مطار بغداد أم ساحة قتال: اعتداءات و أزمة غير مسبوقة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
1 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: شهد مطار بغداد الدولي حالة من الفوضى العارمة نتيجة تضارب وتأخير مواعيد الرحلات الجوية، مما أثار استياء وغضب المسافرين العراقيين والأجانب على حد سواء.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات توضح حجم الفوضى داخل المطار، بما في ذلك شجارات بالأيدي بين المسافرين وعناصر الأمن.
من جانبه، أرجع مدير مطار بغداد، حارث العبيدي، أسباب الفوضى وتأخر الرحلات إلى “العدد الاستثنائي من الرحلات الإضافية لتفويج الزوار بمناسبة الأربعينية في كربلاء”، إلى جانب “عطل فني في إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية، ونقص في أحد طواقم الطائرات”.
وزير النقل، رزاق السعداوي، زار المطار وعقد اجتماعاً مع إدارة الخطوط الجوية العراقية، حيث وجّه بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على ملابسات الأحداث. إلا أن الشارع العراقي يبدو يائساً من مثل هذه التحقيقات، حيث يعتبرونها مجرد “أبر تخدير” ولا تُفضي إلى حلول فعلية للمشكلات المستمرة في المطار.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ فقد شهد المطار أحداثاً مشابهة في السابق، دون أن تتمكن السلطات من وضع حلول ناجعة لتلك المشكلات. يعود هذا الفشل إلى عدد من الأسباب المتراكمة منها حرمان الخطوط الجوية العراقية من دخول الأجواء الأوروبية منذ أكثر من 10 سنوات، نتيجة لعدم التزام الطيران العراقي بلوائح المنظمة الدولية للطيران المدني ووكالة سلامة الملاحة الجوية الأوروبية.
كما أشار مطلعون على شؤون النقل إلى أن من بين أسباب الحظر الأوروبي، “الإهمال الواضح في الاتصالات أثناء القيادة، بجانب تدخين بعض الطيارين داخل قمرة القيادة، والاستماع إلى الأغاني بصوت عالٍ”.
وتفيد تحليلات استمعت اليها المسلة، إن الفوضى التي شهدها مطار بغداد الدولي تعكس مشاكل هيكلية أعمق في قطاع النقل الجوي في العراق. من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإصلاحات جذرية تشمل تعزيز التدريب والتأهيل المهني للكوادر العاملة في قطاع الطيران، وتحسين البنية التحتية للمطارات، وتطبيق معايير دولية صارمة لضمان سلامة وأمان الرحلات الجوية.
و تكرار حوادث الفوضى والتأخير يعزز الشكوك في قدرة السلطات العراقية على معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات.
و استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى فقدان المزيد من الثقة في الخطوط الجوية العراقية والخدمات المقدمة في مطاراتها، مما سينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني وسمعة العراق في مجال النقل الجوي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استجابة السلطات للأحداث الحالية، رغم كونها خطوة إيجابية، إلا أنها تحتاج إلى أن تتبعها إجراءات فعالة وشفافة لتحقيق التغيير المنشود، كما يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن الفوضى، بالإضافة إلى تبني سياسات إصلاحية حقيقية تتعامل مع الأسباب الجوهرية لهذه المشكلات لضمان عدم تكرارها في المستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الخطوط الجویة العراقیة مطار بغداد
إقرأ أيضاً:
بعدما خفتت أنوار المطار
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وقع حادث اصطدام قبل بضعة ايام لطائرة الخطوط الجوية العراقية من طراز بوينغ ماكس 737 تحمل علامة التسجيل YI-ASX، حيث ضربها شيش (حديد مسلح) ضمن مقتربات الساحة ما أدى إلى تضرر جناحها. . قالوا ان سبب الحادث يعزى إلى غياب الاهتمام، وعدم وجود إنارة كافية في المدرج. .
الشيء بالشيء يذكر ان وزير النقل الأسبق (الحمامي) كان على تواصل مستمر مع وزير النقل والمواصلات الدكتور احمد مرتضى رحمه الله. يلتقيه ويستشيره ويستأنس برأيه كلما سنحت له فرصة زيارته في الأردن، ويعود للدكتور (مرتضى) الفضل في توجيه الوزير (الحمامي) بضرورة اجراء جولات ميدانية تفتيشية لتفحص مدرج مطار بغداد ومقترباته ومساراته الجانبية، وتفتيش الإنفاق المحفورة تحت مبنى المطار، والقنوات المخصصة لتصريف مياه الأمطار. فكان (الحمامي) يصطحب معه مدير عام الخطوط الجوية (المهندس سامر كبة) والمهندس (حسين محسن) رحمه الله، ويتحرك راجلا (مشيا على الأقدام) في جولات ليلية ونهارية لمعاينة التشققات، والتأكد من نظافة المدرج، وتفحص الانوار. واستعان وقتذاك بشركة تركية متخصصة بإنارة المدرج وإصلاح منظومة ILS. .
كانت لدى ادارة مطار بغداد عربة كبيرة واحدة لتنظيف منطقة الهبوط من تراكمات المطاط الناجم عن إحتكاك إطارات الطائرات، وكانت العربة من نوع: (Airport Runway Rubber Remival Vehicle)، وفي يوم من الايام وبينما كان الوزير (الحمامي) في احدى جولاته الميدانية عثر بالصدفة على سقيفة مغلقة ومسورة بجدار حجري، فأصر على تهديم جزء من الجدار للتعرف على ما كانت تخفيه تلك السقيفة المغلقة، وكانت المفاجأة انه وجد بداخلها 8 عربات تنظيف متخصصة بإزالة بقايا المطاط، وكانت كلها جديدة وغير مستعملة، ولم تسفر التحقيقات عن ملابسات إخفاء تلك العربات التي تبلغ تكلفة الواحدة منها مليون دولار. . وكان من الواضح انهم اخفوا امرها بهدف تسويقها في صفقة من صفقات النصب والاحتيال. .
يعود للوزير (الحمامي) الفضل في تجديد وتحديث قرية الشحن الجوي، وتحديث مرآب الطائرات، وبناء مرآب جديد، والتعاقد مع شركة ATS-TEAM لإصلاح الطائرات، وكانت جميع طائراتنا (33 طائرة) تعمل بكامل كفاءتها بين عامي 2016 – 2018. .
لكن انوار وزارة النقل خفتت تماماً بعد مغادرة (الحمامي) حتى جاء اليوم الذي صارت فيه طائراتنا تصطدم بقضبان البناء المسلح، في ظل الفوضى الإدارية وتداخل المسؤوليات، وتراكم الثغرات. .