سودانايل:
2025-03-18@08:20:57 GMT

قراءة في عوالم مزارات

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

محمد عبد المنعم صالح

في تقديري ما أن يضع المؤلف مؤلفه ويقرر طباعته حتي يصبح السفر ليس ملكا له بل للقارئ بدون شك .. لكن تحت إلحاح الكثير من الأصدقاء بمطالبتي ان أقوم ببعض الإضاءات حول مؤلفي "مزارات" الذي طبع أخيرا بالقاهرة فيمكنني القول بأن هذا السفر هو عبارة لنتاج مجموعة تساؤلات كانت بداخلي حول الحركة الصوفية في السودان ('الصيرورة ) وما آلت اليه في سياقنا السوداني ومن ثم محاولة للمقاربة بينها وبين الحركة الصوفية في العالم .

. والتي في تقديري كان لابد ان تطرح المدرسة الصوفية في السودان في سياقنا كامرحلة بالضرورة وذلك لخصوصية مجتمعاتنا ، فكان لابد من محاولات للتبيئة، فكانت المساهمة الضخمة في تقديري من الحركة الصوفية في تبيئة الإسلام نفسه في سياقنا (الأفروشرق أوسطي) ..
إجتهدت في أن أطور هذه التساؤلات مستعينا بصديقي العزيز جدا برير محي الدين موسي (الصائغ الماهر) المتخصص في الأحجار الكريمة ، صاحب القراءات المدهشة في التصوف وحركة تاريخه ، المتفرغ تماما كذلك للتبشير بحركة صوفية أكثر حداثة ولاذال برغم رغبته أن يكون مغمورا ، يوفر وجوده الإجتماعي بوعي إجتماعي مدروس ومحكم معللا ذلك بأن مواعين ماحولنا لم تعد بعد تسع طاقة الفكر الذي يبشر به والذي أوافقه فيه الرأي تماما ..
كانت هنلك مجالسات متعمدة لساعات طوال نناقش فيها بحضور حاضر وعصف ذهني كبير هاته التساؤلات بشكل مسموع بيننا نحاول ما إستطعنا تفكيك الخطاب الصوفي في سياقنا السوداني مستعبنين بقراءات الأستاذ محمود محمد طه فيما يخص خطاب الديني كوني ظل يبشر به في كتاباته ، مستصطحبين في ذات الوقت كذلك كل من تجارب الحلاج وابن عربي وسهر وردي والرومي وغيره ..
ثم يأتي هذا المؤلف كثمرة لهذه السجالات التي دامت لذمن طويل بيني وبين صديقي برير محي الدين موسي لطرح تساؤلاتنا الثنائية فكانت "مزارات ".. إذا حري بي القول أن صديقي برير محي الدين موسي يناصفني الفكرة في كل مستوياتها والتي آامل أن تكون بداية لمشاريع آتية في ذات السياق ..
بإيجاز مزارات عبارة عن شخص يتعرض لتحولات ضخمة من المادية الي عالم الروحانيات .. يتخللها صراع داخلي قاسي ، مكابره، رفض مستبطن مابين قديم وجديد ..
القديم الذي في تقديره أصبح لايمنح معناً ولا يحمل في طياته كل الحقائق ، الجديد الذي يمنحه معناً كبير وكثير من الحقائق ..
تحت وطأة هذا الصراع الذي لم يحسم بشكل قطعي يحاول أن يسقط أدواته المادية علي التجربة الصوفية في سياقه ثم سياقات أخري كان قد إستلهما في فك شفرات كثير من التعاريف عن ماهية التصوف فتكون مفاجأته التي إستوقته لوقت ليس بقصير وهو أن الحركة الصوفية في السودان قد أصطكت صيرورتها باالمرحلة السنارية بل هي الي الان لازالت نتاج طموحات ما أْخطتة تلك المرحلة !!؟؟ .. والتي بدون شك قد خصم منها كثيرا مقارنة بالخطابات الصوفية حولنا وماظلت تنتجه من معرفة ذادت من طلاوتها ورغبت العالم في معرفتها لما تملكه من خطاب كوني إن جاز لي التعريف في ظل تراجع المادية التي أصبحت تحمل في طياتها كل أسباب إنهيارها بالكامل علي كل المستويات !؟ ..
فأدي ذلك قطع شك الي تحنيطها بكل اسف فظلت لردح من الذمن أسيرة جغرافيا محددة تتحرك في إطار حركة محدودة وضيقة مع المفارقة أنها ذات الجغرافية التي إستهدفتها الطريقة التجانية المجيدة والتي لها سبق الفعل في أن تعيد تبيئة الإسلام في الرواق الأفريقاني..
وهو مشروع لسفر يعمل عليه كاتب هذه السطور بذات العنوان (دور الطريقة التجانية في تبيئة الإسلام في الرواق الأفريقاني) شارف علي الإنتهاء برغم ظرف النزوح وكل الماثل ..
في محاولة لوضع النقاط فوق الحروف في مقدمة مزارات كان من الطبيعي التعريف عن ماهية التصوف من زاوية نظري وفق علمي ومعرفتي المحدودة لأن تعاريف مستويات التصوف في حقيقة الأمر متجاوزة كثيرا لحدود مقدراتي ومعرفتي بكل صدق . فالتصوف من وجهة نظري هي طرق وليست طريقة لكن الغاية بالضرورة واحدة . تبدأ من الذات " البشرية التي تقرر أن تحيا التجربة بالترسيخ للمحبة " بكامل خواص تفاعلها مع الأرض في مستوي بشريتها ثم تسافر إلى الله "الفناء"، ولذلك نسميه مجازا نحن المتصوفة ببداية الطريق "السير " من الكثيف الي اللطيف والعكس .. أي بين الفناء والبقاء، السماء والأرض، الروح والمادة، النفس والله .. من النفس إلى الله ، ومن الله إلى النفس .. في حركة ثنائية دائمة، ذهاب وعودة، غيبة وحضور، وفي ذات الوقت مع هذا السير من اللطيف الي الكثيف ومن اعلي الي العودة كما قال مولانا جلال الدين الرومي "المتصوف يعيش اللحظة بلحظتها ويعتبرها هي المكمن وهي كل ماكان وكفي ".. فتأمل هذا البهاء سير ثنائية مضبوط وحياة كاملة في اللحظة مع التسليم الكامل !!..

