سودانايل:
2024-09-14@23:53:03 GMT

قراءة في عوالم مزارات

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

محمد عبد المنعم صالح

في تقديري ما أن يضع المؤلف مؤلفه ويقرر طباعته حتي يصبح السفر ليس ملكا له بل للقارئ بدون شك .. لكن تحت إلحاح الكثير من الأصدقاء بمطالبتي ان أقوم ببعض الإضاءات حول مؤلفي "مزارات" الذي طبع أخيرا بالقاهرة فيمكنني القول بأن هذا السفر هو عبارة لنتاج مجموعة تساؤلات كانت بداخلي حول الحركة الصوفية في السودان ('الصيرورة ) وما آلت اليه في سياقنا السوداني ومن ثم محاولة للمقاربة بينها وبين الحركة الصوفية في العالم .

. والتي في تقديري كان لابد ان تطرح المدرسة الصوفية في السودان في سياقنا كامرحلة بالضرورة وذلك لخصوصية مجتمعاتنا ، فكان لابد من محاولات للتبيئة، فكانت المساهمة الضخمة في تقديري من الحركة الصوفية في تبيئة الإسلام نفسه في سياقنا (الأفروشرق أوسطي) ..
إجتهدت في أن أطور هذه التساؤلات مستعينا بصديقي العزيز جدا برير محي الدين موسي (الصائغ الماهر) المتخصص في الأحجار الكريمة ، صاحب القراءات المدهشة في التصوف وحركة تاريخه ، المتفرغ تماما كذلك للتبشير بحركة صوفية أكثر حداثة ولاذال برغم رغبته أن يكون مغمورا ، يوفر وجوده الإجتماعي بوعي إجتماعي مدروس ومحكم معللا ذلك بأن مواعين ماحولنا لم تعد بعد تسع طاقة الفكر الذي يبشر به والذي أوافقه فيه الرأي تماما ..
كانت هنلك مجالسات متعمدة لساعات طوال نناقش فيها بحضور حاضر وعصف ذهني كبير هاته التساؤلات بشكل مسموع بيننا نحاول ما إستطعنا تفكيك الخطاب الصوفي في سياقنا السوداني مستعبنين بقراءات الأستاذ محمود محمد طه فيما يخص خطاب الديني كوني ظل يبشر به في كتاباته ، مستصطحبين في ذات الوقت كذلك كل من تجارب الحلاج وابن عربي وسهر وردي والرومي وغيره ..
ثم يأتي هذا المؤلف كثمرة لهذه السجالات التي دامت لذمن طويل بيني وبين صديقي برير محي الدين موسي لطرح تساؤلاتنا الثنائية فكانت "مزارات ".. إذا حري بي القول أن صديقي برير محي الدين موسي يناصفني الفكرة في كل مستوياتها والتي آامل أن تكون بداية لمشاريع آتية في ذات السياق ..
بإيجاز مزارات عبارة عن شخص يتعرض لتحولات ضخمة من المادية الي عالم الروحانيات .. يتخللها صراع داخلي قاسي ، مكابره، رفض مستبطن مابين قديم وجديد ..
القديم الذي في تقديره أصبح لايمنح معناً ولا يحمل في طياته كل الحقائق ، الجديد الذي يمنحه معناً كبير وكثير من الحقائق ..
تحت وطأة هذا الصراع الذي لم يحسم بشكل قطعي يحاول أن يسقط أدواته المادية علي التجربة الصوفية في سياقه ثم سياقات أخري كان قد إستلهما في فك شفرات كثير من التعاريف عن ماهية التصوف فتكون مفاجأته التي إستوقته لوقت ليس بقصير وهو أن الحركة الصوفية في السودان قد أصطكت صيرورتها باالمرحلة السنارية بل هي الي الان لازالت نتاج طموحات ما أْخطتة تلك المرحلة !!؟؟ .. والتي بدون شك قد خصم منها كثيرا مقارنة بالخطابات الصوفية حولنا وماظلت تنتجه من معرفة ذادت من طلاوتها ورغبت العالم في معرفتها لما تملكه من خطاب كوني إن جاز لي التعريف في ظل تراجع المادية التي أصبحت تحمل في طياتها كل أسباب إنهيارها بالكامل علي كل المستويات !؟ ..
فأدي ذلك قطع شك الي تحنيطها بكل اسف فظلت لردح من الذمن أسيرة جغرافيا محددة تتحرك في إطار حركة محدودة وضيقة مع المفارقة أنها ذات الجغرافية التي إستهدفتها الطريقة التجانية المجيدة والتي لها سبق الفعل في أن تعيد تبيئة الإسلام في الرواق الأفريقاني..
وهو مشروع لسفر يعمل عليه كاتب هذه السطور بذات العنوان (دور الطريقة التجانية في تبيئة الإسلام في الرواق الأفريقاني) شارف علي الإنتهاء برغم ظرف النزوح وكل الماثل ..
في محاولة لوضع النقاط فوق الحروف في مقدمة مزارات كان من الطبيعي التعريف عن ماهية التصوف من زاوية نظري وفق علمي ومعرفتي المحدودة لأن تعاريف مستويات التصوف في حقيقة الأمر متجاوزة كثيرا لحدود مقدراتي ومعرفتي بكل صدق . فالتصوف من وجهة نظري هي طرق وليست طريقة لكن الغاية بالضرورة واحدة . تبدأ من الذات " البشرية التي تقرر أن تحيا التجربة بالترسيخ للمحبة " بكامل خواص تفاعلها مع الأرض في مستوي بشريتها ثم تسافر إلى الله "الفناء"، ولذلك نسميه مجازا نحن المتصوفة ببداية الطريق "السير " من الكثيف الي اللطيف والعكس .. أي بين الفناء والبقاء، السماء والأرض، الروح والمادة، النفس والله .. من النفس إلى الله ، ومن الله إلى النفس .. في حركة ثنائية دائمة، ذهاب وعودة، غيبة وحضور، وفي ذات الوقت مع هذا السير من اللطيف الي الكثيف ومن اعلي الي العودة كما قال مولانا جلال الدين الرومي "المتصوف يعيش اللحظة بلحظتها ويعتبرها هي المكمن وهي كل ماكان وكفي ".. فتأمل هذا البهاء سير ثنائية مضبوط وحياة كاملة في اللحظة مع التسليم الكامل !!..

في سياق مختلف كاإستهلال لتراكم المعارف التي أنتجته الحركة الصوفية في العالم بالضرورة بلغات مختلفة" مع العلم أن اللغة هي ليست كل المعرفة بل هي فقط قوالب للتفريغ تتفاوت مع قدرة كل قالب لغة للإستيعاب بشكل متفاوت "اخذ الكثير يعتبر أنها أصبحت تمتلك خاصية الفلسفة وهنلك الكثير عند تناوله الصوفية خاصة في مستوي التجريد يعرفها بأعتبارها فلسفة صوفية .. في هذا السياق كمدخل يمكننا أيضا أن نقول بأن التصوف يعرف الروح بأنها كانت من نور قبل أن تهبط إلى الجسد، وهي تظل تنير بقدر تخليها من متعلقات هذا الجسد (البشرية) وتعلقه بها ، والاكتفاء بالضروي منه. لأن ظلامات النفس "البشرية " هي علي الدوام حجاب بين العبد وبين الله ..
غدا نواصل ..
محمد عبد المنعم صالح

 

mohamed79salih@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قبل الدراسة.. فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم وتنشيط قدراته العقلية

قراءة القصص للطفل قبل النوم ليست مجرد عادة ممتعة، بل هي استثمار في مستقبله؛ فهي تساعده في النمو العقلي والعاطفي وتعده لمواجهة تحديات الحياة؛ لذا ومع الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد نوضح فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم وتنشيط قدراته العقلية.

تطوير قدرات الأطفال العقلية

في عالمنا السريع، يزداد الاهتمام بتطوير قدرات الأطفال العقلية منذ سن مبكرة، وبات من الضروري البحث عن طرق مبتكرة وفعالة لتحقيق هذا الهدف، وتعد قراءة القصص أحد أهم الأدوات التي يمكن للأهل الاستفادة منها لتنشئة أطفال أذكياء ومبدعين، حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

فوائد قراءة القصص قبل النوم

وتتمثل فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم في:

تحسين جودة النوم: تساعد القصص في تهدئة الطفل وتقليل التوتر، ما يساهم في تحسين جودة نومه ويساعده على الاستيقاظ نشيطًا في الصباح. تنمية الخيال والإبداع: تفتح القصص آفاقًا واسعة لخيال الطفل وتشجعه على التفكير الإبداعي وحل المشكلات. توسيع المفردات: يتعرف الطفل على كلمات جديدة وعبارات متنوعة، ما يساهم في توسيع مفرداته وتحسين مهاراته اللغوية. تعزيز الذاكرة والتركيز: تساعد القصص في تقوية الذاكرة والتركيز؛ إذ يحاول الطفل تذكر تفاصيل القصة وشخصياتها. بناء شخصية الطفل: يتعرف الطفل على قيم ومبادئ إيجابية من خلال القصص، ما يساعده في بناء شخصية قوية ومتوازنة. تقوية العلاقة بين الوالدين والطفل: يعتبر وقت قراءة القصة فرصة ذهبية لتعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل؛ إذ يشعر الطفل بالأمان والحب في أثناء الاستماع إلى صوت والديه.

نصائح لاختيار القصة المناسبة

ولاختيار قصص مناسبة للطفل تحقق له الفوائد السابقة، يمكن اتباع النصائح التالية:

اختيار القصص المناسبة للعمر: يجب أن تكون القصص ملائمة لعمر الطفل ومستواه اللغوي. تنوع القصص: لا تقتصر على نوع واحد من القصص، بل يجب تقديم مجموعة متنوعة من القصص التي تغطي موضوعات مختلفة. الاهتمام بالرسومات: يجب أن تكون رسومات القصة جذابة وملونة لجذب انتباه الطفل. التفاعل مع الطفل: يجب تشجيع الطفل على طرح الأسئلة والتعبير عن رأيه في القصة.

مقالات مشابهة

  • قبل الدراسة.. فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم وتنشيط قدراته العقلية
  • مسؤول بالرئاسة الإيرانية: الحوثيون يسمحون للسفن بالمرور إلى اسرائيل مقابل المال والتي لا تدفع يستهدفونها
  • الطرق الصوفية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في أسوان
  • قراءة في صور وجوه المرشحين
  • قانون الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية
  • لقاء القيادات العائدة إلى حركة العدل و المساواة السودانية برئيس الحركة الدكتور جبريل إبراهيم
  • نمو الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مقاصد السياحة المصرية من الكويت
  • جامعة الكويت تبحث مع “الداخلية” سبل التعاون لتنظيم الحركة المرورية
  • «الطرق الصوفية» تنظم موكبا ضخما للاحتفال بالمولد النبوي الأحد المقبل
  • كتاب يحكي حياة زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي