بغداد اليوم- بغداد

كشف القاضي منير الحداد، اليوم السبت (31 آب 2024)، عن وجود تحرك مرتقب للكرد الفيليين لفك الارتباط "الوهمي" بالقومية الكردية وإيقاف الاستغلال السياسي الذي يتعرضون له منذ سنوات.

وقال الحداد في حديث لـ"بغداد اليوم"، "إننا ندعو جميع الجهات السياسية والحكومية والبرلمان العراقي للوقوف مع الفيليين لتحقيق مطالبهم وحقوقهم المسلوبة من قبل مجموعة ليس لها انتماء للفيليين بل انتماء الى جهات سياسية كردية لا تعترف بالفيليين وهذا ما ثبت عليهم طيلة الفترة بعد سقوط النظام السابق وليومنا ولذلك تحركت مجاميع من الكفاءات والنخب وسيكون لهم موقف واضح من كل المناصب والمقاعد التي منحت واستغلت باسم الفيليين لمجموعة تابعة لعائلة ليس لها اي تاريخ جهادي بل بالعكس لها تاريخ بالتعاون مع ازلام النظام السابق وكانوا وكلاء للأمن في النظام السابق".

وشدد انه "لابد من مجلس عام كمظلة تنطوي تحتها الواجهات السياسية الحقيقية من الفيليين، وللعلم ان هوية الفيليين لا يمكن ان تاخذ حيز وجودها السياسي والاجتماعي والاقتصادي مالم تنفك من الارتباط الوهمي بالقومية الكردية التي تتلاعب وتستغل هذا الانتماء لمصالحهم الانتخابية ولفرض الضغوط لأجل ابتزاز الحكومة المركزية من جهة والاستفادة من المنح الدولية لهذه الشريحة لواقعهم الخاص".

وبين الحداد ان "هناك استغلالاً مذهبياً ولهذا سوف نتحرك على المرجعية العليا وتبيان الظلامة الموجودة والمستمرة بحق الفيليين"، مستدركاً بالقول "إننا نامل وقوف رئيس الوزراء وكذلك الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية ورؤساء القوى السياسية في الاطار التنسيقي مع الفيليين لاخذ حقوقهم بشكل عادل وتحقيق تطلعاتهم المستقبلية في ظل  النظام الجديد".

وتعرض الكرد الفيلية إلى الاضطهاد والتهجير والتخوين ومصادرة حقوقهم المشروعة، ومنها حرمانهم من الجنسية العراقية، وتهميشهم من قبل الأنظمة السياسية المتعاقبة، بما في ذلك منع تعيينهم في دوائر الدولة منذ 1963 وحتى بعد الغزو الأميركي عام 2003، ويرى ممثلو المكون منذ عام 2003 ولغاية الآن تعرضوا للتهميش والإقصاء المتعمد في توزيع المناصب والدرجات الخاصة في حكومتي بغداد واربيل، وإخضاعها للمحاصصة الحزبية والسياسية.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

دعوة أوجلان وأثرها على توازنات القوى الكردية في العراق وسوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جاءت دعوة عبد الله أوجلان لحزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح وحل نفسه، في لحظة سياسية دقيقة، تعكس إعادة تشكيل المشهد الإقليمي في ظل تغيرات جوهرية، أبرزها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ومحاولة أنقرة استكمال مشروعها لإعادة ترتيب العلاقة مع الأكراد بعد عقود من الصراع المسلح. ورغم أن هذه الدعوة قد تبدو خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع الكردي-التركي، إلا أنها تثير تساؤلات جوهرية حول جدواها، وفرص نجاحها، ومدى تقبل مختلف الفصائل الكردية لها.

 

السياق السياسي للدعوة

لا يمكن قراءة هذه الدعوة بمعزل عن الديناميكيات الإقليمية والدولية المتسارعة. فمنذ اعتقال أوجلان عام 1999، شهد الملف الكردي تحولات عميقة، ليس فقط في تركيا، ولكن أيضًا في العراق وسوريا، حيث بات للأكراد كيان سياسي شبه مستقل في العراق، ونفوذ عسكري وسياسي متنامٍ في شمال سوريا. ويأتي هذا البيان في أعقاب عرض أنقرة للسلام، وهو ما يعكس رغبة تركيا في إنهاء أحد أكثر الملفات استنزافًا لاقتصادها واستقرارها الداخلي.

كما أن توقيت هذه الدعوة يثير تساؤلات حول مدى تأثير البيئة السياسية الجديدة على قرار أوجلان، خصوصًا مع تراجع حزب العمال الكردستاني عن المطالب الانفصالية باتجاه مطالب الحكم الذاتي، وهو ما يعكس تغيرًا في أولوياته الاستراتيجية.

 

دلالات الدعوة: هل هي قناعة حقيقية أم مناورة سياسية؟

يمكن تفسير دعوة أوجلان في عدة اتجاهات:

    استجابة لضغوط تركية: من الواضح أن الحكومة التركية تسعى لاستغلال نفوذ أوجلان داخل الحزب لإضعافه داخليًا، خاصة بعد عدة محاولات سابقة لم تنجح في تفكيك التنظيم. ومن هنا، قد تكون هذه الدعوة جزءًا من استراتيجية أنقرة لضرب وحدة الحزب من الداخل، وجعل الانقسام في صفوفه أمرًا واقعًا.

    تحول استراتيجي في فكر الحزب: في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد عام 2015، تغيرت أولويات حزب العمال الكردستاني من السعي إلى الانفصال إلى تبني خطاب يركز على الحقوق والحكم الذاتي داخل الدولة التركية. وقد تكون دعوة أوجلان تعبيرًا عن هذا التحول، خصوصًا في ظل تنامي الدور السياسي لحزب "ديم" المؤيد للأكراد.

    محاولة لإنقاذ الحركة الكردية من العزلة: بعد تصاعد الضغوط العسكرية التركية على حزب العمال في العراق وسوريا، وتراجع الدعم الدولي له، قد يكون أوجلان يسعى إلى توفير مخرج للحزب عبر التحول إلى العمل السياسي السلمي، على غرار تجربة "الشين فين" في أيرلندا.

 

العقبات أمام نجاح المبادرة

رغم أن هذه الدعوة قد تفتح الباب أمام حلحلة الأزمة، إلا أن هناك تحديات رئيسية قد تعرقل نجاحها:

    موقف القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني: على مدار عقود، كان الجناح العسكري للحزب هو صاحب القرار الفعلي، وليس أوجلان، الذي يقبع في السجن منذ 25 عامًا. ومن غير الواضح إن كان قادة الحزب الميدانيون في جبال قنديل سيلتزمون بدعوته أم لا، خصوصًا أنهم في مواجهة مفتوحة مع الجيش التركي في شمال العراق وسوريا.

    تعدد الكيانات الكردية وتباين أجنداتها: المشهد الكردي اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي. فهناك حكومة إقليم كردستان العراق، وهناك وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، إلى جانب تيارات كردية أخرى تتبنى سياسات مختلفة. ومن غير الواضح إن كانت هذه الكيانات ستدعم دعوة أوجلان أم ستراها محاولة لتصفية الحزب في إطار تفاهمات تركية داخلية.

    الشكوك الكردية تجاه نوايا أنقرة: لم تكن هذه المرة الأولى التي تطرح فيها تركيا مبادرات سلام مع الأكراد، لكنها انتهت جميعها إما بالفشل أو بتجدد الصراع. لذا، قد يتعامل الكثير من الأكراد بحذر مع هذه الدعوة، خشية أن تكون مجرد فخ سياسي ينتهي بتصفية الحزب دون تقديم أي ضمانات حقيقية لحل القضية الكردية.

 

السيناريوهات المستقبلية

مع الأخذ في الاعتبار العوامل المذكورة أعلاه، يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات رئيسية لما قد يحدث بعد دعوة أوجلان:

    السيناريو المتفائل: يلتزم قادة حزب العمال الكردستاني بالدعوة، وتدخل تركيا في مفاوضات حقيقية مع الأكراد، مما يؤدي إلى إنهاء النزاع المسلح وإعطاء الأكراد مزيدًا من الحقوق السياسية والثقافية. وهذا السيناريو، رغم أنه الأقل احتمالًا، إلا أنه سيكون بمثابة نقطة تحول تاريخية في تركيا.

    السيناريو الواقعي: يتم رفض دعوة أوجلان من قبل القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني، مما يؤدي إلى تصاعد الخلافات داخل الحزب بين مؤيد ومعارض للحل السياسي. وهذا قد يضعف الحزب داخليًا، لكنه لن ينهي وجوده، بل قد يدفعه إلى البحث عن تحالفات جديدة مع جهات إقليمية ودولية.

    السيناريو المتشائم: تستغل تركيا هذه الدعوة لشن حملة عسكرية مكثفة ضد الحزب في العراق وسوريا، تحت ذريعة أنه فقد شرعيته حتى من زعيمه التاريخي. وهذا السيناريو قد يؤدي إلى مزيد من العنف، ويجعل الحل السياسي أكثر تعقيدًا في المستقبل.

 

الخاتمة

بينما تبدو دعوة أوجلان خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع الكردي-التركي، إلا أن نجاحها يعتمد على عوامل معقدة، أبرزها مدى استجابة القادة العسكريين لحزب العمال، وطبيعة التنازلات التي قد تقدمها تركيا، وتأثير التوازنات الإقليمية على مستقبل القضية الكردية. وبالنظر إلى التاريخ الطويل لهذا النزاع، فإن أي حل سلمي يتطلب أكثر من مجرد بيان، بل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية وتوافق إقليمي ودولي يدعم الحقوق الكردية في إطار استقرار المنطقة.

مقالات مشابهة

  • كيف التعامل مع جيل بعد التهجير من الكُرد الفيليين؟
  • دعوة أوجلان وأثرها على توازنات القوى الكردية في العراق وسوريا
  • الحكومة تحذر من "الاستغلال السياسي للأكاذيب حول المخطط الأخضر" بعد إلغاء نحر الأضاحي هذا العام
  • الحكومة تعلن انفراج “التوتر التجاري” بين المغرب ومصر ولقاء وزاري رفيع مرتقب مساء اليوم
  • تقرير: عقوبات اقتصادية ستفرضها واشنطن على بغداد لإيقاف الدعم المالي لإيران
  • حظك اليوم برج الميزان الخميس 27 فبراير.. الارتباط بشكل مفاجئ
  • نفذ إعدامات باستخدام المتفجرات في عهد النظام السابق.. دراكولا البعث يعترف (فيديو)
  • الكاظمي في بغداد.. بين تبرئة الساحة والطموح السياسي.. 3 أسباب للعودة المريبة
  • الكاظمي في بغداد.. بين تبرئة الساحة والطموح السياسي.. 3 أسباب للعودة المريبة - عاجل
  • بغداد.. إصابة 3 عناصر من حفظ النظام بانفجار خلال التدريب