أخيراً انتهى الموسم الكروى الشاق والطويل.. حصل الأهلى على الدورى بطولته المفضلة، وحقق بيراميدز أخيراً بطولة كبرى بفوزه بالكأس، وبدأ الزمالك لملمة أوراقه وبناء فريق قوى للمنافسة بعد رفع إيقاف القيد.
الأهلى كان نجم الشباك بلا منازع، وكولر أثبت أنه مدرب كبير، والإدارة الناجحة بقيادة الكابتن محمود الخطيب كانت فى الموعد.
. عاد الأهلى إلى بطولة الدورى بعد تحقيق الإنجاز الأكبر بفوزه ببطولة أفريقيا وتربعه سيداً بلا منازع على عرش القارة السمراء، عاد للدورى وفارق النقاط بحر شاسع بينه وبين بيراميدز، وكان الهدف تحقيق الفوز فى كل المباريات، وتحقق الإنجاز الذى يليق بنادى القرن، فاز الأهلى فى 20 مباراة متتالية محطماً الرقم القياسى للانتصارات فى الدورى المصرى الذى كان مسجلاً باسم أهلى مانويل جوزيه، وفاز الأحمر (رايح.. جاى) على بيراميدز منافسه المباشر ليحافظ على لقبه ويحسم بطولته المفضلة قبل 4 مباريات من نهاية الموسم.
حصل اللاعبون على راحة كانوا يستحقونها، ووافقت الإدارة على بيع نجم الدفاع محمد عبدالمنعم لنيس الفرنسى فى صفقة قياسية 4.3 مليون يورو ولم تقف حجراً أمام حلم اللاعب فى الاحتراف، لكن الإدارة الناجحة حققت صفقات من العيار الثقيل من يحيى عطية الله إلى أشرف دارى وفى الطريق محمد على بن رمضان وصفقات أخرى بعد الصفقة الأنجح بضم الفلسطينى وسام أبوعلى.
قطار الأهلى السريع لم يتوقف عند النجاحات الهائلة التى حققها على مدار السنين، لكنه يواصل الانطلاق، وبأقصى سرعة، نحو موسم خيالى ينتظره، فبعيداً عن المنافسات الداخلية والأفريقية هناك أول كأس عالم للأندية وبطولة الإنتركونتيننتال لأبطال القارات.. والفريق بصفقاته الوازنة يبدو أنه يريد المنافسة ولا يبحث عن مجرد شرف المشاركة.. الإدارة تتحرك وفق رؤية متفق عليها مع الثعلب كولر، والفريق يسير بخطوات وازنة ليغرّد خارج سرب المنافسة محلياً وقارياً وباحثاً عن حقه المشروع وحق جماهيره الوفية فى المنافسة العالمية.
أما بيراميدز، وبعد مواسم قوية احتل فيها وصافة الدورى ثلاث مرات وكان منافساً شرساً على اللقب هذا العام، وصل الفريق للمرة الثالثة إلى نهائى الكأس، وأخيراً تمكَّن من تحقيق بطولة كبرى، فاز بالكأس بعد نصر مستحق على الظاهرة الحديثة فريق زد.
الآن بيراميدز تذوَّق طعم الانتصار وحلاوة التتويج، والمؤكد أن الفوز بالبطولات هو ما سيصنع جماهيرية الفريق بعيداً عن حكايات جمهور الوجبات الساخنة.. البطولات تجذب الشباب والجمهور، ووحدها تصنع القاعدة الجماهيرية العريضة.
الآن بيراميدز يبحث عن صفقات جديدة مع الحفاظ على القوام القوى والناجح للفريق وعدم التفريط فى نجومه، والمؤكد أن عودة رمضان صبحى لتوهجه بعد انقشاع غمة المنشطات ستكون إضافة قوية للفريق وللمنتخب.. وسخونة المنافسة وتعدد المنافسين فى الموسم الجديد سيضمنان للدورى المصرى صدارته المستحقة قارياً وإقليمياً.
وعن الزمالك فحدِّث ولا حرج.. الفريق عرف طعم الاستقرار مع مجلسه الجديد بقيادة حسين لبيب ومعه نخبة من نجوم الإدارة فى عضوية المجلس.. وخلفهم يقف كل محبى الفريق الأبيض، وعلى رأسهم رئيس النادى الأسبق والزملكاوى العاشق للكيان ممدوح عباس والجمهور الكبير الوفى للفانلة البيضاء.
فريق الكرة لم يعرف طعم الاستقرار فى الأداء محلياً فاكتفى بالمركز الثالث فى الدورى وخرج مبكراً من الكأس، لكنه حقق بطولة قارية مهمة هى الكونفيدرالية ليضع نفسه فى مواجهة محببة لنا مع الأهلى فى السوبر الأفريقى الشهر الحالى.
المؤكد أن النادى بعد رفع الإيقاف عن قيد اللاعبين على موعد مع صفقات مهمة ينتظرها عشاق الأبيض، والخطوة الأهم كانت تأكيد بقاء زيزو نجم الفريق وعدم رحيله رغم العروض الدولارية المغرية، الفريق بحاجة لإعادة بناء مع استمرار جوميز ليعود للمنافسة بقوة.
وجود الأهلى بكامل قوته وشعبيته الجارفة وبيراميدز بكامل قوته وعودة الزمالك لقوته الكبيرة مع جماهيريته العريضة يضمن لنا منافسة تستحق أن نشاهدها بشغف، لكى يعرف الدورى الجديد معنى الاستقرار والإدارة الحازمة والمواعيد الصارمة، وأثق أن التحكيم المصرى سيكون فى الموعد ضماناً للنزاهة والعدالة الكاملة.
