التعنت الإسرائيلي يهدد المنطقة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
على مدى أشهر الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، ظلت التحذيرات تتوالى من تمدد الصراع إلى الضفة الغربية، وقد كانت تلك المخاوف في محلها، فها هي مدن جنين، وطولكرم، وطوباس، ومخيماتها تشهد نفس الأسلوب المتبع في القطاع، غارات واشتباكات وضحايا وهدم للمساكن وتجريف للشوارع، ما ينذر بانفجار كبير للأوضاع وتداعيات أسوأ على المنطقة، ما لم تتحرك جهود جدية وحازمة لمنع هذا التدهور.
الخطاب الإسرائيلي يصر على التكبر ولا يكترث للنداءات والتحذيرات، وكأنه يقامر بجولة أخرى من التصعيد، بينما الحرب في غزة ما زالت مفتوحة ولم ترس على نتيجة في ظل تعثر المفاوضات حيالها، وتعذر تحقيق أهدافها المعلنة من تل أبيب، أما الضفة الغربية، التي نالها من الاعتداءات الكثير في الأشهر الأحد عشر الماضية، فباتت على فوهة بركان حقيقي، وبات شمالها مسرحاً لمواجهة مفتوحة منذ الأربعاء الماضي.
لكن التوتر لم يتوقف عند ذاك الحيز الجغرافي، بل امتد إلى القدس، والخليل، ورام الله، بما قد يشمل كل مساحة الضفة الغربية التي استباحها الجيش الإسرائيلي ومستوطنوه، في عملية إعادة احتلال مفضوحة تنفذها حكومة بنيامين نتانياهو وزمرة المتطرفين المحيطة به، من أمثال وزيري الأمن والمالية المتطرفين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، الأول بتسليح المستوطنين، والثاني بتسهيل إجراءات تمويل المستوطنات.
وفي مرات عدة، وحتى منذ ما قبل العدوان على غزة قبل 11 شهراً، تحدث بن غفير وسموتريتش عن "خطط سرية" لضم الضفة الغربية، وهي خطط ليست جديدة، بل أعلنها سابقاً نتانياهو نفسه، ولاقت دعماً غير مشروط من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي سعى بشعبويته المعهودة إلى طمس القضية الفلسطينية وتغييبها عن الساحة الدولية.
ما يدور في الضفة الغربية، لا ينفصل عن الحالة السائدة في غزة، فالحرب على الساحتين باتت تستهدف الوجود الفلسطيني، وتسعى إلى اجتثاثه بالإبادة والتهجير وتدمير مقومات الحياة، وإذا كان هناك من يزعم أن العدوان على غزة كان بسبب هجوم السابع من أكتوبر على العمق الإسرائيلي، فإن الضفة الغربية لم تشارك في أحداث ذلك اليوم.
وبهذا المنطلق ليس هناك ما يبرر استهدافها كما هو الحال الآن، لكن الحقيقة أن إسرائيل تبيّت منذ فترة لهذا العدوان الواسع، وتحاول في هذا الظرف تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في الضفة، في ظل اهتمام المجتمع الدولي بالأوضاع في غزة، ومساعي وقف الحرب هناك، واستمرار الانقسام الفلسطيني المزمن الذي لا يستجيب لنداءات الإصلاح ولمّ الشمل، واستعادة الوحدة الوطنية المغدورة.
أمام الغطرسة الإسرائيلية المتمردة على كل شيء، فلم يُبدِ المجتمع الدولي أي إرادة فعلية لإجبار إسرائيل على الانصياع للشرعية الدولية وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وفي الأيام الماضية صدرت بيانات ومواقف عالية النبرة من الأمم المتحدة، ومن الجامعة العربية، ودول الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، وأحياناً من الولايات المتحدة، لكن واقع الحال لم يتغير، لأن إسرائيل المتعنتة لا تهتم بهذه البيانات ولا تتفاعل معها، ولا يهم حكومتها المتطرفة إلا استمرار الحرب والعدوان والتهديد بتصعيد التوتر في المنطقة إلى درجة الغليان والانفجار الشامل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
مقتل فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، مقتل فلسطيني في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان ب"وصول قتيل برصاص الاحتلال إلى مستشفى طولكرم الحكومي من مخيم طولكرم".
ومن جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طاقمها في طولكرم نقل "قتيلاً يبلغ من العمر 22 عامًا من داخل مخيم طولكرم ويقوم حاليًا بنقله إلى المستشفى".
وفي بيان منفصل، قال الهلال الأحمر إن امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا أصيبت أيضًا بشظايا في مخيم طولكرم.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن "طائرة تابعة لسلاح الجو استهدفت مجموعة مسلحة في طولكرم"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويشن الجيش الاسرائيلي بشكل شبه يومي، عمليات عسكرية في شمال الضفة الغربية وتحديدا في مخيمي طولكرم ونور شمس القريب، وكذلك مدينة جنين ومخيمها، حيث يعتبرها الجيش الاسرائيلي معقلاً للجماعات الفلسطينية المسلحة وهي هدف لعمليات الجيش الإسرائيلي المتكررة.
تغطية صحفية: انتشار مكثف لقوات الاحتلال على مدخل مخيم طولكرم. pic.twitter.com/1Bewmk8knB
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 7, 2024وأعلنت وزارة الصحة مقتل فلسطيني بعد منتصف ليل الخميس في مدينة جنين الشمالية القريبة.
وأفادت في بيان بسقوط "شهيد برصاص قوات الاحتلال في جنين".
وقال مصدر أمني فلسطيني لوكالة "فرانس برس" إن القتيل هو ضابط متقاعد في المخابرات الفلسطينية يدعى عبد الله السعدي.
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية خصوصا في شمالها، منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 761 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.
كما قتلت الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين ما لا يقل عن 24 شخصاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.