الثورة نت:
2024-09-14@21:16:25 GMT

بين خطوط أمريكا وخطوط اليمن

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

 

 

يتمادى الكيان الصهيوني في الاستخفاف بالمجتمع الدولي ويحاول سحب الجميع معه إلى مساحة تمنحه قدرة أكبر على المناورة أكثر بالوقت، ويتماهى المارق الأمريكي مع هذه النوايا، فيذهب لتوجيه المفاوضات وفق بوصلة المتطرفين الصهاينة، وفي جولات المفاوضات الأخيرة شهدنا كيف تراجع بايدن عن مقترح قدمه وجرى التوافق عليه، إلا أن الكيان عاد ووضع شروطا جديده ليتراجع المقترح إلى مستوى رغبات المدلل الصهيوني.


واليوم، يصعّد العدو من عدوانه على الضفة، من جهة، في محاولة- كما هو واضح- لترميم ما أصاب أكذوبة هيبته من تصدع في غزة، ومن جهة أخرى لقصد مكشوف وواضح هو التلاعب بالوقت في انتظار وصول الصهيوني غير المتزن ترامب إلى البيت الأبيض بأجندته الجديدة لمستقبل الكيان من توسيع لجغرافيته وترسيخ لوجوده على حساب الفلسطينيين وحتى العرب، لذلك يواصل العدو عمليات الاغتيال لرجال المقاومة بالتزامن مع استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة.
وخلال الأسابيع الماضية شهدنا تمادي العدو إلى العربدة في الحديدة وبيروت وطهران، ظنا منه أن هذه التجاوزات يمكن أن تربك محور المقاومة وتُبقي قوة الردع بيده، إلا أن النتيجة جاءت صاعقة له وللأمريكان والأوروبيين الداعمين له، إذ بات اليوم محاصَراً بحزام من نار، قوامة دول المقاومة: اليمن، لبنان، العرق، إيران، وسوريا، إضافة إلى غزة والضفة، ومن يدري ربما الداخل أو أراضي الـ 48، أيضا تنتفض في لحظة غير محسوبة، ولعل الضربات التي بدأت تدك أهدافا في قلب ما تسمى تل ابيب ما هي إلا تاكيد على عدمية الجدوى لما ارتكبته العصابة الإسرائيلية بمظلة أمريكية في لبنان واليمن وايران من هجمات، عبرت بها عن يأس ولم تستعد هيبة الردع، وهذا تحديدا ما يقلق أمريكا والحركة الصهيونية كثيرا، ففي لبنان اغتالت القائد فؤاد شكر، لكن قوة حزب الله استمرت بعنفوانها، وفي إيران اغتالت القائد إسماعيل هنية فخَلَفَه مُرعب الصهاينة القائد يحيى السنوار ، أما في الحديدة فكان مظهر اليأس الصهيوني أوضح، حين استهدفت العصابة الصهيونية، بنية تحتية لا علاقة لها بالمعركة.
وفي سياق ما هو في الانتظار، نجح حزب الله في تقديم نموذج بسيط لما صار يحاصر الكيان المحتل من مخاطر وجودية من خلال عملية (يوم الأربعين)، ولا يزال في جعبة (حزام النار) الكثير، من اليمن والعراق وايران، ليس فقط على مستوى الرد على تهور الكيان وتجاوزه الخطوط الحمراء وإنما على صعيد التعامل معه باعتباره عدواً يحتل أراضي عربية.
وبطبيعة الحال تتجه الأنظار اليوم إلى رد صنعاء وطهران، على أن أمريكا تحسب بشكل ملحوظ للفعل اليمني وتتخوف من الجرأة المعهودة لليمنيين خلال ردهم، ولأجل ذلك ربما كثّفت خلال الأسابيع القليلة الماضية، تأكيد التزامها بالدفاع عن الكيان، من باب الترهيب، خاصة إذا ما أوجعته الضربات الانتقامية، أو إذا لم تراع هذه الضربات ما يعتبره البيت الأبيض بالنيابة عن الكيان خطوطا حمراء.
ما يتخوف منه الأمريكي حسمه السيد القائد في كلمته الخميس الماضي، حين جدد التأكيد بألا سقف سياسي ولا اعتبارات أخرى يمكن أن تحد من مستوى عمليات المساندة لغزة، أو مستوى الرد على قصف الحديدة، وجاء الطرح بلا أدنى شك موضوعيا وواقعيا إلى أبعد درجة في الشكل والمضمون، وقزّم محاذير أمريكا الفجّة، فالكيان الصهيوني تجاوز كل الأعراف والقوانين والثوابت العالمية، حين تخطى كل الخطوط الحمراء فقصف الأعيان المدنية في الحديدة، وانتهك الأراضي اللبنانية وذهب لاغتيال جبان بحق القائد فؤاد شكر، وتعامل باعتباره فوق كل القوانين واغتال القائد اسماعيل هنية في ظرف هو من الخطوط الحمراء، حسب الأعراف الدولية أثناء تنصيب بزشكيان رئيسا للجمهورية الايرانية.
لأجل ذلك يبدو طبيعيا أن ترفع المقاومة سقف استهدافها للعدو، وان تضرب بما تحدده أمريكا لشكل الرد وحدوده عرض الحائط، فالعين بالعين والسن بالسن، وهذا هو قانون الحياة والحكم العدل، ولا يعقل أن يتاح للقطيع الصهيوني أن يضرب أين ما يشاء كيف ما شاء ومتى ما شاء، ثم نطالب الضحية بالتروي، أو نلوح له بالخطوط الحمراء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هكذا هُزمت أمريكا في اليمن.. وهذا هو مستقبل الفوضى الخلاقة

