لا أفهم إطلاقا الدعاية الخبيثة التي تختزل العالم السوداني في معسكرين: معسكر الحرب مقابل معسكر السلام. هذا الاختزال مضلل لان أحد جوانب هذه الحرب الأهم هو عدوان ميليشيا الجنجويد علي ملايين المدنيين من سودانيين لا علاقة لهم بجيش أو فلول.

تهاجم المليشيا هؤلاء المدنيين في قراهم ودورهم وتنهب وتقتل وتغتصب. وهذا يعني أن حصر الوصف في معسكر حرب مقابل معسكر سلام طلس سام ينحاز للمعتد الأثيم إذ أن جانب هام من هذه الحرب هو إعتداء ميليشيا علي حياة مدنيين أبرياء لا يجوز وصفهم بانهم دعاة حرب لو أختاروا ممارسة حق الدفاع عن النفس بأي طريقة متاحة لهم سواء أن كانت سلمية أم غير ذلك.

كيف لجهة تدعي المدنية أن تعجز عن التمييز بين معتد وبين ضحية لها حق إختيار وسيلة دفاعها عن النفس بغض النظر عن راينا الخاص في حكمة الوسيلة المختارة من عدمه؟ كيف يصير حق الدفاع عن النفس دعوة للحرب؟

كيف لجماعة تقول علي لسان قيادتها إنه بما إنها جبهة مدنية فلا يهمها مصدر تسليح الميليشيا المعتدية مع إن خطابها يساوي بين المعتدي وضحية في حالة دفاع عن نفسها؟ كيف يهمها طريقة الدفاع عن النفس التي تختارها الضحية، وتسميها دعوة للحرب، ولكن لا يهمها مصدر تمويل الميليشا؟

حق الدفاع عن النفس حق أصيل للضحية. أحيانا قد أختلف مع حكمة الوسيلة التي تختارها الضحية ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال المزايدة علي الضحية ووصفها بانها داعية حرب علي قدم المساواة مع مصدر العدوان.
معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدفاع عن النفس

إقرأ أيضاً:

بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب

في طريق عودتهم إلى "ود مدني" التابعة لولاية الجزيرة تفيض مشاعر النازحين العائدين إلى بيوتهم فرحا، فقد انتهت رحلة نزوحهم التي استمرت شهورا طويلة بسبب الحرب.

ووفقا لما قاله بعض العائدين لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فقد عانى هؤلاء ظروفا صعبة في المناطق التي نزحوا إليها منذ عام أو أكثر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عملية حاجز تياسير تحدث اضطرابا داخل إسرائيلlist 2 of 2أوروبا تبحث الدفاع المشترك مجددا بعد عودة ترامبend of list

وقد عاد نحو 10 آلاف ممن تقطعت بهم السبل وتخاطفتهم المخيمات إلى بيوتهم بعد استعادة الجيش السيطرة على ود مدني التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وبدأت الحياة بالعودة تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل الحرب، فقد عادت مياه الشرب والكهرباء بشكل أفضل كما قال والي الجزيرة الطاهر الخير.

عودة تدريجية للحياة

ومع تراجع صوت الرصاص وخطر الموت بدأت الخطى تدب مجددا في الشوارع، وفتحت البنوك أبوابها أمام العملاء الذين تدفقوا عليها بقوة، وفق ما أكدته مديرة بنك الخرطوم- فرع مدني هويدا الحسن.

وفي شارع النيل -وهو أحد شوارع المدينة الرئيسية- استعادت المقاهي زبائنها الذين استأنفوا الجلوس فيها لارتشاف الشاي والقهوة وتجاذب أطراف الحديث.

وسيكون على هؤلاء العائدين عيش حياة جديدة في بيوتهم التي عادوا إليها أو ما تبقى منها، في ظل واقع جديد لم تتكشف كل ملامحه بعد، لكنه يبدو لهم أفضل مما كانت عليه الأمور خلال شهور القتال.

إعلان

ونجح الجيش السوداني في استعادة السيطرة على المدينة وسط البلاد بعد معارك ضارية خاضها خلال الأيام الماضية مع قوات الدعم السريع التي بدأت انسحابات متتالية في عدد من المدن.

مقالات مشابهة

  • انطلاق التسجيلات الأولية لتوظيف المستخدمين المدنيين الشبيهين بوزارة الدفاع الوطني
  • أرفعوا ايديكم عن المدنيين واطلقوا سراح كابتن زاهر مركز
  • بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • مصدر للجزيرة نت يوضح خطوات تأسيس الجيش السوري الجديد
  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • مصدر: لقاء ترامب ونتنياهو سيكون ملحميًا بسبب غزة وإيران والسعودية
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