سودانايل:
2025-02-22@06:09:59 GMT

هل “دنا” عذاب السودان من روسيا والامريكان ؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بشير عبدالقادر

ما ان استلم نظام الانقاذ في السودان الحكم في العام 1989م، الا واستعجل في رفع شعار "امريكا وروسيا دنا عذابها"!!! على اعتقاد ان استعداء تلك القوتين العظمتين يمكن ان يكون من ضمن الغايات الاستراتيجية التي ستقود لأن يتوحد الشعب خلف نظام الانقاذ، وقد تأسى نظام في تلك الخطة بالنظام الإيراني!
كانت القوتين العظمتين روسيا وامريكا تعلمان بمقدرتهما على محاصرة نظام الإنقاذ واسقاطه بكل سهولة عبر آلياتهم العديدة والمتنوعة في وقت وجيز، ولكنهم فضلوا ابتزاز نظام الإنقاذ وتركه للتأكل الداخلي حتى يسقط وحده بعد ان يحقق لهم أهدافهم بصورة مباشرة او عير مباشرة!!!
فقامت الولايات المتحدة بضرب مصنع الشفاء في العام 1998م بحجة ان مالكه هو أسامة بن لادن وانه مصنع كيماوي وليس مصنع للدواء! وفي 1992م بواسطة الولايات المتحدة تم إدراج السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب واستمر الامر خلال 27 عاما، وفرض على السودان حصار اقتصادي مباشر مما أدى لحرمانه من أي إمكانية لتعاون اقتصادي كبير مع معظم دول العالم وبالتالي عدم قيام تنمية حقيقية!!! واستمرت الولايات المتحدة في ابتزاز نظام الإنقاذ بتهمة انه يمثل تهديدا للمصالح الامريكية وقد قالها مسؤول أمريكي على أيام الوزيرة اولبرايت فقال "السودان تعتبر الدولة الأفريقية الوحيدة التي تشكل تهديد للمصالح الامريكية"، ودعمت الولايات المتحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان و"ضخمت" الولايات المتحدة أزمة دارفور لإجبار نظام الإنقاذ على قبول كل الاتفاقيات التي قادت لانفصال جنوب السودان.


بالطبع استقلت روسيا الاتحادية تدهور العلاقات السودانية الامريكية لتطوير علاقتها مع السودان، فزار وزيري الخارجية مصطفي عثمان موسكو في نوفمبر 2001م، ثم لام أكول في شهر مايو 2006م، وفي شهر يوليو 2004م زارها رئيس الجمعية الوطنية السودانية أحمد إبراهيم الطاهر وركزت روسيا على تسليح السودان ولا سيما في مجال الطيران الحربي، ويلاحظ ان معظم تلك الطائرات سقطت اثناء الطيران!!!- وانها لم تستخدم سوى في الحرب في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق!!!، وبجانب استنزاف كثير من المواد الخام السودانية بما فيها الذهب، سعت روسيا ومازالت تبحث لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر ببناء قاعدة عسكرية روسية في السودان! خاصو وأنها تعتبر السودان معبر لها للسيطرة على وسط افريقيا بكل خيراته من المواد الأولية كاليورانيوم والذهب وغيرها!
كان على نظام الإنقاذ بعد إدراكه للنتائج الكارثية لشعاراته المعادية لأمريكا وروسيا أن يعمل على كسب عطف الدول العربية والإسلامية وقبلها دول الجوارالافريقي، ولكنه بدلا عن ذلك قام بإشعال العداء مع مصر من خلال محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، وعادى ليبيا، وساند ارتريا في حربها مع اثيوبيا وتدخل في الشؤون السياسية لدولة تشاد لتبديل الرؤساء فيها، ودعم جيش الرب ضد الحكومة اليوغندية، وحاول التدخل في افريقيا الوسطى!
كذلك كان على نظام الإنقاذ ان بعمل على توحيد الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حوله من خلال سياسات تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي وتوحيد الشعب ونزول قادة نظام الإنقاذ للعيش وسط الشعب ومشاورة الشعب من خلال توسيع دائرة المشاركة في الحكم وإطلاق الحريات.
لكن على النقيض تماما بدل أن يعمل نظام الانقاذ من خلال سياسته الداخلية على توحيد الصف الداخلي للشعب، قام باستعداء الكثير من فصائل الشعب السوداني من خلال فصل مئات الآلاف من العمال والموظفين والاطر في كل مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة العسكرية والقوات النظامية الاخرى. ولجئ النظام في تعامله مع الشعب الى العنف والبطش بواسطة أجهزته الامنية حيث فتحت السجون الرسمية وغير الرسمية او ما عرف ببيوت الاشباح ومورس تعذيب المواطنين المعارضين أو حتى غير الموالين للنظام حتى الموت، ومن ذلك قتل الطبيب علي فضل بغرس مسمار في راسه، وتم إعدام المتهمين بتجارة العملة، واعدام المتهمين بمحاولة الانقلاب على نظام الانقاذ او ما عرف بضباط انقلاب شهر رمضان، وغيرها من الاف الجرائم الاستبدادية التي لم تنشر الا بعد سقوط نظام الإنقاذ.
اذن تبادلت القوتان العظمتان الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الأدوار في تناغم غير معلن لإخضاع نظام الإنقاذ وابتزازه والعمل على تأكله الداخلي وسرقة خيرات السودان دون أي تكلفة مالية تذكر!
ان كل الحكومات التي ستأتي في السودان في المستقبل القريب ستعاني اول ما تعاني من تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة النعرة القبلية التي قد تقود الى تفكك السودان الى دويلات ضعيفة!
وستعاني الحكومات القادمة من التركة المثقلة من الديون والخراب في البنية التحتية والاقتصاد الذي تسبب فيه نظام الانقاذ بسياساته الرعناء ولا سيما عدواته للدول الخارجية التي قادت الى انتحاره البطيء.
إن خارطة الطريق السياسية للحكومات القادمة للإفلات من الاستعمار الاقتصادي الأمريكي الروسي يجب ان تركز على سياسة توحيد الصف الداخلي ولا سيما من خلال التعليم والفيدرالية الإيجابية، ثم التصالح مع كل دول الجوار أولا والتعاون الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية وإيجاد علاقات متوازنة مع القوى السياسية والاقتصادية العظمى أي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ودول الوحدة الاوربية.

abdelgadir@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نظام الانقاذ نظام الإنقاذ من خلال

إقرأ أيضاً:

“السعودي الألماني دبي” ينجح في زراعة شريحة متطورة تحت اللسان لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

 

نجح فريق طبي متخصص في المستشفى السعودي الألماني في دبي بزرع شريحة تقنية لتحفيز العصب تحت اللسان، لعلاج لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتوفر هذه التقنية المتطورة بديلاً فعالاً لأجهزة ضغط مجرى الهواء CPAP التي يعاني منها العديد من المرضى عند استخدامه ويعد انقطاع التنفس أثناء النوم مشكلة صحية خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يزيد من أخطار الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة المفاجئة أثناء النوم.
ويقدم المستشفى السعودي الألماني دبي لأول مرة في دولة الإمارات والمنطقة أحدث تطور في هذه التقنية العلاجية المتقدمة وهو أول نظام تحفيز عصبي تحت اللسان ثنائي الجانب في العالم، على عكس الأجهزة التقليدية التي تعمل على جانب واحد من العصب، مما يعزز الراحة والنتائج الإيجابية للمرضى.
وقال الدكتور أحمد ياسين بهجت رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة و المتخصص في جراحات الشخير و انقطاع التنفس أثناء النوم في المستشفى السعودي الألماني دبي، الذي قام بالعملية: “يمثل هذا الإنجاز قفزة كبيرة في مجال طب جراحات النوم. نظام Genio ليس مجرد بديل لأجهزة CPAP، بل هو حل أكثر فعالية وراحة وطويل الأمد لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم. هذه التقنية ستغير تماماً طريقة علاج هذا المرض في المنطقة كلها.”
من جانبه أكد الدكتور أحمد عيسى، الرئيس التنفيذي لمجموعة السعودي الألماني الصحية الإمارات، أن المجموعة تسعى باستمرار إلى تقديم أحدث التقنيات الطبية لتحسين نتائج المرضى. نجاح زرع نظام Genio يعكس ريادة لمجموعة السعودي الألماني الصحية في المشهد الطبي الإقليمي. من خلال تبني هذه التكنولوجيا المتطورة، نحن نحدد معايير جديدة في مجال طب و جراحات النوم، ونعزز التزامنا بتقديم حلول رعاية صحية عالمية المستوى”.
من جانبه قال أوليفييه تايلمان، الرئيس التنفيذي لشركة Nyxoah، الشركة المطورة لنظام Genio، إلى أهمية هذا الحدث:”نحن فخورون بالتعاون مع المستشفى السعودي الألماني دبي لجلب تقنية Genio إلى الشرق الأوسط وأفريقيا. لقد غيرت هذه التقنية حياة الآلاف من مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم حول العالم، ونحن متحمسون لرؤية تأثيرها في الإمارات. أول عملية زرع ناجحة تمثل بداية حقبة جديدة في علاج انقطاع التنفس أثناء النوم في المنطقة، ونتطلع إلى توسيع نطاق الوصول إلى هذا العلاج الثوري”.
يعتبر نظام تحفيز العصب تحت اللساني Genio، أول علاج ثوري لانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA). و تُعد هذه التقنية المتطورة بديلاً متقدماً لأجهزة الضغط الإيجابي المستمر (CPAP)، التي يجدها العديد من المرضى غير مريحة.

ويُعتبر انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم مرضا خطيراً يؤثر على الملايين حول العالم، حيث يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وحتى الوفاة. ورغم أن العلاجات التقليدية مثل أجهزة CPAP توفر حلاً فعالاً، إلا أن الالتزام باستخدامها منخفض بسبب الشعور بعدم الراحة.

وقد أحدث تحفيز العصب تحت اللساني (HGNS) ثورة في علاج هذا الاضطراب في الولايات المتحدة وأوروبا و استراليا على مدار أكثر من 10 سنوات، حيث يوفر حلاً طبيعياً وفعالاً من خلال تحفيز العصب تحت اللساني للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحاً أثناء النوم.

واليوم، ولأول مرة في دولة الإمارات والشرق الأوسط، يُقدّم المستشفى السعودي الألماني دبي أحدث تطور في تقنية HGNS – نظام Genio من شركة Nyxoah، وهو أول و أوحد نظام تحفيز ثنائي الجانب للعصب تحت اللساني في العالم. وعلى عكس المحفزات التقليدية التي تعمل على جانب واحد فقط، يوفر نظام Genio تحكماً أكثر توازناً وفعالية في مجرى الهواء مع راحة محسّنة للمرضى.

وقال محمد الشحي عن استعادة حياته النشطة: “لسنوات، كنت أعاني من الإرهاق بسبب انقطاع التنفس أثناء النوم. كان جهاز CPAP غير مريح ولم أجد حلاً آخر. هذه الجراحة أعادت لي الأمل—أنا متحمس لاستعادة طاقتي والعودة إلى ممارسة الأشياء التي أحبها. هذه التقنية مذهلة. الجراحة كانت دقيقة ولكن سلسة—لا أزال قادراً على تحريك لساني، والبلع، والتحدث بشكل طبيعي. أنا متحمس لمرحلة تفعيل الجهاز وأخيراً الحصول على نومٍ مريح دون انقطاع”.


مقالات مشابهة

  • قرعة دوري أبطال أفريقيا تذكر الأهلي بعقدة “أم درمان”
  • دعوات لانسحاب سويسرا من اتفاق باريس للمناخ.. فهل تحذو حذو الولايات المتحدة؟
  • جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
  • فيلم “كابتن أميركا” يسحق منافسيه في الولايات المتّحدة وكندا
  • “السعودي الألماني دبي” ينجح في زراعة شريحة متطورة تحت اللسان لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم
  • “راكز” تعزز نظام الادخار للعاملين ضمن مجتمع أعمالها
  • الأمم المتحدة: “وضع مروع ومحزن”، 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان .. هناك أدلة معقولة على ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان
  • ماسك يجدد تحذيره من إمكانية إفلاس الولايات المتحدة
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • لافروف: الولايات المتحدة بدأت تفهم بشكل أفضل موقف روسيا