«نواة».. رحلة لابتكارات الشباب
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
خولة علي (دبي)
نهل الشباب طيلة فترة الصيف من علوم مجال العالم الرقمي، الذي أتاحته الهيئات والمراكز المجتمعية المدعومة من الدولة، ومن بين هذه المراكز «ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا»، الذي قدم ضمن نشاطه الصيفي «برنامج نواة»، وتضمن تطبيقات في العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث عرض المنتسبون من خلاله عدداً كبيراً من التجارب والمشاريع الابتكارية الخاصة بهم.
من جانبه، أكد عبد الرحيم الهاشمي، تنفيذي أول في برامج المركز، أن برنامج نواة حقق نجاحاً كبيراً، حيث شهد اليوم العاشر منه عرض مشاريع المشاركين المبتكرة. وأكد أن المنتسبين نجحوا في تصميم وإعداد مشاريعهم، وعرضوها بحضور أولياء أمورهم، ما أضاف بعداً للتجربة التعليمية.
تجربة استثنائية
وأعربت أمل عبدالعزيز محمد، إحدى المشاركات في البرنامج، عن شكرها العميق لمشاركتها في هذا البرنامج المتميز، واصفةً إياه بتجربة استثنائية أثرت بشكل كبير في صقل مهاراتها وتوسيع آفاقها، مضيفة أن ورشة «التفكير الطموح المبتكر» كانت نقطة تحول حقيقية في رؤيتها، حيث ساعدتها في تطوير طريقة تفكيرها حول الابتكار، وكيفية تطبيقه في حياتها اليومية والمهنية. وأكدت أمل أن هذه الورشة ألهمتها استكشاف أفكار جديدة وتحويلها إلى واقع ملموس، وأشارت إلى أنها تعلمت من جلسة «من فكرة إلى رائد أعمال» التي قدمها المهندس خالد العوضي، كيفية تحويل الأفكار البسيطة إلى مشاريع ريادية ناجحة، ما عزز رغبتها في تحقيق إنجازات ملموسة في المستقبل. موضحة أن الجلسات كانت مليئة بالتجارب والخبرات، وأنها منحتها رؤية جديدة لما يمكن أن تحققه في المستقبل، كما أشارت إلى أن العلم والتكنولوجيا يمكنهما فتح أبواب كبيرة أمام الشباب، وأنها تطمح إلى أن تساهم في تطوير مشاريع تخدم مجتمعها، وتعزز من رفاهيته.
نقطة تحول
وعبرت وريفة عبيد المسماري، عن شغفها الكبير بالروبوتات، ولفتت إلى أن البرنامج ساعدها على اكتشاف إمكاناتها الحقيقية في هذا المجال. ووصفت الأنشطة المتعلقة بالبرمجة التي شاركت فيها بأنها لم تكن مجرد تمارين عملية، بل كانت تجربة تعليمية مميزة منحتها فهماً عميقاً لأساسيات البرمجة والتصميم. كما أكدت أن هذه التجربة كانت نقطة تحول في مسيرتها التعليمية، حيث ساعدها أسلوب المدربين في التعليم على الشعور بقدرتها في تحقيق أي هدف تصبو إليه. وأكدت أن البرنامج منحها الثقة لتبدأ في التفكير في تطوير فكرة روبوت، يمكن أن يخدم مجتمعها، ويساهم في تحسين الحياة اليومية.
فرصة ثمينة
وأشارت هيام فهد الحساني، إلى أن زيارة شركات التكنولوجيا كانت التجربة الأكثر تأثيراً عليها خلال البرنامج، ووصفتها بأنها لا تُقدّر بثمن، حيث التعرف إلى أحدث التقنيات والفرص المتاحة مستقبلاً، وأوضحت أن الزيارة لم تكن مجرد جولة عادية، بل كانت تجربة تعليمية شاملة. وقالت إنها تعرفت إلى كيفية عمل محركات البحث وتأثير الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائجه، بالإضافة إلى أهمية البيانات الضخمة وتحليلها لتحسين تجربة المستخدم. كما لفتت إلى أن البرنامج سيساهم بشكل كبير في تحقيق أحلامها، حيث منحها نظرة واقعية على الإمكانات التي يمكن تحقيقها في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي
فيما وصف علي اللوغاني تجربة الورش بأنها كانت تعليمية غنية ومكثفة، حيث استفاد المشاركون من الموضوعات المطروحة في كل ورشة. وصُمّمت الورش لتعزيز فهمهم للتكنولوجيا وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية، والمجالات المهنية المستقبلية، وقال: «من خلال ورشة الذكاء الاصطناعي، اكتسبنا معرفة عميقة حول كيفية عمله وتطبيقاته في مجالات مثل: الطب، التعليم، والروبوتات، ما ساعدنا على إدراك أهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبلنا». وأوضح أن الأيام العشرة كانت مليئة بالمعلومات القيّمة التي تتماشى مع استراتيجية دولتنا في بناء جيل واعٍ ومثقف ومبدع، وأسهمت بشكل كبير في تطوير مهاراتنا. وأضاف أنه وزملاءه عملوا على مشروع مبتكر، يهدف إلى إحداث ثورة في صناعة الزراعة، من خلال تحسين سلامة وكفاءة العمل الزراعي بشكل كبير.
واجهة الدماغ
وعبَّرت فاطمة المعيني عن إعجابها الكبير بالبرنامج، ووصفته بأنه كان تجربة رائعة وقالت: «استفدت كثيراً وتعلمت العديد من الأمور الجديدة كتقنية (واجهة الدماغ) وكيفية عملها». لافتة إلى أن ورشة العمل حول هذه التقنية كانت من أكثر الورش تأثيراً فيها. وأضافت: «كانت المحاضرات مفيدة، والبرنامج مميز، والنتيجة النهائية للمشروع رائعة».
مهارات جديدة
وأكد حميد الهولي أن البرنامج مصمم خصيصاً للأشخاص ذوي الشغف بالعلوم والتكنولوجيا، وأنه أتاح له فرصة التعمق في مجالات تقنية متقدمة، واكتساب مهارات جديدة من خلال ورش العمل في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. بالإضافة إلى جلسات نقاشية ملهمة مع خبراء من وزارة الطاقة والبنية التحتية، وزيارة شركات عالمية، الأمر الذي أتاح لهم التعرف إلى الصناعات الحيوية والفرص المهنية المتاحة فيها. مشيراً إلى أن البرنامج ساعده في تعزيز قدراته على حل المشكلات بشكل إبداعي، وزيادة ثقته في العمل ضمن فرق متعددة التخصصات، ومنحه رؤى واضحة حول المسارات المهنية المستقبلية.
أنشطة ثرية
تضمن برنامج نواة العديد من الأنشطة الثرية، بما في ذلك زيارات ميدانية، لجعل المشاركين يتعرفون عن قرب إلى تطبيقات العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مشاركتهم في جلسات تخصصية، أسهمت في تعميق فهمهم وتوسيع آفاقهم. كما أضافت هذه التجارب قيمة كبيرة للمنتسبين، وساهمت في تطوير مهاراتهم ومعارفهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصيف الشباب ربع قرن التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی أن البرنامج بشکل کبیر فی تطویر من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.
لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.
نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.
جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.
لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.
إعلانإننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.
أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.
هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.
وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.
جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.
هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.
وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟
في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.
إعلانولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.
في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.
الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.
ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟
نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.
المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline