من المقرر أن تبدأ عملية إنقاذ ناقلة النفط "سونيون" خلال أيام، ما لم يحدث أي اضطراب كبير يحول دون ذلك، وقد شكلت الهدنة التي وافق عليها الحوثيون بناء على طلب إيراني رسمي لإنقاذ "سونيون" في البحر الأحمر، خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوتر في المنطقة.   وكشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ"أن السعودية واليونان تنسقان لتجنب كارتة.

وتقود اليونان جهود تفريع ناقلة النفط، التي كانت تحمل 150 ألف طن من النفط الخام العراقي. وبموجب خطة الإنقاذ الموضوعة للسفينة، سيتم نقل النفط الموجود عليها إلى سفينة أخرى، وسيتم سحبها إلى ميناء أمن ربما في جيبوتي.

ومع ذلك فإن المخاطر البيئية لا تزال تهدد البحر الأحمر من جراء ما حصل. ويقول المتخصص في النقل البحري الدولي الدكتور وسام ناجي في حديث ل"لبنان24" إن الكارثة البيئية وشيكة ومروعة في البحر الأحمر جراء استمرار احتراق "سونيون" التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام ناهيك عن أسمدة قبالة محافظة الحديدة اليمنية حيث ستؤثر على كل السواحل المحيطة والحياة البحرية، والناقلة هي ثالث سفينة مملوكة لشركة "دلتا تانكرز" اليونانية التي تتعرض هجوم في البحر الأحمر هذا الشهر بعد سفينتَي "دلتا بلو" و"دلتا أتلانتيكا" وهي التي أبحرت من العراق الى ميناء بالقرب من اثينا وعلى متنها طاقم مؤلف من 25 شخصا تم إنقاذهم.

وعليه، يمكن القول إن ما حصل ربطا بالتطورات التي شهدها البحر الأحمر منذ عملية "طوفان الاقصى" وإعلان الحوثيين منع مرور السفن المتوجهة إلى اسرائيل أو المرتبطة بها، يؤشر إلى أن كلفة التأمين على السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر تضاعفت تقريباً بعد أنباء عن تسرب النفط من "سونيون"، حيث أن الزيادة الأخيرة قد ترفع تكلفة الرحلة بمئات الآلاف من الدولارات. ولا بد من القول، بحسب ناجي إن بعض شركات التأمين العالمية لا توفر حاليا تغطية تأمينية للإبحار عبر البحر الاحمر وذلك لتعاظم المخاطر الحربية.

لكن هل سيؤثر ذلك على أسعار النفط؟ بالنسبة إلى ناجي، لم يؤثر الهجوم السابق الذكر بتاتاً على ارتفاع أسعار الذهب الأسود بالرغم من وجود عوامل إضافية كتوقف التصدير الليبي والتزام العراق بخفض إنتاجه الشهر المقبل.

وفي خضم ما يجري يتطلع المعنيون إلى انعكاس ما يجري في البحر الأحمر على لبنان اقتصاديا، لا سيما وأن هذا البلد يعاني على المستويات المالية والاقتصادية منذ العام 2019، وفاقمت الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة من حدة الأزمة التي يحاول مواجهتها.

إن التوترات في البحر الأحمر خلفت، بحسب المتخصص في النقل البحري الدولي، آثاراً سلبية على لبنان ورفعت الأسعار في البلاد بشكل جنوني، علماً أن لبنان يستمر بالإستيراد بوتيرة عالية وكأن لا حرب عسكرية ولا اقتصادية ولا أمنية. فلبنان بلد مستهلك بامتياز. والعجز يقارب الـ 14 مليار دولار، مقارنةً بـ17 مليار دولار من الإستيراد و3 مليار دولار من الصّادرات. والإستيراد قياساً على الناتج المحلي تخطّى الـ90%، علماً أن الناتج المحلي الذي يسجل 24 مليار دولار، يستورد لبنان منه ما يفوق الـ4 مليار دولار بموضوع المشتقات النفطية ، سائلاً هل من عاقل يستوعب أن هذا الرقم للسوق المحلية فقط ؟!.

