عندما قرر "حزب الله" فتح جبهة الجنوب إسنادًا لغزة وإشغالًا لجيش العدو، بأمر مباشر من أمينه العام السيد حسن نصرالله، وبإيحاء من طهران، لم يكن يتصوّر أن حرب الابادة التي شنتها إسرائيل، ولا تزال، ضد فلسطينيي قطاع غزة، وامتدادًا نحو الضفة الغربية، ستطول إلى المدى غير المتناهي، وأن مفاوضات القاهرة أو الدوحة ليست سوى محاولة إسرائيلية جديدة لاستكمال تنفيذ مخططها التهجيري الكامل من القطاع أولًا، ومن ثم من الضفة.
لذلك لم يكن "الحزب" يتوقع أن يكون الردّ الإسرائيلي على عمليات الاسناد انطلاقًا من الجنوب بهذا الحجم التدميري للقرى الحدودية في عمق لا يتجاوز عشرة كيلومترات، وما ينتج عنه من سقوط ضحايا في صفوفه ومدنيين، على رغم ما ينزله القصف الصاروخي لـ "المقاومة الإسلامية" من خسائر في الشمال الإسرائيلي، وبالتالي لم يكن في جو ما يملكه العدو من تجهيزات تكنولوجية متقدمة جدًّا في المجال المخابراتي والتتبعي، بحيث يستطيع الوصول إلى أهدافه بسهولة لم تكن متوقعة. وهذا ما حدث في عملية استهداف القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي وصفها نصرالله بأنها "انجاز". ويُضاف إلى كل هذه العوامل عامل آخر يقلق "حزب الله" أكثر من أي أمر آخر، وهو قدرة العدو على خرق صفوفه مخابراتيًا، إذ يعتقد كبار القادة العسكريون في "الحزب" أن إسرائيل لم تكن لتستطيع أن تطارد العناصر الحزبية في أماكن تواجدهم، وعلى رغم كل الاحتياطات الاحترازية التي يتبعونها في تنقلاتهم، لو لم تكن "المقاومة" مخروقة من الداخل. وهذه النقطة بالذات تُعتبر أهم نقطة ضعف تواجهها "المقاومة" في حربها الحالية ضد إسرائيل أو في أي حرب أخرى مستقبلية. ومن بين نقاط الضعف الأخرى التي تواجه "حزب الله" في حربه الاسنادية أنه لم يلق الدعم الداخلي الكافي كما كانت عليه الحال في حرب تموز 2006، يوم أمنّ "التيار الوطني الحر" الخارج حديثًا من اتفاق مار مخايل لـ "الحزب" غطاء مسيحيًا مهمًّا، خصوصًا أنه كان في عزّ قوته على الساحة المسيحية ولديه تمثيل نيابي وازن مع سائر حلفائه، ومن بينهم الوزير السابق الراحل ميشال المر ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وكتلة نواب "الطاشناق". أمّا اليوم فإن رئيس "التيار" النائب جبران باسيل، ومعه الرئيس ميشال عون، فيقفان ضد مبدأ "وحدة الساحات" وفتح جبهة الجنوب لمساندة غزة، على رغم المحاولات الأخيرة لباسيل في وضع "رجل في بور المعارضة وأخرى في فلاحة الممانعة". ويُضاف إلى هذا العامل غير المساند عوامل أخرى، ومن بينها قوة "المعارضة" في الوقوف ضد احتكار "حزب الله" لقرار الحرب والسلم، على رغم أن موقف النائب السابق وليد جنبلاط المؤيد لما تقوم به "المقاومة" في دفاعها عن كل لبنان قد أضعف "المعارضة" بعض الشيء من جهة، وأراح "حزب الله" كثيرًا من جهة ثانية. ولكن ما لم يكن تتوقعه "حارة حريك"، وهي تفاجأت به، هو خروج بعض الأصوات من بيئتها تنتقدها لجرّها الجنوب إلى حرب مواجهة، مع ما يُخشى أن تؤدي إليه من حرب واسعة ضد لبنان كله، خصوصًا أن "عدوى" اقتناع فئة من اللبنانيين من عدم جدوى "حرب الاسناد" قد انتقلت، ولو في شكل خجول وتدريجي إلى "البيئة الحاضنة"، حيث بدأ الحديث داخل هذه البيئة يتنامى عن أن فتح جبهة الجنوب لم يخفّف الأذى الذي تعرّض ويتعرّض له قطاع غزة، بل ربما زادت الأمور فيه سوءًا، وبالتالي فإن مزارع شبعا وكفرشوبا لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن أكثرية القرى اللبنانية الحدودية قد أصبحت مدّمرة ولم تعد صالحة للسكن، فضلًا عن حرق الأراضي الزراعية، التي هي مصدر رزق معظم أهل الجنوب، الذين أصبحوا مهجرين داخل بلدهم. وقد يكون ما شهده بعض المناطق اللبنانية من تهافت أهل الضاحية والجنوب على استئجار مساكن بعيدة عن سكنهم الأصلي دليلًا ساطعًا على حال التململ التي تعيشها بيئة هذه المناطق، وهي من ضمن بنك أهداف الاعتداءات الإسرائيلية. وقد سُمع بعض الأصوات مؤخرًا تدعو إلى وقف هذه الحرب العبثية، التي قد تكون من بين الأسباب الكثيرة التي تباعد بين اللبنانيين، وتجعل فئة منهم في خصومة مجانية مع الفئات الأخرى من شركاء الوطن.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله على رغم لم یکن
إقرأ أيضاً:
محمد مفقود... هل من يعرف عنه شيئاً؟
صـدر عـن المديريـّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقـات العامّـة- البـلاغ التّالــي:تُعمِّم المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي، بناءً على إشارة القضاء المختص، صورة المفقود:
– محمد يامن أحمد اليوسف الضيعان (مواليد عام 2001، سوري الجنسيّة)
الذي غادر منزل ذويه الكائن في شكّا، بتاريخ 21-4-2025، ولم يَعُد لغاية تاريخه.