في سياق مختلف كاإستهلال لتراكم المعارف التي أنتجته الحركة الصوفية في العالم بالضرورة بلغات مختلفة" مع العلم أن اللغة هي ليست كل المعرفة بل هي فقط قوالب للتفريغ تتفاوت مع قدرة كل قالب لغة للإستيعاب بشكل متفاوت "اخذ الكثير يعتبر أنها أصبحت تمتلك خاصية الفلسفة وهنلك الكثير عند تناوله الصوفية خاصة في مستوي التجريد يعرفها بأعتبارها فلسفة صوفية .. في هذا السياق كمدخل يمكننا أيضا أن نقول بأن التصوف يعرف الروح بأنها كانت من نور قبل أن تهبط إلى الجسد، وهي تظل تنير بقدر تخليها من متعلقات هذا الجسد (البشرية) وتعلقه بها ، والاكتفاء بالضروي منه. لأن ظلامات النفس "البشرية " هي علي الدوام حجاب بين العبد وبين الله ..
غدا نواصل ..
محمد عبد المنعم صالح

 

mohamed79salih@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية لتحرير السودان “التيار الثوري الديمقراطي” بيان حول إجتماع المكتب القيادي

انعقد يوم أمس الأحد، الموافق 16 مارس 2025، اجتماع المكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس، نائب الرئيس ، والأمين العام، حيث تم مناقشة الوضع الانساني والسياسى وإعتقال رئيس الحركة الشعبية فى العاصمة الكينية نيروبى وقضية إستهداف القوى المدنية، ومراجعة التكاليف السابقة وقضايا بناء (صمود)

