"نيويورك تايمز": لماذا تخوض إسرائيل حروبًا متعددة في غزة ولبنان والضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
طرح تقرير تحليلي مطول من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تساؤلات حول الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى خوض عدة حروب على جبهات متعددة، تشمل غزة ولبنان والضفة الغربية.
يسلط التقرير الضوء على الوضع المعقد الذي تواجهه إسرائيل في صراعاتها المستمرة، ويستعرض التحديات الكبيرة التي تواجهها في كل من هذه المناطق، موضحًا أن التهديدات المتعددة تجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
1. غزة: تخوض إسرائيل حربًا مدمرة مع حركة حماس في قطاع غزة، حيث تسببت شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس في تعقيد مهمة الجيش الإسرائيلي.
يعاني الجيش الإسرائيلي من صعوبة في تحقيق نصر حاسم بسبب الطبيعة المعقدة للأنفاق التي تحمي قيادات حماس، مما يجعل من الصعب تحديد مواقعهم بدقة.
على الرغم من التدمير الواسع للبنية التحتية العسكرية لحماس وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، فإن تحقيق نصر كامل يبقى تحديًا بسبب الصعوبات المرتبطة بالأنفاق وعملية تحديد الأهداف دون الإضرار بالرهائن.
2. الضفة الغربية: في الضفة الغربية، يشن الجيش الإسرائيلي غارات متكررة على المدن الفلسطينية، وهو ما وصفه التقرير بأنه الأكثر فتكا في المنطقة منذ أكثر من عقدين.
الحملة العسكرية التي بدأت منذ أكتوبر الماضي تركزت على تصفية ما تسميه إسرائيل "الجماعات الفلسطينية المسلحة"، بما في ذلك حماس.
إضافة إلى ذلك، يُحافظ الجيش الإسرائيلي على انتشار واسع في الضفة الغربية، حيث يقوم بعمليات قمعية ضد الجماعات المسلحة مع تصاعد النشاطات المسلحة وزيادة تهريب الأسلحة من إيران.
3. لبنان: على الحدود اللبنانية، تستمر إسرائيل في تبادل إطلاق الصواريخ والقذائف مع حزب الله، الذي يدعمه إيران.
الصراع مع حزب الله أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وسقوط المئات من القتلى، وتسبب هذا الوضع في توتر كبير بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتبادل الأطراف الهجمات، بينما تحاول تجنب نشوب حرب برية شاملة قد تدمر البلدين.
الصراع مع إيران: الحرب غير المعلنةالتقرير يشير إلى أن النزاع بين إسرائيل وإيران يعد من أبرز الأسباب التي تزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
على مدار عقود، سعت إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك تطوير الأسلحة النووية، وهو ما يعتبر تهديدًا وجوديًا لإسرائيل.
في الوقت ذاته، تسعى إسرائيل إلى تخريب البرنامج النووي الإيراني وتقوم بشن هجمات سرية ضد المصالح الإيرانية.
تبادل الهجمات وبناء التحالفات
كلا البلدين قام ببناء تحالفات إقليمية متنافسة لردع الآخر، بينما تنكر إسرائيل علنًا مسؤوليتها عن بعض الهجمات على المسؤولين الإيرانيين، تحاول إيران أيضًا تجنب استفزازات علنية قد تؤدي إلى حرب شاملة.
تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها عبر دعم وكلائها مثل حزب الله والحوثيين في اليمن، بينما تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على مستوى من النفى في هجماتها لضمان عدم تصعيد الصراع.
الأسباب الأساسية وراء الصراعاتشبكة الأنفاق واختطاف الرهائن
شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق النصر الكامل لإسرائيل في غزة.
قدرة حماس على الحفاظ على وجودها تحت الأرض، وتحريك قياداتها بشكل غير متوقع، تعقد من مهمة الجيش الإسرائيلي في إنهاء الصراع بشكل حاسم.
التهديدات الأمنية المتزايدة
في الضفة الغربية ولبنان، تعد التهديدات الأمنية وتزايد نشاط الجماعات المسلحة من العوامل الرئيسية التي تدفع إسرائيل إلى تبني استراتيجيات هجومية مستمرة.
التهديدات المرتبطة بالنشاط المسلح وزيادة تهريب الأسلحة تعزز من قرار إسرائيل بمواصلة حملاتها العسكرية.
التوتر مع إيران
الصراع مع إيران يُعزز من تعقيد الوضع في المنطقة، حيث تسعى إيران إلى تعزيز قوتها العسكرية، بينما تسعى إسرائيل إلى حماية نفسها من تهديدات محتملة.
التصعيد بين إيران وإسرائيل يساهم في زيادة التوترات على مستوى الشرق الأوسط.
تسعى إسرائيل من خلال هذه الحروب والصراعات إلى تحقيق أهداف استراتيجية وأمنية متعددة، رغم التحديات الكبيرة والصعوبات التي تواجهها في كل من هذه الجبهات.
إن الوضع المعقد في غزة، الضفة الغربية، ولبنان، يعكس تعدد الأبعاد التي تحكم الصراعات في المنطقة، ويعكس التحديات التي تواجهها إسرائيل في تحقيق استقرار طويل الأمد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نيويورك تايمز اسرائيل غزة الضفة لبنان الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة تسعى إسرائیل إسرائیل إلى إسرائیل فی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات أميركية توفر لها حرية الرد على أي انتهاكات مزعومة من قِبَل حزب الله بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار معه، وذلك بعد أن تمكنت من فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.
