ماذا يعني تفويض زعيم انفصاليي جنوب اليمن إدارة تشكيلاته الأمنية لـالمحرمي؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
أُثار قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، عيدروس الزبيدي، تفويض عضو مجلس القيادة الرئاسي، وقائد قوات العمالقة، عبدالرحمن المحرمي، بإدارة التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس - المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله - وإعادة هيكلتها، أسئلة عدة حول معنى هذا القرار الذي أعتبر أنه تقويضا لسلطة الزبيدي نفسه.
في الخميس الماضي، كلف الزبيدي، الزعيم الانفصالي المدعوم من أبوظبي، نائبه في المجلس الانتقالي، المحرمي المعروف بـ"أبوزرعة" بإدارة التشكيلات الأمنية التابعة للانتقالي في مدينة عدن، وإعادة هيكلتها، وهو ما أعتبر تطورا مهما في ظل حالة الفشل والإخفاقات لهذه التشكيلات فضلا عن تورطها في عمليات اغتيال وإخفاء قسري لمئات المواطنين بينهم أمنيين وعسكريين، فاقمت الغضب الشعبي تجاهها.
ويبدو أن مهمة القيادي السلفي "المحرمي" لن تكون سهلة جدا، وفق مراقبين٬ حيث من المقرر أن يبدأ مهامه في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة.
ولاشك أن قرارات المحرمي ستستهدف عدد من القيادات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، بالعزل والإطاحة، وهو الأمر الذي قد يفتح الباب أمام صدامات مباشرة حال رفض بعض القيادات التي راكمت نفوذا كبيرا وميليشيات مسلحة قرارات عزلها.
"الانتقالي في أصعب مراحله"
وفي السياق، قال الصحفي والناشط السياسي صلاح السقلدي، إنه من المؤكد أن "ثمة عوامل قد حملتْ عيدروس الزبيدي لاتخاذ هذا القرار".
وأضاف السقلدي في حديث لـ"عربي21" أن الإخفاقات التي اعترت عمل الأجهزة الأمنية الجنوبية وأجهزة مكافحة الإرهاب، وحالة تعدد الجهات الأمنية وانفلات الرقابة والتنسيق فيما بينها وبين الأجهزة الأمنية الأخرى المحسوبة على وزارة الداخلية".
فضلا عن تصاعد العمليات الإرهابية التي قضى بسببها عشرات الجنود، وبالذات في محافظة أبين، وحاجة الانتقالي الماسة لإعادة هيكلة وغربلة الأجهزة الأمنية المتشابكة والمترهلة، كل هذه العوامل وغيرها اضطرت الزبيدي إلى هكذا قرار متوخيا من خلاله أن يتدارك ما يمكن تداركه وما يمكن تصحيحه، وفقا للصحفي السقلدي
وأشار الصحفي والناشط الموالي للمجلس الانتقالي إلى أن الانتقالي الجنوبي "يمر بأصعب حالاته بسبب تردي الأوضاع ومنها الأمنية" وكذا "شعوره بالاستهداف السياسي من قِبل شركائه الإقليميين والمحليين بعد أن تم تجاهله في جولات الحوارات السابقة بين التحالف (بقيادة السعودية) والحوثيين وما زال هذا التجاهل قائما".
كما لفت إلى أن ثمة نشاط محموم يستهدف الجبهة الداخلية الجنوبية لإثارة مزيد من الشقاق وإذكاء صراعات الماضي الجنوبي، ومؤكدا أن خطوة الزبيدي هذه إصلاح المنظومة الأمنية تأتي كخطوة لترميم التصدعات وتصحيح التجاوزات التي لا شك أنها "كبيرة وخطيرة، خصوصا أن كثيرا منها اقترفها ضباط وجنود محسوبين على المجلس الانتقالي الذي يواجه نزيفا متزايدا من رصيده الشعبي والنخبوي".
وقال السقلدي الموالي للمجلس الانتقالي إن ما نتوخاه، أن تصلح هذه الخطوة ما أفسده المفسدون والفوضويون وما طاله العابثون طيلة السنوات الماضية، موضحا أن حالة السخط الشعبي تفاقمت من آثار وتداعيات الأوضاع المتردية بكل المجالات ومنها الأمنية.
وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي تجاه المجلس الانتقالي الانفصالي في عدن والمدن المجاورة على خلفيه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قتل واعتقالات وإخفاء قسري، تقوم بها التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس والمدعومة من أبوظبي، إضافة إلى فشل هذا الكيان عبر قياداته التي تدير الإدارات الحكومية بعدن في تحسين ظروف الناس المعيشية والخدمية.
ويسيطر المجلس الانتقالي الانفصالي على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، محافظة أرخبيل سقطرى ( في المحيط الهندي) وعلى أجزاء واسعة من محافظات أبين وشبوة ولحج، جنوبا، وله حضور عسكري في محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن في الشرق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المجلس الانتقالي الإمارات عيدروس الزبيدي عبدالرحمن المحرمي اليمن اليمن الإمارات المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عبدالرحمن المحرمي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی الأمنیة التابعة
إقرأ أيضاً:
باحثة فرنسية: اليمنيون مواقفهم موحدة بشأن القضية الفلسطينية.. بينما الانتقالي يتحفّظ على ذلك (ترجمة خاصة)
قالت الباحثة الفرنسية في الشؤون اليمنية "هيلين لاكنر" إن اليمنيين بكل أطيافهم موقفهم موحد بشأن القضية الفلسطينية، إلا أن هناك تحفظ من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعم من الإمارات.
واضافت هيلين لاكنر في حوار مع صحيفة " Jewish Currents" العبرية وترجم أبرز مضمونها للعربية "الموقع بوست" إن شعبية جماعة الحوثي المتمردة، التي كانت في السابق غير محبوبة بين رعاياها وهامشية في المنطقة، ازدادت نتيجةً دعها لغزة ضد حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت لاكنر، التي غطت اليمن لأكثر من 50 عامًا وعاشت في ثلاث محافظات يمنية قائمة في تلك الفترة، لفهم دور فلسطين في السياسة اليمنية؛ والجوانب الجيوسياسية لهجمات البحر الأحمر؛ وكيف منحهم موقف الحوثيين من غزة الشرعية ومساحة للمناورة في أراضيهم وخارجها.
وعن تاريخ علاقة اليمن بالقضية الفلسطينية، تقول هيلين لاكنر: قبل الحرب الأهلية بين الحوثيين والجماعات المتفرقة في التحالف المدعوم من الخليج والذي يشكل الحكومة المعترف بها دوليًا، كانت الأنظمة المختلفة في اليمن مؤيدة لفلسطين بشكل منهجي. كان اليمن واحدًا من 13 دولة صوتت ضد خطة تقسيم الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين الانتدابية إلى دولتين يهودية وعربية في عام 1947. لاحقًا، عندما طُردت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في عام 1982 [بعد غزو إسرائيل لبيروت]، قُسِّم اليمن إلى نظامين اشتراكي ورأسمالي، لكن كلاهما دعا قوات منظمة التحرير الفلسطينية المنفية إلى بلديهما. كان النظام الاشتراكي أكثر انحيازًا للفصائل الفلسطينية اليسارية بينما كان النظام الرأسمالي أقرب إلى فتح، لكن الفلسطينيين عمومًا كانت لهم علاقات مع كل من عدن (العاصمة الاشتراكية) وصنعاء (الرأسمالية).
واشارت إلى أن موقف اليمنيين بكل أطيافهم موقفهم موحد بشأن القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن هناك تحفظ في عدن والمدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعم من الإمارات.
وذكرت أن المظاهرات تُقمع بشكل أساسي، في عدن والمناطق المحيطة بها التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي (وهي جماعة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة تسيطر على جنوب اليمن ولديها اتفاقيات لتقاسم السلطة مع الحكومة الشرعية في اليمن ولكنها تحمل طموحات انفصالية).
وأفادت "عندما وقعت الإمارات العربية المتحدة على اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، قال الرجل الثاني في المجلس الانتقالي الجنوبي في ذلك الوقت، هاني بن بريك، إنه يتطلع إلى زيارته الأولى لإسرائيل - نتيجة لتحالف المجلس الانتقالي الجنوبي مع الإماراتيين.
وأردفت "الآن، ومع تحدي الحوثيين للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، لا يجرؤ المجلس الانتقالي الجنوبي على قول أي شيء ضد أي تصريحات مؤيدة للفلسطينيين من شعبه، حتى لو كانوا يمنعون بالتأكيد أي أعمال مؤيدة لفلسطين".
وأكدت أن التصريح بتأييد إسرائيل علنًا في السياق اليمني الحالي أمرٌ مرفوض.
وحسب الباحثة الفرنسية فإن الحوثيين يحركون ثلاثة أمور في هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحر: التضامن مع فلسطين؛ وموقف متشدد في السياسة الخارجية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل؛ واعتبارات سياسية داخلية.
وأشارت إلى أن شعبية الحوثيين قبل السابع من أكتوبر، كانت بين 70٪ من اليمنيين الذين يحكمونهم في أدنى مستوياتها بسبب حكمهم القمعي وسياسات الضرائب الابتزازية وسوء تقديم الخدمات، من بين أمور أخرى. وبينما لم يتغير أي من هذه الديناميكيات الأخرى، فإن تدخل الحوثيين لدعم الفلسطينيين كان شائعًا للغاية، ومنحهم مساحة أكبر للمناورة بين الناس. وقد ارتفعت وتيرة تجنيدهم العسكري بشكل كبير، حيث يسارع الشباب للانضمام إلى فكرة أنهم سيقاتلون في فلسطين بينما في الواقع من المرجح أن يتم إرسالهم إلى إحدى الجبهات اليمنية "الداخلية" المختلفة الأكثر عرضة لإعادة الفتح.
وبشأن الغارات الجوية المتجددة في عهد ترامب، قالت إنها تتعلق بالسيطرة على البحر الأحمر والضغط على إيران بشأن اتفاق نووي، لأن نهج ترامب يبدو أنه يعتبر الحوثيين مجرد تابع لإيران.
وعن تغير موقف الحوثيين الإقليمي والعالمي في أعقاب حملة البحر الأحمر والرد الأمريكي تقول هيلين لاكنر إن الشرعية التي اكتسبها الحوثيون من دفاعهم عن فلسطين منحتهم نفوذًا في المنطقة. خلال العام الماضي، لم يُنطق بكلمة واحدة ضد الحوثيين من قِبل السعوديين أو أي جهة أخرى في العالم العربي، لأن هذه الشعوب مؤيدة بشدة للفلسطينيين. على سبيل المثال، عندما حاولت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا فصل بنوك الحوثيين عن النظام المصرفي العالمي في صيف عام 2024، هدد الحوثيون بقصف المملكة العربية السعودية إذا طُبق ذلك، فضغط السعوديون على الفور على الحكومة الشرعية للتراجع عن قرارها. وقد فعلت ذلك بالضبط؛ لم يكن لديها خيار آخر.
وقالت إن قوة الحوثيين ازدادت بين حلفاء إيران، خاصةً مع إضعاف حزب الله وسوريا. وبينما يُرجّح أن تكون إيران وراء تحسين مدى صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، أعتقد أنها غير راضية عما يفعله الحوثيون. سعت إيران مؤخرًا إلى الدبلوماسية - عبر التواصل أكثر مع السعوديين والمبعوث الخاص للأمم المتحدة وآخرين - لكن كغيرها، لا تستطيع قول أي شيء، حتى لو كان سرًا، عندما يتصرف الحوثيون باستقلالية. وحتى لو طلب الإيرانيون من الحوثيين تقليص هجماتهم، فأنا لست متأكدًا من أنهم سيستمعون".
وأكدت أن هجمات الحوثيين نجحت في لفت الانتباه الدولي إلى غزة، وقالت "لكن يبدو أنها لن توقف ما تفعله إسرائيل هناك".
وزادت "ربما لو كانت التكاليف أكبر على دول الشمال العالمي - التي تتحملها مصر الآن بشكل رئيسي - لكان ذلك قد أجبر الغرب على الضغط على إسرائيل، ولكن في الوقت الحالي، استمرت الدول الغربية في الحديث عن حرية الملاحة في البحر الأحمر متظاهرة بأن لا علاقة لها بالحرب في غزة".
واستطردت "هناك عدم استعداد تام لفهم أن للقضية الفلسطينية صدى أوسع في العالم العربي، ولا أحد على استعداد للاستجابة لقول الحوثيين إنهم سيضعون حداً لهذه الأعمال إذا انتهت الحرب. لذلك نستمر في وضع يخلق فيه غياب العمل الدولي ضد إسرائيل فراغًا لا يملأه سوى الحوثيين - الذين ارتكبوا بانتظام انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من جانبهم. إنهم لا يزالون الوحيدين المستعدين لاتخاذ إجراءات ملموسة لدعم القانون الدولي والدفاع عن غزة".