الجديد برس:

قال معهد “كوينسي” الأمريكي، إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد قوات صنعاء فشلت في تحقيق أي ردع، وبدلاً من ذلك أهدرت أكثر من مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في البحر الأحمر، مؤكداً أن الحل الأفضل لوقف هجمات قوات صنعاء هو وقف الضربات الأمريكية على اليمن وإنهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة لأنها المحفز الرئيسي لتلك الهجمات.

ونشر موقع “ريسبونسبول ستايتكرافت” التابع للمعهد يوم الجمعة تقريراً ترجمه “يمن إيكو” جاء فيه أنه “منذ أكثر من تسعة أشهر، تخوض الولايات المتحدة حملة عسكرية مفتوحة – وغير مصرح بها من الكونجرس – ضد حركة الحوثيين في اليمن، والتي بدأت في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وباب المندب في نوفمبر 2023، واضعة حرب إسرائيل في غزة كدافع أساسي لها، ورداً على ذلك، أطلقت واشنطن حملة انتقامية على أمل وقف مثل هذه الهجمات، وقد وصف مسؤولو البحرية الأمريكية هذه الحملة بأنها أشد معركة بحرية جارية تواجهها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، لكن المشكلة هي أن الأمر لا ينجح”.

وقال التقرير إن “النهج الذي تنتهجه واشنطن في التعامل مع الحوثيين هو مثال واضح على الإهمال الاستراتيجي، فهو لن ينجح، وهو مكلف للغاية، ويعرض حياة أفراد الخدمة الأمريكية المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية للخطر”.

واعتبر أن “رفض واشنطن الاعتراف بحرب إسرائيل في غزة باعتبارها المحفز الأصلي لهجمات الحوثيين يمنع أي أمل في وقف هذه الهجمات في البحر الأحمر”.

وأضاف أنه “يتعين على واشنطن أن تنهي على الفور نشاطها العسكري ضد الحوثيين” وأن “تتوقف عن دعم حرب إسرائيل في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”.

وبحسب التقرير فإن استراتيجية واشنطن الحالية تجاه قوات صنعاء تواجه مشاكل منها “أنها خالية من الأهداف السياسية الملموسة والقابلة للتحقيق في حين تثقل كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين بتكاليف باهظة. فمنذ نوفمبر 2023، نفذ الحوثيون نحو 200 هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ استهدفت سفناً تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين ومقتل ثلاثة بحارة على الأقل، وفي المقابل، لجأت الولايات المتحدة إلى كتابها المعتاد في الشرق الأوسط: القوة العسكرية”.

وتابع: “المقارنة مع صواريخ وطائرات الحوثيين – والتي تكلف كل منها حوالي 2000 دولار أمريكي، فإن الصواريخ التي تستخدمها البحرية الأمريكية لإسقاط هذه المقذوفات تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين ملايين الدولارات، وحتى الآن، أنفقت واشنطن أكثر من مليار دولار على الذخائر لضرب الحوثيين واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة”.

ومع ذلك أكد التقرير أن “هذه الجهود فشلت في ردع الحوثيين، ومن غير المرجح أن تنجح” مشيراً إلى أن “أغلب الهجمات التي نفذها الحوثيون وقعت بعد أن بدأت الولايات المتحدة وشركاؤها حملتها الانتقامية، وهو ما يُظهِر بوضوح أن الجهود الأمريكية فشلت في ردع المزيد من العنف”.

وقال التقرير إنه “من غير المرجح أيضاً أن تتمكن الولايات المتحدة من تقليص قدرات الحوثيين إلى الحد الذي يجعلهم غير قادرين على مهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر، فبعد ما يقرب من عشر سنوات من القتال ضد القوات التي تقودها السعودية ــ بدعم من الولايات المتحدة ــ أثبت الحوثيون كفاءتهم في أسلوب (إطلاق النار والهروب) في القتال، وأسلحتهم رخيصة وسهلة الحركة ومنتشرة في مختلف أنحاء اليمن، والأمر المثير للسخرية هو أن المسؤولين الأمريكيين يدركون الفجوة بين هذه الحملة العسكرية وأهدافها السياسية الظاهرة”.

واعتبر التقرير أن “الحملة العسكرية الأمريكية تجعل الوضع أسوأ، وتؤجج الصراع وتؤدي إلى تعرض المزيد من السفن لنيران الحوثيين”.

وأضاف أن “الصراع بين الولايات المتحدة والحوثيين يهدد بتفاقم التوترات الإقليمية المتنامية، مما يدفع الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية واسعة النطاق، ففي الأشهر الإحدى عشر تقريباً منذ بدأت حرب إسرائيل في غزة، شهد الشرق الأوسط زيادة في التصعيد العسكري الممتد عبر المنطقة، وتتجذر الأعمال العدائية الحالية بين الحوثيين والولايات المتحدة في هذا السياق” حسب وصف التقرير.

وقال إنه “في ظل عدم وجود نهاية في الأفق للحرب في غزة والمخاوف من تنامي الحرب الإقليمية، فإن اليمن لديه القدرة على أن يكون نقطة اشتعال مهمة في مثل هذا الصراع، وإذا كان هدف الولايات المتحدة هو إقناع الحوثيين بوقف هجماتهم وتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية أخرى، فمن غير المرجح للغاية أن تحقق القوة العسكرية هذه الأهداف”.

