ضربات إسرائيلية استباقية ضد مواقع "حزب الله"، قتلت زخم هجومه الانتقامي منها على تصفية رئيس أركانه، فؤاد شكر، فيما تستمر المساعي الأميركية والعربية لوقف حرب غزة، يبدأ الجيش الإسرائيلي بالتغلغل في الضفة الغربية في عملية عسكرية ملفتة بتوقيتها وحجمها. 

فهل يأخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، والمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، المنطقة إلى حربٍ واسعة، أم ينتصر مسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، بمنع الحرب بالدبلوماسية المدعومة بقوة الأساطيل الأميركية؟

الخبيران الأميركيان، نورمان روول وجاريد زوبا، ناقشا هذا الموضوع في برنامج "عاصمة القرار" من الحرة.

 

روول، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وزوبا، كاتب ومراسل موقع "المونيتور" في البنتاغون.

 كما شارك في جزء من الحوار على التوالي، من بيروت، الكاتب اللبناني داوود رمال، ومن رام الله، عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، ومن الجليل، مفيد مرعي، عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي.

إنهاء خطر الحرب أم بداية توسعها؟

لغاية الآن، يبقى تقدير وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" هو أن الصراع بين إسرائيل وحماس لا يزال محصورا في غزة. وتعتبر الضربات بين إسرائيل وحزب الله الأوسع نطاقاً مما شهدته المنطقة من قبل، لكنه في نظر البنتاغون "ليس صراعاً إقليمياً في هذه المرحلة".  فيما يظل تركيز واشنطن منصباً على خفض التوتر في المنطقة والحيلولة دون أن يصبح هذا الصراع حرباً إقليمية أوسع.  

بعد ختام زيارته لإسرائيل، قال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: "على المدى القريب، انحسرت إلى حدٍّ ما مخاطر اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط. لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً لأنها تهدد بشن هجوم على إسرائيل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي هذا الهجوم. وطبيعة رد إيران ستكون من محددات الرد الإسرائيلي، وهو ما سيفرض بدوره ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا".  

ويتابع المسؤول العسكري الأميركي الأرفع قوله :"يشكل وكلاء إيران المسلحون في العراق وسوريا خطراً ، لأنهم يهاجمون القوات الأميركية. فيما يستهدف الحوثيون في اليمن حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيرة على إسرائيل. فهل يتصرف هؤلاء بالفعل بشكل فردي أم بالوكالة عن غيرهم".

ويذكر الجنرال براون أن "الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل، لا سيما بعد قرار الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من الطائرات 'إف-22' المُقاتلة".

ويختم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية بالقول: "يريد القادة السياسيون في إيران أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنني أعتقد أنهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع".

يقول نورمان روول إنه "لا إسرائيل ولا إيران تسعيان لإشعال صراع تقليدي، ولكن لإيران وأذرعها حوافز عديدة للاستمرار في زيادة وتيرة وحدّة الهجمات على إسرائيل، وهذا ما قد يشعل حرباً ، إلا إذا وفّر الغرب، وخاصة أميركا، قدرات دفاعية تردع إيران أو تمنع نجاح أي هجوم إيراني كارثي على إسرائيل".  

من جهته يقول جاريد زوبا إن "الضربة الإسرائيلية الاستباقية، ثم رد حزب الله عليها، جعلتا الجميع في واشنطن يتنفس الصعداء. لأن الفريقين قررا السيطرة على نفسيهما في الرد والرد المعاكس. أعتقد أن الفريقين يفضلان العودة إلى الوضع الحالي. لكن هذه الجبهة خطيرة للغاية، وبالتالي عدم التصعيد مؤشر إيجابي. وإن وجود مجموعتين أميركيتين مقاتلتين مع حاملات طائرات، يُعتبر رسالة قوية من إدارة بايدن لإيران، بأنه لو أراد الرئيس الإيراني الجديد أن يركز على النمو الاقتصادي في بلده، فإن التصعيد ليس خياراً".  

أيُّ تأثير لنتانياهو على سياسة بايدن تجاه إيران؟

يعتقد عامي أيالون، وغلعاد شير وأورني بيتروشكا، أن نتانياهو يجر الولايات المتحدة إلى مسار خطير فيما يتعلق بإيران. وفي مقالهم المشترك على موقع "ذا هيل"، يحذر الكتّاب إدارة بايدن من تأثير نتانياهو على السياسة الخارجية الأميركية بشأن إيران، ما يهدد بتورط واشنطن في صراع قد يتحول إلى حرب إقليمية لها تبعات دولية. 