يمانيون/ تقارير هل سيتوقف الحوثيون؟ – سأل أحد الصحفيين- فرد بايدن: “لا”.. هل سيستمرون؟ أجابه: “نعم”.

هكذا يختصر الرئيس الأمريكي بايدن المواجهة البحرية مع اليمن في كلمتين، لكنه لم يكمل الحديث، أن اليمن قد توقف حصار العدو، واستهداف سفن تحالف دعم إسرائيل في حال تم إيقاف العدوان والحصار على قطاع غزة.

وإذا كان اليمن لن يتوقف عن استهداف السفن المرتبطة بموانئ إسرائيل، فهذا يفترض أن تتعامل أمريكا مع مطلب العالم بوقف الحرب والعدوان على غزة، بجدية وفعل حقيقي لا مراوغة فيه.

الحقائق الماثلة أمام العالم اليوم أن أمريكا تتعرض لانتكاسات متوالية منذ عقود، لكن وتيرة الانتكاس اليوم أكبر وأسرع.

 في البدء كان التحدي اليمني بملاحقة السفن الإسرائيلية أكثر جدية من جدية الحماية الأمريكية لتلك السفن، لكن بعد أيام من إعلان اليمن ملاحقة سفن كيان العدو، كانت القوات المسلحة اليمنية قد احتجزت سفينة “غالاكسي” الإسرائيلية في 19 نوفمبر.

 ومع شن واشنطن ولندن العدوان على اليمن، يناير2024، كانت اليمن أكثر إصرارًا على استهداف السفن الإسرائيلية أكثر، ومعها استهداف السفن الأمريكية البريطانية تجارية كانت أم حربية.

 وفي ظل التصعيد، والاستهداف الأمريكي للأراضي اليمنية ازدادت وتيرة الاستهداف اليمني لسفن العدو، فاتسع المدى نحو خليج عدن، ثم البحر العربي، فالمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وتعززت صورة اليمن أنه الخصم القوي العنيد.

اليمن ومخطط الشرق الجديد

لقد كان التحرك العسكري اليمني أكثر نضجاً، وأكثر تأثيراً من التحرك الأمريكي الأوروبي في المواجهات البحرية.

 أمام هذا نجحت اليمن في إظهار الكثير من الضعف الأمريكي على مستوى بناء التحالفات، ومستوى القوة والفاعلية والتأثير، متراكم مع سجل إخفاق أمريكي غير مسبوق منذ حرب فيتنام، في مقابل الكثير من الحنكة والقدرة والكفاءة اليمنية في المواجهات البحرية الساخنة.

في العراق، وأفغانستان، وحرب أوكرانيا روسيا، نجحت واشنطن في بناء تحالفات للقتال بالوكالة عنها، لكنها في اليمن تعرضت للانتكاسة الأولى، بمجرد الفشل في توليف دول لتحالف الحرب، تلاها التعرض لهزائم المياه اليمنية على نحو أزعج أمريكا مضاعفاً، وصولاً الى هزائمها في حماية السفن في المحيط الهندي والبحر المتوسط.

