جريدة الحقيقة:
2025-04-06@23:53:05 GMT

السفيرة الأميركية: أمن الكويت مرتفع جداً

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد كارين ساساهارا أن العلاقات العسكرية بين بلادها والكويت تتطور بشكل ملحوظ منذ حرب التحرير قبل 34 عاماً، لافتة إلى أن واشنطن تعمل مع جميع الأطراف للحد من التصعيد في المنطقة التي تحاول «جهات فاعلة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء أن يفتعلوه». وقالت ساساهارا، خلال لقاء إعلامي، مع ممثلي عدد من الصحف المحلية في منزلها، إن قوات بلادها في الكويت «في حالة تأهب قصوى ودائمة، للتأكد من قدرتنا على الاستجابة بأسرع ما يمكن لأي طارئ أو أي سيناريو قد يحدث»، لافتة إلى أن «أمن الكويت جيد جداً، ومرتفع للغاية، ولدينا ترتيبات أمنية وبنيوية بالتوازي مع تدفق مستمر للمعلومات بين البلدين».

وشددت على أن «بلادها حاضرة بشكل قوي في البحر الأحمر، وهناك حاملتا طائرات موجودتان في المنطقة، ولدينا اتصالات مستمرة مع شركائنا الكويتيين، حيث إننا على اتصال دائم ونتبادل المعلومات في هذا الصدد، ونحرص على التعرف على وجهات نظر أصدقائنا وشركائنا حيال ما يحدث في المنطقة، ويجمعنا هدف مشترك هو التأكد من عدم وجود تصعيد، وضرورة تقليل التوتر بالمنطقة»، لافتة إلى أن «أولويتنا أمن الخليج واستقراره». وفي تفاصيل الخبر: شددت السفيرة الأميركية لدى البلاد، تعليقاً على استراتيجية بلادها في التعامل مع وتيرة التوتر والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وكيف تخطط لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج، والدور الذي تؤديه الكويت في هذه الجهود، على أن «بلادنا حاضرة بشكل قوي في البحر الأحمر، وهناك حاملتا طائرات موجودتان في المنطقة، ولدينا اتصالات مستمرة مع شركائنا الكويتيين، حيث إننا على اتصال دائم ونتبادل المعلومات في هذا الصدد، ونحرص على التعرف على وجهات نظر أصدقائنا وشركائنا الكويتيين حيال ما يحدث في المنطقة، ويجمعنا هدف مشترك هو التأكد من عدم وجود تصعيد، وضرورة تقليل التوتر بالمنطقة». وفيما يتعلق بآخر مستجدات التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة، أوضحت أن «العلاقات العسكرية بين البلدين تتطور بشكل ملحوظ منذ تحرير الكويت قبل 34 عاما، كما شهد عام 2004 تسمية الكويت كحليف استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، واحتفلنا في أبريل الماضي بالذكرى الـ 20 لهذه المناسبة، فضلا عن وجود المركز الإقليمي لـ «ناتو» ومبادرة إسطنبول للتعاون في الكويت منذ عام 2017، كما أن لدينا قوات كبيرة في الكويت، وهذا يعكس التزامنا القوي تجاه أمنها، باختصار لدينا شراكة جيدة ونحن صادقون جدا مع بعضنا البعض، ولدينا تشاور مستمر حول أبرز المستجدات الموجودة على الساحة في المنطقة». حالة تأهب وتعليقاً على التهديدات الأخيرة المباشرة إلى الكويت، التي أطلقتها كتائب «حزب الله» العراقية الموالية لإيران، بعدما شنّت الولايات المتحدة ضربة جوية استهدفت الحزب في محافظة بابل، وما إذا اتخذت قوات بلادها العسكرية الموجودة في الكويت أي تدابير إضافية في ظل هذه التهديدات، أوضحت السفيرة الأميركية أن «هذه الضربة كانت وقائية للدفاع عن النفس، حيث كانت لدينا معلومات موثوقة تفيد بوجود أنشطة عدائية تستهدفنا، لذلك اتخذنا التدابير المناسبة. وهذا لم يكن مفاجئًا بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة، نحن دائمًا في حالة تأهب قصوى، لأنك لا تعرف أبدًا ما سيحدث، وللتأكد من قدرتنا على الاستجابة بأسرع ما يمكن لأي طارئ أو أي سيناريو قد يحدث». وبخصوص أمن السفارة وأمنها الشخصي في ضوء هذه التهديدات، وما إذا تم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية، أوضحت: «نحن دائمًا في حالة تأهب قصوى، وعلى استعداد لمواجهة أي طارئ، وأعتقد أننا نتمتع بتبادل جيد جدًا للخبرات هنا في الكويت، ولدينا اتصال مباشر مع زملائنا العسكريين والدبلوماسيين، أما فيما يتعلق بي شخصيا، فأنا كما ترون أتجول من مكان لآخر، وأحاول أن أكون نشيطة قدر الإمكان، وأن ألتقي أكبر عدد ممكن من الناس، وترى صورتي في الصحف المحلية بشكل يومي بسبب أنشطتي المتواصلة على مدار الأسبوع، إذن لماذا أحتاج إلى إجراءات أمنية إضافية»؟ وعن التدابير التي يتخذها الجيش الأميركي لحماية الكويت في ظل وقوع هجوم إيراني محتمل على إسرائيل، أجابت: «لا يمكنني حقًا الخوض في التفاصيل، ولكن مرة أخرى، وبالعودة إلى ما قلته، علينا جميعاً أن نبقى على أهبة الاستعداد، ليس نحن فقط في الكويت، بل في جميع أنحاء المنطقة. وأنا أؤكد لكم أن أمن الكويت جيد جدًا، ومرتفع للغاية، ولدينا ترتيبات جيدة جدًا، أمنيًا وبنيويًا بالتوازي مع تدفق مستمر للمعلومات بين الكويت وواشنطن». الحد من التصعيد ورداً على سؤال حول المخاوف من دخول المنطقة في صراع أوسع، قالت: «نعمل مع جميع الأطراف للحد من التصعيد من خلال جولات وزير خارجيتنا أنتوني بلينكن وزياراته للمنطقة واتصالات الرئيس جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن مع جميع قادة المنطقة. ونعلم جيدا بوجود جهات فاعلة في المنطقة تحاول أن تصعّد من حدة التوتر، إما بشكل مباشر أو من خلال وكلاء. وأعتقد أن لدينا شراكة جيدة جدًا مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية حلفائنا في المنطقة، بأن الوضع يجب أن يبقى هادئاً». وفي شأن أوجه تعاون بلادها مع دول الخليج بصفة عامة والكويت بصفة خاصة في معالجة الأزمات الإنسانية المستمرة في المنطقة وخارجها، قالت ساساهارا: «الكويت كانت من أوائل الدول التي أنشأت جسرًا جويًا للمساعدات الإنسانية بعد 7 أكتوبر. ونحن نتشاور مع الكويت باستمرار في هذا الصدد، ولدينا برامجنا الخاصة بالمساعدات الإنسانية التي نقوم بها بالتنسيق الكامل مع جميع الدول المجاورة، والأمم المتحدة، لضمان وصول أكبر قدر ممكن من هذه المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها». وفيما يتعلّق بمدى التزام الولايات المتحدة بالمحافظة على جودة جاهزية الجيش الكويتي وتدريبه، قالت السفيرة الأميركية: «عقدنا اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة هنا في الكويت أخيرا، وهذا مؤشر ملموس على مستوى التزامنا بذلك. المناقشات كانت شاملة وغطت الكثير من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونسعى دائما لمواصلة شراكتنا من خلال التشاور مع الجانب الكويتي بشكل يومي حول أبرز التحديات والمخاطر التي تواجهنا في المنطقة». وحول أولويات الولايات المتحدة الحالية لضمان أمن منطقة الخليج واستقرارها، وكيف تعمل مع الكويت والدول المجاورة لمعالجة مثل هذه القضايا، أكدت ساساهارا أن «أولويتنا هي أمن واستقرار منطقة الخليج وخارجها، لأن الاستقرار يعني أن الناس يستمرون في عيش حياتهم. وهذا يعني أن الحياة التجارية يمكن أن تستمر. انظروا إلى ما يحدث حالياً في البحر الأحمر تجاه الملاحة الدولية، فالحوثيون يقصفون البواخر والسفن التجارية بالصواريخ ويأخذون بعض الطواقم كرهائن، وهذا غير مقبول، ويجب أن يتوقف». وفي شأن الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الأميركية في الكويت، ودور السفارة في تسهيل ذلك، قالت: «أعتقد أن هناك الكثير من الفرص المتاحة لنا في مختلف المجالات، كالبنية التحتية وإنشاء الطرق، وتوليد الطاقة والرعاية الصحية». وإلى أي مدى سيسهم تغيير الرئيس الأميركي المقبل في التأثير على السياسة الخارجية