صحافيون مغاربة يندّدون بالاغتيالات التي تستهدف أصوات الحقيقة في غزة (شاهد)
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
"عاجل عاجل، الصهيوني قاتل" بمثل هذا الشّعار، أعرب العشرات من الصحافيين المغاربة، السبت، خلال وقفة احتجاجية أمام البرلمان، عن غضبهم، جرّاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وانتهاك تام لكافة القوانين الإنسانية.
وطالب الصحفيون المغاربة، ممّن لبوا دعوة ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، للمشاركة في الوقفة الرّمزية؛ بـ"إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي وطرد ممثليه" مؤكدين على أن "التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني جريمة بحق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية".
وتقول سكينة اسضار، وهي صحافية مغربية متخصّصة في تدقيق المعلومات، إن "تواجدنا اليوم بالوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان، هو تجديد التأكيد على التضامن مع الجسم الصحفي الفلسطيني ومقاومته لايصال الكلمة الحقيقية وصورة الابادة التي يتعرض لها قطاع غزة".
وأضافت اسضار، التي قدمت من مدينة الدار البيضاء، لتشارك في الوقفة بالرباط: "وقوفنا اليوم، أتى للتنديد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي تجاه الصحفيين، باعتبارهم وسائل لنقل الحقيقة وذلك من أجل اسكاتهم واسكات كلمة الحق".
"نجتمع اليوم من أجل التأكيد على رفضنا لأي صورة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي أو روايته التي يريد أن يروج لها ويبرأ جرائمه" تابعت الصحافية المغربية، في حديثها لـ"عربي21" مبرزة: "نحن من هنا أمام قبة البرلمان بالعاصمة الرباط، ومن أقصى المغرب، نوصل صوتنا، إنّنا نندد بالجرائم التي يتعرض لها زملاءنا الصحفيات والصحفيين بفلسطين، ونستنكر أي مظاهر وصور التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي".
وأكّدت: "بطبيعة الحال صوتنا يصل لزملائنا بفلسطين، أذكر هنا بالوقفة الأولى التي نظمت، تم عرض كلمة مسجلة من الصّحفي وائل الدحدوح، هذا الأخير قدم تحية للصحفيين والصحفيات المغاربة".
بدوره، قال الصحافي المغربي، أنس لغنادي، إنه: "أمام ما نشاهده اليوم من إعتداء يصل لحد الإبادة للشعب الفلسطيني، ومع ما تم تسجيله من استهداف للزملاء الصحفيين بالمنطقة، تجاوز الأمر مسألة التضامن فحسب".
"أرى من منطلق صحفي أنني مهدد في حياتي إذا تم التّساهل مع فكرة استهداف الصحفيين في الحروب، الأمر الذي أصبح يستوجب وقفة حاسمة من قبل كل الجهات المسؤولة لوقف هذا النزيف" يؤكد لغنادي، في حديثه لـ"عربي21".
وتابع: "نحن اليوم لا نتحدث عن حالة أو اثنتين معزولتين، بل أصبح الأمر أشبه بالروتين بعد أن تجاوز عدد الصحفيين المستهدفين 168 صحفي وصحفية"، مردفا: "لكل هذا، أجد أّننا في حاجة إلى ميثاق دولي ملزم جديد، يحمي أرواح الصحفيين، بالإضافة إلى ضرورة تعبئة كل الفعاليات المدنية الدولية والمحلية، للضغط نحو وقف هذا النزيف".
وأبرز لغنادي، "على المستوى الفردي أعتقد أنّ من واجب كل صحفي مهني أن يتحلّى بالوازع القيمي والإنساني أمام هذه القضية العادلة أولا، وأمام مهنته ثانية، وذلك بالاشتغال على الموضوع على سبيل التعبئة له في إطار مواجهة سياسة التعتيم الذي تشهدها المنطقة".
"واجبنا كصحفيين أولا وقبل كل شيء هو الصّراخ، ولندع للصوت سلطة تأثير الفراشة" أوضح الصحافي نفسه، في حديثه لـ"عربي21" مشيرا إلى أن "هذا دور كل صحفي ومثقّف، رمي حجر في بركة آسنة وإزعاج حصان أثينا الخمول".
"إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين"
عبر بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، دعا ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى "الضرب بيد من حديد على كل من يمارس الدعاية السياسية للاحتلال ويزكّي جرائمه، من خلال سحب عضوية وصفة انتمائهم إليها انسجاما مع مواقفها التاريخية الرافضة لأي تواصل إعلامي مع الإسرائيليين".
وفي هذا السياق، قال صلاح الدين لمعيزي، وهو صحفي مغربي وعضو ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، إن "وقفة اليوم أمام البرلمان المغربي، بمدينة الرباط، تأتي للتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر، والتنديد بالمجازر التي تُقام ضد الصحفيين في قطاع غزة، ممّن يوصفون بشُهداء الحقيقة".
وأضاف لمعيزي، في حديثه لـ"عربي21": أن "غزة اليوم هي منطقة ممنوعة على الصحافيين الأجانب، والصحافيين الوحيدين ممّن يملكون إمكانية نقل ما يقع، هم الصحافيين الفلسطينيين، ويتم اليوم قتلهم واحدا تلو الآخر".
وتفاعلا مع إعلان الصحفيين المغاربة دعمهم للصحفيين في فلسطين، وخاصة منهم المتواجدون في قطاع غزة، كان مدير مكتب الجزيرة في غزة ومراسلها، وائل الدحدوح، قد وجّه رسالة صوتية، خاصة، كشف فيها عن الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيش فيه غزة، على مدار أشهر، منوّها بدعم الصحفيين وداعيا لتكثيف جهودهم لإبراز الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.
ومنذ 330 يوما على التوالي، يواصل جيش الاحتلال إبادته الجماعية في قطاع غزة، عبر عدوانه المستمر، مستخدما كميات مهولة من الأسلحة لارتكاب مجازر وحشية؛ وضاربا عرض الحائط كافة القوانين الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وتكشفت بعد انسحابات جيش الاحتلال، فظائع وأحجام دمار هائلة لمنازل الفلسطينيين، الذين بلغت حصيلة شهدائهم في اليوم 330 على العدوان 40602 شهيد، إضافة إلى 93855 مصابا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة المغربية البرلمان المغربي المغرب غزة البرلمان المغربي الصحافة المغربية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
من قلب الجامعات الأميركية أصوات يهودية ترفض حماية ترامب
واشنطن- بعد أيام من بداية ولايته الثانية، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمره التنفيذي رقم 14188، الذي يزعم مكافحة "معاداة السامية" في المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعات.
وبموجبه جُمّدت تمويلات بمليارات الدولارات لجامعات مرموقة مثل هارفارد وكولومبيا، وفُعّلت إجراءات لترحيل واعتقال وإلغاء تأشيرات طلاب وباحثين، لا سيما أولئك الذين عبّروا عن تضامنهم مع فلسطين.
وبينما يمر الحرم الجامعي الأميركي بإحدى أعمق أزماته، تتصاعد أصوات من داخل المجتمع اليهودي ذاته، رافضة سياسات ترى فيها تهديدا لحرية التعبير واستقلالية المؤسسات الأكاديمية.
وصمة عاروفي ظل سياسات إدارة ترامب التي تعيد رسم حدود المسموح والممنوع داخل الجامعات الأميركية، برزت حالات أثارت جدلا واسعا، بينها قضية الباحث الهندي في جامعة جورجتاون في واشنطن، بدر خان سوري، الذي اعتُقل بتهمة نشر "دعاية لحماس" على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم خلو سجله الجنائي من أي مخالفات.
وفي السياق، برزت أصوات يهودية من داخل جامعة جورجتاون ترفض توظيف هويتها كأداة سياسية. ومن جورجتاون إلى كولومبيا وهارفارد، تتبلور مقاومة فكرية وأخلاقية لسياسات تخلط بين الحماية والتكميم، وبين مكافحة التمييز واستغلاله كذريعة لترهيب المخالفين.
إعلانوعبَّرت إيما بينتو، طالبة قانون في جامعة جورجتاون في واشنطن عن رفضها ما وصفته بـ"المساس بحرية التعبير باسم حماية اليهود"، مؤكدة إيمانها بأهمية الحوار المتعاطف.
وقالت للجزيرة نت "إن احتجاز وترحيل أعضاء من مجتمعنا الأكاديمي لمجرد محاولتهم فتح نقاشات ضرورية حول الإبادة الجماعية، يعد وصمة عار أخلاقية على جبين أميركا".
وعندما تبرر الحكومة -تضيف بينتو- هذه الأفعال بأنها "مكافحة لمعاداة السامية"، فإنها "تجعل من اليهود وجها للفاشية في أميركا، لهذا يتطلب منا التعاطف والعدالة أن نتحرك الآن".
وكانت بينتو من أوائل الموقّعين على عريضة شارك فيها عشرات الأساتذة والطلبة والخريجين اليهود في جورجتاون، طالبوا بوقف ترحيل الباحث بدر خان سوري، وحذَّروا من استغلال الهوية اليهودية لتبرير سياسات تمس جوهر الحياة الأكاديمية.
وقال أحد الأساتذة اليهود الموقعين -فضَّل عدم كشف اسمه- للجزيرة نت "بدر ليس مجرد زميل، بل مرآة لوضع كل من يجرؤ على التفكير بصوت عالٍ. الصدمة لم تكن فقط في توقيفه، بل في السرعة التي تحوّلت بها هوامش التعبير إلى خطوط حمراء. إذا لم ندافع عن حق زملائنا في التعبير، حتى حين نختلف معهم، فإننا نسلم مستقبلنا الأكاديمي للرقابة والخوف".
سيف التمويلفي موازاة ذلك، صعّدت إدارة ترامب استخدام التمويل الفدرالي كسلاح لإخضاع الجامعات، متوعدة بإجراءات مالية صارمة ضد المؤسسات التي لا تمتثل لتعريفها الموسّع لـ"معاداة السامية".
وقد علّقت مؤخرا أكثر من 2.2 مليار دولار من التمويلات المخصصة لجامعة هارفارد العريقة، عقب رفضها الاستجابة لمطالب تقضي بتقييد النشاط الطلابي ومراجعة برامج التنوع.
هذه الخطوات دفعت أكثر من 100 طالب يهودي في هارفارد لتوقيع رسالة مفتوحة، أكدوا فيها أن هذه الإجراءات تهدد بيئة الجامعة بالكامل.
وجاء في الرسالة "نشعر بأن علينا التعبير عن موقفنا، لأن هذه الأفعال ترتكب باسم حمايتنا من معاداة السامية، لكن هذه الحملة لن تحمينا، بل بالعكس، نحن نعلم أن قطع التمويل سيضر بالمجتمع الجامعي الذي ننتمي إليه ونحرص عليه بشدة".
إعلانوأوضحت الطالبة مايا هوفنبرغ، إحدى المساهمات في صياغة الرسالة، لصحيفة الجامعة أن المبادرة انطلقت من نقاشات يومية بين الطلبة، ثم تحولت إلى موقف جماعي موحد، مضيفة "كنا مندهشين من عدد من يشاركوننا هذا الشعور، بأن التهديد بقطع التمويل لن يخدمنا كيهود في الجامعة".
لا تحمي اليهودفي صلب هذه المواجهة، يحتدم جدل قانون وفكري متجدد حول تعريف "معاداة السامية" وحدود استخدامه، إذ تستند سياسات إدارة ترامب إلى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، الذي يُدرج انتقاد دولة إسرائيل ضمن مظاهر معاداة السامية.
لكن هذا التعريف يثير اعتراضات واسعة بين الحقوقيين والأكاديميين، الذين يرون فيه توسيعا خطيرا قد يفضي إلى قمع الخطاب السياسي، وتجريم التضامن مع فلسطين.
وحذَّرت منظمات حقوقية أميركية، كالاتحاد الأميركي للحريات المدنية، من أن اعتماد تعريفات فضفاضة لمعاداة السامية قد يؤدي إلى إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين وتجريم النشاط الطلابي السلمي.
وحملت رسالة وجهتها المنظمة إلى وزارة التعليم الأميركية في فبراير/شباط 2024 أن التعريف المعتمد يخلط بين الخطاب السياسي المحمي دستوريا والتمييز الحقيقي.
كما وصفت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" في بيان لها في مارس/آذار 2025، سياسات إدارة ترامب بأنها "توظف معاناة اليهود لتبرير سياسات إقصائية"، داعية إلى فصل الحماية من التوظيف السياسي.
وشددت على أن "هذه السياسات لا تحمي اليهود بل تعرضهم للخطر، وتُقوّض الحقوق الدستورية في حرية التعبير والمعارضة".