سودانايل:
2024-09-14@23:44:57 GMT

أهل السودان ومعركة صفين

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

إعرف الحق تعرف أهله.
يقول الإمام علي رضي الله عنه:
إنَّ دينَ الله لا يُعرَفُ بالرِّجال ، بَل بآيَة الحَقِّ؛ فَاعرف الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ.
*

و نقرأ مقالات و أراء مختلفة و نشاهد لقاءات و ندوات و حتى في مواقع التواصل المختلفة و مثلها محاولاتنا القديمة و حتى يومنا هذا في الكتابه بما فتح الله علينا من شهادة و نصح و توثيق كانت تصلنا الرسائل و تسجل لنا التعليقات متفاوتة متفرقة و مختلفة.



لنلحظ أن حرب السودان كشفت عن انقسام عميق بين السودانيين أنفسهم يحتاج من أهل التخصص دراسته و معالجته. فالأمر يتعدى تأييد جانب في الحرب و عداوة اخر إلى حقيقة أن تجدك تدافع عن مليشيات تضم في قطعانها مرتزقة تحل و تستبيح دماء و أعراض و أموال شعب السودان أهلك واهل البعض فيها بإسم الحرب و التحرير من كيزان الجيش و الفلول بل إلى إيمان تام و دفاع مستميت عن فعالهم مع ايجاد المبررات و الأسباب و الأعذار لها من احتلال بيوت الناس إلى هتك أعراضهم! و أبسط دفوعة مكررة أن تقارن أفعال النظام السابق و الجيش بهم؟! أو فقط ترمي لنا الودع أنها الحرب و هذا ما يتوقع حدوثه فيها ككل حرب!
*

الكتابة عن تعليل الأمر بالغبن و رغبة الإنتقام بسبب فعال الإخوان المسلمين في السودان طوال سنين حكمهم و جرائمهم في حق الناس من قتل و هتك للأعراض و سرقة و تشريد و تعديهم و قهرهم و ظلمهم و الإنتقال إلى الحقد و الضغينة و الحسد و الدونيّة و عقد النقص تجاه قبائل و أجناس فيه لإيضاح أحوال اخرى لن يكون سليماً منصفاً ذا فائدة لإنقاذ السودان أولاً من نيران حرب الشركاء المشتعلة فيه إلى اليوم و المهددة لوحدته إلى مستقبل شعب السودان نفسه في حالة تبعثره و تقسُّمه إلى أقاليم دول!
*

محاولة الدعوة إلى النظر بواقع لأسباب الحرب الحقيقية المتمثلة في الرغبة الخالصة في “السلطة و الحكم” في شخص حميدتي و من “خلفه” ثم البرهان و من معه و تجريدها من “شماعات” الفلول و كيدهم للثورة تظل تصطدم بالمدافعين عن المليشيات و الحاقدين على مجموعات فيه إلى الشامتين بالشعب السوداني عامة كافة حد الشماتة على أنفسهم من حمق الحقد فيهم!
فمعرفة أصل المرض هي خير مساعد على إيجاد الدواء الشافي له. أما الانشغال بمعالجة الأعراض الظاهرة له فقط فستؤدي في معظم الحالات و الأحوال إلى تفشيه فالتهلكة.
*

عمر البشير و برلمان كيزانه هم من أوجدوا الجنجويد و كثير من مليشيات قبلهم ثم أكسبوها شريعة القوات النظامية الكل يعلم ذلك.
لكن سلطة ما بعد الثورة و الشركاء فيها هم من وثقوا لوجود تلك المليشيات و أكدوا الإعتراف بها رغم أن الجميع كان يدعو لتفكيك النظام المخلوع و بدعته سياسة التمكين و اجتزاز كل بقاياه و شركاته و أجهزته و حتى استخباراته!
و سيقول قائل أن المليشيات وقفت مع الثورة و يكفي اعتراف قادة الجيش بها و ضم قائدها إليهم!
و دونكم ما حدث بعدها فأحكموا بأنفسكم عليها.
*