وليس بعيداً يقول أستاذ الاقتصاد بلال علامة لـ"لبنان24" إن حرب الإسناد التي يخوضها لبنان بوجه اسرائيل بلغت كلفتها التقديرية حتى الآن ما يفوق أربعة مليار دولار موزعة كخسائر مباشرة عن الوحدات السكنية التي أصيبت بتدمير كامل أو أصيبت جزئياً.فحتى تاريخه بلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً خمسة آلاف وحدة وحوالي سبعة وعشرين ألف وحدة سكنية متضررة بشكل كبير وثلاثين ألف وحدة سكنية متضررة بشكل طفيف. بالإضافة للوحدات السكنية هنالك حوالي 3000 محل تجاري مهدم، والكلفة التقديرية للخسائر بالأبنية والبنية التحتية حوالي مليارين ونصف المليار دولار. وبدورها القطاعات الإنتاجية لم تنج لا سيما القطاع الزراعي، حيث بلغت خسائره المقدرة حتى تاريخه حوالي 500 مليون دولار لكون جزء كبير من الأراضي قد أصابه الفوسفور الأبيض السام والمحرم دولياً وهذا يتطلب سنوات لكي تتم عملية التنقية والإصلاح. أما الخسائر غير المباشرة فهي كبيرة، وتقديرها يتطلب وقتا طويلاً بعد انتهاء الحرب علماً أنها أيضاً ستراكم خسائر بقيمة 500 مليون دولار .

أما الخسائر التي تراكمت نتيجة حرب البحر الأحمر وإغلاق مضيق بحر العرب، فهي كبيرة أيضاً يقول علامة. فالتكلفة المباشرة للعمليات العسكرية بلغت حوالي 200 مليون دولار بعد اضطرار السفن تغيير مسارها لتسلك مسار طريق رأس الرجاء الصالح حيث المسافة أطول، حيث ارتفعت تكلفة النقل والشحن بمعدل 100%. وكل ذلك جعل الخسائر المباشرة على الإقتصاد أكبر مما ظهر وما لم يظهر بعد وربما سيتسبب ذلك في وقت لاحق بموجة جديدة من التضخم وبانهيار سعر الصرف لاحقاً. المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

البعثة الاوروبية: السفينة “سونيون” لا تزال تحترق ولا يوجد تسرب نفظي

الثورة نت/..

أعلنت البعثة الاوروبية في البحر الأحمر أن السفينة (سونيون) لا تزال مشتعلة بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر.
وقالت البعثة الاوروبية اليوم الجمعة، في تغريده لها على منصة (إكس) إن السفينة (سونيون) لا تزال مشتعلة بعد تعرضها للهجوم في البحر الأحمر” مؤكدة أنه “لا توجد علامات على تسرب نفطي من عنبر الشحن الرئيسي”،

واشارت إلى أن “السفينة راسية حاليًا، وليست منجرفة”.

ونشرت البعثة في البحر الأحمر صورا جديدة للناقلة “سونيون” التي تعرضت للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر بتاريخ 22 أغسطس 2024.

وفي الـ29 من شهر أغسطس الفائت، أعلنت صنعاء السماح بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون، وقال رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، إنه “بعد تواصل جهات دولية عدة معنا خصوصا الأوروبية تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون.

‏وأكد عبدالسلام أن احتراق سفينة النفط المذكورة مثال على جدية اليمن في استهداف أي سفينة تنتهك قرار الحظر اليمني القاضي بمنع عبور أي سفينة إلى موانئ فلسطين المحتلة بهدف ممارسة الضغط على كيان العدو الصهيوني لوقف عدوانه على غزة.

وشدد “على جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بكيان العدو الصهيوني أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضة للضربات اليمنية أينما يمكن أن تطالها يد القوات المسلحة اليمنية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.

مقالات مشابهة

  • بدء عملية سحب ناقلة يونانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر
  • حول الصومال والبحر الأحمر.. رئيس المخابرات المصرية ووزير الخارجية يزوران إريتريا
  • فرق الإنقاذ تبدأ محاولة جديدة لسحب ناقلة النفط "سونيون" التي فجّرها الحوثيون البحر الأحمر
  • البيت الأبيض: بايدن وكير ستارمر أدانا الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر
  • «أسبيدس»: محاولة إنقاذ للناقلة «سونيون» في البحر الأحمر خلال أيام
  • حريق بمليون برميل من النفط العراقي يهدد بكارثة بيئية
  • حريق بمليون برميل من النفط العراقي يهدد بكارثة بيئية في البحر الأحمر
  • عملية إنقاذ جديدة لناقلة النفط اليونانية المنكوبة ”سونيون” في البحر الأحمر
  • البعثة الاوروبية: السفينة “سونيون” لا تزال تحترق ولا يوجد تسرب نفظي
  • مشروع نفطي في مصر استثماراته 1.8 مليار دولار يستقبل معدات عملاقة (صور)