لجريدة عمان:
2025-03-11@02:23:34 GMT

«سِحر الهدية»

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

لأن للهدية قدرتها الخارقة على تجسير مشاعر المحبة والود اهتدى الإخوة والأصدقاء والمحبين من قبلهم إلى السِحر الذي تُحدثه الهدايا في قلب كل من كانت له ذكريات دافئة أو فضل سابق أو تواصل جميل.

وقد عَرفت الحضارات القديمة الهدايا إذ تذهب كُتب التاريخ إلى أن الفراعنة كانوا أول من قدمها عندما بنى أحدهم هرمًا أهداه إلى نفسه ثم ما لبثت إلى أن تحولت هذه الفكرة إلى ممارسة مألوفة يصعب الانفكاك من سِحرها لدى الشعوب فصار الناس يحرصون على اغتنام المناسبات واختلاق الأسباب لتقديمها لما لها من دور في تعميق الوشائج وتقريب القلوب.

نحتفي بالهدايا لأنها تُجدد فينا مشاعر تكلست أو خفتت بفعل صروف الزمن وتقلب أحوال الحياة.. تُذكرنا بأن أشخاصًا بعينهم لا يجب أن يطويهم النسيان وإن جفوا ولا مجال لتخطي حضورهم بحياتنا وإن امتنعوا وباعدت بيننا وبينهم الأيام.

الهدايا كالصور تُوثق الزمن وتقبض على اللحظات الأكثر صدقًا وجمالًا تلك التي شاركَنا إياها أشخاص أحببناهم وقاسمناهم همومنا وآلامنا وأحلامنا ولهذا يصعب التخلص من أسرها حتى في الظروف الأصعب التي تُمتحن فيها قوة العلاقات وقدرتها على الصمود في وجه الرياح العاتية.

وتكمن قيمة الهدية في وقعها المعنوي والنفسي العميق لدى المهدى إليه ولا يُعتد بثمنها، وقد ورد في السيرة النبوية الشريفة أن أول هدية تلقاها النبي صلى الله عليه وسلم كانت قطعة خبز مع لبن وسمن أهداها إليه الصحابي الجليل زيد بن حارثة وهي هدية استقت قيمتها من المحبة التي يكُنها زيد لنبي الأمة وليس من نوعيتها وثمنها.

وكان عليه الصلاة والسلام يقبلُ الهدية ويُثيبُ عليها ليقينه أنها الطريق الأيسر الذي يصل بين القلوب بل كان يُكرم صديقات زوجته خديجة -رضي الله عنها- بإرسال الهدايا إليهن بعد وفاتها وفاءً لها ولجميل عشرتها.

ورغم الأهداف النبيلة التي تُقدم من أجلها الهدية والغايات السامية التي يراد تحقيقها من وراء ذلك وهي بناء علاقات إنسانية تسودها المحبة والُألفة أو تذويب خلافات قد تنشأ بين الأحباب إلا أن البعض استغل مفهومها فجعلها غطاءً لتحقيق منافع شخصية ضيقة ومكاسب مادية أو وظيفية.

أما البعض الآخر فإنه يهدي لينتظر رد الهدية ويعمد إلى المبالغة في قيمتها المادية من باب الاستعراض ليُخرجها بذلك عن الهدف الذي تُقدم من أجله لكن بمفهومها الإيجابي المتعارف عليه ستظل الهدية ذلك التعبير المباشر والصريح عن المشاعر الصافية التي تسكُننا والنوايا الطيبة التي نُخبئها لمن نحب ونعز ونحترم.

النقطة الأخيرة..

صاحبي بالله لا تعتب عليه

العتب ما عاد تاسعه الحنايا

كل جرحِ فات لي منك هديه

وش بلاك تخاف من رد الهدايا.

بدر بن عبدالمحسن

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المفتي عن انتصار العاشر من رمضان: يطلق عليه غزوة بدر الثانية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن انتصار العاشر من رمضان يشبه غزوة بدر، حيث يُطلق عليه "بدر الثانية"، نظرًا للدور الكبير الذي لعبه الإيمان في إيقاظ الضمائر وتحفيز الهمم لتحقيق هذا النصر العظيم.

مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجةمفتي الجمهورية: انتصار العاشر من رمضان حدث فريد وعظيمعلي جمعة: الإمام مالك أفتى بطهارة الكلاب وإمكانية تربيتها في المنازلما قيمة زكاة الفطر والحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام؟.. المفتي يجيب

وقال الدكتور نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» على قناة «صدى البلد»، إن العاشر من رمضان، مثل غزوة بدر الأولى، جاء لترسيخ الحق وإبطال الباطل، مشيرًا إلى أن كليهما مثّلا لحظات فاصلة في تاريخ الأمة، حيث كان الإيمان وقوة العقيدة حافزين أساسيين للقتال والتضحية.

معركة العاشر من رمضان 

وأضاف أن الهدف الأساسي كان التفريق بين الصحيح والسقيم، وأن ما دفع الجميع للمواجهة والمنافسة في التضحية هو ما سماه بـ"حرارة الإيمان"، وهي الشعلة التي ألهبت القلوب وجعلتها تسعى لمرضاة الله، فكان الجميع على قلب رجل واحد، يعملون بإخلاص لخدمة دينهم ووطنهم.

وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن الجنود الذين خاضوا معركة العاشر من رمضان كانوا مدركين لحسن المآل وعظمة الأجر والثواب، وهو ما جعلهم يتنافسون في تقديم الغالي والنفيس، مؤكدًا أن الإيمان بالله وحب الوطن كانا المحرك الأساسي في تحقيق هذا النصر الخالد.

مقالات مشابهة

  • المفتي عن انتصار العاشر من رمضان: يطلق عليه غزوة بدر الثانية
  • يتنمر عليه
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • دعاء اليوم التاسع من شهر رمضان.. تعرفوا عليه
  • جهز الهدية لست الحبايب.. موعد عيد الأم 2025
  • دعاء اليوم التاسع من شهر رمضان 2025.. تعرف عليه
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • بعد الهجوم عليه .. أحمد موسى: أحمل رسالة عظيمة وهي خدمة الوطن
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • إطلاق سنة المرأة المارونية شريكة في الهدية ورسولة الإيمان والرجاء في بكركي