موقع النيلين:
2025-02-16@16:49:40 GMT

عادل الباز: أما آن لهذا الثرثار أن يصمت؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

1 خلال أسبوع واحد قرأت عشرات التصريحات في صحف ومواقع مختلفة للسيد المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرلو، وتابعت ثلاثة حوارات (سعد الكابلي حواريين)، وحوار أخير معه التقى فيه بمجموعة من الصحفيين. في كل هذه الحوارات ليس هنالك جديد، إذ يردد السيد المبعوث ذات الترهات التي يطلقها على مسامعنا في كل مرة. حتى بدا لي أن هذا الرجل بُعث أساساً ليملأ فضاءات الأسافير بإطلاق دخان كثيف لحجب الرؤية عن الدور الأمريكي الحقيقي الذي يقوم به عبر ما تحالف جديد لنج ولد بجنيف اسموه ب(التحالف الدولي من أجل السلام وإنقاذ الأرواح في السودان)، ويضم كلاً من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

تصوروا تحالف يضم الإمارات ويرفع شعار إنقاذ الأرواح، ذات تلك الأرواح التي تهدر يومياً بأسلحة الإمارات وأمريكا!!. يا لكم من عابثين.
2
استوقفني في اللقاء الأخير للمبعوث سؤال تعجبت من إجابته عليه، السؤال طرحه موقع بلومبرج الاقتصادي المتخصص (كيف يسعى المجتمع الدولي إلى فتح ممرات داخل السودان بدون أن يسعى إلى تسليم المساعدات إلى ملايين اللاجئين السودانيين خارج السودان والذين يعيشون أيضاً في معاناة؟) وهو سؤال ذكي إذ تركزت كل مقولات أمريكا وحلفائها أن السودان يمنع الإغاثة عن المواطنين وانطلت تلك الأكذوبة على كثيرين بسبب تكرارها الممل في الميديا المعادية، سؤال صحفي بلومبرج الذكى السيد محمد الأمين بمعنى آخر… هناك 2100000 (اثنين مليون ومائة ألف لاجئ) بحسب آخر تقرير حديث للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول الجوار يحتاجون للإغاثة فما الذي يمنعكم من إيصال الإغاثة لهم إن كنتم تدعون أن الحكومة تمنع وصول الإغاثة؟، هل تتحكم الحكومة السودانية أو الجيش في معسكرات اللاجئين داخل تلك الدول؟ بالطبع لا. إذن لماذا لم تصلهم إغاثة؟ .
3
أنظر ماذا كان رد السيد المبعوث على سؤال بلومبرج (لا شك في أنه ثمة أعداد كبيرة من اللاجئين في المخيمات والمناطق الحضرية في كل من إثيوبيا ومصر وتشاد وأوغندا وكينيا والعديد من الدول الأخرى، وقد عملنا على دعم هذه التجمعات مالياً وعملنا كشركاء لوجستية أيضاً. نحن سنواصل جهود دعم اللاجئين خارج السودان)!!.
هل هذه إجابة فعلاً للسؤال؟ عملنا على دعم!!.. على دعم شنو؟.. وبكم دعمت حتى الآن؟ الصحيح أنك لم تدعم أصلاً رغم أنه ليس هنالك عوائق تمنعك عن الدعم ورغم أن اللاجئين في كل المناطق التي ذكرت بالخارج، أكثر من 2,165,833 لاجئ بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى تاريخ 26 أغسطس الحالي بحاجة لدعم.!! لم يصلهم أي دعم (قال المبعوث نعمل). لو صدقنا أن السيد المبعوث لايزال “يعمل على”… لماذا تُتهم الحكومة بمنع ماهو أصلاً لم يُعمل .. اى غير موجود.؟!!.
4
الأدهى أن 17 منظمة طوعية دولية تعمل في مجال إغاثة اللاجئين على الحدود داخل تشاد أصدرت بياناً قبل شهرين أكدت فيه أن الذي وصل فعلاً لها من التمويل الموعود 17% فقط.!! ولذا فإن الضجة التي يثيرها هذا المبعوث حول الإغاثة والمجاعة واللاجئين مشكوك في أهدافها فكيف تعجز عن إغاثة ملايين موجودين بالخارج وتصر على فتح معبر معين (أدري) لإغاثة النازحين بالداخل، إن في الأمر عجب!!.
5
تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في آخر تقرير لها في أغسطس الجاري أن 24800000 (أربعة وعشرون مليون وثمانمائة ألف لاجئ) بحاجة للمساعدة، ولكن المستهدفين بالمساعدة 14700000 (أربعة عشر مليون وسبعمائة مائة ألف لاجئ) وتقول إن 7900000 (سبعة ملايين وتسعمائة ألف ) نازح بالداخل ولإغاثة كل هذا الشرائح اللاجئة والنازحة هي بحاجة إلى 2700000 (اثنين مليار وسبعمائة ألف دولار) حصلوا منها خلال كل عام 2024 على 1100000 (واحد مليار ومائة ألف دولار) وهي نسبة تساوي 40% فقط من جملة المبالغ المطلوبة لتغطية الاحتياجات العاجلة للإغاثة.!!.
5
يتضح من ذلك أن موضوع الإغاثة والمجاعة هما قميص عثمان، وإن كانت الحاجة للإغاثة غير منكورة ووجود مجاعة سببتها المليشيا في بعض المناطق معلوم ولا تتعلق القضية بفتح معبر وحيد متى ما تم فتحه انتهت المجاعة وحلت معضلة الإغاثة، ولأن اللاجئين الموجودين بالخارج لم تحل مشكلتهم لأنه لا يوجد تمويل كافي لعمليات الإغاثة، ودعم اللاجئين والنازحين بحسب تقرير المفوضية أعلاه. ولهذه الأسباب التي لا يستطيع المبعوث توم بيرلو الإفصاح عنها لأنها تكشف أجندته، وتكشف أن “طق الكواريك” حول المعابر والإغاثة ما هو إلا خداع إعلامي الهدف منه التعمية عن الهدف الحقيقي، وهو مد المليشيا بأسباب الحياة وليس الهدف اللاجئين أو النازحين الذين لم يحصلوا على شيء حتى الآن، وحتى الإغاثة التي دخلت الآن عبر معبر (أدري) بدأت المليشيا في نهبها منذ أمس الأول، حيث أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بياناً أعلنت فيه أن شاحنتين متجهتين للفاشر تم اختطافهما من قبل الدعم
السريع.!! الغريب أن السيد المبعوث الثرثار لم يصدر تصريحاً حتى الآن، ولا المفوضية بإدانة المليشيا التي اختطفت إغاثة أطباء بلا حدود، منتهكة التزاماتها في جنيف التي لم يجف حبرها حتى الآن..!!. السيد بيرلو توقف عن الثرثرة والتصريحات الفارغة وتفرغ في آخر أيامك هذه لوداع أصدقائك وزملائك الذين حشدتهم في كل المؤتمرات ولم يغنوا عنك شيئاً فخرجت صفر اليدين بلا إنجاز، إصمت وغادر أرضنا وسمائنا بأعجل ما تيسر… لا شكر الله سعيكم !!.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السید المبعوث اللاجئین فی حتى الآن