إن تقسيم السودان الذي يعتبره -قاصري النظر و الجهلاء- حلَّاً لهذه الحرب و لمشاكل السودان كلها لن يجلب معه السلام يوماً لأن ما في النفوس بين أهل السودان تجذر مع هذه الحرب و انكشف للعلن.
المحاولات لإيقاف الحرب عليها التركيز على أول أساس فيها و هو النزاع على السلطة. ثم تأتي العدالة فالقصاص ثانيا.
فالأنشغال عن ذاك يجعل المجرمين منا و بيننا يظنون أن طوق النجاة لهم هو بنفخ بالونتهم و أهميتهم بإطالة أمر التفاوض معهم و كأنهم المنقذين لنا و هم أول من أجرم في حقنا.
*
و سيأتي من يدافع عن ذاك و هذا و يقلب الحقائق في وجه كل من سعى للكشف عنها. بل و يوزع الإتهامات رخيصة من الرخص في أنفس لا تخاف الله فينا.

اللهم فأشهد

mhmh18@windowslive.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني

(1) حدثان يعكسان حقيقة هذه الحرب وابعادها ، احدهما حديث والاخر مر عليه عامين ، وكليهما لديه ارتباط مباشر مع الإتفاق الإطاري وتداعياته على البلاد والعباد..
ففى مثل هذا اليوم من (12 سبتمبر 2024م) اعلن قائد مليشيا الدعم السريع ترحيبه بمسودة مشروع دستور المحاميين وقال (ارحب به مع اننى لم اطلع عليه) ، كانت تلك محاولة تملص من الانتقادات الواسعة للمشروع ، مع التمسك بجوهر الإتفاق الذي ابرمه مع فولكر بيرتيس رئيس اليونتاميس ، وخلال مراحل مختلفة اتضح أن حميدتى دخل فى تحالف جديد حاضنته قحت ورعايته فولكر واطراف اخري للعبور من مرحلة قوة تابعة للجيش السوداني إلى قوة تمثل الجيش السودانى وتعتمد كقاعدة وبديل له ، وما زال هذا موقف ذات الأطراف..
وكنت قد كتبت حينها (لا أظن من المناسب أن ترحب شخصية قيادية فى البلاد بموقف قبل أن تقرأ التفاصيل ولديها عدد من المستشاريين والخبراء إلا إذا كان الترحيب فى حد ذاته إشارة أو رسالة) ، فقد اتضح منذ ازمة الإطاري ان الترحيب جزء من مشروع فكرة ومخطط كان وما يزال..
(2)
أما الحدث الآخر هو المناظرة الرئاسية التى شغلت العالم بين (كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي و دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري) ، وخلال 90 دقيقة ، من النقاشات والحوارات والاسئلة والاستدراكات لم يتحدث احدهم عن (الوصع فى السودان) ، لم يطرح فريق القناة سؤال عن افريقيا أو السودان ولم يتعرض احد المرشحين ، رغم كل الضوضاء وكل الحديث فى مجلس الأمن الدولي أو المنظمات ، ورغم كل الفظائع والانتهاكات ، وذلك لسببين جوهريين:
– الوضع فى السودان ليس ضمن اهتمامات الرأى العام الأمريكي..
– القضية السودانية جزء من اجندة صراع استخباراتي ومصالح قوى اقليمية تتم ادارته بادوات خفية..
وعليه يمكن القول أن كل هذه الاحاديث من المبعوث الأمريكي الخاص أو مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية فى مجلس الأمن الدولي هو جزء من مخطط (مصنوع) بترتيبات سياسية وخبراء ، وبتنسيق مع قوى اقليمية ومنظمات ، فهو ليس صرخة ضمير إنساني وإنما مخطط ماكر..
وكل تحركات المبعوث الأمريكي وتواصله هو جزء من هذا الفعل ، وهو اكمال لمشهد (الإطاري) واجندته؟ ..
كيف ؟ هذا أمر واضح..
(3)
منذ محادثات جدة (مايو 2023م) تم الإتفاق على أن تركز المحادثات بين الحكومة السودانية ومليشيا الدعم السريع على قضية الحرب ووقفها والتداعيات الإنسانية ، ولكن اطراف أخرى تدخلت (لحشر) العملية السياسية ، والمقصود هنا الإتفاق الإطاري واطرافه وادواره..
وهذا ما قامت به (تقدم) حين وقعت (اتفاقا) سياسيا مع مليشيا الدعم السريع ، فى يناير 2024م ) ، لم يتضمن ذلك الاعلان سوى دعوة لوقف الحرب اما بقية اجندته كلها عن اجندة سياسية ، والهدف نقل الحرب من (قوة متمردة على الجيش) إلى (فصيل سياسي) وبأجندة سياسية..
وكل تحركات القوى الدولية والاقليمية لترسيخ هذه الحقيقة والتى تهرب منها (تقدم) رغم انخراطها في هذا الدور ، وهذا الموقف المبتذل حيث ربط وقف الحرب مع عودة (قوى الحرية والتغيير للحكم) وعودة الشراكة مع المليشيا..
(4)
وحتى القوى السياسية التى تباعدت عن قحت ، فانها توظف كل جهدها لخدمة هذا الهدف ومن ذلك الحزب الشيوعي السوداني الذي اتخذ من جوبا (عاصمة جنوب السودان) ملاذا لقيادته ، بينما توزعت اطراف أخرى فى كمبالا ونيروبي واديس ونشطت الغرف الاعلامية لخدمة هذا الهدف بطريقة مختلفة اى (أضعاف الجيش السودانى لصالح قوى اخرى هى حركة عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو) ..