الحركة الشعبية لتحرير السودان
التيار الثوري الديمقراطي

بيان حول إجتماع المكتب القيادي

انعقد يوم أمس الأحد، الموافق 16 مارس 2025، اجتماع المكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس، نائب الرئيس ، والأمين العام، حيث تم مناقشة الوضع الانساني والسياسى وإعتقال رئيس الحركة الشعبية فى العاصمة الكينية نيروبى وقضية إستهداف القوى المدنية، ومراجعة التكاليف السابقة وقضايا بناء (صمود) والجبهة المدنية، والموقف من المائدة المستديرة، وإعتمإد خطة الأمين العام.

توصل الاجتماع إلى الآتي:

♦️السياسة تبدأ بالإغاثة:-

أكد المكتب القيادى مجدداً ان المدخل الصحيح للعملية السياسية يبدأ بخارطة طريق كاملة وحزمة موحدة مدخلها معالجة القضايا الإنسانية كأولوية قصوى ، ووقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية وإطلاق سراح الاسرى والمحتجزين وحماية المدنيين وبآلية مراقبة وتحقق إقليمية ودولية، إن معالجة الأزمةالإنسانية ترمى لتهيئة المناخ للحل النهائي وتتيح للمدنيين العودة لقراهم ومدنهم وتوسع دائرة الفضاء المدني وتقلص دائرة الفضاء العسكري حتى تكون العملية السياسية ذات مصداقية وبعد شعبى ومشاركة جماهيرية وملزمة لطرفى الحرب .

♦️تقرير للأمم المتحدة أكثر من ( 10 الف) محتجز عند طرفى الحرب، ندعو لحملة واسعة لإطلاق سراحهم:-

أشار تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا حول مراكز الإحتجاز بولاية الخرطوم والتى كانت تأوى أكثر من 9 ملايين شخص قبل الحرب وأصبحت مركزا للإحتجاز غير القانونى وممارسة الإنتهاكات الواسعة، وإستخدم التقرير صور للأقمار الصناعية والمقابلات وأكد أن النزاع فى السودان يخضع للقانون الإنساني الدولي، وإن على طرفى الحرب حماية المحتجزيين وتوفير الحد الأدنى من ظروف الإحتجاز، وإن المحتجزيين شهدوا التعذيب وسوء المعاملة وإستخدم الأطفال كحراس، وأن هنالك مقابر جماعية، وخلص التقرير إلى توصيات، وكشف عن صورة قاتمة لإنتهاكات حقوق الإنسان مما يتتطلب وضع هذه القضية فى صلب اجندة القوى الديمقراطية ومراصد حقوق الإنسان لمنظمات المجتمع المدني وتسليط الضوء عليها إعلامياً والعمل على إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين ووقف الانتهاكات.

♦️ المدنيين فى مدننا التاريخية الخرطوم، الفاشر، والأبيض تحت مرمى النيران، ماذا نفعل؟

تزداد غلظة الإعتداءات على المدنيين وفى شهر رمضان الكريم! وقد شهدت مدن وقرى تاريخية قتل وتشريد المدنيين ووضعهم تحت مرمى النيران، إن ما يحدث فى الخرطوم والفاشر والأبيض وغيرها من قرى ومدن السودان التاريخية يشكل جرائم حرب مكتملة الأركان ومن المؤسف إن حملات التضامن والإدانة والعمل لوقف هذه الجرائم لا يرقى لمستوى الحدث، إننا نحتاج إلى افعال تقابل وحشية هذه الجرائم وتسلط الضوء على ما يجرى فى بلادنا ضد المدنيين، إن الحرب الحالية هى حرب ضد المدنيين فى المقام الأول .

