سرايا - في تطور مُفاجئ، قررت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وبشكل رسمي استحداث منصب جديد لإدارة الحكم في قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب التي يتعرض لها منذ 11 شهرًا على التوالي، الأمر الذي بعثر كافة الأوراق الأمنية والسياسية والعسكرية داخل القطاع وخارجه.


هذا المنصب أثار حالة كبيرة من الجدل، وطرح العديد من التساؤلات حول هدفه وتوقيته وتداعياته في ظل استمرار الحرب وكذلك تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين (إسرائيل) وحركة “حماس”، وفي الوقت ذاته كشف عن تفاصيل الخطة “الخفية” التي كان يجهزها نتنياهو منذ شهور طويلة، للسيطرة الكاملة على غزة وإدارة حكم ما يقارب مليوني فلسطيني.




الإعلام العبري تحدث مطولاً عن هذه الخطة، فكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، العبرية، نقلاً عن مصدر إسرائيلي أن الجيش استحدث منصبا جديداً تحت اسم “رئيس الجهود الإنسانية-المدنية في قطاع غزة”، ليتولى إدارة الجوانب الإنسانية وتنسيق القضايا المدنية في القطاع، في خطوة تهدف لتثبيت احتلال القطاع لفترة طويلة.



وقالت الصحيفة إن “العميد إلعاد غورين هو من سيتولى هذا المنصب الجديد، مضيفة أن هذا المنصب يوازي منصب رئيس الإدارة المدنية التابعة للسلطة الإسرائيلية في الضفة الغربية”، وسيكون من صلاحيات غورين، متابعة إمكانية عودة مليون نازح فلسطيني إلى شمال القطاع، ومشاريع إعادة البناء، والتنسيق مع مؤسسات المساعدات الإنسانية، ونقل المساعدات للسكان، والاستعداد لفصل الشتاء.


وأضافت الصحيفة أن تعيين غورين جاء على خلفية غياب رؤية إستراتيجية واضحة لدى الحكومة الإسرائيلية لما يعرف باليوم التالي لما بعد الحرب في غزة، ولإدراك الجيش أن المسؤولية الإسرائيلية عن الجوانب الحياتية اليومية في غزة ستتواصل، بل ستزداد خلال السنوات القريبة المقبلة.


وقال مسؤول أمني كبير إن المنصب معد لفترة طويلة، وليس منصبا لإدارة مشروع محدود، واستخدمت وصف ضابط غزة الرئيسي لغورين وقالت إنه سيدير شؤون مليوني فلسطيني، مما يرمز إلى استمرار احتلال غزة لعدة سنوات وفق المخطط الإسرائيلي.


وأضافت الصحيفة أن هذا الإجراء اتخذ بهدف “إعطاء الجيش شرعية دولية لمواصلة الحرب على غزة دون أن تتأثر الجوانب الإنسانية كحدوث مجاعة أو أزمة إنسانية”، وأشارت أنه لا يوجد بعد تعريف واضح لمنصب غورين، الذي ترعرع في قيادة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، لكنه الأول الذي سيتولى منصبا موازيا لرئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة، العميد هشام إبراهيم.


من جهتها، لفتت صحيفة “معاريف” العبرية أن أحد أسباب استحداث هذا المنصب هو أنه سيعد خطوة وصفتها “بالمصيرية” في النصر على حركة “حماس”، وتمهيد الطريق أمام الصفقة، مضيفة أن خطوة من هذا النوع “تعد تحولا جوهريا في رؤية الجيش للملف الإنساني في قطاع غزة”، وفق تعبيرها.


ووفق الصحيفة نفسها، قرر الجيش إجراء هذه الخطوة بمصادقة المستوى السياسي، لتيسير عمليات إدخال المساعدات “بما يخدم مصالح (إسرائيل)”، وقالت إن غورين سيكون تابعا لمكتب منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية الذي أُضيف القطاع لمهام عمله عقب الحرب، إذ كان مقتصرا على الضفة الغربية.


وفي ذات السياق، قال الوزير المستقيل من مجلس الحرب ورئيس الأركان غادي آيزنكوت، إن خطة نتنياهو الخفية هي احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري عليه.


وقال آيزنكوت في تصريح صحفي: “إن حزبي وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يقودان نتنياهو لسياسة تتعارض مع أهداف الحرب”. على حد تعبيره.


وأشار إلى أن نتنياهو يرفض رؤية الصورة الشاملة وهو أسير تصريحاته عن النصر المطلق، ويتجه فعليًا إلى السيطرة العسكرية على قطاع غزة.


وفي تصريح سابق له، كشف قيادي بارز في “حماس” موقف حركته من مزاعم قبولها بالتخلي عن الحكم في قطاع غزة، مقابل وقف الحرب بشكل دائم في إطار المفاوضات للتوصل إلى صفقة شاملة.


وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في “حماس”، حسام بدران، إن موقف الحركة من موضوع اليوم التالي للحرب موقف “ثابت وواضح”، مؤكدا أن ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة والضفة هو “شأن فلسطيني مبني على التوافق الوطني”.


وأضاف بدران بأن موضوع اليوم التالي للحرب “لن نقبل التدخل فيه من أي طرف إقليمي أو دولي”، مشددا على أن “حماس تدعو إلى تشكيل حكومة توافق وطني تدير شؤون الفلسطينيين في غزة والضفة”.



رأي اليوم

إقرأ أيضاً : قرار الانتقام لا عودة عنه .. مصدر إيراني: (إسرائيل) تتحرك مع جماعات إرهابية داخل إيران لتخفيف حدة الرد على اغتيال هنيةإقرأ أيضاً : بدء تقديم طلبات المنح الخارجية إلكترونيا من اليومإقرأ أيضاً : ما دلالات تصاعد عمليات المقاومة بالضفة؟





المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الحكومة القطاع غزة القطاع رئيس الحكومة غزة غزة غزة غزة قيادة الاحتلال الحكومة القطاع مجلس غزة رئيس اليوم الوضع غزة اليوم غزة قيادة إيران الوضع مجلس اليوم الحكومة غزة الاحتلال رئيس القطاع فی قطاع غزة هذا المنصب فی غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألف و118 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، اليوم الخميس، أنّ حصيلة الحرب المستمرة منذ 11 شهراً بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفعت إلى 41118 قتيلاً على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إن 34 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 95125 في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

صحة غزة: 41118 شهيداً منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر https://t.co/Rf8EQFtQhb

— Sawt Beirut International (@SawtBeirut) September 12, 2024

وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ الهجمات على الفلسطينيين النازحين، حيث تم استهداف تجمع لخيم النازحين يتكون من أكثر من 20 خيمة مأهولة بالنازحين في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • قائد سابق في جيش الاحتلال: علينا الخروج من القطاع سريعًا
  • لعنة «فيلادلفيا» تطارد «نتنياهو»
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة قتلى غزة إلى 41,182
  • وزير إسرائيلي سابق: فشل 7 أكتوبر مسؤولية الجميع وليس نتنياهو وحده
  • استراتيجية الاحتلال الجديدة.. تهجير سكان شمال قطاع غزة وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة
  • ماذا تعرف عن “خطة الجنرالات” الخطيرة .. وهل يمكن تنفيذها ؟
  • نتنياهو يعلق على بيان حماس
  • الاتهامات مستمرة.. نتنياهو يرد على بيان حماس
  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألف و118 قتيلاً
  • مباحثات جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة