المعلوم والمجهول في خبر إرسال مصر قوات عسكرية إلى الصومال .. هل دخل الصراع بين القاهرة وأديس أبابا مرحلة جديدة؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
سرايا - ماذا يدور في القرن الإفريقي؟ وماذا وراء إرسال مصر قوات عسكرية؟ وهل دخل الصراع بين مصر وإثيوبيا مرحلة جديدة؟، أسئلة باتت تطرح نفسها، وسارع المراقبون إلى قراءة ما يحدث.
فلم يمض يومان على الإعلان عن إرسال مصر قوات حتي علمت إثيوبيا بالأمر وسارعت بالرد في بيان رسمي هاجمت مصر وتوعدتها بالويل والثبور وعظائم الأمور.
اتهمت إثيوبيا الصومال بالتعاون مع “جهات فاعلة غير معلنة”، في إشارة ضمنية إلى مصر، بهدف تحقيق أهداف قد تضر بأمن واستقرار القرن الإفريقي.
يأتي التحذير الإثيوبي في سياق التوتر المستمر بين أديس أبابا والقاهرة، الذي لم تزده الأيام إلا تفاقما بسبب الخلافات القديمة حول سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.
السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يقول إنه مع تسريب معلومات عن إرسال إثيوبيا قوات علي جانب حدودها مع الصومال، وكذا تسريب معلومات عن إغلاق الفتحات التي أعلنت منذ بضعة أيام عن فتحها في سد النهضة لتدفق المياه لمصر والسودان.
وذكّر السفير مرسي بقول الشاعر الراحل علي محمود طه “أخي جاوز الظالمون المدي”، مؤكدا أن إثيوبيا تجاوزت كل الحدود واستغلت ظروف مصر وصبرها أسوأ استغلال، فماطلت وتعنتت في التفاوض، وأقامت السد وبدأت مراحل ملء بحيرته حتي المرحلة الخامسة دون أدني تنسيق أو تشاور مع مصر.
ويؤكد أن مصر لم يكن أمامها سوي وقف التفاوض.
وقال إن إثيوبيا واصلت محاولاتها للسيطرة علي دول القرن والشرق الإفريقيين وهي مجال مصر الإستراتيجي، وبدأت في إقامة قاعدة عسكرية في إقليم صومالي لاند الذي هو جزء من الصومال، حتي تجد لنفسها منفذاً بحرياً باعتبارها دولة حبيسة ، وحتي تتحكم في مداخل باب المندب الذي هو من أهم محاور ومجالات الأمن القومي المصري.
السفير مرسي قالها صراحة: “لم يعد أمام مصر سوي التحرك للدفاع عن مصالحنا هناك والتي تلتقي كذلك مع الأمن القومي العربي ومع اتفاقيات الدفاع العربي المشترك التي وقعتها مصر والصومال في إطار جامعة الدول العربية.
وكذا مع الاتفاقية الثنائية التي وقعتها مصر والصومال خلال زيارة الرئيس الصومالي لمصر منذ ثلاثة أسابيع”.
ويخلص إلى أننا دخلنا الآن مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات المصرية الإثيوبية الإفريقية لها توازناتها واعتباراتها وأدواتها، مشيرا إلى أن هناك أطرافا إقليمية ودولية فاعلة في هذه المنطقة لها مصالحها الخاصة، وهناك العلاقات المصرية الإفريقية وخاصة مع دول حوض النيل وتوازناتها وبما في ذلك دور إثيوبيا المؤثر في هذا الدول.
وأوضح أن هذه أمور يفترضالقيادة أن السياسية في مصر تدركها جيداً خاصة بعد أن استنفدت إثيوبيا كل رصيد الصبر المصري، مشيرا إلى أنه كان لزاماً أن تنظر مصر في أدوات وآليات أخري للدفاع عن حقوقها ومصالحها وعن الأمن القومي العربي وعلي رأسه احترام مصر لمبدأها الثابت في التمسك بوحدة واستقلال الدول العربية ورفض محاولات تقسيمها وزعزعة استقرارها.
وقال إننا الآن بصدد مرحلة جديدة تتضمن إرسال قوات مصرية لدعم الأشقاء في الصومال، لافتا إلى أن هذا قرار استراتيحي له تداعيات كثيرة وليس مجرد نزهة للقوات أو مجرد رسالة تحذير شكلية عابرة.
ويختتم مؤكدا أن الأمر يستدعي ضرورة أن يكون إعلامنا وخبراؤنا الاستراتيجيون علي قدر المسئولية وإدراك حجم وحساسية المرحلة القادمة وخطورة تأثير الكلمة.
وأنهى قائلا: “لا أعتقد أن المجال يتسع الآن لإعادة تكرار ما كنا نقوله خلال أزمة مرحلة بناء السد.. فلهذا القول مكان وزمان آخر ليس هذا وقته الآن، ما هو وقته الآن هو دعم التحرك المصري الأخير حتي وإن جاء متأخراً ، وحتي وإن لم يكن كافياً.. وحتي وإن جاء بشكل ومضمون يختلف عليه بعضنا.. فقد تحمل الأيام القادمة الكثير من التطورات. ولابد أن تدرك إثيوبيا أن “للصبر حدود”، وأن عدم اتخاذنا موقفاً حاسماً إزاء غطرستها ليس هو موقف مصر النهائي.
على الجانب الآخر يرى الأكاديمي المصري د.محمد إبراهيم المصري أن ارسال قوات إلى الصومال مضر والعداء لإثيوبيا ضار جدا.
وذكّر “المصري” بمواقف عبد الناصر وإصداره كتاب “الشقيقة اثيوبيا” واستخدام الكنيسة والأزهر إلخ كقوة ناعمة لها تأثير كبير.
