المناسباتُ الدينية.. نحوَ أُمَّـة قوية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
د. نجيب علي مناع
تُعَدُّ المناسباتُ الدينيةُ في العالم الإسلامي، كالمولدِ النبوي، ورمضان، والحج وغيرها من المناسبات، أركانًا أَسَاسيةً في حياة الشعوب العربية والإسلامية؛ فهي ليست مُجَـرَّدَ شعائرَ دينية، بل تمتدُّ لتشمل دورًا فاعلاً في استنهاض هذه الشعوب وتحصينها من الغزو الخارجي، مهما تنوَّعت أشكالُه.
للأسف، غالبًا ما نرى هذه المناسبات تنحصرُ في الشعائر والطقوس دون أن ندركَ قوتَها الحقيقيةَ في استنهاض الأُمَّــة. نشهدُ ضعفًا في فَهم الدور الحقيقي لهذه المناسبات، ونرى استغلالَ بعض الجهات لها لأغراض سياسية، بدلًا عن التركيز على جوهرها الديني والاجتماعي.
تُمثل سيرةُ النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في صراعِه مع اليهود أحدَ أهم جوانب التاريخ الإسلامي ودرسًا يُلهمنا بالثقة والقدرة على مواجَهة التحديات والتصدي للغزو الخارجي. فقد واجه الرسول ﷺ عداءً شديدًا من اليهود في مكة والمدينة، ولكنّه استطاع أن يتغلب على هذا العداء بِحجّـة المنطق وَالعدل وَبالصبر والتّصميم، وأظهر قدرة الإسلام على مُواجهة التّحدّيات وانتصار الحقّ على الباطل.
الدور الحقيقي للمناسبات الدينية:
استنهاضُ الأُمَّــة:
تُمثِّلُ المناسباتُ الدينيةُ فرصةً لترسيخ قيم التكافل، التراحم، الصبر، العدل، التضحية، والوحدة، كلها قيم تُساهم في بناء مجتمعات قوية ومترابطة.
كما تُذكّرنا هذه المناسبات بتاريخِ أمتنا المجيد، وتُلهِمُنا روح التحدي للبناء والتقدم ومواجهة التحديات. كما تُتيح هذه المناسبات فرصةً لنشر الوعي بمختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وَإيقاظ الضمير الإنساني والمسؤولية الاجتماعية، وتُشجِّعُ المناسباتُ الدينية على التكافل والمُساعدة للفقراء والمُحتاجين، وتعزز روح العطاء والخدمة للآخرين.
بالإضافة إلى استلهام الدروس والعبر من صراع الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” وتعامله مع اليهود وأخذ الحيطة والحذر من صهاينة اليوم وأساليبهم القذرة وعلى رأسها احتلال الأراضي العربية وانتهاك الحرمات والأعراض والقتل والإرهاب بأنواعه والإبادات الجماعية وغيرها من الأساليب القذرة، متجاوِزَةً بذلك حقوقَ الإنسان والأخلاق والقوانين والأعراف الدولية.
تحصينُ الأُمَّــة من الغزو الخارجي:
تُساهِمُ المناسباتُ الدينية في نشر الوعي بخطورة الغزو الخارجي في جميع أشكاله، من غزو ثقافي، سياسي، عسكري، اقتصادي، وتُحذِّرُ من آثاره المدمّـرة على الهُــوِيَّة والثقافة والأمن الوطني. وتُساهِمُ المناسباتُ الدينيةُ في تعزيزِ الهُــوِيَّة العربية والإسلامية، وتحافظ على التراث الثقافي والاجتماعي؛ مما يُساهم في صدّ الغزو الثقافي الذي يُهدّد قيمنا وَعاداتنا وتقاليدنا.
كما تُذكّر المناسبات الدينية بالوحدة والتمسك بقيم الإسلام العدالة والإخاء؛ مما يُساهِمُ في صَدِّ التدخُّلاتِ الخارجية التي تهدفُ إلى إضعافِ أمتنا وتقسيمها، وتُشَجِّعُ المناسباتُ الدينيةُ على التضحية في سبيل الدين والوطن، ومناصَرة المظلوم، وَتُنمِّي روحَ الجهاد والمقاومة والشجاعة في صدّ العدوان الخارجي. هذا بالإضافة إلى مساهَمَةِ المناسبات الدينية في تشجيع الاقتصاد الإسلامي، وَتُحِثُّ على التكافُلِ وَالمسؤولية الاجتماعية في مواجهة الفقر وَالبطالة؛ مما يُساهم في صدّ الاستغلال الاقتصادي الخارجي.
إنّ التحدِّيَ الحقيقيَّ ليست في إحياء المناسبات الدينية فحسب، بل في فهمِ جوهرِ هذه المناسبات واستغلالها لِتَحقيق أهداف الاستنهاض والتحصين. ويجبُ علينا مُحارَبةُ التعطيل والتشويهِ للقيم الإسلامية، وإعادة الفَهْمِ الصحيح للدين بكل أبعاده؛ لأَنَّ هذا هو الأَسَاس لبناء مستقبل أفضل لأمتنا.
ختامًا، إنّ المناسباتِ الدينيةَ هي فرصةٌ للاستفادة من مُحتواها الحقيقي في استنهاض الأُمَّــة وتحصينها من شتى أنواع الغزو الخارجي. يُجِبُ علينا أن نُدرِكَ قوتَها، وأن نُحارِبَ التعطيلَ والتشويهَ، وأن نُركِّزَ على جوهرِها الديني والاجتماعي، ففي ذلك خير للأُمَّـة ومستقبلها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه المناسبات
إقرأ أيضاً:
ابنة مارادونا تتحدى المافيا وتطالب بكشف السبب الحقيقي لوفاته
طالبت دالما ابنة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية الراحل دييغو أرماندو مارادونا بالكشف عن الحقيقة فيما يتعلق بملابسات وفاة والدها عام 2020، واعترفت في الوقت نفسه بأن عائلتها تخشى من المافيا.
ومن المقرر أن تبدأ في 11 مارس/آذار الجاري محاكمة الفريق الطبي المتهم بالتقصير والتسبب في وفاة مارادونا، وعلى إثر ذلك تطالب ابنته بتحقيق العدالة.
وظهرت دالما (37 عاما) في -بودكاست- قالت فيه إن "أمي قلقة لأنها خائفة، نخاف من المافيا، من أولئك الذين لديهم المال والسلطة ويتحكمون بكل شيء".
Dalma Maradona se quebró en Bondi al pedir justicia por la muerte de su padre: "mi madre tiene miedo, a mi no me importa, pero esta gente maneja todo, ponen la plata y te hacen desaparecer del mapa" pic.twitter.com/1U43qRStWt
— emi (@eeemiliano) February 26, 2025
وأضافت "أمي تطالبني طوال الوقت بالصمت، توجه لي كلاما على شاكلة لا تقولي شيئا فأنا خائفة، لكن لا أستطيع، فأنا مدينة له بذلك (لوالدها لكشف الحقيقة)".
وأضافت باكية "لكن أنا لا أهتم لهم، فأنا أعرف من أواجه ولا يمكنني أن أبقى صامتة، يجب أن يعرف الناس الحقيقة".
???? El DESCONSOLADO LLANTO de Dalma Maradona A DÍAS DEL JUICIO por la muerte de su padre
Cc #ALaTarde @JotaxTV pic.twitter.com/Lwt9DEQMDu
— América TV (@AmericaTV) February 26, 2025
إعلانوتوفي مارادونا يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في منزله الكائن بالعاصمة الأرجنتينية بسبب أزمة قلبية.
وفي ذلك الوقت سجل سبب وفاة مارادونا بشكل رسمي على أنه "أزمة رئوية حادة ناتجة عن تفاقم فشل القلب المزمن" وفق ما ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وفي الوقت نفسه، اتهمت عائلة مارادونا الفريق الطبي بالإهمال واعتبرت أن تقصيره ساهم في وفاته.
Dalma Maradona, presente en el palco de Diego en La Bombonera. ¡FUERZA! pic.twitter.com/fFKPuSel5B
— TyC Sports (@TyCSports) November 29, 2020
وخلص تحقيق أُجري عام 2021 إلى نتيجة مفادها أن الفريق الطبي لمارادونا تعامل معه بطريقة "غير مناسبة، وغير كفؤة، ومتهورة".
وأكد ذلك التحقيق أن أسطورة كرة القدم الأرجنتينية كان سيحظى بفرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة في حال تلقى "رعاية طبية مناسبة".
وفي حال إدانة الفريق الطبي المكوّن من 8 أفراد بالتسبب في وفاة مارادونا، فإنهم سيواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 25 عاما.
ويُعد مارادونا واحدا من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وهناك من يعتبره بأنه الأفضل على الإطلاق.
وخلال مسيرته الكروية حقق مارادونا العديد من الألقاب أبرزها على الإطلاق كأس العالم 1986 مع منتخب الأرجنتين، كما أهدى لقب الدوري الإيطالي لفريق نابولي.