اللغة هي جوهر وأساس الهوية الثقافية والحضارية لأية أمة، وهي الجسر الذي يربط بين الأجيال والمعارف والعلوم والقيم، اللغة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن العواطف والأفكار والهويّة، بل هي أيضًا منظومة شاملة تضم الفنون والآداب والموسيقى والعلوم، وتعدّ اللغة أداة أساسية للتواصل والتعاون بين الشعوب والأمم، ودورها محوري في تطوير الفكر والابتكار.
يقول الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز: إن اللغات التي ستظل مستمرة، ولن تندثر، هي الإنجليزية بحكم التكنولوجيا، والصينية بحكم الديموغرافيا، والإسبانية باعتبارها لغة الأدب، أما اللغة العربية فهي لغة الأخلاق والآداب، وسيضطر العالم إلى العودة إليها، لاستعادة قيَّمه الإنسانية التي فقدها بسبب الحضارة المادية.
تواجه اللغة العربية تحدّيات كبيرة، حيث الفجوة بينها وبين اللهجات المحلية تتسع باستمرار، ممّا يجعل تعليم الفصحى للأطفال أكثر صعوبة، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الانتشار الواسع للغة الإنجليزية بفعل العولمة والتقدم التكنولوجي، إلى تراجع استخدام اللغة العربية في الأوساط العلمية، كما أن طرق تدريس اللغة العربية غالباً ما تكون غير فعّالة، وتعتمد على التركيز المفرط على القواعد اللغوية، دون الاهتمام بتطوير القدرة على التعبير عن الأفكار، أو اكتساب مفردات غنية وتوظيفها بشكل فعَّال.
أمام هذه التحديات، يجب أن نغرس ونشجع الفخر باللغة العربية في نفوس الشباب، ونعمل على تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت بشكل كبير، ونشجِّع على استخدام العربية في الحياة اليومية، ومن المهم أيضاً ردم الفجوة بين العامية والمفردات الشبابية الجديدة من جهة، واللغة العربية الفصحى من جهة أخرى، وتكثيف جهود تعريب العلوم والتكنولوجيا.
ولضمان استمرار اللغة العربية كلغة حية، ينبغي علينا تعزيز الجهود لمواكبة التطورات العلمية والتقنية، والتعامل مع المصطلحات الجديدة بمرونة تتيح توافقها مع المفاهيم الحديثة، ويتطلب ذلك تطوير المناهج، وطرق تدريس اللغة، لتتماشى مع احتياجات ومتطلبات العصر، من نصوص، ومهارات التفكير النقدي، والإبداعي، بالإضافة إلى تعزيز وتطوير أساليب البحث، والنشر العلمي باللغة العربية.
وأخيراً، يجب أن يكون هناك جهد منهجي ومنظَّم لدمج الفصحى واللهجات المحلية في المدارس والجامعات، ووسائل الإعلام التقليدية والرقمية، لخلق أجيال قادرة على إحياء لغتنا العربية، وضمان استمراريتها نحو مستقبل مشرق.\
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
مكتب «الإيسيسكو» في الشارقة و«مقياس الضاد» يعززان الشراكة
الشارقة: «الخليج»
عقد المكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» في الشارقة، لقاءً بين سالم عمر سالم، مدير المكتب الإقليمي للإيسيسكو، والدكتورة عائشة اليماحي، المستشار الاستراتيجي في «ألف للتعليم»، وإياد دراوشة المدير العام لمقياس الضاد.
وهدف اللقاء إلى تعزيز التعاون المشترك مع «مقياس الضاد»، الذي يعد مشروعاً مشتركاً بين «ألف للتعليم» و«ميتاميتريكس»، لتطوير سبل تعليم اللغة العربية، حيث تم خلال اللقاء مناقشة تعزيز قرائية اللغة العربية وتطوير مشاريع بحثية مبتكرة تسعى لتحسين وتطوير مهارات اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة، وتقديم حلول تعليمية مبتكرة تدعم استراتيجيات التعليم وتلبي احتياجات الطلاب في العصر الحديث.
وقال سالم عمر سالم: «نؤكد التزامنا بمواصلة التعاون مع جميع الأطراف المعنية لدعم تعليم اللغة العربية، ونتطلع لتحقيق نتائج إيجابية ملموسة في تحسين مستوى الطلاب في العالم العربي والإسلامي».
من جانبه، أوضح إياد دراوشة أن هذا التعاون يدعم الجهود الرامية لتطوير أدوات تعليمية حديثة تركز على تحسين مهارات اللغة العربية.
وتناول اللقاء أهمية العمل المشترك بين الإيسيسكو و«مقياس الضاد» في تحسين قدرات الطلبة في مجال القراءة والكتابة باللغة العربية، بالإضافة إلى تطوير أدوات ومصادر تعليمية تواكب تطورات العصر وتساعد على نشر اللغة العربية بشكل فعال.