وخلص التقرير إلى أن “الخيار الأفضل لواشنطن هو إنهاء تبادل الضربات العشوائي مع الحوثيين والاعتراف بأن تبنيها القوي لحرب إسرائيل في غزة يزعزع استقرار المنطقة الأوسع على حساب المصالح الأمريكية” مضيفاً أن “وقف إطلاق النار في غزة يحمل أفضل فرصة لإنهاء الهجمات التي يشنها الحوثيون فضلاً عن قمع تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: حرب إسرائیل فی غزة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الصين تتعهد بمحاربة التهديدات الجمركية الأمريكية “حتى النهاية”

يمانيون../ تعهدت الصين بمحاربة التهديدات الجمركية الأمريكية “حتى النهاية”، بعدما لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم على وارداتها بنسبة 50% بدءا من 9 أبريل الجاري، إذا لم تسحب بكين إجراءاتها الانتقامية.

وذكر متحدث باسم وزارة الصناعة الصينية “أن تهديد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الصين خطأ مضاعف يكشف مجددا عن طبيعة الابتزاز لدى الولايات المتحدة” مؤكدا أن بلاده “لن تقبل بهذا أبدا. وإذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية”.

وأضاف المتحدث، “إذا صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها الجمركية، فإن الصين ستتخذ إجراءات مضادة صارمة لحماية حقوقها ومصالحها”.

بدوره أكد المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، أن “الضغط والتهديد ليسا الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”، مضيفا أن بكين ستحمي حقوقها ومصالحها “بحزم”.

يشار الى أن التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين أشعل الأسواق العالمية، وأدى لتراجع واضطرابات في أسواق الأسهم العالمية، وأثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وعلى الصعيد الأوروبي، أعلنت أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد عرض على الولايات المتحدة إعفاء متبادلاً من الرسوم على السلع الصناعية، لكنها لوحت بإجراءات مضادة دفاعا عن المصالح الأوروبية.

أما كندا، فقد رفعت شكوى رسمية أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية على قطاع السيارات، وطلبت مشاورات رسمية لحل النزاع.

وول ستريت تحت الضغط: تذبذب حاد ومخاوف من التباطؤ
أما في الولايات المتحدة، فقد سجلت المؤشرات الرئيسية تراجعا عند الافتتاح، وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد. وبلغ مؤشر داو جونز خسارة بلغت 356,67 نقطة عند الإغلاق، بينما تراجع ستاندرد أند بورز بـ14,22 نقطة، في حين ارتفع ناسداك بشكل طفيف بـ14,66 نقطة. وسجل مؤشر التقلب “مقياس الخوف في وول ستريت” أعلى مستوياته منذ آب/أغسطس 2024، متجاوزا 60 نقطة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إيلون ماسك ناشد الرئيس ترامب بالتراجع عن الرسوم الشاملة، فيما كشفت مصادر مالية عن محادثات هاتفية جرت بين رؤساء كبرى البنوك العالمية، بينها بنك أوف أميركا وسيتي غروب وباركليز، لمناقشة تداعيات التصعيد الجمركي.

أسواق العالم تتهاوى تحت وطأة التصعيد الجمركي

كما شهدت الأسواق العالمية تراجعات حادة، وسط قلق من تصاعد النزاع التجاري. وسجلت البورصات الآسيوية والأوروبية خسائر غير مسبوقة، إذ أغلقت بورصة طوكيو على تراجع 7,8%، وبورصة سول 5,6%، بينما هبطت بورصة هونغ كونغ بنسبة تجاوزت 13%، في أكبر انهيار لها منذ 1997.

الأسواق الخليجية تأثرت بدورها، إذ أغلقت بورصة الكويت على خسائر فادحة بنسبة 5,7%، وتراجعت البورصة السعودية بنحو 7%، في أكبر هبوط منذ جائحة كوفيد-19. بينما سجلت الأسهم التركية انخفاضا بأكثر من 3% تحت ضغط الرسوم الأمريكية والاضطرابات السياسية الداخلية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تقيل ممثلتها العسكرية في الناتو بسبب “انعدام الثقة”
  • الصين تتعهد بمحاربة التهديدات الجمركية الأمريكية “حتى النهاية”
  • صحيفة أمريكية: “الضربات الأمريكية في اليمن ستعزز شرعية الحوثيين بدلاً من إضعافهم” 
  • استراتيجية الردع والمواجهة.. “بوليتيكو”: الاتحاد الأوروبي يستعد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • “بوليتيكو”: بريطانيا تعتمد كليا على الاستخبارات الأمريكية
  • الولايات المتحدة تستعد لشن عملية برية ضد الحوثيين
  • سي إن إن: استعدادات لعملية برية ضد الحوثيين بدعم أمريكي
  • البنتاغون: فشلنا في تدمير أسلحة “الحوثيين” والإمارات تدعم حملتنا ضد اليمن
  • البيوضي: تدخل الولايات المتحدة في ليبيا “سلبي”.. وكان أمامها فرصة لتثبت حسن نواياها
  • فولوديمير زيلينسكي ينتقد الولايات المتحدة بسبب تعليقها “الضعيف” بعد مقتل 19 شخص بهجوم روسي