شهدت حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات النقدية الأجنبية العالمية انخفاضًا ملحوظًا على مدار الـ 23 عامًا الماضية، وفقًا لتقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي.

ورغم هذا التراجع المستمر، لم تظهر أي عملة أجنبية أخرى قادرة على منافسة الدولار بشكل حقيقي في هذا المجال.

بدلًا من ذلك، توجهت العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب، والذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب عليه سواء من قبل هذه البنوك أو من قبل عامة الناس.

انخفاض حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية

حسب أحدث مسح لصندوق النقد الدولي، فإن حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات النقدية العالمية بلغت 6.77 تريليون دولار في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل 54.8% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي البالغة 12.35 تريليون دولار. 

هذا الرقم يمثل تراجعًا ملحوظًا من الحصة التي كان الدولار يستحوذ عليها في عام 2001 والتي بلغت 71%.

 السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو الجهود المتزايدة من قبل البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها لتشمل نطاقًا أوسع من العملات.

الذهب كبديل استراتيجي

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد حالة عدم اليقين في النظام المالي الدولي، بدأت البنوك المركزية حول العالم في زيادة مشترياتها من الذهب. 

 أصبحت البنوك المركزية أكثر حرصًا على تعزيز احتياطياتها من الذهب كوسيلة لمواجهة المخاطر المالية العالمية، منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

وتشير التقارير إلى أن البنوك المركزية قد اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب سنويًا في عامي 2022 و2023، وهو ما يمثل ضعف حجم الشراء السنوي خلال العقد السابق.

إذا ما تم إدراج الذهب في الاحتياطيات العالمية، فإن حصة الدولار تنخفض بشكل أكبر لتصل إلى 48.2% بدلًا من 54.8%، مما يشير إلى تراجع تأثير الدولار في الاقتصاد العالمي.

تأتي هذه التحركات من قبل البنوك المركزية نتيجة لرغبتها في تنويع محافظها الاحتياطية وتخفيف الاعتماد على الدولار الأمريكي، خاصة في ظل المخاوف من فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.

توقعات المستقبل

أشار تقرير حديث صادر عن "المجلس الأطلسي" إلى أنه مع تعمق المواجهات الجيوسياسية، من المتوقع أن يستمر تراجع حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية في المستقبل.

هذا التراجع قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص الدور المهيمن للدولار والولايات المتحدة في النظام المالي الدولي.

ومع استمرار البنوك المركزية في البحث عن بدائل آمنة ومستقرة للاحتياطيات النقدية، قد نشهد زيادة في حصة الذهب وغيرها من الأصول في المحافظ الاحتياطية. 

هذا التحول قد يعيد تشكيل النظام المالي العالمي ويؤثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية بين الدول.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تراجع الدولار الاحتياطيات العالمية الذهب صندوق النقد الدولي البنوك المركزية النظام المالي الدولي

إقرأ أيضاً:

تراجع أسعار خام البصرة وتحديات جديدة تواجه أسواق النفط العالمية

يناير 28, 2025آخر تحديث: يناير 28, 2025

المستقلة/- شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الثلاثاء تراجعاً ملحوظاً في أسعار خام البصرة الثقيل والمتوسط، حيث انخفضت أسعار الخامين بنحو 0.89% و0.85% على التوالي. وهذا التراجع يسلط الضوء على مجموعة من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تهدد استقرار أسواق النفط على المستوى العالمي.

1. الهبوط المفاجئ في أسعار خام البصرة

وفقاً للتقرير، سجل خام البصرة الثقيل 75.92 دولاراً للبرميل، في حين سجل خام البصرة المتوسط 79.17 دولاراً، بعد أن شهد كلا الخامين تراجعاً قدره 68 سنتاً. هذا الانخفاض يعتبر مؤشراً على تذبذب الأسعار في الأسواق العالمية، وهو ما يثير تساؤلات حول استدامة هذه الأسعار في ظل التحديات الراهنة.

2. التأثيرات السلبية للبيانات الاقتصادية الصينية

على الرغم من الاستقرار النسبي لأسعار النفط، فإن البيانات الاقتصادية الضعيفة القادمة من الصين، ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم، قد ألقت بظلالها على الأسواق. ضعف النمو الاقتصادي في الصين يؤدي إلى تقليص الطلب على النفط، وهو ما ينعكس سلباً على الأسعار، خاصة في أسواق خامات مثل خام البصرة الذي يعتمد بشكل كبير على الطلب الآسيوي.

3. مخاوف من سياسات ترامب الجمركية

من جهة أخرى، تبقى المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الطاولة. هذه الرسوم قد تعزز الضغوط الاقتصادية على النمو الاقتصادي العالمي، وتؤثر بشكل غير مباشر على الطلب على الطاقة. وبحسب التحليلات، فإن سياسات الحماية التجارية قد تساهم في تباطؤ النمو العالمي، مما يؤثر سلباً على الطلب على النفط.

4. استقرار أسعار النفط الأخرى

في سياق مشابه، استقرت أسعار النفط الأخرى في الأسواق العالمية، حيث سجل خام برنت 77.18 دولاراً للبرميل، بينما بلغ سعر خام تكساس الأميركي 73.19 دولاراً. ولكن على الرغم من هذا الاستقرار النسبي، إلا أن المتغيرات الاقتصادية والتهديدات الجيوسياسية قد تضع ضغوطاً إضافية على السوق، مما يثير القلق بشأن المستقبل القريب لأسعار النفط.

5. التوقعات المستقبلية للأسواق النفطية

يبدو أن أسواق النفط ستواجه تحديات كبيرة خلال الفترة القادمة، خاصة إذا استمر الوضع الاقتصادي في الصين في التأثير على مستويات الطلب على النفط. كما أن تزايد التوترات التجارية والسياسية، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسعار.

في الختام، تُظهر هذه الانخفاضات في أسعار خام البصرة وتحديات السوق النفطية أن الاقتصاد العالمي لا يزال في مرحلة هشة، وأن أي تغييرات في السياسة الاقتصادية أو التجارية قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على أسواق النفط.

مقالات مشابهة

  • «جولد بيليون»: تراجع سعر الذهب العالمي وسط ضغط ارتفاع الدولار
  • سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025: تراجع طفيف في البنوك مع بداية موسم العمرة
  • تراجع أسعار الدولار في بغداد واربيل
  • تراجع أسعار خام البصرة وتحديات جديدة تواجه أسواق النفط العالمية
  • رغم هبوط الدولار.. تراجع أسعار الذهب في بداية تعاملات الأسبوع
  • بعد تصريحات ترامب.. كريستين لاغارد تحذر من فقدان استقلالية البنوك المركزية
  • أسعار الذهب العالمي تتراجع بعد أسبوع من الارتفاعات القوية وسط التوترات العالمية
  • انخفاض أسعار الدينار الكويتي في البنوك اليوم الإثنين
  • اليورو يتراجع ترقباً لاجتماعات البنوك المركزية في الأسبوع الجاري
  • أسعار الدولار في البنوك اليوم الإثنين