ويضيفون أنه بينما "يظل الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة تحالفا أمنيا إقليميا بين إسرائيل والدول المعتدلة على رأسها السعودية، يرفض نتانياهو ذلك، لأنه سيقود إلى قيام دولة فلسطينية، ما يهدد بدوره بقاء نتانياهو في السلطة من خلال فقدانه لدعم الجناح المتشدد في حكومته". 

ويخلص المقال إلى أن سعي نتانياهو لإرضاء هذا الجناح يتعارض مع المصالح الأميركية، وحتى توصيات الأوساط العسكرية والأمنية في إسرائيل، داعيا صناع القرار الأميركي، كي لا يجعلوا مصالح نتانياهو الشخصية الأولوية على حساب مصالح واشنطن.

ويشدد السيناتور الأميركي المستقل، بيرني ساندرز، على أننا أمام وضع غير مستقر في الشرق الأوسط، وهذا الأمر مستمر منذ مدة. لكن "الخبر الجيد هو أن إسرائيل وحزب الله كلاهما يريدان التهدئة، أتمنى أن يحدث ذلك".  

ويطالب النائب الجمهوري، جيم بانكس، إدارة بايدن "الاستمرار في دعم إسرائيل للانتصار في معركتها ضد إرهابيي حماس وحزب الله".  

ولتجنب حرب إقليمية، تطالب السيناتورة الديمقراطية البارزة، إليزابيت وارِن، إدارة بايدن بـ" الضغط على الطرفين (إسرائيل وحماس) للبقاء على طاولة المفاوضات. فقد حان الوقت لتحقيق حل الدولتين لكي يتسنى للفلسطينيين تقرير مصيرهم ولإسرائيل الحصول على ضمانات أمنية، ويتسنى تحقيق سلام دائم".

"حزب الله"... طوق نجاة نتانياهو؟

يعتقد الصحفي الأميركي، علي وينستون، أن نتانياهو "يقامر ويجازف بحرب إقليمية لإنقاذ نفسه عبر بدء صراع مفتوح مع حزب الله".

وتعتبر افتتاحية نيويورك بوست أن "تبادل إطلاق النار الأخير بين حزب الله وإسرائيل يظهر أن إيران ووكلاءها ينحنون بمجرد أن يتم التصدي لهم، وأنهم يحبون إطلاق التهديدات دون القيام بما قد يتسبب في حرب. فتبادل النار بين إسرائيل وحزب الله يُظهر أن الوقت قد حان كي تكشف واشنطن زيف تهديدات إيران".

وتعتقد إريكا سولومون، في نيويورك تايمز، أن السرعة التي انتهت بها المناوشات بين إسرائيل وحزب الله "تظهر أن الميليشيا اللبنانية وراعيتها إيران، لم يجدا طريقة مُرضية للرد على الإحراج الذي تعرضت له إيران بعد الضربات الإسرائيلية، بحيث تردع أي هجوم إسرائيلي محتمل من دون أن تزيد من مخاطر اندلاع حرب إقليمية". 

وتتوقع الكاتبة الأميركية أن اندلاع هذه الحرب ستكون له كلفة سياسية كبيرة على حزب الله في ظل الأزمة الاقتصادية والفراغ السياسي في لبنان. وأن "حسابات إيران هي القيام برد لا يتسبب في دخول الولايات المتحدة على الخط، وأن هناك احتمالا أيضاً لتأخر الرد الإيراني ما دامت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة متواصلة".

يعتقد دوف واكسمان، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا، أن "الضربة الإسرائيلية الاستباقية كانت مبررة وضرورية نظراً للتهديد الداهم لهجوم كبير من حزب الله. أعتقد أيضاً أنه لا يمكن لإسرائيل أن تعيش مع التهديد الذي يمثله حزب الله، خاصة للمدنيين في شمال إسرائيل، وأن حلاً دبلوماسيا هو أفضل وسيلة لإزالة هذا الخطر".