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يدعو إلى فعل المزيد الآن لمساعدة شعب السودان على الخروج من “هذا الكابوس”

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوقت قد حان لكي يظهر المجتمع الدولي للشعب السوداني في محنته، نفس مستوى الدعم الذي أظهره السودانيون لجيرانهم في الماضي. وأضاف: "يجب أن نبذل المزيد - ونبذل المزيد الآن - لمساعدة شعب السودان على الخروج من هذا الكابوس".

جاء ذلك في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لشعب السودان اليوم الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا - مقر الاتحاد الأفريقي. وأشاد السيد غوتيريش بكرم الشعب السوداني في دعم النازحين داخليا إلى جانب اللاجئين من المنطقة، بما في ذلك أولئك من إريتريا وتشاد وجنوب السودان وحتى إثيوبيا في لحظات معينة. وقال للحاضرين إن تعهداتهم اليوم "ستكون تعبيرا عن هذا الدعم".

وأشار الأمين العام إلى أن منظومة الأمم المتحدة ستطلق خطتيها للسودان - للاستجابة الإنسانية ولللاجئين - لعام 2025، واللتين تتطلبان 6 مليارات دولار لدعم نحو 26 مليون شخص داخل وخارج الحدود السودانية. وقال: "إن هذين النداءين اللذين تم تنسيقهما من قبل الأمم المتحدة يتجاوزان بكثير أي نداءات أطلقناها للسودان والمنطقة، ويمثلان الأبعاد غير المسبوقة للاحتياجات التي نواجهها".

وقال السيد غوتيريش إن السودان في قبضة أزمة "مذهلة الحجم والوحشية"، وهي تنتشر بشكل متزايد إلى المنطقة الأوسع، وتتطلب اهتماما مستداما وعاجلا من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي الأوسع.

وشدد على ضرورة حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني، فضلا عن تسهيل الوصول الإنساني السريع والآمن وغير المعاق والمستدام في جميع المناطق المحتاجة. وأضاف أن الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة يجب أن يتوقفا، لأن هذا "يمكّن من استمرار الدمار المدني الهائل وسفك الدماء".

وقال الأمين العام إن الشعب السوداني يريد وقف إطلاق النار الفوري وحماية المدنيين، مضيفا أن مبعوثه الشخصي، رمطان لعمامرة، يتواصل مع الأطراف المتحاربة بشأن سبل ملموسة لتعزيز هذين الهدفين، بما في ذلك من خلال التنفيذ الكامل لإعلان جدة.

وقال: "إن شهر رمضان المبارك على الأبواب. وفي هذا الوقت المبارك من أجل السلام والرحمة والعطاء والتضامن، أحثكم جميعا على استخدام نفوذكم الهائل من أجل الخير. ادعموا بسخاء الاستجابة الإنسانية واضغطوا من أجل احترام القانون الدولي، ووقف الأعمال العدائية، والمساعدات المنقذة للحياة، والسلام الدائم الذي يحتاجه شعب السودان بشدة".

وضع مقلق في مخيم زمزم
وفي سياق متصل، أعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها الشديد من تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين وفي محيطه، وسط تزايد الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع.

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أشارت التقارير - بما في ذلك صور الأقمار الصناعية - إلى استخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك، فضلا عن تدمير منطقة السوق الرئيسية. كما أفادت المنظمات غير الحكومية الدولية في المخيم بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين "مع وجود أفراد من العاملين في المجال الإنساني بين القتلى".

وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "يُقدر أن مخيم زمزم يستضيف مئات الآلاف من النازحين، وهو أيضا من بين المواقع في السودان التي تم تحديد ظروف المجاعة فيها، مما يجعل التقارير عن تدمير منطقة السوق بالمخيم مثيرة للقلق بشكل خاص. في الواقع، إنها واحدة من تلك المناسبات التي يبدو أننا نفقد فيها الكلمات الملائمة لوصف هول الموقف".

وقال السيد دوجاريك إن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يعملون على تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية الحيوية لـ 300 ألف نازح في مخيم زمزم – الذي يقع في منطقة الفاشر بشمال دارفور - وما حوله، مضيفا أن هذه الجولة الأخيرة من العنف "تعرض الأسر وعمليات الإغاثة الحيوية لمزيد من المخاطر".

وأضاف: "نطالب أطراف الصراع بالتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. يُحظر شن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لحماية المدنيين من الأذى، ويجب السماح لأولئك الذين يسعون إلى مغادرة المنطقة طواعية بالقيام بذلك بطريقة آمنة وكريمة".

   

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • شاهد | حكومة لبنان .. عندما يكون الصوت مرتفعًا ضد إيران، لكنه يصمت أمام إسرائيل!
  • تصريح خطير للمبعوث الأممي بشأن عودة الحرب إلى اليمن.. لهذا السبب
  • المبعوث الأممي يكشف: السلام في اليمن “ممكن” رغم التصعيد الدولي!
  • تزايد نشاط الحوثيين يثير قلق المبعوث الأممي
  • غوتيريش يدعو إلى فعل المزيد الآن لمساعدة شعب السودان على الخروج من “هذا الكابوس”
  • الإذاعة المصرية منارة الإعلام التي رسمت تاريخ الأمة.. تفاصيل
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية مستمرة في غزة رغم الهدنة
  • “غروندبرغ” يطلع مجلس الأمن بشأن تحشيدات الحوثيين ويدعو للتحقيق في وفاة موظف أممي
  • عاجل.. المبعوث الأممي يبلغ مجلس الأمن أن مليشيا الحوثي تحشد عسكريا من خمس محافظات يمنية ويعلن.. اليمن عند نقطة تحول حاسمة