نيكولاي دوروف.. طفل معجزة ابتكر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
نيكولاي دوروف عالم رياضيات ومبرمج روسي، وهو الأخ الأكبر لمؤسس تطبيقي "فكونتاكتي" و"تليغرام"، بافيل دوروف. يُطلق عليه لقب "المبدع الفني" لتطبيق "تليغرام"، الذي يعتمد تقنية تشفير المراسلات، مما جعل العديد من وكالات الاستخبارات في العالم تسعى بشكل حثيث للحصول على مفاتيح هذا التشفير.
المولد والنشأةولد نيكولاي دوروف في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1980 بمدينة سان بطرسبورغ، وهو النجل الأكبر لفاليري دوروف، الدكتور في فقه اللغات القديمة، والذي ترأس قسم فقه اللغات الكلاسيكية بجامعة سان بطرسبورغ بين الأعوام 1992 و2013.
عاش نيكولاي مع عائلته في مدينة تورنتو بإيطاليا سنوات، إذ كان والده يعمل هناك في تدريس اللغة الروسية.
الدراسة والتكوين
عرف عنه أنه كان طفلا موهوبا. وفي سن الثالثة كان يستطيع القراءة بطلاقة، وفي الثامنة كان يحل المعادلات التكعيبية، وقدمه التلفزيون الإيطالي واصفا إياه بأنه "طفل معجزة".
خلال المرحلة الدراسية فاز بالأولمبياد الدولي للرياضيات 3 مرات، في أعوام 1996 و1997 و1998، كما حاز مرات عدة على جائزة الأولمبياد الدولي للمعلوماتية.
كان عضوا في فريق البرمجة بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، وفاز في أولمبياد البرمجة للطلاب الدوليين في عامي 2000 و2001.
في عام 2005 ناقش أطروحته الأولى للدكتوراه حول موضوع "نهج جديد لهندسة أراكيلوف" في سان بطرسبورغ.
وفي عام 2007 توجه إلى ألمانيا وواصل تعليمه في جامعة بون، حيث ناقش أطروحته الثانية حول هندسة أراكيلوف المفردة، كما شارك في إعادة تأسيس الهندسة الجبرية.
"فكونتاكتي" و"تليغرام"
منذ عام 2006 كان دوروف المطور الأساسي لشبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" (وهي نسخة روسية مشابهة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك) بناء على طلب أخيه بافيل.
وأثمرت جهوده عن نمو شبكة التواصل الاجتماعي الروسية بسرعة، وتجنب التجميد والتعطيل، فقد عمل على تحسين التحميل على الخوادم وحماية الموقع من الهجمات الموزعة لحجب الخدمة.
وفي عام 2012 شارك بشكل مباشر في إنشاء تطبيق "تليغرام" (تم إصداره في عام 2013) وساعد شقيقه بافيل في تطوير الواجهة وإعداد العمليات، ثم عمل مديرا فنيا ومطورا رئيسيا للمشروع.
كما طور بروتوكول التشفير الخاص الذي يقوم عليه عمل التطبيق لتأمين سرية الاتصالات، وفي البداية استخدمه نيكولاي للتواصل مع شقيقه بافيل قبل أن يدمجه لاحقا في "تليغرام".
يقول شقيقه بافيل في مقابلة صحفية إنه إذا كان هو وجه مشروعي "فكونتاكتي" وتليغرام" فإن نيكولاي هو رأسهما، لأن الفضل يعود إليه في إنشاء الأساس التقني لهما.
يعتبر نيكولاي أيضا أحد مبدعي منصة طرق التخزين الآمن ونقل البيانات على شكل سلسلة من الكتل مرتبطة ببعضها بواسطة مفاتيح خاصة تحتوي كل منها على معلومات عن السابقة، والتي تم على أساسها إنشاء عملة "تونكوين" المشفرة.
بحسب تقارير غير مؤكدة، يعيش نيكولاي دوروف في روسيا ويشتغل بالبحث العلمي وليس له أي نشاط إعلامي.
في أغسطس/آب 2024 أصبح باحثا أول في فرع سان بطرسبورغ لمعهد ستيكلوف للرياضيات التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.
دوروف في وسائل الإعلاميعيش نيكولاي دوروف حياته بعيدا عن وسائل الإعلام، ولا توجد معلومات منشورة عن حياته الشخصية وزوجته وأطفاله.
كما لا توجد معلومات في قاعدة بيانات "بير أناليتيك" المتخصصة في تحليل أنشطة الشركات المسجلة في روسيا، تفيد بأن دوروف هو مالك أو مالك مشارك في أي شركة أو كيان قانوني.
يصفه زميله وصديقه السابق أنطون روزنبرغ (الذي عمل سابقا في فريقي "فكونتاكتي وتليغرام") بأنه "عبقري"، لكنه انتقده في جوانب أخرى، واتهمه بالتحرش بزوجته.
واندلع صراع بين نيكولاي وأنطون لأسباب شخصية، وتطور إلى محاكمة علنية بين أنطون وشركة "تلغراف" التي يتبع لها تليغرام.
انحاز بافيل إلى شقيقه نيكولاي في هذا الصراع ودعا روزنبرغ إلى الاستقالة من الشركة، لكنه رفض، فتطور الخلاف إلى أن عرض على القضاء.
وفي النهاية عقد الطرفان صلحا بعد أن نشر روزنبرغ على شبكة الإنترنت معلومات "حساسة" عن شركة "تلغراف" وتحدث بالتفصيل عن شخصية نيكولاي دوروف.
مذكرة اعتقالفي مارس/آذار أصدرت فرنسا مذكرة لاعتقال نيكولاي وشقيقه بافيل بتهم رفض تطبيق "تليغرام" التعاون مع السلطات الفرنسية، وخاصة في تحقيق فتحته الشرطة في قضايا "اعتداء جنسي على أطفال"، ورفضت المنصة الاستجابة لطلب سابق من القضاء الفرنسي لتحديد هوية بعض مستخدمي التطبيق.
إضافة إلى ذلك تقول السلطات الفرنسية إن العديد من "الجماعات الإجرامية" تستخدم تطبيق "تليغرام"، وفق ما ورد في مذكرة الاعتقال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التواصل الاجتماعی سان بطرسبورغ فی عام
إقرأ أيضاً:
حفاوة روسية بـصفع ترامب لزيلينسكي في البيت الأبيض
اعتبرالرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلقى"صفعة قوية"من نظيره الأميركي دونالد ترامب في لقائهما أمس، بينما تعجبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من عدم تعرض زيلينسكيي للضرب في البيت الأبيض.
وكتب ميدفيديف، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على تطبيق تيليغرام معلقا على لقاء البيت الأبيض"توبيخ قاس في المكتب البيضاوي".
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا فكتبت تقول "إن عدم إقدام ترامب ونائبه جيه.دي فانس على ضرب زيلينسكي خلال الاشتباك الذي جرى بثه على الهواء مباشرة هو معجزة". معتبرة أن أن ترامب تحلى بـ"ضبط النفس" بعدم ضرب الرئيس الأوكراني.
وكتبت على تلغرام "أكبر كذبة لزيلينسكي من بين كل أكاذيبه كانت تأكيده في البيت الأبيض أن نظام كييف في عام 2022 كان وحيدا، من دون دعم"، مشيرة إلى أن "امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذه الحثالة، هو معجزة في ضبط النفس"ـ حسب تعبيرها ـ
وكان ترامب قد صرح عقب لقائه زيلينسكي أن الأخير غير مستعد لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، وأنه أظهر عدم احترام للولايات المتحدة.
وقال ترامب "لقد عقدنا اجتماعا مهما للغاية في البيت الأبيض و تعلمنا الكثير مما لم يكن من الممكن أن نتعلمه لولا المحادثة في ظل هذه الضغوط والظروف".
إعلانوتابع "مدهش ما تظهره الأمور من خلال العواطف، وقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدا للسلام إذا شاركت أميركا، لأنه يعتقد أن مشاركتنا تمنحه امتيازات كبيرة في المفاوضات".
وأضاف "لا أريد تقديم امتيازات لأحد، أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأميركية في المكتب البيضاوي الثمين. ويمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".