يقول نورمان روول إن "إسرائيل وحزب الله يتخذان خطوات يبدو أنها تهدف لتقليص فرص توسع النزاع. ولكن الهجمات على اسرائيل مستمرة. وهناك إسرائيليون لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم  في شمال إسرئيل. والهجمات من قبل المتشددين المدعومين من إيران في المنطقة مستمرة, فنحن أمام موقف فيه إمكانية تصعيد، إلا إذا استطعنا أن نخفف من هذا التوتر، وإلا يمكن أن يكون هناك نزاعاً تقليدياً بين إسرائيل ولبنان".  

ويقول جاريد زوبا إن "إمكانية الحرب الواسعة قائمة في المنطقة. والبنتاغون يأخذ الأمر بقلق وجدّية. لذلك نرى أقوى وجود عسكري أميركي في المنطقة منذ العام 1993، وقد تم نقل هاتين المجموعتين العسكريتين من المحيط الهادىء. وبالتالي، فرسالة البنتاغون لإيران بعدم التصعيد جدّية".  

ويقول الكاتب اللبناني، داوود رمال، إن التمديد لقوات اليونيفيل دون تغيير طبيعة عملها أو مدته، كما طالبت إسرائيل، هو تأكيد على "استمرار المظلة الدولية الحامية للبنان. والتي جرى التعبير عنها من خلال الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية في مجلس الأمن  الدولي". 

ويدعو رمال الحكومة اللبنانية،  إلى "العمل بسرعة للإبقاء على هذه الفعالية الدبلوماسية، والطلب من الجانب الأميركي، كما من الجانب العربي، الذهاب إلى تطبيق القرار الدولي 1701 وتحديداً في بنده المتعلق بالانتقال من مرحلة وقف الأعمال العدائية، إلى وقف مستدام لاطلاق النار، لأنه عندما نصل إلى هذه المرحله تصبح القيود على حزب الله، كما القيود على إسرائيل كبيرة وكبيرة جداً. وحينها ننتقل إلى تطبيق الشق السياسي من القرار 1701، الذي له علاقة بتثبيت الحدود البرية".

ويقول ديفيد بيرنشتاين، الأستاذ في جامعة جورج مايسون الأميركية، إن "إسرائيل تستعد لمواجهة مع إيران من خلال إضعاف وكلائها في لبنان والضفة الغربية بشدة، بحيث لا يمكن استخدامهم كسيف أو درع فعال". 

وأضاف "لقد أيقظ السابع من أكتوبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، النائمة على حقيقة أنه لو كانت حماس قادرة على تنسيق هجومها مع حزب الله وقوات حماس في الضفة الغربية، لكان من الممكن أن يكون هناك عشرات الآلاف من الضحايا الإسرائيليين، واحتلال بلدات في الجليل من قبل حزب الله. وتشكيل حكومة حماس في الضفة الغربية".

الضفة الغربية.. هل تساعد حماس نتنياهو؟  

يقول عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم فتح، إن نتانياهو "يضخم دور حماس في الضفة الغربية، لضرب الفلسطينيين، واحتمالات حل لدولتين وكل جهود السلام. فلا خلايا مسلحة قوية وكبيرة في الضفة الغربية بالقدر الذي يستحق أن يكون هناك هجوماً عدوانياً شاملاً يدمر المخيمات، والبنى التحتية في الضفة. فنتانياهو يضخم الأمور ليبرر عدوانه على الضفة الغربية، لحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني بالقوة، حتى لا تكون هناك دولة فلسطينية. وعلى حماس عدم التحدث بنفس لغة نتانياهو بتضخيم تواجدها العسكري في الضفة، وبالتالي تبرير ضرب نتانياهو للضفة".  

إلى ذلك، يضيف الكاتب الأميركي، تشاس نيوكي بوردن، أن "المستوطنين الإسرائيليين يستغلون الحرب على غزة من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، بهدف ضم إسرائيل للضفة كلها في نهاية المطاف. علماً أن تقارير أممية وصحفية تشير إلى تزايد المستوطنات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية، لتغيير الوضع على الأرض. إن التخوف من المستوطنين المتطرفين، والمتشددين في حكومة نتانياهو، الذين يريدون إطالة أمد الحرب في غزة لتحقيق هدفهم الذي يشمل منع إقامة دولة فلسطينية".

من ناحيتها، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على "هاشومير يوش"، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية تقدم الدعم المادي للبؤرة الاستيطانية ميتاريم التي تخضع للعقوبات. وقد منعت هذه المنظمة 250 فلسطينياً من سكان قرية خربة زانوتا من العودة لمنازلهم.  