♦️الكتلة المدنية أكبر من كتلتى الحرب وضرورة إستقلاليتها ووحدتها:-

بلورة هذه الحرب ثلاث كتل:
1- الكتلة المدنية، كتلة قوى الثورة والقوى الديمقراطية، وتشكل الجبهة المعادية للحرب، وتمثل مصالح جموع الشعب السوداني وحقه فى السلام والحرية والعدالة. هذه الكتلة هى كتلة المستقبل والثورة وتحتاج أن تبنى منبرها المستقل الموحد.
2- كتلة الجيش وحلفاءه.
3- كتلة الدعم السريع وحلفاءه .

♦️قوى الثورة يجب أن لا تسمح بإستخدامها كديكور لقسمة السلطة ! :-

تجاربنا السابقة وتجارب البلدان ذات الأوضاع المماثلة تؤكد إن الحرب الحالية فى الغالب الأعم سيكون الإتجاه لحلها على حساب التحول المدني الديمقراطي وبقسمة سلطة بين طرفى الحرب مع إستخدام المدنيين كديكور و( تمومة جرتق) لقسمة السلطة والحلول على طريقة الوجبات السريعة، مما يستدعى وحدة القوى المدنية ومقاومة الحلول القائمة على قسمة السلطة ورفضها، حتى وإن تتطلب ذلك مواصلة النضال بعد الحرب ورفض الحل القائم على إقتسام السلطة والذى لا يؤدى إلى معالجة جذور الأزمة.

♦️بناء (صمود) والجبهة المدنية والموقف من المائدة المستديرة:-

تحالف صمود بعد الأزمة التى حدثت فى تقدم يحتاج إلى إنتاج خطاب سياسي جديد ومستقل ويعالج هياكله المؤقتة إلى هياكل دائمة متراضى عليها وقادرة على إنجاز مهامه، ونحتاج إن ننجز ذلك فى أقصر وقت وبآليات مناسبة، كما يتحتم علينا أن نمضى فى بناء الجبهة المدنية وإكمال ما تم من قبل وخصوصاً مع القوى التى شاركت بفاعلية فى سبيل بناء الجبهة المدنية وعلى رأسها حركة وجيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور وحزب البعث الأصل وكل من يرغب في بناء الجبهة المدنية لقوى الثورة كحلف إستراتيجى، والمائدة المستديرة يجب أن تكون بدايتها بناء كتلة قوى الثورة والجبهة المدنية والإتفاق على رؤية موحدة قبل المائدةالمستديرة لا بعدها.

♦️ إعتماد خطة الأمين العام :-

ناقش الإجتماع مواصلة العمل الجاد لبناء التيار الثوري الديمقراطي فى الداخل والخارج فى ظروف الحرب المعقدة، وإعتمد خطة يشرف عليها الأمين العام بعد أن أدخل عليها التعديلات والملاحظات الضرورية.

أخيرا ناقش الإجتماع الملابسات التى صاحبت إيقاف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثورى الديمقراطى فى العاصمة الكينية نيروبى، وأكد إن ما حدث هو جزء من حملة تستهدف قوى الإنتقال المدنى الديمقراطى ويجب أخذها بجدية ومعالجتها مع أصدقاءنا فى كافة دول الجوار والمجتمع الدولى.
وثمن المكتب القيادي حملة التضامن الواسعة داخل وخارج السودان وتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لكل من شارك فيها.

# لا- لحرب أبريل
# نعم_لثورة_ديسمبر
#أطلقوا سراح المعتقلين والمحتجزبن
#أوقفوا الحرب فى مدننا التاريخية وفى كل السودان

17 مارس 2024  

مقالات مشابهة

  • حماس: الغارات الإسرائيلية قـ.تلت وأصابت عددا من أسرى الاحتلال لدى الحركة
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان “التيار الثوري الديمقراطي” بيان حول إجتماع المكتب القيادي
  • وفد الحزب الكردي يزور حزب الحركة القومية
  • هاني الفيومي: مصر استقبلت 700 ألف سائح أفريقي العام الماضي ونسعى لزيادة الحركة
  • هل تخضع اليمن؟ قراءة في وهم التحالف الصهيوأمريكي
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيب