بغداد اليوم- ديالى

يبدو أن خطر النزوح لم ينتهي منه العراق بعد، رغم كسره لشوكة تنظيم داعش الإرهابي، فعاد ليُهدده مجددًا لكن من بوابة الجفاف هذه المرّة عبر محافظة ديالى بالتزامن مع انحسار مياه الأنهر القادمة من ايران بنسبة تصل الى 90 بالمئة. فحوّل الزراعة إلى أبرز المتضررين رغم انتعاش أغلب سدودها بكميات مناسبة من المياه بفضل فصل الشتاء الماضي.


 "الجفاف" أهون والمستقبل أسوأ

يكشف الرئيس الأسبق للجنة الزراعة والمياه النيابية النائب فرات التميمي عن انحسار  مياه الأنهر القادمة من ايران بنسبة 90%. وأبرز الأسباب وفقًا لحديث خاص لـ"بغداد اليوم" هي بناء السدود، وحفر جداول تغيّر مجرى بعضها في العمق "سبق وانني حذرت من ما يحصل قبل 6 سنوات".

وبحسب وصف التميمي فإن الجفاف الآن "أهون" بكثير مما يتوقعه أن يحدث مستقبلاً. ويبرر "اننا أمام متغيرات مناخية عاصفة، وربما سيول الموسم الشتوي أخرت الكارثة بعض الوقت، لكنها قادمة لا محال في ظل انحسار امدادت المياه من ايران وتركيا دفعة واحدة".

بعد دحر داعش.. خطر النزوح يعود

وجعل الجفاف مصير نحو 30 الف أسرة على المحك، بحسب رئيس لجنة الزراعة في مجلس ديالى السابق حقي الجبوري. ووصف في حديثه لـ"بغداد اليوم" الجفاف بـ"تسونامي" يوازي 10 أضعاف خطر الارهاب وداعش لأنه اذ حصل سنشهد موجات نزوح غير مسبوقة في التاريخ.

ويقول أن "الجفاف ما هو إلا تراكمات لضعف الدولة العراقية التي دفعت دول الجوار لبناء سدود وتغيير مجرى أنهر من دون انصاف بغداد ولو بالحد الأدنى من حقوق حسن الجوار". معلقًا بالقول "ديالى هي الاكثر تضررًا على مستوى المحافظات لأنها تعتمد بنسبة 80% على أنهر قادمة من ايران وهي في انحسار مستمر وبمعدلات مثيرة للقلق".

كارثة مؤجلة

ورغم أن مدير مفوضية حقوق الانسان صلاح مهدي يؤكد عدم لم تسجيل أية حالات نزوح قسري بسبب الجفاف لكنّه يشير إلى انتقال بعض الأسر من الريف الى المدينة للبحث عن فرصة عمل جيدة".

وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، يقول مهدي أن"تقييمنا للوضع قلق وموجة الجفاف بالفعل تضرب مناطق واسعة في 15 مقاطعة زراعية، لكنها متفاوتة واذا ما كان موسم الشتاء غزيرًا بالأمطار ستؤجل الكارثة إلى مرحلة زمنية أخرى لكن الموضوع يبقى قائم وجدي".

الأسماك والأغنام والجاموس

بدوره، يرى الخبير الاقتصادي مهدي دواي انه "لا يمكن تقدير حجم الخسائر الاقتصادية لأزمة الجفاف حاليًا، لكنه يقدّرها بمئات الملايين من الدنانير شهريًا لاسيما مع عدم قدرة الكثيرين على زراعة أراضيهم وهي خسارة مالية كبيرة".

ولا يؤثر الجفاف على قطاع الزراعة فحسب- وفقًا للمتحدث الاقتصادي- ويضيف لـ"بغداد اليوم" بل يضرب قطاعات أخرى ومنها تربية الأسماك والماشية والأغنام والجاموس، أي كل مجالات الحياة ستتأثر ناهيك عن احتمالية النزوح اذا ما تجاوزت الأزمة حدود طاقة الأفراد على التحمل".

تحذير أممي

ومن جهته، عدّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوبي العراق الذي انهى زيارة له يشيران إلى أن " عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل". 

وقال تورك في كلمة له بعد زيارة الى العراق استغرقت أربعة أيام اجتمع خلالها بكبار المسؤولين إنه "تحت حرارة تبلغ 50 درجة مئوية وفي وسط الحقول القاحلة والجرداء في جنوب العراق أطلعني زعماء وممثلو المجتمع المحلي على صور لأشجار النخيل المورقة التي كانت - قبل 30 عاماً لا غير- تصطف على جانبي أجزاء من شط العرب الممر المائي الجاف حالياً". 

وأضاف "بعد أن وقفت تحت الحر القائظ وسط تلك المناظر الطبيعية المشوهة وتنفست الهواء الملوث من جراء انتشار العديد من مشاعل إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط في المنطقة، كان من الواضح بالنسبة لي أن عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل". 

وحذر المفوض الاممي من أن "هذه حالة طوارئ مناخية وقد حان الوقت لأن يتم التعامل معها على هذا الأساس ليس فقط في العراق بل في العالم ككل وان ما يحدث عراقيًا هو نافذة على مستقبل قادم الآن إلى أجزاء أخرى من العالم - إذا واصلنا الإخفاق في تحمل مسؤوليتنا عن اتخاذ إجراءات للوقاية من تغير المناخ وتخفيف آثاره".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم من ایران

إقرأ أيضاً:

“بافيليون باي رامس” يبشر بتعزيز هطول الأمطار وتخفيف الجفاف في العراق

أبريل 7, 2025آخر تحديث: أبريل 7, 2025

المستقلة/-أكدت شركة “رامس غلوبال”، أن مشروع “بافيليون باي رامس” السكني في أربيل يحمل أهدافا لتحسين المناخ ورفع فرص هطول الأمطار وتخفيف آثار الجفاف، مطمئنة بأن بحيرته الاصطناعية الضخمة صديقة للبيئة ولن تؤثر على الموارد المائية في المحافظة.