الأميركية، قالت: «دائمًا هناك تغيير في بعض السياسات، ولكن هناك قيم أساسية وقواعد وأسس معروفة، وهي لا تتغير ونستمر في اتباعها بغضّ النظر عمّن يسكن البيت الأبيض، كما أن هناك علاقات طويلة الأمد، سواء كانت في أوروبا، أو في آسيا، أو في إفريقيا، وبالتأكيد هنا في الشرق الأوسط، حيث نحافظ على نفس المسار، لأننا نتشارك نفس القيم ونفس المخاوف ونسير في نفس الاتجاه». وبخصوص الجهود الأميركية لوقف النار في غزة، وخصوصا أن البعض يعتقد أن الولايات المتحدة جزء من هذه الحرب، قالت: «علينا أن ننظر إلى المحادثات التي كانت جارية في القاهرة والدوحة. لقد زار وزير خارجيتنا المنطقة 9 مرات. والرئيس بايدن ووزير دفاعه على الهاتف يوميًا مع جميع الشركاء في المنطقة، وذلك لأننا ملتزمون تمامًا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، وصولاً إلى مسار قابل للتطبيق وموثوق نحو حل الدولتين، وفي النهاية إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، هذه هي سياستنا، وهذا هو هدفنا، وهذا ما نعمل من أجله». رغبة مشتركة في تعزيز التعاون أشارت ساساهارا إلى أن البلدين الصديقين يجمعهما تعاون أمني قوي للغاية، ولديهما رغبة مشتركة في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، واستشراف آفاق جديدة له والبناء على العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، لافتة إلى أن مجالات البنية التحتية والنقل وغيرها من المجالات التي يمكن تعزيز التعاون والشراكة فيها، فضلا عن المجالات الجديدة، مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستعقد في الفترة بين 22 و23 من هذا الشهر ستكون فرصة مواتية للبلدين لمواصلة النقاشات والتأكيد على التزاماتنا. علاقة الكويت والعراق رداً على تقييمها عن العلاقات بين الكويت والعراق قالت السفيرة الأميركية: «أعتقد أن هناك الكثير من التعاون بين البلدين وفي الكثير من المجالات، كالأمن والتجارة، فهما جاران جغرافيا، لذلك هناك دائمًا الكثير من التعاون». وقالت: «لذا فهي علاقة قوية وحقيقية ولها تاريخ، وكلا البلدين يتطلع للتقدّم بهذه العلاقات إلى الأمام». الكويتيون لطفاء أشادت السفيرة الأميركية بالفترة التي قضتها في الكويت، موضحة أنه على مدار 9 أشهر قضتها هنا أصبحت تعرف الكويت بشكل أفضل، وذلك من خلال احتكاكها بالمجتمع والتعامل المباشر مع الناس، سواء في الديوانيات أو التجمعات، أو من خلال اللقاءات الدورية مع المسؤولين الحكوميين ومؤسسات المجتمع المدني والعديد من الأشخاص في كثير من المجالات، مشيرة إلى أن الكويت لديها حكومة جديدة ورؤية جديدة، والعديد من المشاريع المتنوعة قيد التنفيذ، سواء في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتعليم العالي بشكل خاص. وقالت: «الناس في الكويت لطفاء للغاية، ويتمتعون بدفء وكرم غير عادي، ومنفتحون للغاية ويخبرونك بما يدور في أذهانهم، لديهم تقليد رائع لحرية التعبير». الطلاب الكويتيون بالآلاف فيما يتعلق بأعداد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الأميركية وعدد التأشيرات التي أصدرها القسم القنصلي بالسفارة، أوضحت أنه «يوجد نحو 6 آلاف طالب يدرسون في الولايات المتحدة، والعدد يتزايد سنويا، نظرا إلى أن الولايات المتحدة أبرز الوجهات الدراسية المحببة للطالب الكويتي». الحوار الاستراتيجي أكدت ساساهارا أن «الكويت وواشنطن لم تُحدّدا موعد الجولة المقبلة للحوار الاستراتيجي بينهما، لكنني أعتقد أنه سيحدث بالتأكيد بحلول نهاية العام، وربما قبل ذلك».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: السفیرة الأمیرکیة الولایات المتحدة بین البلدین فی المنطقة الکثیر من فی الکویت حالة تأهب مع جمیع من خلال هنا فی دائم ا

إقرأ أيضاً:

المدرسة الأميركية الجديدة للعلاقات الدولية

لم يتوقف الجدل حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته وسياساته منذ بدأ عهدته الجديدة. لم يقتصر الحديث على شخصيته غير المتوقعة، وسلوك رجل الأعمال الذي أحاط نفسه بعدد كبير منهم.

إذ يقدر عدد الذين عيّنهم في مواقع حكومية ودبلوماسية رفيعة بما يزيد على ثلاثة عشر مليارديرًا، غالبيتهم من المؤدلجين دينيًا وسياسيًا، بل تعداه للحديث عن أثر الرئيس وفريقه وفلسفته الجديدة في إدارة العلاقات الدولية، على النظام الدولي وشكل العلاقات الدولية، وما إذا كان سيقود إلى تفكيك النظام الدولي القائم، ويغيّر بشكل جذري بنيته وتحالفاته والقواعد المستقرّة فيه.

قد تكون "الترامبية" مدرسة أو نظرية جديدة في العلاقات الدولية، تختلف عن المدارس والنظريات الرئيسية التقليدية للعلاقات الدولية. وقد لا تتجاوز كونها نمطَ إدارة جديدًا للعلاقات الدولية، يهدف إلى تعزيز قوة ومكانة الولايات المتحدة بين الحلفاء والأعداء، ولن تحدث تغييرات جوهرية على النظام الدولي "الراسخ" بمؤسساته وتوازناته، وهو ما سيكشف عنه المستقبل القريب؛ نظرًا لأن الخطوات والمواقف التي اتخذتها الإدارة الأميركية حتى اللحظة، كبيرة، وتمسّ عددًا من الدول المؤثرة في البيئة الدولية.

مع ذلك فإن الوقوف على طبيعة وسمات هذه "المدرسة" أمر حيوي وذو أهمية كبيرة، لما للولايات المتحدة كقوة أولى في العالم من نفوذ وتأثير على مجمل القضايا الدولية، وبالذات قضايا الشرق الأوسط، والقضايا العربية.

السمات الأساسية للمنهج الجديد: 1- المال أولًا:

لا يخفي الرئيس الأميركي وفريقه أن المال هو الهدف الأوّل لعلاقاتهم الدولية، وأن دعم الاقتصاد الأميركي هو الأساس في بناء العلاقات، بمعزل عن طبيعة ومواقف الدول، لذلك فإن الدول التي تعتبر تاريخيًا حليفة للولايات المتحدة تتعرّض اليوم لما يمكن اعتباره حربًا اقتصادية، تهدف إلى جني أكبر مبلغ ممكن من المال.

إعلان

ولا يستثنَى من ذلك أحدٌ، فاليابان على سبيل المثال اضطر رئيس وزرائها إلى أن يقدم وعودًا باستثمارات في الولايات المتحدة تصل إلى تريليون دولار خلال السنوات الأربعة القادمة.

هذا الأمر ينطبق أيضًا على الاتحاد الأوروبي، وكندا وغيرها من الدول التي اشتبك معها ترامب مباشرة في موضوع التعريفات الجمركية.

