أُثار قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، عيدروس الزبيدي، تفويض عضو مجلس القيادة الرئاسي، وقائد قوات العمالقة، عبدالرحمن المحرمي، بإدارة التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس - المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله - وإعادة هيكلتها، أسئلة عدة حول معنى هذا القرار الذي أعتبر أنه تقويضا لسلطة الزبيدي نفسه.



في الخميس الماضي، كلف الزبيدي، الزعيم الانفصالي المدعوم من أبوظبي، نائبه في المجلس الانتقالي، المحرمي المعروف بـ"أبوزرعة" بإدارة التشكيلات الأمنية التابعة للانتقالي في مدينة عدن، وإعادة هيكلتها، وهو ما أعتبر تطورا مهما في ظل حالة الفشل والإخفاقات لهذه التشكيلات فضلا عن تورطها في عمليات اغتيال وإخفاء قسري لمئات المواطنين بينهم أمنيين وعسكريين، فاقمت الغضب الشعبي تجاهها.

ويبدو أن مهمة القيادي السلفي "المحرمي" لن تكون سهلة جدا، وفق مراقبين٬ حيث من المقرر أن يبدأ مهامه في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة.

ولاشك أن قرارات المحرمي ستستهدف عدد من القيادات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، بالعزل والإطاحة، وهو الأمر الذي قد يفتح الباب أمام صدامات مباشرة حال رفض بعض القيادات التي راكمت نفوذا كبيرا وميليشيات مسلحة قرارات عزلها.

"الانتقالي في أصعب مراحله"
وفي السياق، قال الصحفي والناشط السياسي صلاح السقلدي، إنه من المؤكد أن "ثمة عوامل قد حملتْ عيدروس الزبيدي لاتخاذ هذا القرار".

وأضاف السقلدي في حديث لـ"عربي21" أن الإخفاقات التي اعترت عمل الأجهزة الأمنية الجنوبية وأجهزة مكافحة الإرهاب، وحالة تعدد الجهات الأمنية وانفلات الرقابة والتنسيق فيما بينها وبين الأجهزة الأمنية الأخرى المحسوبة على وزارة الداخلية".

فضلا عن تصاعد العمليات الإرهابية التي قضى بسببها عشرات الجنود، وبالذات في محافظة أبين، وحاجة الانتقالي الماسة لإعادة هيكلة وغربلة الأجهزة الأمنية المتشابكة والمترهلة، كل هذه العوامل وغيرها اضطرت الزبيدي إلى هكذا قرار متوخيا من خلاله أن يتدارك ما يمكن تداركه وما يمكن تصحيحه، وفقا للصحفي السقلدي

وأشار الصحفي والناشط الموالي للمجلس الانتقالي إلى أن الانتقالي الجنوبي "يمر بأصعب حالاته بسبب تردي الأوضاع ومنها الأمنية" وكذا "شعوره بالاستهداف السياسي من قِبل شركائه الإقليميين والمحليين بعد أن تم تجاهله في جولات الحوارات السابقة بين التحالف (بقيادة السعودية) والحوثيين وما زال هذا التجاهل قائما".

كما لفت إلى أن ثمة نشاط محموم يستهدف الجبهة الداخلية الجنوبية لإثارة مزيد من الشقاق وإذكاء صراعات الماضي الجنوبي، ومؤكدا أن خطوة الزبيدي هذه إصلاح المنظومة الأمنية تأتي كخطوة لترميم التصدعات وتصحيح التجاوزات التي لا شك أنها "كبيرة وخطيرة، خصوصا أن كثيرا منها اقترفها ضباط وجنود محسوبين على المجلس الانتقالي الذي يواجه نزيفا متزايدا من رصيده الشعبي والنخبوي".

وقال السقلدي الموالي للمجلس الانتقالي إن ما نتوخاه، أن تصلح هذه الخطوة ما أفسده المفسدون والفوضويون وما طاله العابثون طيلة السنوات الماضية، موضحا أن حالة السخط الشعبي تفاقمت من آثار وتداعيات الأوضاع المتردية بكل المجالات ومنها الأمنية.


وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي تجاه المجلس الانتقالي الانفصالي في عدن والمدن المجاورة على خلفيه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قتل واعتقالات وإخفاء قسري، تقوم بها التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس والمدعومة من أبوظبي، إضافة إلى فشل هذا الكيان عبر قياداته التي تدير الإدارات الحكومية بعدن في تحسين ظروف الناس المعيشية والخدمية.

ويسيطر المجلس الانتقالي الانفصالي على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، محافظة أرخبيل سقطرى ( في المحيط الهندي) وعلى أجزاء واسعة من محافظات أبين وشبوة ولحج، جنوبا، وله حضور عسكري في محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن في الشرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المجلس الانتقالي الإمارات عيدروس الزبيدي عبدالرحمن المحرمي اليمن اليمن الإمارات المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عبدالرحمن المحرمي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی الأمنیة التابعة

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟

(CNN)--   أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا جميع الشحنات المستقبلية من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا بعد لقاء عاصف مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي أدى إلى تفاقم الهوة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

ويتوقع الحلفاء الغربيون أن تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على وتيرة القتال الحالية لعدة أسابيع قبل أن يبدأ توقف المساعدات الأمريكية في التأثير على العمليات.

ومع احتمال استمرار التوقف حتى يرضى ترامب عما يراه التزام زيلينسكي بمحادثات السلام، تستعرض شبكة CNNالمساعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة حتى الآن،  وكيف يمكن أن يبدأ التوقف المطول في التأثير على جهود الحرب الأوكرانية.

مقالات مشابهة

  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • وكالة إيران انترناشونال ومعهد كارنيغي للدراسات:إدارة ترامب ستضع الحشد الشعبي على قائمة الإرهاب
  • لهذا السبب.. الزبيدي يوجه فصائله برفع حالة التأهب على مداخل عدن
  • من خلفه علم اليمن وصورة العليمي.. عيدروس الزبيدي يصدر توجيهات بشأن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • المجلس الوزاري يناقش استكمال جداول الموازنة وواقع السوق النفطية المحلية والعالمية
  • والي سوق أهراس يقرر تجميد المجلس الشعبي البلدي لبلدية الخضارة
  • البرهان وسلفاكير يبحثان تعزيز العلاقات الأمنية
  • شخصية شيعية جدلية: الأموال المضبوطة لبناء صرح تعليمي
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • رئيس الرعاية الصحية يترأس الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي لعام 2025