هذا ما خلص له تقرير نشرته صحيفة هآرتس، لمحللها العسكري الأبرز عاموس هرئيل، الذي أشار فيه إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواجه معضلة في قضية حشد جنود الاحتياط على الجبهة اللبنانية، وتسعى إلى إنهاء الحرب من خلال التوصل إلى اتفاق طويل الأمد.
التدخل الأميركيبدأ هرئيل تقريره بالإشارة إلى جولات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، مشيرا إلى أنه رغم تصريحات سابقة له لن يعود إلى المنطقة إلا إذا كانت هناك فرصة حقيقية للتوصل لاتفاق، فإنه عاود نشاطه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأجرى مؤخرا محادثات في لبنان، ثم انتقل إلى إسرائيل، حيث أكد في حديثه أن "80% من المشاكل" قد تم حلها في الطريق إلى اتفاق.
وأشار هرئيل إلى أن "إسرائيل ترى في هذا التدخل الأميركي فرصة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وفي مقدمتها وقف القتال على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ما يتيح لها التركيز على التصعيد المستمر في قطاع غزة".
ويؤكد في هذا السياق أن المحادثات تركز على مسألة الإشراف الأميركي على تنفيذ الاتفاق وضمان حق إسرائيل في الرد على أي انتهاكات من قبل حزب الله، متسائلا ما إذا كان المبعوث الأميركي سيستطيع إقناع إسرائيل وحزب الله بالالتزام بشروط اتفاقية تكون مقبولة لكلا الطرفين.
ويسلط المحلل العسكري الضوء على ما أسماه التغير الملحوظ في مواقف حزب الله بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله، ويقول إن "حزب الله، الذي كان يرفض أي فصل بين جبهتي لبنان وغزة، أصبح أكثر استعدادا للموافقة على اتفاق منفصل في لبنان"، مستشهدا بهذا الخصوص بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام الجديد للحزب، نعيم قاسم، وأبدى فيه موافقة الحزب على اقتراح الوساطة الأميركية"، معربا عن أن "كل شيء يعتمد الآن على إسرائيل".
خسائر كبيرةويرى أن هذا التغيير في موقف حزب الله يعكس الضغوط التي يواجهها نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، مستندا في ذلك إلى تقارير لجيش الاحتلال أشارت إلى أن الحزب فقد نسبة كبيرة من قوته العسكرية وقياداته البارزة في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، فإن هرئيل يعتبر أن التقييمات في إسرائيل لا تزال حذرة، مشددا على أن الموقف الإسرائيلي هو أن "أي اتفاق يتم الوصول إليه سيقود إلى فصل فعلي بين الجبهتين العسكرية في لبنان وغزة، وهو ما يعتبر أمرا حيويا لضمان الأمن الداخلي لإسرائيل، وتقليص التهديدات التي تواجهها من عدة جبهات في الوقت ذاته".
ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن الواقع العسكري لا يزال معقدا، إذ "يواصل حزب الله إطلاق مئات الصواريخ والطائرات دون طيار على الأراضي الإسرائيلية، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شديدة، رغم سيطرته على جزء من الأراضي في جنوب لبنان".
ويشير أيضا إلى أنه ووفقا للتقييمات الإسرائيلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن إسرائيل قد تضطر إلى توسيع هجومها إلى مناطق أخرى، وهو ما قد يتطلب تعبئة واسعة النطاق للقوات الاحتياطية.
كما يلفت الانتباه إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل لإنهاء القتال في لبنان بأسرع وقت ممكن، ويقول "حتى اليمين المتطرف في الحكومة لا يبدو متحمسا للانخراط في حرب طويلة الأمد في الجنوب اللبناني، مما يعكس رغبة قوية في العودة إلى التركيز على القتال في غزة".
الدور الإيرانيوبالنظر إلى الموقف الإيراني، يرى هرئيل أن إيران، التي تدعم حزب الله في لبنان، يواجه اقتصادها ضغوطا بسبب العقوبات الدولية، وتسعى إلى تخفيف هذه الضغوط عبر تسوية حول البرنامج النووي، مشيرا إلى أنها "قد تضغط على حزب الله لوقف تصعيد المواجهات العسكرية مع إسرائيل، وذلك ضمن محاولات طهران لتجنب تصعيد أكبر قد يؤدي إلى تهديدات عسكرية ضدها".
ويعتبر أن "دور إيران لا يقتصر على دعم حزب الله فقط، بل يشمل أيضا حسابات دقيقة حول كيفية الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية، بما في ذلك العودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات المفروضة عليها".
ويختم التقرير بالإشارة إلى استمرار نتنياهو في ألاعيبه، فيقول "يتم التلميح إلى أن الاتفاق في لبنان سيسمح بنقل الضغط إلى غزة ويعزز صفقة الرهائن. لكن المصادر المهتمة بقضية المختطفين تشكك في حقيقة هذه الأمور".
ويقول إن تلك المصادر ترى أن "نتنياهو يلعب مرة أخرى على الوقت، ويحاول بالأساس استيعاب الضغوط من أهالي المختطفين والحركات الاحتجاجية، دون التوصل إلى اتفاق يتطلب تنازلات ويؤدي إلى أزمة مع شركائه من المتطرفين اليمينيين".