سودانايل:
2024-09-14@23:46:30 GMT

هل “دنا” عذاب السودان من روسيا والامريكان ؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بشير عبدالقادر

ما ان استلم نظام الانقاذ في السودان الحكم في العام 1989م، الا واستعجل في رفع شعار "امريكا وروسيا دنا عذابها"!!! على اعتقاد ان استعداء تلك القوتين العظمتين يمكن ان يكون من ضمن الغايات الاستراتيجية التي ستقود لأن يتوحد الشعب خلف نظام الانقاذ، وقد تأسى نظام في تلك الخطة بالنظام الإيراني!
كانت القوتين العظمتين روسيا وامريكا تعلمان بمقدرتهما على محاصرة نظام الإنقاذ واسقاطه بكل سهولة عبر آلياتهم العديدة والمتنوعة في وقت وجيز، ولكنهم فضلوا ابتزاز نظام الإنقاذ وتركه للتأكل الداخلي حتى يسقط وحده بعد ان يحقق لهم أهدافهم بصورة مباشرة او عير مباشرة!!!
فقامت الولايات المتحدة بضرب مصنع الشفاء في العام 1998م بحجة ان مالكه هو أسامة بن لادن وانه مصنع كيماوي وليس مصنع للدواء! وفي 1992م بواسطة الولايات المتحدة تم إدراج السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب واستمر الامر خلال 27 عاما، وفرض على السودان حصار اقتصادي مباشر مما أدى لحرمانه من أي إمكانية لتعاون اقتصادي كبير مع معظم دول العالم وبالتالي عدم قيام تنمية حقيقية!!! واستمرت الولايات المتحدة في ابتزاز نظام الإنقاذ بتهمة انه يمثل تهديدا للمصالح الامريكية وقد قالها مسؤول أمريكي على أيام الوزيرة اولبرايت فقال "السودان تعتبر الدولة الأفريقية الوحيدة التي تشكل تهديد للمصالح الامريكية"، ودعمت الولايات المتحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان و"ضخمت" الولايات المتحدة أزمة دارفور لإجبار نظام الإنقاذ على قبول كل الاتفاقيات التي قادت لانفصال جنوب السودان.


بالطبع استقلت روسيا الاتحادية تدهور العلاقات السودانية الامريكية لتطوير علاقتها مع السودان، فزار وزيري الخارجية مصطفي عثمان موسكو في نوفمبر 2001م، ثم لام أكول في شهر مايو 2006م، وفي شهر يوليو 2004م زارها رئيس الجمعية الوطنية السودانية أحمد إبراهيم الطاهر وركزت روسيا على تسليح السودان ولا سيما في مجال الطيران الحربي، ويلاحظ ان معظم تلك الطائرات سقطت اثناء الطيران!!!- وانها لم تستخدم سوى في الحرب في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق!!!، وبجانب استنزاف كثير من المواد الخام السودانية بما فيها الذهب، سعت روسيا ومازالت تبحث لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر ببناء قاعدة عسكرية روسية في السودان! خاصو وأنها تعتبر السودان معبر لها للسيطرة على وسط افريقيا بكل خيراته من المواد الأولية كاليورانيوم والذهب وغيرها!
كان على نظام الإنقاذ بعد إدراكه للنتائج الكارثية لشعاراته المعادية لأمريكا وروسيا أن يعمل على كسب عطف الدول العربية والإسلامية وقبلها دول الجوارالافريقي، ولكنه بدلا عن ذلك قام بإشعال العداء مع مصر من خلال محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، وعادى ليبيا، وساند ارتريا في حربها مع اثيوبيا وتدخل في الشؤون السياسية لدولة تشاد لتبديل الرؤساء فيها، ودعم جيش الرب ضد الحكومة اليوغندية، وحاول التدخل في افريقيا الوسطى!
كذلك كان على نظام الإنقاذ ان بعمل على توحيد الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حوله من خلال سياسات تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي وتوحيد الشعب ونزول قادة نظام الإنقاذ للعيش وسط الشعب ومشاورة الشعب من خلال توسيع دائرة المشاركة في الحكم وإطلاق الحريات.
لكن على النقيض تماما بدل أن يعمل نظام الانقاذ من خلال سياسته الداخلية على توحيد الصف الداخلي للشعب، قام باستعداء الكثير من فصائل الشعب السوداني من خلال فصل مئات الآلاف من العمال والموظفين والاطر في كل مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة العسكرية والقوات النظامية الاخرى. ولجئ النظام في تعامله مع الشعب الى العنف والبطش بواسطة أجهزته الامنية حيث فتحت السجون الرسمية وغير الرسمية او ما عرف ببيوت الاشباح ومورس تعذيب المواطنين المعارضين أو حتى غير الموالين للنظام حتى الموت، ومن ذلك قتل الطبيب علي فضل بغرس مسمار في راسه، وتم إعدام المتهمين بتجارة العملة، واعدام المتهمين بمحاولة الانقلاب على نظام الانقاذ او ما عرف بضباط انقلاب شهر رمضان، وغيرها من الاف الجرائم الاستبدادية التي لم تنشر الا بعد سقوط نظام الإنقاذ.
اذن تبادلت القوتان العظمتان الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الأدوار في تناغم غير معلن لإخضاع نظام الإنقاذ وابتزازه والعمل على تأكله الداخلي وسرقة خيرات السودان دون أي تكلفة مالية تذكر!
ان كل الحكومات التي ستأتي في السودان في المستقبل القريب ستعاني اول ما تعاني من تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة النعرة القبلية التي قد تقود الى تفكك السودان الى دويلات ضعيفة!
وستعاني الحكومات القادمة من التركة المثقلة من الديون والخراب في البنية التحتية والاقتصاد الذي تسبب فيه نظام الانقاذ بسياساته الرعناء ولا سيما عدواته للدول الخارجية التي قادت الى انتحاره البطيء.
إن خارطة الطريق السياسية للحكومات القادمة للإفلات من الاستعمار الاقتصادي الأمريكي الروسي يجب ان تركز على سياسة توحيد الصف الداخلي ولا سيما من خلال التعليم والفيدرالية الإيجابية، ثم التصالح مع كل دول الجوار أولا والتعاون الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية وإيجاد علاقات متوازنة مع القوى السياسية والاقتصادية العظمى أي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ودول الوحدة الاوربية.

abdelgadir@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نظام الانقاذ نظام الإنقاذ من خلال

إقرأ أيضاً:

