشخصيات والقدرات وكان طبيعياً أن تضيع أعظم ثورة شهدها السودان.

. لا ننكر بالطبع حجم التآمر الذي واجهته حكومة الثورة، لكنه تآمر كان متوقعاً ولو أن حكومة دكتور حمدوك تعاملت بالصرامة والجدية اللازمة لتمكنت من تحجيم المخربين والمتآمرين.

. لكن المؤسف أن حكومة الثورة ضمت العديد من المسئولين (الهينين) الذين ما كانوا يجرأون على الحسم، إبتداءً بوزارة الإعلام الأهم في مثل تلك المراحل وإنتهاءً بوزارة الخارجية وما بينهما.

. نحن شعب إتكالي يريد من البعض أن يضحوا نيابة عنه وهذا لا يجوز.

. حتى في الكورة ننتظر من أشخاص بعينهم أن يدفعوا المال لتسيير العمل في أنديتنا الكبيرة.

. وإن إنتقدت أحد هؤلاء الإداريين لن تجد من يستمع لك لأن الغالبية لا تريد أن تكتسب عضوية أنديتها وتساهم مادياً في تسيير النشاط.

. والعجيب سرعة الفصاحة وتريد عبارات " الهلال سيد البلد" و" المريخ الزعيم".

. كيف تكون السيادة والزعامة وأنديتنا طوع بنان شلة هنا وهناك لأنهم يصرفون عليها!

. شفتوا كيف نحن بس فالحين في الشعارات و(النضم)!

. تريد لناديك أن يكون سيداً او زعيماً حقيقياً فهذا يبدأ بإستقلالية هذا النادي عن جيوب الأفراد، وإلا يصبح مؤسسة صغيرة لا تستحق الإحترام.

. لكننا نحترم هذه المؤسسات ونعظمها (قولاً) لأننا صرنا عبيداً للمال، هذه هي الحقيقة المرة.

. وما ذكرته أعلاه ينسحب على بقية أوجه حياتنا فكيف سنبني هذا السودان حتى لو توقفت هذه الحرب اللعينة غداً!!

. وأختم بالسؤال: إنتو يا من تتوهمون أن لدينا قادة وزعماء كاغامي ده ما سمعتو بيهو؟!

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: حكومة نتنياهو أبلغت المحكمة العليا في إسرائيل بعدم السيطرة الفعلية على #غزة

يديعوت أحرونوت: حكومة نتنياهو أبلغت المحكمة العليا في إسرائيل بعدم السيطرة الفعلية على #غزة

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإبرام صفقة تبادل للمحتجزين
  • ماذا يوجد فوق الأهرامات؟.. حقيقة ظهور فقاعات تؤثر على الاتصالات
  • سوريا.. بشار الأسد يكلف وزيرا سابقا بتشكيل حكومة جديدة
  • كل الوطن قُبّة…
  • حكومة إقليم كوردستان تعطل الدوام غدا الأحد بمناسبة المولد النبوي
  • المحقق يكشف تفاصيل الصفقة التي يلفها الغموض: الدعم السريع باع سراب جبل عامر لحكومة حمدوك
  • يديعوت أحرونوت: حكومة نتنياهو أبلغت المحكمة العليا في إسرائيل بعدم السيطرة الفعلية على #غزة
  • ”حكومة الحوثيين تُلاحق الإعلام الرقمي: رسوم على المواقع الإخبارية ومحركات البحث!”
  • العبدلي: الجهات الخارجية لم تكن متجاوبة مع الانخراط في عمليات الإعمار التي تشهدها مدينة درنة
  • الحاجي: حكومة الدبيبة أطهر من أطهركم