وقالت الشركة في مؤتمر صحفي حضره النجم التركي “بوراك أوزتشيفيت” المشهور بلقب “بقلاوة” ، إن “مشروع (بافيليون باي رامس) السكني العملاق في أربيل يحمل أهدافاً بيئية واضحة، أبرزها تحسين مناخ المدينة الجاف وزيادة الرطوبة في الأجواء، ما قد يسهم في تعزيز فرص هطول الأمطار وتخفيف آثار الجفاف، خاصة في فصل الصيف”.

وطمأنت الشركة المنفذة للمشروع سكان المدينة بشأن المخاوف حول إنشاء بحيرة صناعية ضخمة ضمن المشروع، مؤكدة أن “الموارد المائية في أربيل لن تتأثر بأي شكل”، وذلك بعد جدل أثاره الإعلان عن المشروع، لا سيما في ظل معاناة المدينة من شح المياه وتراجع الموارد الطبيعية بسبب التغيرات المناخية.

وأكدت الشركة اثناء مراسم التعريف عن المشروع، أن “تصميم البحيرة التي تمتد على مساحة 300 ألف متر مربع يعتمد على نظام مغلق لتجديد المياه، دون الحاجة إلى أي تغذية من مصادر المياه في المدينة، ما يجعل المشروع صديقاً للبيئة وغير مستهلك للموارد الحيوية”.

واختير الفنان بوراك أوزتشيفيت ليكون وجهاً إعلانياً لمشروع (بافيليون باي رامس) وهذه هي زيارته الأولى لعاصمة إقليم كوردستان.

بوراك أوزتشيفيت، أكد أنه “لا يدخل مشروعاً غير مقتنع به، وهو النهج الذي يتبعه في مهنته بالتمثيل والدراما”.

وعن أسباب اختياره الترويج لهذا المشروع، قال أوزتشيفيت خلال المؤتمر الصحفي، “من الطبيعي أن تكون جزءاً من مشروع ما، لكن المشاركة في مشروع كهذا شيء آخر، لأن هذا المشروع يحتوي على مميزات لا تُعد”.

ورأى أن وجود “(رامس غلوبال) في هذا العمل يمثل بالنسبة له “بُعداً مختلفاً، لأنه منحه الثقة، حيث أن الأمر يتعلق بحجم المشروع وما يحتاجه الناس هنا، وهذا المشروع يلبي متطلبات الناس بشكل جيد”.

ويقوم مشروع بافيليون باي رامز السكني على مساحة 1.8 متر مربع، ويضم بحيرة اصطناعية مساحتها 300 ألف متر مربع تستمد مياهها من نهر الزاب الكبير.

من جهته، قال مهندس المشروع خليل إبراهيم، إن “المشروع سيعود بمنفعة جيدة على مدينة أربيل، وتم إنشاؤه على نحو 1.8 مليون متر مربع، ويضم 861 فيللاً، و42 مشروعاً سكنياً، نحن نعلم أن درجة التلوث في أربيل مرتفعة بعض الشيء، وهذا المشروع يخفض درجة التلوث تلك بعض الشيء”.

بدوره، ذكر مدير مبيعات بافيليون علي نورالدين، أن “شركة رامس غلوبال التركية التي لديها خبرة دولية لمدة 37 عاماً تشرف على المشروع”.

ويُعد مشروع “بافيليون باي رامس”، الذي تشرف عليه شركة “رامس غلوبال”، من أضخم المشاريع العقارية والسكنية في العراق وكردستان.

ويمتد على مساحة واسعة تضم بحيرة اصطناعية بمساحة 300 ألف متر مربع، إضافة إلى مكتبة ومسرح ومدرسة ومركز رياضي ومركز معلومات ومول وسينما، في خطوات قالت الشركة إنها تُنفذ للمرة الأولى في إقليم كوردستان.

وأكد بيان صادر عن الشركة أن المشروع سيكون له دور محوري في تحسين البيئة في أربيل، وتقليص مستويات التلوث، بما يعزز من جودة الحياة في المدينة.

وتملك شركة “رامس غلوبال” خبرة تمتد لأكثر من 37 عاماً، ولها نشاطات في 6 دول، وتُشرف حالياً على نحو 100 مشروع حول العالم. وجاءت زيارة بوراك أوزتشيفيت إلى أربيل بصفته الوجه الإعلامي للمشروع.

مقالات مشابهة

  • “بافيليون باي رامس” يبشر بتعزيز هطول الأمطار وتخفيف الجفاف في العراق
  • ملف عقود 7000.. ماذا وراء الفيديوهات المثيرة للجدل في ديالى؟ - عاجل
  • "بافيليون باي رامس" يبشر بتعزيز هطول الأمطار وتخفيف الجفاف في العراق 
  • تحرير العراق من إيران.. تصعيد امريكي لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط - عاجل
  • خريجو ديالى يحتجون وسط بعقوبة ويضعون ثلاثة مطالب مشروعة - عاجل
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق)
  • دعوات تحرير العراق في واشنطن.. رؤية إدارة ترامب وتصعيد الموقف مع إيران- عاجل
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق) - عاجل
  • إعصار الرسوم الأمريكية يضرب أسواق العالم.. والاقتصاد العراقي في مهب الريح - عاجل
  • ثورة علاجية في العراق.. 70% من المدمنين يستجيبون لبرامج العلاج الطوعي - عاجل