لذلك، يُرجى من الذين شاهدوه أو لديهم أي معلومات عنه أو عن مكان وجوده، الاتّصال بفصيلة الهري شكّا في وحدة الدّرك الإقليمي على الرقم: 541481-26، للإدلاء بما لديهم من معلومات.
مواضيع ذات صلة محمد مفقود... هل من يعرف عنه شيئاً؟ Lebanon 24 محمد مفقود... هل من يعرف عنه شيئاً؟ 23/04/2025 20:14:42 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 خولة مفقودة.. هل من يعرف عنها شيئا؟ Lebanon 24 خولة مفقودة.. هل من يعرف عنها شيئا؟ 23/04/2025 20:14:42 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة: شابة مفقودة.. هل تعرفون شيئًا عنها؟ Lebanon 24 بالصورة: شابة مفقودة.. هل تعرفون شيئًا عنها؟ 23/04/2025 20:14:42 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 نبيلة مفقودة.. هل تعرفون شيئًا عنها؟ Lebanon 24 نبيلة مفقودة.. هل تعرفون شيئًا عنها؟ 23/04/2025 20:14:42 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً داخل جامعة في لبنان.. اعتداء يطالُ طالباً فلسطينياً Lebanon 24 داخل جامعة في لبنان.. اعتداء يطالُ طالباً فلسطينياً 13:04 | 2025-04-23 23/04/2025 01:04:29 Lebanon 24 Lebanon 24 إسرائيل تقتل "نحل لبنان".. تقريرٌ يكشف كل شيء! Lebanon 24 إسرائيل تقتل "نحل لبنان".. تقريرٌ يكشف كل شيء! 13:00 | 2025-04-23 23/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اليوم.. هذا ما أعلنه وزير الطاقة Lebanon 24 اليوم.. هذا ما أعلنه وزير الطاقة 12:42 | 2025-04-23 23/04/2025 12:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان من "مياه الجنوب" إلى المشتركين.. ماذا فيه؟ Lebanon 24 بيان من "مياه الجنوب" إلى المشتركين.. ماذا فيه؟ 12:38 | 2025-04-23 23/04/2025 12:38:33 Lebanon 24 Lebanon 24 رقم كبير.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر "حزب الله" Lebanon 24 رقم كبير.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر "حزب الله" 12:08 | 2025-04-23 23/04/2025 12:08:40 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! 09:30 | 2025-04-23 23/04/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) 00:35 | 2025-04-23 23/04/2025 12:35:15 Lebanon 24 Lebanon 24 تقدمان خدمات ذات طابع غير قانوني.. توقيف سيدتين في هذه المنطقة Lebanon 24 تقدمان خدمات ذات طابع غير قانوني.. توقيف سيدتين في هذه المنطقة 14:59 | 2025-04-22 22/04/2025 02:59:38 Lebanon 24 Lebanon 24 مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر Lebanon 24 مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر 06:06 | 2025-04-23 23/04/2025 06:06:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر 03:24 | 2025-04-23 23/04/2025 03:24:25 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 13:04 | 2025-04-23 داخل جامعة في لبنان.. اعتداء يطالُ طالباً فلسطينياً 13:00 | 2025-04-23 إسرائيل تقتل "نحل لبنان".. تقريرٌ يكشف كل شيء! 12:42 | 2025-04-23 اليوم.. هذا ما أعلنه وزير الطاقة 12:38 | 2025-04-23 بيان من "مياه الجنوب" إلى المشتركين.. ماذا فيه؟ 12:08 | 2025-04-23 رقم كبير.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر "حزب الله" 12:00 | 2025-04-23 تعرفوا إلى "الوحدة 3900".. يديرها "حزب الله" وإيران! فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 20:14:42 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24