“هيلث تريب” تتوسع في الإمارات والسعودية

أعلنت “هيلث تريب” Healthtrip، أكبر منصة للسفر العلاجي في العالم التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، عن تأسيس مكاتب لها تعمل بكامل طاقتها التشغيلية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بهدف تلبية الطلب المتزايد والمتسارع على خدمات الرعاية الصحية في المنطقة.
ويعد هذا التوسع تماشياً مع الاتجاه المتنامي للمنطقة لتصبح الوجهة الأولى للسفر العلاجي في العالم، حيث تجتذب ملايين السياح كل عام.
تجدر الإشارة إلى أن سوق السياحة العلاجية الحالي، والذي يقدر حجمه بأكثر من تريليون دولار أمريكي سنوياً، يلبي احتياجات الراغبين في الحصول على علاجات مميزة ومتقدمة في الخارج.
وينمو سوق السياحة العلاجية بمعدل سنوي قدره 18%، مدفوعاً بزيادة الوصول إلى المعلومات والوعي بجوانب الحفاظ على الصحة والعافية لفترات أطول.
وتعد “هيلث تريب” Healthtrip واحدة من أسرع الشركات نمواً في قطاع السياحة العلاجية مدعومة من قبل صناديق رأس المال الجريء بمقرها في دولة الإمارات على غرار شركة “هيومانيا كابيتال” و”دي ون” للاستثمارات و”إن بي فنتشرز”.
وتوفر الشركة شبكة واسعة النطاق من خلال شراكاتها مع 1500 مستشفى ومنتجع علاجي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والإمارات والسعودية وتايلاند، والهند وسنغافورة ومصر.
وتقدم الشركة خدماتها إلى أكثر من 65000 عميل من 38 دولة، وذلك من خلال منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي توفر رعاية شخصية وذكية عن طريق ربط الأفراد بمزودي الخدمات بناءً على نوع العلاج، والتقييم والتكلفة والموقع.
وتقدم الشركة خدمات واسعة النطاق ضمن الوجهات العلاجية المقصودة، وتشمل حجوزات الفنادق والتوصيل من المطار وخدمات المساعدة الشخصية (كونسييرج) والترجمة الفورية.
وقال دانيش أحمد، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “هيلث تريب” Healthtrip، “يتماشى توسعنا الأخير في الشرق الأوسط مع توجه المنطقة المتمثل في تعزيز تجارب الصحة والعافية وطول العمر ومكافحة الشيخوخة للمسافرين حول العالم. تشهد علاجات مثل الصحة المستدامة والعناية بالجمال طلباً متزايداً في مختلف الوجهات المتعددة في المنطقة، مما يتوّج ويكمّل عروضها الطبية والعلاجية الراسخة. وبفضل خيارات السفر المتاحة والبنية التحتية المتقدمة للرعاية الصحية والإجراءات المبسطة، كان توسيع شبكتنا الدولية إلى الشرق الأوسط قراراً استراتيجياً صائباً وفي الوقت المناسب. ونتطلع إلى لعب دور فاعل في نمو تدفق حركة السفر للعناية بالصحة والعافية في الشرق الأوسط.”
ولدى “هيلث تريب” Healthtrip شراكات مع عدد من أشهر مزودي خدمات الرعاية الصحية، على غرار مستشفيات السعودي الألماني ومجموعة برجيل والمستشفى الأمريكي ومستشفى “كينجز كوليدج” و”زويا ويلنس” و”كايا سكين كير” في المنطقة.
وأطلقت “هيلث تريب” Healthtrip برنامج “ثرايف” THRIVE الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجال تجديد حيوية الجسم والذهن للأفراد الذين يسعون إلى إحداث تطور حاسم في نمط حياتهم.
ويقدم برنامج “ثرايف” THRIVE تجربة منزلية غير مسبوقة لتحسين جودة الحياة وتجديدها وطرح مفهوم جديد لها والارتقاء بها إلى مستوى غير مسبوق من خلال العلاج الطبيعي وأنشطة الرفاهية الذهنية وأساليب العناية الصحية الشاملة.
ويلبي البرنامج احتياجات أولئك الذين يسعون إلى تعزيز قدراتهم الصحية البدنية والذهنية من خلال خوض تجربة علاجية متكاملة تندمج بتناغم تام في نمط حياتهم الحالي.


مقالات مشابهة

  • “هيلث تريب” تتوسع في الإمارات والسعودية
  • فرق الإنقاذ تبدأ محاولة جديدة لسحب ناقلة النفط "سونيون" التي فجّرها الحوثيون البحر الأحمر
  • عاجل .. تعرض وزير النفط العراقي الى ازمة صحية مفاجئة اثناء زيارته الحالية الى الولايات المتحدة الامريكية ونقله الى المستشفى
  • “النساء والفتيات جردن من ضرورياتهن الأساسية”، مسؤولة أممية تصف “الوضع المأساوي” في السودان
  • الولايات المتحدة تسمح بإضافة وظيفة إلى أجهزة “إير بودز” تحوّلها أدوات مساعدة للسمع
  • الولايات المتحدة تستهدف متاجر صينية بقواعد جديدة للحد من “إساءة” استخدام ثغرة تجارية
  • روسيا تطرد 6 دبلوماسيين بريطانيين بتهمة التجسس والمملكة المتحدة تصف الأمر بأنه “لا أساس له من الصحة على الإطلاق”
  • حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” تنهي مهمتها وتعود إلى الولايات المتحدة دون أن تشارك في مواجهة قوات صنعاء
  • “فايننشال تايمز”: إدارة بايدن منقسمة بشأن استخدام كييف أسلحة أمريكية داخل روسيا
  • الكرملين يحذر من التصعيد إذا سمحت الولايات المتحدة لكييف بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى