تراجع حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية.. هل يقترب عصر الذهب كبديل استراتيجي؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
شهدت حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات النقدية الأجنبية العالمية انخفاضًا ملحوظًا على مدار الـ 23 عامًا الماضية، وفقًا لتقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي.
ورغم هذا التراجع المستمر، لم تظهر أي عملة أجنبية أخرى قادرة على منافسة الدولار بشكل حقيقي في هذا المجال.
بدلًا من ذلك، توجهت العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب، والذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب عليه سواء من قبل هذه البنوك أو من قبل عامة الناس.
حسب أحدث مسح لصندوق النقد الدولي، فإن حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات النقدية العالمية بلغت 6.77 تريليون دولار في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل 54.8% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي البالغة 12.35 تريليون دولار.
هذا الرقم يمثل تراجعًا ملحوظًا من الحصة التي كان الدولار يستحوذ عليها في عام 2001 والتي بلغت 71%.
السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو الجهود المتزايدة من قبل البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها لتشمل نطاقًا أوسع من العملات.
الذهب كبديل استراتيجيمع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد حالة عدم اليقين في النظام المالي الدولي، بدأت البنوك المركزية حول العالم في زيادة مشترياتها من الذهب.
أصبحت البنوك المركزية أكثر حرصًا على تعزيز احتياطياتها من الذهب كوسيلة لمواجهة المخاطر المالية العالمية، منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وتشير التقارير إلى أن البنوك المركزية قد اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب سنويًا في عامي 2022 و2023، وهو ما يمثل ضعف حجم الشراء السنوي خلال العقد السابق.
إذا ما تم إدراج الذهب في الاحتياطيات العالمية، فإن حصة الدولار تنخفض بشكل أكبر لتصل إلى 48.2% بدلًا من 54.8%، مما يشير إلى تراجع تأثير الدولار في الاقتصاد العالمي.
تأتي هذه التحركات من قبل البنوك المركزية نتيجة لرغبتها في تنويع محافظها الاحتياطية وتخفيف الاعتماد على الدولار الأمريكي، خاصة في ظل المخاوف من فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.
توقعات المستقبلأشار تقرير حديث صادر عن "المجلس الأطلسي" إلى أنه مع تعمق المواجهات الجيوسياسية، من المتوقع أن يستمر تراجع حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية في المستقبل.
هذا التراجع قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص الدور المهيمن للدولار والولايات المتحدة في النظام المالي الدولي.
ومع استمرار البنوك المركزية في البحث عن بدائل آمنة ومستقرة للاحتياطيات النقدية، قد نشهد زيادة في حصة الذهب وغيرها من الأصول في المحافظ الاحتياطية.
هذا التحول قد يعيد تشكيل النظام المالي العالمي ويؤثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية بين الدول.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تراجع الدولار الاحتياطيات العالمية الذهب صندوق النقد الدولي البنوك المركزية النظام المالي الدولي
إقرأ أيضاً:
خام البصرة يحقق مكاسب أسبوعية رغم تراجع الأسعار العالمية
ديسمبر 21, 2024آخر تحديث: ديسمبر 21, 2024
المستقلة/- على الرغم من التراجع في آخر جلسة تداول يوم الجمعة، سجل خام البصرة “الثقيل والمتوسط” مكاسب أسبوعية ملحوظة، متفوقًا بذلك على الأداء العام للخام العالمي.
وأغلقت تداولات يوم الجمعة على انخفاض طفيف لخام البصرة الثقيل، بمقدار 16 سنتًا، ليصل سعر البرميل إلى 69.02 دولارًا. ورغم هذا التراجع، حقق الخام مكاسب أسبوعية بلغت 71 سنتًا، أي ما يعادل زيادة نسبتها 1.04%، مما يعكس أداءً إيجابيًا مقارنة بالخسائر التي طالت السوق العالمي.
في المقابل، شهدت الخامات القياسية مثل “برنت” و”غرب تكساس الوسيط” خسائر أسبوعية كبيرة بلغت نحو 3%، نتيجة مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025. وتأتي هذه المخاوف بشكل خاص من الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، حيث أظهرت بيانات اقتصادية ضعيفة مؤخرًا تأثيرًا سلبيًا على توقعات الطلب.
ويعزى الأداء الإيجابي لخام البصرة إلى عوامل محلية وإقليمية ساهمت في تعزيز الطلب عليه، فضلًا عن مرونته في مواجهة تقلبات السوق. ويشير هذا الأداء إلى أهمية استمرار العراق في تعزيز تنافسيته في الأسواق العالمية، لا سيما في ظل الضغوط التي تواجهها أسواق الطاقة عالميًا.
ومع استمرار التوترات في الأسواق، يبقى السؤال المطروح هو قدرة السوق العراقي على الحفاظ على هذا الأداء الإيجابي وسط تقلبات الأسعار العالمية وتحديات الطلب المستقبلية.