تداعيات خطيرة لانتشار الحرب إلى الضفة الغربية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
لم تتمكن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة من كسر شوكة حركة حماس حتى الآن، ويعاني الوضع الأمني في الضفة الغربية من تدهور سريع.
كانت آخر مرة شنت فيها القوات الإسرائيلية هجوماً عسكرياً كبيراً في الضفة الغربية في عام 2002
وينشأ عدم الاستقرار من الأفعال التي تقوم بها قوتان هما: الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول توسيع المستوطنات، والجماعات الإسلاموية الراديكالية التي تحاول إحياء قدراتها العملياتية.
الضفة الغربية ساحة معقدة للغاية
وفي هذا الإطار، قال كامران بخاري، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا، في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي إن هذه الديناميكيات، إلى جانب محاولات إسرائيل للسيطرة على المنطقة وعدم فعالية السلطة الفلسطينية، تجعل من الضفة الغربية ساحة معقدة للغاية مقارنةً بغزة. وتعتمد الجهود الدولية لاستقرار غزة على ملء السلطة الفلسطينية للفراغ في الضفة الغربية، حتى مع المخاطر التي تواجهها بفقدان السيطرة على الأراضي التي تديرها ظاهرياً؛ وهو الحدث الذي سيكون له تداعيات كبيرة على النفوذ الإيراني.
Implications of the War’s Spread to the West Bank https://t.co/AhrkPRC1yh via @Geopolitical Futures
— Alan M Bevin (@AlanMBevin) September 1, 2024
قُتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين في 28 أغسطس (آب) عندما شنت القوات الإسرائيلية ووكالة الأمن الإسرائيلية أكبر عملية في الضفة الغربية خلال عقدين. وفي منشور على موقع "إكس"، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن العملية تهدف إلى إحباط جهود الجماعات المدعومة من إيران لتثبيت وجودها في مناطق جنين وقلقيلية وطوباس.
التقارير الأولية متفرقة، ولكن يبدو أن قوات الأمن الإسرائيلية تستهدف المسلحين من جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة أصغر بكثير من حماس ولكن أقرب بكثير إلى إيران.
كانت آخر مرة شنت فيها القوات الإسرائيلية هجوماً عسكرياً كبيراً في الضفة الغربية في عام 2002، رداً على الانتفاضة الثانية. واستمرت العملية الدفاعية "درع الدفاع" لأكثر من شهر، وكانت أكبر عملية قتال في الضفة الغربية منذ أن احتلها الإسرائيليون من الأردن خلال حرب 1967، واستهدفت أيضاً المسلحين لكنها أسفرت عن مقتل حوالي 500 فلسطيني وإصابة 1500 آخرين. ووُجهت التهم إلى حوالي 7000 شخص. منذ ذلك الحين، لم تشهد الضفة الغربية نشاطاً مسلحاً كبيراً. ويرجع أحد الأسباب، حسب الكاتب، إلى أن المنطقة كانت معقلاً لجماعة "فتح".
ولفت الكاتب النظر إلى أسباب ضعف السلطة الفلسطينية على مر السنين: أولاً، ينتشر الفساد فيها لدرجة أن داعميها الدوليين من الغرب ومن العالم العربي على حد سواء بدأوا يفقدون الثقة في مسؤوليها.
The West Bank is emerging as a new front for Israel. It can easily go the way of Gaza: an open-ended, incident-filled, costly grind. We are seeing the emergence of radical armed Palestinian militias along with the absence of any Israeli political initiative that would offer…
— Richard N. Haass (@RichardHaass) August 30, 2024
ثانياً، فقدت السلطة الفلسطينية مصداقيتها بين الفلسطينيين بسبب سوء الحكم في المناطق التي تسيطر عليها وعدم قدرتها على وقف توسع المستوطنات اليهودية المجاورة. وأصبحت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكثر يمينية بشكل متزايد، واكتسبت حركة المستوطنين دعماً بين الجماعات الإسرائيلية المتطرفة وفقاً لذلك.
ساهم عجز السلطة الفلسطينية وجرأة إسرائيل في خلق الظروف التي تزدهر فيها جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. وكما هو حال الحرب في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتعرض ما يقرب من مليونين للتشريد.
وهذا يفسر جزئياً قرار إسرائيل شن عملية كبيرة في الضفة الغربية، حتى مع استمرار الجيش الإسرائيلي في محاربة حماس في غزة، وحزب الله في الشمال، والحوثيين في اليمن وحتى إيران مباشرة. فبعد أن دعمت إيران وكلاءها الفلسطينيين في غزة، ترغب في تحقيق دخول مماثل إلى الضفة الغربية للمساعدة في إحياء حماس والجهاد الإسلامي.
كان هذا الأمر مشروعاً رئيسياً لفيلق القدس، الذراع العملياتي الخارجي للحرس الثوري الإيراني. واستغرق فيلق القدس فترة طويلة لترسيخ أقدامه في العراق، بفضل غزو الولايات المتحدة في عام 2003، وفي سوريا، بفضل الحرب الأهلية (2011-16). وليس من المستغرب أنه في الأشهر الأخيرة، كانت هناك تقارير عن محاولات لتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.
وقامت إسرائيل منذ سنوات بقطع سلاسل إمدادات قوة القدس لمنع إيران من إقامة قواعد عمليات متقدمة بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تواجه بالفعل تحديات خطيرة من حزب الله في لبنان.
وليس من مصلحة إسرائيل ً أن تستفيد الفصائل اليمينية المتطرفة من المناخ السياسي المحلي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) لتوسيع بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. والمشكلة، حسب الكاتب، هي أن نتانياهو يعتمد على تلك الجماعات اليمينية للحفاظ على حكومته. لذلك، لا ترغب الحكومة الإسرائيلية الحالية في إيقاف النشاط الاستيطاني. ونتيجة لذلك، يستفيد المتطرفون من الجانبين من أفعال الآخرين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يطلق تصريحات خطيرة بشأن الضربة الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني
إسرائيل – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الإثنين، أن إسرائيل خلال الضربة الجوية التي شنتها على إيران في أكتوبر الماضي، دمرت أحد مكونات البرنامج النووي الإيراني.
ولفت نتنياهو إلى أن الهجمة أدت إلى تدهور قدراتها الدفاعية وإنتاج الصواريخ، متعهدا بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وقال نتنياهو: “هناك عنصر محدد في برنامجهم النووي تم ضربه في هذا الهجوم”، موضحا أنه على الرغم من نجاح تلك الضربة، فإن طريق إيران إلى السلاح النووي لم يتم إغلاقه بعد”، بحسب ما أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية.
وفي 26 أكتوبر الماضي، نفذت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية 3 موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية، بعد أسابيع قليلة من إطلاق إيران وابلا من حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل.
جاء ذلك في أعقاب جولة سابقة من الهجوم والهجوم المضاد في أبريل بين إسرائيل وإيران. وفي خطابه قدم نتنياهو بعض التفاصيل الإضافية حول ما استهدفته إسرائيل في تلك الضربة في أبريل، “حيث دمر الجيش الإسرائيلي واحدة من 4 بطاريات دفاع صاروخي أرض-جو من طراز إس-300 زودتها روسيا لإيران وتم نشرها حول العاصمة طهران”.
وقد نفت إيران مرارا سعيها إلى الحصول على الأسلحة النووية. وفي تصريح أدلى به في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “إيران لا تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية، نقطة أول السطر”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يريد دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران، بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي، وكانت هذه القضية في المقدمة خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين بين رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، وترامب في “مار إيه لاغو” أوائل الشهر الجاري.
المصدر: RT + وكالات