وخلال فترة الحرب فإن بيانات المكتب السياسي للحزب الشيوعي خالية من انتقاد صريح للدعم السريع كليا ، وحتى تداعيات الحرب مع التركيز على انتقاد قيادة الجيش وما اسموه (اللجنة الأمنية) وهو موقف يتسق مع ادوار ومطالب مليشيا الدعم السريع حيث أول مطالبها صبيحة (15 ابريل 2023م) استسلام قيادة الجيش السودانى..
وعلى ذات النسق انخرطت بعض لجان المقاومة على الواقع فى إسناد المليشيا بالمعلومات والقوائم والتغطية الاعلامية والسياسية..
(5)
ولذلك فإن صور ومشاهد المبعوث الأمريكي الخاص مع نشطاء جزء من حملة شركاء الجريمة وليس دعوة للحلول والمعالجة..

والاطراف ذات الارتباط المباشر بالقضية السودانية هم وفى قناعتي الشخصية المخابرات البريطانية ودولة الأمارات العربية المتحدة ، وبقية المواقف هو صدى لهذه العلاقة..

ووفق هذا المنظور فإن وقف الحرب مع المسببات الاساسية وليس القشور وفلاشات الكاميرات وضجيج وسائل التواصل الإجتماعي ، إنها محاولة لإعادة (النفوذ البريطاني) المفقود ، فبعد الخروج من الاتحاد الاوربي لم يعد لبريطانيا العظمى ادوار ، وهذا احد مهام العودة للهيمنة..
د.ابراهيم الصديق على

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تاريخ السودان في مزادات البيع
  • الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني
  • السنوار يوجه رسالة هامة إلى السيد حسن نصر الله.. تفاصيل ما جاء فيها
  • الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار
  • الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان
  • السنوار يوجه رسالة إلى حسن نصر الله.. هذا ما جاء فيها
  • من أكبر مخططات العدو من الحرب فصل دارفور عن السودان
  • دعاء ثاني جمعة في ربيع الأول.. تفتح فيها أبواب السماء
  • حملة وقف الحرب تطلق «صرخة المجاعة في السودان»
  • المفتي دريان يوجّه رسالة إلى اللبنانيين.. اليكم ما جاء فيها