ياسر العطا اقيل ام اغتيل ام ذهب إلى السماء ذات البروج؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
ابو الخير الحاج التوم
منذ اشتعال هذه الحرب العبثية التي قضت على الاخضر واليابس وصار لدينا تصريحات يومية نارية بقرب الانتصار ودحر الجنجويد الاجانب الذين اتوا من خارج الحدود ، وضرورة القضاء عليهم ولا يمكن المصالحة معهم حتى لو استمرت الحرب 100عام. وواصل في هذه التراهات والوطن يحترق والشعب يموت بالرصاص والبراميل المتفجرة والامراض والجوع والعطش .
وواصل هذا المهووس حديثة بدون اي فرامل او كوابح ولا حدود للياقة والادب والاطر الدبلوماسية ، حتى هجومه على الكثير من الدول لمجرد انها تبذل جهودا لوقف الحرب التي احرقت الوطن والمواطن ، ولم تسلم منه الدول الافريقية والعربية والمنظمات الاقليمية والقارية والدولية، كما هدد بعض الدول بغزوها امعانا في التطاول وعدم اللياقة. وقد خسرت البلاد الكثير من هذه التصريحات العشوائية التي كانت تدخل ضمن الفوضى والهمجية.
مما جعل الكثير يظنون انه سيقوم بالانقلاب على البرهان وتولي مقاليد الامور واستخدام كافة السبل من أجل دحر الجنجويد والقضاء على الحرية والتغيير التي كان يمدحها ايام الثورة , ووصل سوطه إلى تقدم ودكتور حمدوك الشخص المهذب الذي لم نسمع منه كلمة سلبية واحدة تجاه اي شخص .
اصبحنا يوميا نستيقظ من النوم على تصريحاته النارية التي ترفض التفاوض وترفض اي محاولة لوقف الحرب والتي بالغ فيها عندما قال انه مستعد يسترم لمدة 100عام ويقدم فيها 48 مليون شهيد وهم عدد افراد الشعب السوداني ، وهو سيظل حيا يقود المعارك بعد موت كل هذا العدد حتى يبلغ عمره 160 عاما ليأتي بأناس من بلاد بعيد ليحكمهم، بعد فناء شعبنا بالكامل.
لكن فجأة اخرص صوت العطا ولم نسمع له كلمة وسكت إلى الأبد وقد تداولت الشائعات حوله ، هناك من يقول اقيل وهناك من يقول اغتيل او حتى ذهب إلى السماء ذات البروج على قول مناوي.
اشتقنا لقفشاتك واكاذيبك التي تعلن عن الانتصارات الوهمية التي كان يروج لها المجرم أنس عمر ، ونسمع المطبلاتية يضخمونها وتملأ الارجاء وتسقط مدني وتسقط سنجة والدندر والفاو حتى اصبح اكثر من 70% من الوطن في يد حميدتي.
toumabu8@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الخيارات العربية فى غزة ولبنان!
ما بين قمم جماعية وأخرى ثنائية، وما بين نداءات بوقف النار ومفاوضات متواصلة لا تنتهى تبدو الدول العربية فى حالة تثير التساؤل بشأن قدرتها على التأثير على مجريات الحرب الدائرة على غزة ومن بعدها لبنان منذ أكثر من عام. طبعا المسألة ليست بالبساطة التى قد يتصورها البعض ولكن الكثيرين كانوا ينتظرون أن يكون للثقل العربى دوره على الأقل فى التخفيف من حجم البربرية الإسرائيلية مقابل ما اعتبرته بعض الدول العربية بربرية فلسطينية عبرت عنها وفق هذه الدول عملية طوفان الأقصى.
غير أنه فى مواجهة حالة جلد الذات بشأن ما يجب أن يتم عربيا لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وما بين الشعور بغياب ضرورة القيام بأى فعل انطلاقا من منظور البعض بأن العرب لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الحرب، وبين التصور الأقرب للرسمى بالعجز عن الفعل يقرر الواقع أن هناك ما يمكن القيام به ولو من منطلق أضعف الإيمان.
فى هذا المجال يجب التمييز بين شقين هما: القدرة على الفعل، وإرادة الفعل. فغير صحيح أن الدول العربية لا تملك ما يمكن أن تقوم به للتأثير على مجريات الأوضاع فى غزة، ولكن من الصحيح أنها لا تود أن تستخدم ما تملكه على خلفية رؤية خاصة بكل دولة ما يعنى فى النهاية أن الأزمة ناتجة عن غياب إرادة الفعل وليس القدرة عليه.
والحقيقة دون تهور أو إغراق فى خيالات لا صلة لها بالواقع، فإن خيار المساندة العسكرية ربما يجب استبعاده تماما ليس لأنه الخيار الخاطئ وإنما لأنه الخيار غير المطروح على طاولة الجانب العربى.. وحين نتحدث عن الجانب العربى فإننا لا نفترض أنه كتلة واحدة وإنما دول متعددة ولكن كل دولة على حدة تكاد تكون استقرت على هذا الأمر لأسبابها الخاصة.
ربما يطفو على السطح هنا خيار آخر له وجاهته ومنطقة وهو تسليح المقاومة الفلسطينية باعتبارها تقاوم إحتلال وهى مقاومة مشروعة بمقتضى القانون الدولى، وهو أمر يجد نظيرا له فى السياسة الدولية الحالية ممثلة فى حالة مساندة الغرب لأوكرانيا بالسلاح فى مواجهة ما يراه الغرب من اعتداء روسى على سيادة أوكرانيا والعمل على احتلال أراضيها.
لكن هذا الخيار قد يدخل فى دائرة المحظورات أو يمكن اعتباره المحظور الثانى بعد المواجهة العسكرية فى ضوء تعقد المواقف من حركات المقاومة ودمغها دوليا بأنها إرهابية رغم زيف هذا الاتهام، على نحو قد يضع الدول العربية فى عداد مساندة الإرهاب فى منظور الغرب بشكل أساسى وبشكل قد يتم معه تكتيل موقف دولى مناهض يستدعى مشكلات لا ترغب الدول العربية فى الدخول فيها.
كل هذا بعيداً عن السبب الذى يلوح به البعض دون أن نجزم به أو نؤيده وإن كنا نعتبر أنه سبب قائم ألا وهو الموقف السلبى لبعض الأنظمة العربية من حركات المقاومة والتى تتخذ طابعا إسلاميا وهو أمر يبعد عن تناولنا فى هذه السطور.
يبدو فى حدود الرؤية العامة أن الخيارات تضيق بشكل قد تصبح معه ليس هناك خيارات، وهو أمر غير صحيح، حيث يبرز ما نسميه الخيارات السلمية التى لا تأخذ شكلا صداميا ويمكن أن تؤتى أكلها. وعلى ذلك قد تكون العودة بالعلاقات العربية مع إسرائيل إلى المربع صفر نقطة بداية لمجموعة من الإجراءات التى قد تجبر إسرائيل على وقف الحرب. ويشمل ذلك إحياء المقاطعة واتخاذ إجراءات نحو وقف مسيرة دمج أو إدماج إسرائيل فى المنطقة. مجرد أفكار لكن ينقصها الرغبة فى التنفيذ ليس إلا!
[email protected]