مسك الختام
أمنيتى للموسم الجديد أن تستمر أندية الشركات فى الوجود بقوة وأن يتم دعمها لتضمن لنا منافسة ساخنة مع كل مباراة، والأهم أن تعود لنا الأندية الشعبية بجماهيرها الوفية وأن تعود لساحة المنافسة على الألقاب وليس الهروب من الهبوط، نحِنُّ لحلاوة كرة الإسماعيلى والأداء القوى للمصرى والمحلة والاتحاد سيد البلد، هذا التنوع يضمن وجود الجماهير والمنافسة الساخنة وقوة البطولة الأعرق عربياً وأفريقياً.. ننتظر النسخة الأقوى من الدورى المصرى فى الموسم الجديد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية:
الأهلى
الزمالك
بيراميدز
بطولة أفريقيا
إقرأ أيضاً:
خالد عمر يوسف يكتب: قصة قصيرة “بعض الشيء”
خالد عمر يوسف في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام فقط، انقضت
القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية على ساحة الإعتصام لتفتك بالمعتصمين السلميين أمام “القيادة العامة” قتلاً وسحلاً وحرقاً واغتصاباً، وخرج البرهان ليلاً ليعلن عبر بيان “قررنا وقف التفاوض مع الحرية والتغيير والغاء كل ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت إرهاب العسكر وبطشهم، لينتهي الأمر باتفاق سياسي بين المجلس العسكري والقوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير، التي رأت أن طريق السلم والتفاوض هو الطريق الأقصر لحقن دماء الناس وتحقيق غاياتهم دون موت أو دمار، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال. بعد عامين فقط من هذا الاتفاق نكث العسكر عهدهم وانقلبت “القوات المسلحة والدعم السريع” على الفترة الانتقالية، عقب هتاف قادة اعتصام القصر “سابقاً”، وقادة المشتركة والقوى الوطنية “حالياً”، “الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع”، وخرج البرهان عليهم بالبيان “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير من الوثيقة الدستورية والغاء بعض ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت ارهاب العسكر وبطشهم، تفنن قادة الانقلاب في قتل الثوار وسحلهم في بحري وامام القصر وشروني وغيرها، رأت القوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير وقوى أخرى أن البلاد ستسير إلى حرب وخرجت ونبهت بذلك، واختارت طريق السلم والتفاوض كأقصر طريق لحقن دماء الناس وابتدرت العملية السياسية وتم توقيع الاتفاق الاطاري، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، وأن الحديث عن اقتراب الحرب ما هو إلا فزاعة، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال. اختلفت القوات المسلحة والدعم السريع وتباينت طرقهم عقب الانقلاب وتصاعد الأمر حتى انفجرت حرب ١٥ ابريل، مات مئات الآلاف، تشرد الملايين وفقدوا حياتهم، ارتكب المتقاتلون كل الموبقات في حق المدنيين العزل، قتل وتشريد واغتصاب ونهب وسلب وقصف مدفعي وجوي، احترقت العاصمة ومدن الأقاليم وأريافها، احترقت القيادة العامة والقصر الجمهوري وساحات بحري وشروني وغيرها. دخل البرهان القصر فاتحاً، وكان قبلها قد أعلن تعديلاته على الوثيقة الدستورية وخلاصتها “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير والدعم السريع من الوثيقة الدستورية وقيادة البلاد بمجلس سيادة من القوات المسلحة والحركات وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. عقب عبور بحور الدماء هذه وحريق البلاد، أخرج البعض “استيكة” لمسح وقائع الأمس القريب، وكتابة رواية جديدة للتاريخ من سفك الدماء هو “المخلص والبطل”، ومن تمسك بحقن النزيف وبالسلام هو “الخائن والعميل”. خرج أحد العسكر ليقول انفضوا عن اذهانكم أحلام المدنية والديمقراطية سنستمر في الحكم لأربعة دورات انتخابية، ولو اجتمعتم جميعاً على انتخاب شخص “عميل” سننقلب مرة أخرى!! كيف لا فهم الملوك والشعب رعية “وبلاش مدنية وكلام فارغ” .. حكم العسكر السودان لستة وخمسين عاماً منذ استقلال السودان وبفضل حكمهم “الرشيد” ها نحن نعيش الآن في “سباب ونبات” .. انقسم السودان لبلدين وقد ينقسم لأكثر من ذلك، دمار وموت وحريق وفقر وجوع وتشرد، لكن يقول البعض لا بأس لا بد من المزيد من حكم العسكر، فلا زال في بلوغ الحضيض متسع، فهيا بنا لنبلغه. هنيئاً لمن أراد الاستسلام لروايات تزييف التاريخ القريب التي تزين الباطل وتشوه الحق، أما نحن فقد اخترنا طريق السعي نحو الحرية ومواجهة الحقائق كما هي لا كما يريد البعض تزييفها، هو طريق شاق ومرهق ولكنه يحمل في آخره الانعتاق والخلاص، سار شعب السودان هذا الطريق من قبل وبلغ منتهاه في اكتوبر وأبريل وديسمبر، وبإذن الله ستكون حرب البشاعة التي تحرق بلادنا هذه آخر الأحزان والآلام، ستكون كذلك بمواجهة الحقائق كما هي لا باتباع دعايات الكذب التي تدغدغ المشاعر وتحتقر العقول. تستهدف صرخات وضجيج من يزيفون التاريخ القريب، أن تخرس أصوات الذين يفضحون أباطيلهم بقول الحق ولا شيء غير الحق، نقول لهم استعدوا لمزيد من الضجيج فلن نسكت عن قول الحق ما دام فينا قلب ينبض، وفي نهاية المطاف نؤمن بأنه لن يصح إلا الصح وأن الحق باقٍ لا محالة. الوسومخالد عمر يوسف