كما تفرض الخارجية الأميركية عقوبات على إسحق ليفي فيلانت، المسؤول عن تنسيق الأمن في مستوطنة يتسهار، والمنخرط في أنشطة خبيثة خارج نطاق سلطته لإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان إن "عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية يسبب معاناة إنسانية شديدة، ويضر بأمن إسرائيل، ويقوض احتمالات السلام والاستقرار في المنطقة. ومن الأهمية بمكان أن تقوم حكومة إسرائيل بمحاسبة أي فرد أو كيان مسؤول عن العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية.

ومن الجليل، يقول مفيد مرعي، العضو سابق في الكنيست الإسرائيلي، إن "الدولة اللبنانية وفتح، ليستا أطرافاً في الحرب الإسرائيلية الراهنة على المنظمتين الإرهابيتين حزب الله وحماس. لكن إن اندلعت الحرب الواسعة فإن اللبنانيين والفلسطينيين سيدفعون ثمن وجود منظمات إيرانية إرهابية مثل حماس وحزب الله في بلدانهم".  

من "حرب اليوم الواحد" بين إسرائيل وحزب الله، إلى عملية إسرائيلية في الضفة الغربية تتوسع يومياً، قد تتطور حرب غزة إلى المنطقة بأكملها، إن لم تستطع إدارة بايدن وشركاؤها العرب وقف هذا النزيف.  

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بین إسرائیل وحزب الله الخارجیة الأمیرکیة فی الضفة الغربیة حرب إقلیمیة إدارة بایدن على إسرائیل فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

6 أسئلة تشرح سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية

يعمل وزير المالية الإسرائيلي ووزير الشؤون المدنية بوزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش منذ أشهر على سياسة تكرس ضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووصل الأمر إلى إعلانه أمس الاثنين إصدار تعليمات لإدارة الاستيطان لإعداد خطط تطبيق السيادة على أراضي الضفة الغربية، مؤكدا أن 2025 "سيكون عام السيادة".

ورغم تأكيد تسجيل مسرب لسموتريتش في يونيو/حزيران الماضي عزمه ضم الضفة الغربية لإسرائيل بغية إجهاض محاولة أن تكون جزءا من دولة فلسطينية، دفع وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مرة أخرى للسلطة سموتريتش للإعلان رسميا عن الأمر، كما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعزم على إعادة القضية لأجندة حكومته مع تسلم ترامب لمهامه.

ما علاقة ترامب؟

ترى إسرائيل أن وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة سيمكنها من تحقيق جميع أهدافها دون ضغط دولي، لا سيما مع قرارته الداعمة لإسرائيل خلال ولايته السابقة بين عامي 2017 و2021 بضم الجولان السوري المحتل ونقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس المحتلة.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن خطط ضم الضفة الغربية لإسرائيل جاهزة بالفعل وعملت عليها إسرائيل منذ عام 2020 خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب بوصفها جزءا مما سمي بصفقة القرن، وتشمل الخطط خرائط مفصلة وأوامر توسيع المستوطنات وصياغة لقرار حكومي.

ما وضع أراضي الضفة؟

تتقسم أراضي الضفة الغربية إلى 3 مناطق وفق اتفاق أوسلو، وهي منطقة "أ" تخضع أمنيا وإداريا للسلطة الفلسطينية، ومنطقة "ب" تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا لإسرائيل، ومنطقة "ج" تخضع أمنيا وإداريا بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.

ونتيجة استمرار سياسية الاستيطان وهيمنة واقتحامات الاحتلال، لم تستطع السلطة الفلسطينية إدارة المناطق التابعة لها وفق اتفاق أوسلو، مما أدى إلى قضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وزيادة أعداد المستوطنات، بالرغم من مخالفة ذلك للقانون الدولي.

وقدر مركز الإحصاء المركزي الإسرائيلي أعداد المستوطنات بالضفة الغربية بنحو 144 مستوطنة، بما في ذلك 12 بالقدس الشرقية. بالإضافة إلى نحو أكثر من 100 بؤرة استيطانية غير قانونية بالضفة، تنتشر بمعظمها في أراضي المنطقة "ج"، وبعضها بالمنطقة "أ".

