رام الله - صفا


مثل كرة الثلج تتدحرج وتكبر، تلك هي المقاومة في محافظات الضفة الغربية المحتلة، وأصبحت تتصاعد يوما بعد يوم.


وعلى إثر ذلك، شنت قوات الاحتلال عملية عسكرية في محافظات شمال الضفة، للقضاء على المقاومة التي أخذت تتنامى وتتسع، رغم ملاحقات الاحتلال والسلطة.


وعن ذلك، يقول الكاتب محمد القيق إنه :"ومنذ السابع من أكتوبر شن الاحتلال عملية ردع كبيرة في الضفة من قتل وتشريد وتجويع للأسرى وإطلاق العنان للمستوطنين".


ويضيف القيق  في حديث لـ"صفا" أن الغضب المؤجل في الضفة انتهى، وبدأت عمليات المقاومة في تصاعد، وانعكس على ثلاثة مراحل تمثلت بعمليات مواجهة عائلية نتيجة تصاعد اعتداءات المستوطنين، والتي ستخوض فيها القرى والمدن والعائلات مواجهات ضد المستوطنين.


ويكمل :"ستشهد الضفة مواجهات فردية والتي ستزيد موجة العمليات، نظرا لاستمرار الحرب في قطاع غزة ونظرا لمشهد الانجاز الكبير في الضفة وتصاعده، إلى جانب المقاومة والمواجهة المنظمة التي ستقودها التنظيمات الفلسطينية، والتي بيئتها الآن أصبحت جاهزة في إقناع الشارع".


ويرى القيق أن الشارع صار مقتنعا بحتمية المقاومة، نظرا لما يتعرض له من انتهاكات يومية، وحرب الإبادة في غزة والاستيطان المسيطر في الضفة، وهناك أفق لانتصار المقاومة نظرا لانعدام الأفق السياسي.

 
وبحسب الكاتب فإن :"ما يجري هو تطور للاستراتيجية الجديدة في الضفة، والسلاح الذي وضع جانبا في السابق بات هو الخيار، وهذا الخيار سيدفع بخيارات جديدة أكثر وأقوى وأشمل".


ويتطرق إلى أن الاحتلال حاول مرارا عزل الساحات، لكن وبمجرد اقتحامه لجنين وطولكرم وطوباس فشل في عزل الساحات نهائيا، وأثبتت المقاومة جدارتها في توحيد الساحات، وهذا دلالة على أن أي معادلة في الهدن ستكون مرتبطة بجغرافيا الساحات.


وينوه إلى أن الاحتلال ورغم حرب الإبادة في غزة، لم يستطع الانتصار على المقاومة،  ولا حتى في عملياته المستمرة في الضفة، بمعنى أن هناك حالة من النشوة لدى الفسطينيين بديمومة المقاومة وتواصلها في ظل انعدام الأفق السياسي، والسكوت العالمي حيال ما يجري من مجازر في غزة.
بدوره، يقول المحلل السياسي مروان قبلاني لـ"صفا"  إنه :"ومنذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، والمقاومة الفلسطينية في الضفة تخوض اشتباكات شبه يومية من أجل تخفيف الضغط عما يجري من إبادة جماعية في غزة، رغم الامكانيات البسيطة".


 ويضيف قبلاني أنه ومع مرور الوقت، وخروج الصورة من غزة، عكست غضبا شديدا وأصبح هناك التفاف جماهيري أكبر، لأن صورة الإبادة الجماعية التي جاءت من غزة أثرت في الشباب المقاوم، وجعلتهم مستعدين لبذل الغالي والنفيس من أجل التخفيف عن أهالي غزة.

ويلفت قبلاني إلى أن منطقة جنين بالتحديد، شهدت خلال الانتفاضة الثانية اجتياحات ومقاومة شرسة ومجازر راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء، واليوم من يخوض غمار المعركة هم أقارب وأبناء وأصدقاء الشهداء الذين لم ينسوا دماءهم، وهذا الأمر في حالة النضال الفلسطيني مهم جدا، وهو أن الفلسطينيين منذ أكثر من مئة عام مستمرون في محاولات تحرير وطنهم وتطهير أقصاهم.


ويوضح أن معركة طوفان الأقصى وهي على أبواب شهرها الحادي عشر وارتقاء أكثر من 40 ألف شهيد في غزة، وزيادة ضغط الاحتلال على مدن وبلدات الضفة، وارتقاء شهداء يوميا وتهجير المواطنين ومصادرة الأراضي وهجمات المستوطنين والتهديد ببناء كنيس داخل الأقصى، هذه الأمور جميعها أدت لحالة من الغضب لدى المقاومين ولدى أوساط الشباب في الضفة.


 ويفسر قبلاني تصاعد موجة المقاومة في الضفة، هو تهديد الوجود الفلسطيني، الأمر الذي جعل الكل الفلسطيني يلتف حول برنامج المقاومة، على الرغم من الضغط الشديد الذي تعرضت له، وعلى الرغم من الاقتحامات اليومية، إلا أن المقاومين استطاعوا أن يستفيدوا من حالة الغضب الشديد وصورة المجزرة التي جرت في غزة، من أجل بناء قدراتهم والتخلص من الضغط الأمني والقدرة على المناورة والقدرة على تنفيذ الضربات.


ويرى قبلاني أن فشل مفاوضات التسوية في ضمان الحق الفلسطيني، وفشلها في تحسين حياة الفلسطيني وتحرير أرضه، زاد من الشعور بحتمية مواجهة الاحتلال.


ويقول إن :"الاحتلال ينتقص يوميا من الاتفاقيات الموقعة، إلى جانب الرد السلبي من السلطة  ووقوفها موقف المتفرج، جعلت الشباب الفلسطيني ينحاز إلى برنامج المقاومة، لأنهم رأوا  أن التسوية لا تجلب لهم سوى مزيدا من القتل والدمار والألم".


ويؤكد أن انحياز الشبان للمقاومة وبرنامجها، وما يجري اليوم في الضفة من تنامي لقدرات المقاومة من تنظيم وقدرة على المناورة والكر والفر، دليل على أن الشعب الفلسطيني فقد الأمل في كل التسويات وفي كل الحلول السلمية، وانحاز وعاد إلى طريق المقاومة، وهي من تضمن بقاؤه في أرضه وتحقق حريته واستقلاله.
   
     

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

فصائل فلسطينية تعقب على العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية

أصدرت فصائل فلسطينية، اليوم الأحد 2 فبراير 2025، بيانات صحفية، عقبت من خلالها على العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل في الضفة الغربية.

وفيما يلي نصوص البيانات كما وصلت "سوا":

حركة حماس :

▪تواصل جرائم الاحتلال الصهيوني في جنين ونسف المنازل لن يحطم إرادة شعبنا الفلسطيني، بل ستزيد من صلابة المقاومين في التصدي لعدوانه الوحشي.

▪إن التفجيرات الضخمة في جنين، ونسف عدد كبير من المنازل، دليل على استمرار حرب الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، وإصرار المحتل على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها في قطاع غزة ، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب المحاسبة لمجرمي الحرب الصهاينة.

▪هذه الجرائم المتصاعدة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة للتصدي للاحتلال المجرم، والذي يستهدف الوجود الفلسطيني، وشعبنا لن يستسلم أمام آلة الدمار والتخريب الصهيونية.

▪العدوان والدمار الذي ينفذه جيش الاحتلال تزامنا مع إراقة دماء الفلسطينيين، سيشكل وقودا لأعمال المقاومة التي يتبناها أبناء شعبنا كخيار استراتيجي لتحرير الأرض وطرد المغتصبين.

▪إننا ندعو الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم التاريخية بوقف جرائم الاحتلال التي تصب الزيت على النار في المنطقة، وتهدّد السلم والأمن الدوليين.

لجان المقاومة:

تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين:

ما يجري من مجازر ومذابح وتدمير ممنهج لكل مناحي الحياة في جنين وباقي مناطق الضفة ياتي استكمالا لحرب الابادة الجماعية التي نفذها العدو الصهيوني في قطاع غزة وإمعان في حرب التطهير العرقي بهدف إستئصال وإقتلاع شعبنا وتهجيره من ارضه .

هذه الجرائم المتواصلة من حرب واجرام مستمر لا يمكن أن تستمر لولا الدعم الأمريكي والغربي اللا محدود .

المقاومة في كافة مدن ومخيمات وقرى الضفة متجذرة وثابتة راسخة رسوخ جبال فلسطين ولن يفلح الحقد والموت الصهيوني في تحقيق أهدافه وأمام صمود وعزيمة رجال المقاومة وثباتهم ستتبدد كل اوهام العدو وقادته ومن يدعمهم وسينتصر شعبنا رغم كل التضحيات مهما تجبر المحتل الصهيوني الغاصب.

المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين

الأحد 2 فبراير شباط 2025م 3 شعبان لعام 1446 هجرية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الإعلامي الحكومي في غزة يعلن القطاع منطقة منكوبة إنسانياً شهيد برصاص الاحتلال في مخيم العروب بالخليل حماس: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار بغزة الأكثر قراءة الرئاسة الفلسطينية تعقب على مشاريع تهجير سكان غزة بالصور: مصر تطلق أكبر قافلة مساعدات إنسانية لسكان غزة الأردن يؤكد رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين مركزية فتح تعقب على محاولات تهجير الفلسطينيين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المقاومة تتصدى لجرائم الاحتلال وتفجير المنازل في الضفة الغربية
  • جيش الاحتلال: مقـ.تل 55 فلسطينيا واعتقال 380 في يناير بالضفة
  • مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 في إطلاق نار بالضفة
  • عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في الضفة المحتلة
  • نبيل أبو ردينة يدين توسيع الاحتلال حربها على الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية
  • فصائل فلسطينية تعقب على العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • المقاومة بالقرى نمط آخر من نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال
  • تصاعد التوتر في الضفة ونتنياهو يؤكد العمل مع ترامب لتعزيز أمن إسرائيل
  • استشهاد مواطن فلسطيني في اعتداء إسرائيلي بالضفة
  • حماس: العدوان على الضفة الغربية يظهر استماتة الاحتلال في وقف مد المقاومة