ثرثر لهفها عبر خطوتها وازدهر الليل ليغتال خيط السكون و رياض الزمن غارقة في الإصغاء عند حده تشتهي فوح الشذى وتسأل عن ذلك الشفق الذي كان يُداهنها حيناً بوجدٍ وحيناً يُقلقل منه الرعد والجزع .
أتُرى وهمٌ في مقلتيها أصاب مافيه لحاه من تعبٍ أم أنه الشوق لمن في القلب موطنه بلا ضجرِ فقد تجرعت محار الظمأ وهي زاهية على زهيدةٍ تخطو بسوطٍ قرب سجان.
رقصات تلك الشعيرات الحالكة الكثة والمُرسلة زارية وبأضلاع مُنفرجة موجة بحرها ذات دوائر مفرغة إلى درجة حادة من الشغف الذي كانت زواياه تُحدق بنقشٍ ضبابي في كل دقات الحنين.
صعبٌ عليها أن تُمسك بزمام وعيها وحصافتها متشبثة بكلمات اللاوعي وحركاتها اللاإرادية تحاول أن تلملم ماكان يسقط من أطراف أعضائها على أرضية تلك القطع الرخامية.
رحلت بعد صمتٍ ذاب حول جسدها عدة مرات لتبحث عن ذاتها وعن تلك التي طالت معها وتمددت في نعش الحقيقة.. عبثاً كانت تحاول فأعواد كحل عينيها أضحت رطبة.. تمالكت خطواتها وهي واهنة وأعطت لأعينها مجالاً لتنظر من تلك النافذة الخرساء فقد كان المطر الصيفي منهمراً بإسهاب خارج حدود إرادتها.
كان كل شيء آسر بشجن أمام إبتسامتها العتيقة وبينما هي كذلك أنسل الهدوء بذهول إلى مخيلتها ووقفت وهي مُنكفئة على جرأتها لتمتد أناملها الطويلة وترسم بما أنهال على تلك الوجنتين الضامرتين من ماء علقمي رفضته أعينها المنهارة على تلك الياقوتة من ذلك الزجاج الفيروزي الذي يعلو صفحة وجهه زرقة سماوية نادرة.. كانت حقلاً أخَّاذ جرت فيه مراسم فرحٍ خلاب.. جميع تلك الحمائم البيضاء التي كانت تحمل في ثغرها براعم الزيتون مدعوة وأهازيج زقزقة العصافير تُطرب الآذان التي كانت لفحات بردها الوديع تداعب عواطفها .. كانت لوحة ساحرة من مشهد مبهج هائل لايزال يقطن عبقه في ديباجة ذاكرتها ..
جلست وهي تتأملها بجسارة وبخفقات إرادية من خلال ضفائر اللا صحو .. جلست وفي يديها ذلك الكأس الذي لازالت تتجرعه بعبراتها المكلومة وهي تئن بصوت شحيح باهت .. تزهو الأيام في نفسي .. محارها صدفي.. شواطىء ذكراي فيها غرقي.. وآسفي تبحث عن سفني.. وعمري يتيه عنها ببؤسٍ تصده سحبي ودمعتي الحرَّى تصادفني على القدِّ رياحها سُهدي وثمارها حزني وأملي قيثارته صخبٌ بلا نغمٍ كدمي يطوف ثائراً بحنايا جسدي .. يطوف ولا ضوءٌ في مخبأه فهل سيفيق بعض الفجر في صدري !!!.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
أستاذ دراسات سياسية: طبيعة الأرض الجغرافية في لبنان تربك الاحتلال الإسرائيلي
قال عصام ملكاوي، أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استراتيجية العمل القتالي للاحتلال الإسرائيلي أصبحت تتشكل بأكثر من أسلوب وطريقة في استهدف المناطق اللبنانية، موضحًا أن السبب في ذلك يعود إلى استعصاء طبيعة الأرض الجغرافية بالاقتحام البري مثل ما حدث في عام 2006.
وأضاف «ملكاوي» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تحاول إيجاد أكثر من محور للهجوم وتحقيق الأهداف التي وضعت لها، مشيرًا إلى أن الانتقال ما بين الخط الجنوبي والمنطقة الشرقية والغربية أو الشمال الليطاني يسمى بطريقة «الإحاطة بالخصم من جميع الجهات».
نوع من الحرب النفسية والمستخدم بها في الأسحلة والإبادة الجماعيةوتابع: «هناك نوع من الحرب النفسية والمستخدم بها في الأسلحة والدمار الشامل والإبادة الجماعية، استخدام الاحتلال لطريقة القتل الممنهج في المناطق السكنية سواء كان في بيروت في منطقة البسطة أو في الضاحية الجنوبية أو في المدن، يعود إلى أن إسرائيل إذا قبلت أي حل سياسي أو دبلوماسي في العرف السياسي أو العسكري او الاستراتيجي فهي مهزومة، لذا فهي تحاول تحقيق أني نصر ولو كان رمزيًا».