وهو في ذات الوقت لا يكتفي بفتح ما يعتبر حربًا اقتصادية مع حلفائه في العالم، وإنما لذات الاعتبارات الاقتصادية الصرفة، يريد أن ينهي الحرب في أوكرانيا، ويسيطر على ثرواتها المعدنية، ويرتّب في ذات الوقت لعقد صفقات تجارية كبيرة في قطاع الطاقة مع روسيا التي اعتبرت من قبل الإدارة الأميركية السابقة والدول الأوروبية عدوًا وخصمًا ومعتديًا.

2- السلام من خلال القوة:

هذا المبدأ ليس جديدًا على العلاقات الأميركية، وقد استُخدم من قِبل أكثر من رئيس أميركي في السابق، من أبرزهم رونالد ريغان. وهو يهدف إلى الاستثمار بأقصى طاقة ممكنة في القوة والتفوق النوعي العسكري والاقتصادي الأميركي؛ بهدف إخضاع الآخرين وإجبارهم على القبول بما تعتبره الولايات المتحدة الأميركية "سلامًا".

شكّل السلوك الأميركي في الملفّ الأوكراني والملف الفلسطيني، أمثلة على محاولة فرض حلول غير عادلة، استنادًا للقوّة بأشكالها المختلفة، وحجم النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة في الملفَّين.

وفي الحالة الفلسطينية، فإن الرئيس الأميركي يريد، استنادًا لهذا المبدأ، تصفية القضية الفلسطينية، وأن يفرض على دول المنطقة التعاون معه في ذلك. وهي أفكار تتقاطع مع رؤية بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث عن سلام الردع؛ السلام القائم على قدرة إسرائيل على ردع الدول في المنطقة مجتمعة.

يتغافل هذا المبدأ، عن الحقوق القومية وشرعية حركات التحرر، وحق الشعوب في الاستقلال، وتقرير المصير، والحرية والكرامة التي تعتبر قيمًا عالميةً.

إعلان 3- الاستثمار في الخصائص الشخصية للرئيس:

تعتمد هذه المدرسة على أداء الرئيس الأميركي بشكل خاصّ، فهو يملأ الإعلام بشكل يومي بتصريحات ومواقف ذات سقف مرتفع، إلى حد يبدو لا معقولًا، معتمدًا على كونه يرأس الدولة الأقوى في العالم.

وهو كثيرًا ما يذكّر العالم بهذه الحقيقة، ويمارس من خلال هذا الموقع ما يمكن اعتباره إهانة للأطراف التي يتعامل معها، محاولًا أن يفرض عليها أجواء من الخوف والارتباك. وهو بذلك يهيئ البيئة السياسية التي تساعد فرقه "السياسية والأمنية والاقتصادية" العاملة في الميدان لكي تنجز ما يعتقد أنه أهداف موضوعية.

حدث ذلك بشكل واضح مع أكثر من طرف، أبرزهم الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إذ يعتقد كثيرون بأن ما حدث مع زيلينسكي في المكتب البيضاوي كان مقصودًا، ويهدف إلى ممارسة ضغط عليه، ولا ننسى مفاجأته للحكّام العرب بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة وضرورة استقبال الأردن ومصر جزءًا منهم. تكرّر الأمر أيضًا مع أوروبا، وكندا، والمكسيك، وغيرها من الدول.

4- لا مكان للقيم والمبادئ:

في التعامل مع الآخر، لا اعتبار للقيم والأخلاق، ولا حتّى للباقة السياسية والدبلوماسية، وهي مشحونة بأيديولوجية يمينية فوقية تجاه العديد من الشعوب والقضايا، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي، وتبدي انحيازًا متطرّفًا للكيان الصهيوني.

كما أنّ حق الشعوب في تقرير المصير والسيادة على أرضها والحرية وغيرها من القيم لا تحظى بأهمية، كان هذا واضحًا في أوكرانيا، وفلسطين، وكندا، وغرينلاند، وغيرها من البلدان.

لم يقتصر ذلك على القضايا الدولية، بل انعكس أيضًا على العديد من السياسات الداخلية، وهو ما أدى إلى التعامل العنيف مع المهاجرين غير الشرعيين، وأنصار القضية الفلسطينية، والمدافعين عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، وحتى المهتمّين بشؤون البيئة.