ففي أجواء الحديث الأمريكي عن تشكيل تحالف بحري باسم ” الازدهار”، كان كلام الأمريكيين يدور عن 100 دولة ستنضم معهم في الحرب البحرية أمام اليمن، لكن ما تم إعلانه كان أقرب لإعلان الفشل والهزيمة من اعلان تحالف يستعد لخوض مغامرة في مواجهة البلد صاحبة الأرض.

 فقط 10 دول، مثلت تحالفاً لبعض الانجلوسكسونيين، ومعهم جزيرتين احداهما “البحرين”، من انضوت في حلف أمريكا البحري، فيما كانت دول كبرى كفرنسا وألمانيا وإيطاليا تنأى بنفسها كما أعلنت، أو تفضل خوض مغامرة منفصلة عن قيادة أمريكا ضمن تحالف “اسبيدس”، وإن ساقت حججاً من مثل حماية سفنها في المياه الإقليمية لليمن، أو دولاً عربية كثيرًا ما تصدرت مشاهد الاعتداء على اليمن، لكنها توارت عن مشهد العدوان الجديد، وفقاً لتصور “المصلحة والحذر” .

 في المجمل كان إخفاق واشنطن والغرب في تشكيل تحالفات شبيهة بما كان في عقود ماضية، ضربة موجعة لواشنطن والغرب، في نفس الوقت مؤشراً على انحسار النفوذ والتأثير الأمريكي على أنظمة المنطقة الحليفة.

هذا ما ظهر في مواقف بعض دول الخليج “السعودية والإمارات” وإن بقيت التحالفات الخفية تعمل، بالمثل فيما يخص أوروبا “فرنسا” التي رفضت العمل تحت قيادة أمريكا و” اسبانيا” التي أعلنت أنها لم تكن ضمن تحالف أمريكا المعلن، بعد ذكرها بالاسم.

الأكيد أن جدية وفاعلية القوات المسلحة اليمنية في التصدي للأمريكيين قبل تشكيل التحالف، قد أوصل رسالة قوية وواضحة أن اليمن قادر على المواجهة والتحدي بقوة، وأنه لن يستهدف سوى من يعاديه، ويصر على حماية سفن إسرائيل، لهذا سارعت دولاً أوروبية لفتح نافذة تواصل مع صنعاء للنأي بنفسها عن جنون أمريكا، وإن لجأت للمراوغة في حضور تحالفها الأوروبي الهوية ” “اسبيدس”، وهذا ما مثل صفعة أولى للنفوذ الأمريكي، ومثل موقفاً مريحاً للقوى العالمية الصاعدة التي من مصلحتها التعامل مع القوة اليمنية الصاعدة، وحتى لأوروبا التي تعود تياراتها القومية إلى الواجهة، حيث تفترض التخلص من التبعية لواشنطن القاسية.

عجز أمريكي مزدوج

وفي ظل إصرار واشنطن على المضي في حماية إسرائيل، كانت الانتكاسة الثانية في فشل أمريكا في حماية سفن الموانئ الإسرائيلية أن توسع الفشل، انطلاقاً من البحر الأحمر نحو مياه اليمن الجنوبية والشرقية، وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

لقد ظهر العجز الأمريكي مزدوجاً؛ فشل في حماية سفن الكيان، وفشل في حماية سفنها التجارية والحربية، ومعها سفن المتحالفين معها.

ومع بوادر الإخفاق الأمريكي البحري في أول المواجهات مع اليمن، ظلت التساؤلات قائمة عما دفع أمريكا للاستمرار في خوض مواجهات حكم عليها بالفشل منذ البداية، رغم أن الطريق الأسهل، كان وقف حرب غزة، لتجاوز الأمر، والاتيان بسردية جديدة تعالج حالة الإخفاق، ونقاش العجز الأمريكي في الغرف المغلقة، دون إحداث جلبة كما هو حاصل اليوم.

و ينظر إلى هزيمة واشنطن في اليمن، على أنها خطوة ستقود إلى تجرؤ الكثير من الدول خاصة الدول البحرية على مواجهة النفوذ، والتأثير الأمريكي.

لكن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية محكوم بخطط وروئ معدة سلفاً.

وراء كل هذه الفوضى هي مخططات الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، والتي بشرت بها عجوزة أمريكا ومستشارة الأمن القومي الأمريكي بعهد جورج دبليو بوش، و ما عرف بالشرق الأوسط الجديد، والذي كان من ضمنه، تصفية القضية الفلسطينية، وإحداث تغيير في خريطة المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وهذا يعني أن العدوان على غزة والإبادة الجماعية كخيار ثاني للفلسطينيين، مقابل التهجير المرفوض شعبياً وسياسياً، جزء أصيل من المخطط ، وهذا ما يفسر الإصرار الأمريكي على المضي في تنفيد المخطط، مع كل ما فيه من دموية، حيث تبدو فيه واشنطن مرغمة ومحمولة على الاستجابة للمخطط اليهودي الفوضوي بكل الأحوال.

ومع التوجه الأمريكي والحضور الصهيوني والاجرام الإسرائيلي الذي يقوده جناح اليمين اليهودي المتطرف، وتوسيع العدوان بعد غزة نحو الضفة الغربية، ينظر صانع السياسة الأمريكي بأن التنظيم الصهيوني يقود واشنطن نحو هاوية سحيقة، مع الإصرار على استمرار حرب الإبادة بحق الفلسطينيين، على أمل أن هذا التوسع في الدموية سيقود إلى التصفية الفعلية للقضية الفلسطينية، غير أن التجربة العسكرية الأمريكية في المياه اليمنية عطلت المشروع الشيطاني فعلياً، وإن صاحب ذلك نوع من التعتيم الاعلامي الأمريكي الغربي الخليجي، بعد كسر شوكة أمريكا باستهداف أحدث ترسانتها البحرية الكبرى، وإحالة حاملات الطائرات إلى زمن الماضي، مع كل ما ظهر من عيوب في ترسانة أمريكا العظمى، وفي أول تجربة مواجهة لها منذ ثمانين عاماً تقريباً.

وكما حصل مع أمريكا حصل كذلك مع أوروبا التي أثبتت قوات اليمن البحرية والجوية أنها تعيش في زمن الماضي، حيث تتعالى الانتقادات والدعوات لإنقاذ أوروبا من التفكك والتراجع، بعيدًا عن أي طموح استعماري لم يعد الظرف مهيأ لها.

فما فعلته الصواريخ، والزوارق والمُسيرات البحرية اليمنية، بات يشكل انقلابًا في كل المعايير والنظريات العسكرية البحرية المتداولة، منذ مئة عام، وتدرس في الأكاديميات الغربية، ويؤسس لنظريات جديدة تتبلور بشَكلٍ متسارعٍ هذه الأيّام، فبينما يُكلّف بناء حاملات الطّائرات، والبوارج مِليارات الدّولارات، فإنّ صاروخًا يمنيًّا لا يكلّف تصنيعه إلّا بضعة آلاف يستطيع إعطابها في ثوانٍ معدودة، وهنا تكمن المعضلة الأمريكيّة الغربية غير المتوقعة، والتي على ضوئها يمكن قياس شكل ونتائج أي مواجهات لأمريكا، والغرب مع الصين والروس وكوريا الشمالية، والمحور المقاوم.

مقالات مشابهة

  • عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن
  • السنوار يوجه رسالة هامة إلى السيد حسن نصر الله.. تفاصيل ما جاء فيها
  • المقاومة اللبنانية تواصل عملياتها ضد مواقع وجنود العدو الصهيوني
  • هكذا هُزمت أمريكا في اليمن.. وهذا هو مستقبل الفوضى الخلاقة
  • الكيان الصهيوني يواصل غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان
  • السنوار للسيد نصرالله: نشكر تضامنكم عبر أفعالكم المباركة على الجبهات
  • السنوار يبعث رسالة إلى حسن نصر الله.. هذه فحواها
  • رسالة من يحيى السنوار إلى نصرالله... ما هو مضمونها؟
  • العدو الصهيوني يعترف بإصابة تسعة من جنوده برصاص المقاومة في غزة خلال 24 ساعة
  • الاحتجاجات في أسترالياً تتواصل لليوم الثاني رفضاً لتسليح الكيان الصهيوني