لجريدة عمان:
2024-09-14@20:40:26 GMT

لنحتمل تكلفة التعليم فتكلفة الجهل أكبر

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

لنحتمل تكلفة التعليم فتكلفة الجهل أكبر

في الساعة السابعة من صباح اليوم تعود الحياة إلى المدارس بعد إجازة صيفية طويلة استعاد فيها الطلبة ومعلموهم النشاط والحيوية والهمة لمزيد من العطاء في رحلة بناء الإنسان التي لا تتوقف أبدا. وفي هذه اللحظة التي تُقرع فيها أجراس العلم والمعرفة في جميع المدارس لا بد أن نصغي جميعا إلى ذلك الصوت العميق الذي يذكّرنا بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا ـ من أولياء أمور ومعلمين وتربويين وإداريين ـ لبناء أجيال عُمان تربويا وأخلاقيا ومعرفيا من أجل أن تستمر مسيرة هذا الوطن نحو المستقبل المنشود.

ولا تستقيم هذا المسيرة دون ثنائية العلم والأخلاق، كما أنها لا تستقيم إلا بزرع التفاؤل والأمل في نفوس الطلاب، بعيدا عن الإحباط واليأس والتخاذل، أو شغل الطلاب بقضايا ثانوية تبعدهم عن قضاياهم الأساسية والتي في مقدمتها طلب العلم وترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية وحب الأوطان وإعلاء شأنها.

إن المؤسسات التعليمية في كل مكان في العالم وعلى مر التاريخ تأخذ على عاتقها الدور الأكبر في تشكيل حياة النشء وتوجيههم التوجه الصحيح، وقد كانت المدارس، وما زالت، تعلق في زواياها الكثير من المقولات التي تبني فكر الأجيال وتشحذ هممهم مثل «من طلب العلا سهر اليالي»، و«لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، أو تلك التي تكرس الأخلاق والفضائل في نفوس الطلاب وتجعلهم يعيشونها واقعا في حياتهم المدرسية؛ والأخلاق التي نعنيها هنا هي الأخلاق الإسلامية والإنسانية التي فطر الله البشر عليها، وفي تكريسها إعلاء لقيم التسامح والتقارب والتفاهم بين البشر جميعا.. ولا يخفى على أحد ما في اعتناق هذه القيم والمبادئ من خير عميم وقدرة على المسير الآمن نحو المستقبل.

وإذا كانت مسؤولية هذا البناء الإنساني تقع على عاتق المجتمع بكل مؤسساته فإنها تقع على عاتق المؤسسات التعليمية بشكل أصيل، دون إخلال أو تقليل بأدوار الآخرين؛ لذلك متى ما كان المعلم على قدر هذه المسؤولية استعدادا وإيمانا بها وبتحدياتها؛ فإن ذلك ينعكس على الأجيال وبالتالي على المجتمع الذي يجني حصاد رسل العلم الذين تصدق عليهم، تماما، تلك الصورة التي يبدون فيها شموعا تحترق من أجل أن يضيء المجتمع بأكمله.

ومن هنا لا بد من التأكيد على أهمية الإعداد الأمثل للمعلمين وبث روح التفاؤل فيهم حتى يستطيعوا بثه في نفوس الأجيال، وهذه صناعة تحتاج إلى جهود كبيرة ومتواصلة لتجاوز الكثير من التحديات التي تواجه الحقل التعليمي.

وفي الساعة السابعة من صباح اليوم عندما تُسمع أجراس المدارس، وأصوات الطلاب، ستكون دورة جديدة من أدوار بناء الوعي قد تحركت نحو الأمام وهي حركة تنير الكون وتشعل مصابيحه وتدك فلول الظلام فلا يرتفع له صوت أبدا.. وهذه معركة تستحق أن نخوضها جميعا ونتحدى من أجلها كل العقبات ونصبر على أي تكلفة يمكن أن تواجهنا من أفراد أو مؤسسات فتكلفة الجهل أكبر بكثير جدا من تكلفة التعليم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

التعليم تُطالب المدارس الخاصة بالالتزام بمواعيد بداية العام الدراسي

طالبت وزارة التعليم بحكومة الوحدة الوطنية المدارس الخاصة داخِل ليبيا وخارجها بالتّقيّد بمَوعدِ بداية العام الدّراسي الجديد 2024-2025م.

وأوضحت إدارة التعليم الخاص في تنويه نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك بأن الموعد المحدد يوم 17 سبتمبر الجاري.

وأكدت الوزارة، أن ما ينطبق على المؤسسات التعليمية العامة ينطبق على المؤسسات التعليمية الخاصة داخل ليبيا وخارجها.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يجتمع مع مديري مدارس النيل الدولية لبحث تطوير المنظومة
  • التعليم تُطالب المدارس الخاصة بالالتزام بمواعيد بداية العام الدراسي
  • خريس: نعول على الحوار
  • إقبال كبير على شراء مستلزمات المدارس بالإسكندرية
  • "الأرشيف والمكتبة الوطنية" يضيء على قفزات التعليم في الإمارات
  • «التعليم» تحدد الفئات المعفاة من مصروفات المدارس الحكومية
  • «التعليم» تحدد قيمة رسوم قيد الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة
  • «التعليم» تعلن مصروفات المدارس الحكومية لجميع المراحل
  • تعليم نجران يدعو الطلاب والطالبات للمشاركة في مسابقة ” إبداع نجران ٢٠٢٥”
  • لتعذر التعليم.. تحذير أممي من ضياع جيل من أطفال غزة