وتختلف المستوطنات عن البؤر الاستيطانية، فالمستوطنات تعتبر قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، أما البؤر الاستيطانية فهي غير قانونية بموجبه، رغم حصولها على حماية الجيش الإسرائيلي، إذ تُبنى دون تصريح من الحكومة الإسرائيلية.

ما المناطق المهددة بالضم؟

يشمل تهديد سموتريتش بالضم غالبا أراضي المنطقة "ج" التي تنتشر فيها المستوطنات والبؤر الاستيطانية، بيد أن عدم قدرة السلطة الفلسطينية على ممارسة سيادتها بالأراضي الواقعة تحت سيطرتها نتيجة هيمنة الاحتلال، يهدد أراضي الضفة كافة.

فمثلا، خطط سموتريتش لتدشين مشروع استيطاني في قلب البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية الواقعة تحت الإدارة الفلسطينية.

كيف تقضم إسرائيل الضفة؟

عمل سموتريتش على إضفاء الشرعية الإسرائيلية على البؤر الاستيطانية وزيادة أعداد المستوطنات حتى في القدس الشرقية خلال وجوده في الحكومة، غير أن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية يعود إلى ما بعد النكبة عام 1948، حين اعتمدت إسرائيل القوة العسكرية لفعل ذلك، كذلك عملت على شرعنة الاستيطان بعد حرب 1967.

كما تعمل "الإدارة المدنية" (التابعة لإسرائيل) في الضفة الغربية على تكريس الاستيطان عبر التخطيط والبناء في المنطقة "ج"، بالإضافة إلى هدم منازل الفلسطينيين التي تعتبرها "غير قانونية"، فضلا عن منحها مزيدا من الصلاحيات تتحكم من خلالها بحياة الفلسطينيين بالضفة.

وضمن سياسة استكمال ضم الضفة الغربية والسيطرة على أكبر مساحة من أراضيها، تغذي الحكومة الإسرائيلية ما بات يعرف بسياسة الاستيطان الرعوي، التي تقوم خلالها حكومة الاحتلال بدعم وتسليح مليشيات مستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين في تجمعات وقرى بدوية ودفعهم إلى الهجرة بعد تدمير منازلهم وحرقها.

هل الضم قانوني؟

تعمل إسرائيل على شرعنة ضم أراضي الضفة الغربية وفق قانونها، لكن الأمم المتحدة تعتبر المستوطنات غير قانونية واعتداء على الأراضي الفلسطينية، وذلك ما أكدته محكمة العدل الدولية في حكم صدر في يوليو/تموز الماضي يطالب إسرائيل بإنهاء الاحتلال بالضفة.

وتخالف المستوطنات والبؤر الاستيطانية القانون الدولي رغم إنكار إسرائيل لذلك، ففي عام 2016، تبنّى مجلس الأمن القرار 2334 الذي ينص على أن المستوطنات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

ما ردود الفعل على الإعلان الإسرائيلي؟

اعتبرت السلطة الفلسطينية أن ما وصفتها بأوهام إسرائيل بضم الضفة الغربية "ستفشل"، وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمرارها في التصدي لمخططات الاحتلال بالسيطرة على الضفة.

وأدانت الأردن التصريحات، مؤكدة أنها انتهاك للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

كذلك أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، تصريحات سموتريتش معتبرا أنها تقوض القانون الدولي وتنتهك حقوق الفلسطينيين وتهدد إمكانية حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • بيانات تركية ومصرية بشأن تصريحات إسرائيل حول ضم الضفة الغربية
  • 6 أسئلة تشرح سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية
  • إسرائيل تقتل أكثر من 12 ألف طالب بغزة والضفة منذ أكتوبر 2023
  • مباشر. الحرب بيومها الـ403: إسرائيل تقايض على الضفة وقصف دام على خان يونس ومسيرات حزب الله ترهق تل أبيب
  • الخارجية الفلسطينية تدين الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تدين دعوات الاحتلال بشأن تطبيق «السيادة» على الضفة الغربية
  • بشأن إيران.. دعوة من ولي عهد السعودية إلى إسرائيل
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل 8 فلسطينيين جنوب الضفة الغربية
  • لأول مرة.. نتانياهو يعلن مسؤولية إسرائيل عن تفجيرات البيجر
  • «شؤون الأسرى الفلسطينية»: إسرائيل تعتقل 10 مواطنين بالضفة الغربية