إعلان 5- أميركا أولًا ولا حاجة للحلفاء:

لا يوجد حلفاء دائمون أو محل اعتبار، ولا وجود للأعداء استنادًا للقيم والمبادئ أو المشاريع السياسية. المصالح الاقتصادية وحجم المال المتدفّق على الولايات المتحدة، وحجم الصفقات التي يمكن أن تعقدها أركان هذه الإدارة، هو المعيار الحاكم في العلاقة مع الدول.

مصلحة أميركا ومكاسبها مقدّمة على كل ما سواها فمبدأ "America First "، يدفع هذه الإدارة للتعامل مع روسيا، وكوريا الشمالية دون مراعاة لمواقف الحلفاء.

الولايات المتحدة ليست حليفًا لأحد، بل شركة حماية أمنية وعسكرية تعمل بالمقابل، ولا ينبغي لأحد أن يعتمد على الولايات المتحدة كحليف استنادًا لقيم أو مبادئ وأفكار.

6- التوسعيّة:

من أخطر سمات هذه المدرسة النزعة التوسعية المباشرة، وعدم الاقتصار على الهيمنة العسكرية والاقتصادية.

هذه الخطط التوسعيّة تشكّل خطرًا حقيقيًا على دول ذات سيادة، مثل الجارة الشمالية كندا، وغرينلاند التابعة للدانمارك. فالمطالبة بضمّ دولة بحجم كندا لتصبح الولاية الواحدة والخمسين، وكذلك السيطرة على مساحة شاسعة مثل غرينلاند، تعنيان أن الرغبة في التوسع الجغرافي وتحويل النفوذ العسكري والسياسي إلى امتداد إمبريالي توسعي، أمرٌ أصبح مطروحًا بشكل جادّ في الولايات المتحدة.

وهو ما يعني أنّ هذه الإمبراطورية بصدد الانتقال إلى السلوك الاستعماري الإمبريالي الكلاسيكي القديم القائم على التوسّع والسيطرة الجغرافية المباشرة، سواء لأهداف اقتصادية أو أمنية وعسكرية، وهو ما قد يدفع باتّجاه تحول كبير في بنية وشكل النظام الدولي الذي عرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.

نجاح هذه المبادئ الجديدة مرهون بسلوك أطراف عديدة في العالم، وبالذات الدول التي لديها إمكانات عسكرية واقتصادية معتبرة، وكذلك الشعوب التي تدافع عن قضاياها العادلة وحقوقها الأصيلة المكفولة دوليًا وقانونيًا.

إعلان

وهو أيضًا مرتبطٌ بشكل حاسم بقدرة الرئيس الأميركي على السيطرة على المؤسسات السياسية والمالية والعسكرية والأمنية الأميركية، أو ما يعتبره الدولة العميقة، التي لا تنسجم بالضرورة مع كل هذه السياسات، بل وتعارض بعضها، وقد نجحت في لجم سلوك الرئيس وسياساته في دورته السابقة في بعض الملفات الدولية في الشرق الأوسط وغيره.

لكن إذا تمكّن ترامب وإدارته من إنفاذ هذه السياسات، فسنكون غالبًا أمام عالمٍ تحكمه قواعد وعلاقات وموازين قوى مختلفة، قد ينشأ عنها تحولات كبرى في العديد من الدول والتحالفات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • العراق يرد بإجراءات على الرسوم الجمركية الأميركية
  • بقيمة 400 مليون دولار.. أمريكا تحدّث «صواريخ باتريوت» لدولة الكويت
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • ترمب: الصين تأثرت بشكل أكبر بكثير من الولايات المتحدة
  • ناشونال إنترست: إيران قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية
  • المدرسة الأميركية الجديدة للعلاقات الدولية
  • الخارجية الأميركية توافق على تحديث محتمل لصواريخ باتريوت في الكويت
  • الأردن: نؤكد رفضنا بشكل مطلق لتوسيع إسرائيل عدوانها على غزة
  • رغم الهزة التي ضربت الأسواق.. ترامب يؤكد: "التعريفات الجمركية تسير بشكل رائع"
  • الكويت تدعو مجلس الأمن لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في سوريا