من جهته يرى المستشار وليد شرابي أن تحرك مصر ضد إثيوبيا بشأن سد النهضة تأخر 10 سنوات رفع خلالها السيسي التفاوض أساسا حل الأزمة إلى أن تم بناءالسد، مشيرا إلى أن نظامه تلقى ضربة قوية حين شرع في مناقشة الأمر داخل مجلس الأمن.
واعتبر شرابي أن الحديث عن حشد قوات مصرية على حدود الصومال مع إثيوبيا هو فيلم هابط موجه لجمهور ساذج.
في ذات السياق انتقد السياسي ترويج البعض أن جيشنا ذهب الي الصومال لتهديد اثيوبيا، مشيرا إلى أن المدهش أن الاعلام الرسمي بديهرتل ويكذب في هذا الشأن حتي يخدر الناس، ويزعم أننا نحيط بإثيوبيا من كل جانب وهرتلة من نوعية : الأسد الضرغام المصري يتحرك.
وأضاف مشرف أن الحقيقة أن القوات المصرية ذهبت اصلا ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي، مشيرا إلى أن مصر تستعد للمشاركة في بعثة الدعم التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM)، التي من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية الحالية (ATMIS) بحلول يناير 2025، بحسب إفادة للسفير الصومالي في القاهرة.إقرأ أيضاً : كشف تفاصيل خطة نتنياهو “الخفية” لغزة والمرحلة الجديدة لحكم القطاع بدأ تنفيذها .. من هو العميد غورين؟ وما هي صلاحياته؟إقرأ أيضاً : قرار الانتقام لا عودة عنه .. مصدر إيراني: (إسرائيل) تتحرك مع جماعات إرهابية داخل إيران لتخفيف حدة الرد على اغتيال هنيةإقرأ أيضاً : بدء تقديم طلبات المنح الخارجية إلكترونيا من اليوم
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مصر مصر مصر مصر الصومال محمد علي لمصر علي محمود مصر مصر علي مصر باب مصر الدفاع مصر مصر الرئيس لمصر المنطقة مصر مصر مصر علي مصر الصومال وليد مصر السيسي مجلس الصومال ذهب الصومال القوات مصر الصومال ذهب مصر إيران المنطقة الصومال مجلس القاهرة اليوم الناس الدفاع باب علي السيسي محمود لمصر محمد الرئيس القوات القطاع وليد مشیرا إلى أن مرحلة جدیدة
إقرأ أيضاً:
عاجل: واشنطن تدفع بتعزيزات عسكرية أميركية الى قواعدها العسكرية في مناطق سيطرة قسد
هبطت طائرة شحن أميركية في قاعدة خراب الجير الواقعة بريف منطقة رميلان شمال الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يوثق الأحداث في سوريا، إن الطائرة التي هبطت، مساء السبت، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، بالإضافة إلى جنود أميركيين، وجاء ذلك وسط تحليق مروحيتين فوق سماء المنطقة، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار المرصد، ومقره لندن، في بيان صحافي، الأحد، إلى أن قوات التحالف الدولي استقدمت، الجمعة، تعزيزات عسكرية جديدة تضم أكثر من 60 شاحنة دخلت على دفعتين تحمل معدات عسكرية ومدرعات ومدافع ثقيلة ومصفحات عسكرية من معبر الوليد إلى قاعدتها بخراب الجير بريف الحسكة.
وتنتشر في سوريا 9 قواعد أميركية: الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي، واثنتان في ريف دير الزور، و6 في محافظة الحسكة.
وتتصاعد حدة الأعمال القتالية في شمال سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد يوم 8 ديسمبر الجاري، وتوسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق نار هش في المنطقة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقوات سوريا الديمقراطية تقودها وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل مسلحوه الدولة التركية منذ 40 عاما.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المجموعة المسلحة التي تقود قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المتحالفة مع الولايات المتحدة، امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمردا ضد الدولة التركية لمدة 40 عاما، وتعتبرهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ولعبت "قسد" دورا رئيسيا في دحر تنظيم داعش الإرهابي في الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أميركي، ولا تزال تحرس مقاتلي التنظيم بمعسكرات الاعتقال. وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن داعش سيحاول إعادة تأسيس قدراته في هذه الفترة.
وتأتي التعزيزات العسكرية الأميركية في أجواء توتر، حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إن تركيا وحلفاءها داخل سوريا يرسلون تعزيزات مكثفة إلى جنوب مدينة عين العرب الحدودية.
وقال المتحدث باسم قوات "قسد" إن القوات على اتصال بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف هجوم تركي محتمل.
يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن أنقرة ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوفها بشأن الجماعات الكردية التي تعتبرها تركيا "إرهابية".
قبل ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 5 من مقاتليها خلال هجمات نفذتها قوات مدعومة من تركيا على منبج وسد تشرين.
في الأثناء، قال مسؤول في الإدارة الإقليمية التي يقودها الأكراد لـ"رويترز" إن باب الحوار مع تركيا مفتوح، غير أن الصراع في الشمال أظهر أن أنقرة لديها نوايا سيئة للغاية قد تدفع المنطقة نحو صراع جديد، حسب تعبيره.
وفي ظل المخاوف من عملية عسكرية تركية واسعة ضد الأكراد في شمال سوريا، قدم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من شأنه فرض عقوبات على أنقرة.
مشروع القانون المقترح، الذي سمي "قانون مواجهة العدوان التركي لعام 2024"، يتيح فرض عقوبات تهدف إلى منع المزيد من الهجمات التركية أو المدعومة من تركيا على "قسد"، والتي تنذر بإعادة ظهور داعش ما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.