للمرة الأولى منذ بداية العدوان على غزة، أرسلت تل أبيب رسائل إلى هواتف الأهالي ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تطلب من النازحين من دير البلح وسط غزة وخان يونس، جنوبي القطاع، العودة مرة أخرى إلى منازلهم، ونشر جيش الاحتلال، عبر منصة إكس، أن العائلات الذين أجبروا على مغادرة 3 أحياء في وسط غزة ودير البلح يمكنهم العودة الآن إلى منازلهم، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة CNN الأمريكية.

 

وروى عدد من النازحين الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في أحياء بدير البلح وخان يونس، أنهم لم يجدوا شيئًا سوى الدمار وأنقاض منازلهم التي دُمِّرت بشكل كامل، وتم تسويتها بالأرض من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك وفقًا لما نشرته «القاهرة الإخبارية» نقلًا عن «CNN». 

عائلات النازحين: لم نجد سوى خراب

وأجرت الشبكة الأمريكية مقابلات مع عدد من العائلات النازحين الذين عادوا إلى ديارهم بعد تدميرها، وقال عبد الفتاح البرديني أحد الأهالي العائدين إلى الأنقاض، إنه عندما عاد إلى منزله الذي لم يمتلك سواه يحتويه هو أسرته، أنه لم يجد شيئا في المنزل سوى خراب، فلا كهرباء ولا غاز ولا حتى بنيان، معبرًا عن ألمه أنه ذهب ليتفقد مأواه الوحيد فلم يجد أي شيء ليبكى عليه.

ووقف شقيقه موسى البرديني، معبرًا عن غضبه قائلًا إن الاحتلال الإسرائيلي دمَّر منزلا كان يمكن أن يؤوي 120 شخصًا، متسائلا: لماذا دمروه وهم لم يجدوا فيه إنسانًا واحدًا، ومع ذلك ضربوه بالصواريخ ودمروا حيًا بأكمله.

وقال «موسى» إنه عاد إلى منزله ومعه مفتاح لمبنى مجاور، لكنه لم يجد له بيتًا، مضيفًا: «الآن سنحضر خيمة، إذا وجدنا، ونضعها بجوار منزلنا المدمر».

وقال عبد الرؤوف رضوان، أحد العائدين إلى الأنقاض، إن الاحتلال الإسرائيلي دمَّر منزله بشكل كامل، مشيرًا إلى حزنه أن أحلامه وأحلام أسرته تحطمت مع منزلهم الوحيد، موضحا أن هذا البيت بناه أجداده وإنه سيعود هو وعائلته إلى الخيمة القرب من الساحل مرة أخرى والتي كانوا هربوا إليها خوفًا من القصف.

فلسطينيون: ما يحدث في غزة يفوق قدراتنا 

وقال شقيقه محمد رمزي رضوان الذي استُشهِد أحد أبنائه نتيجة القصف الإسرائيلي: «رسالتي هي وقف الحرب، لم يعد هناك وقت لإعادة بناء أنفسنا لقد تحملنا هذا الأمر، وهذا يفوق قدراتنا».

فلسطينيون: نحن بلا مأوى

ودُمِّرَ أيضًا منزل المواطن يامن التابعي، الذي غادر الحي هو وعائلته هربًا من القصف وعندما عاد لم يجد سوى أنقاض منزله وصاح غضبًا: «إلى أين سنذهب الآن.. نحن بلا مأوى؟»

أما حنان العربيد، الأرملة المكلومة كانت تأمل بالعودة إلى منزلها هي وأطفالها المعاقين مرة أخرى ليحميهم من الحرب المدمرة، فوجدته مدمرًا بالكامل، فقالت: «هل أذهب إلى خيمة؟ أنا الآن في الشارع، ولدي طفلان معاقان، لم آخذ معي أي شيء من منزلي، هناك دمار كامل، كيف سأحمى أطفالي بمفردي دون مأوى».

وقالت شقيقتها أم كريم، والتي كانت تحاول جمع أي شيء من أنقاض شقتها، إن «الاحتلال الإسرائيلي يعمل على محو قطاع غزة بالكامل ومحو الشعب الفلسطيني حتى نتخاذل ولا نرفع رؤوسنا من هنا لمدة 100 عام، ولكننا شعب صامد ومقاوم سنبدأ من جديد».

ونزح العديد من سكان غزة عدة مرات منذ بداية العدوان فى أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة، ويحذر الخبراء أيضًا من أن أوامر الإخلاء أدت إلى تعقيد جهود الإغاثة.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فأوامر الإخلاء صدرت لنحو 84% من سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تل ابيب النازحين دير البلح خان يونس جيش الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی لم یجد

إقرأ أيضاً:

غزة تنتظر الإغاثة والأعمار… مئات آلاف النازحين دون مأوى

وكالات:

فيما يواصل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى بيوتهم ومناطقهم الواقعة في شمال غزة، لليوم الثالث على التوالي بعد انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، تتعالى المناشدات عن افتقار حاد في الخيام لإيواء العائلات التي دمر جيش الاحتلال منازلها في حرب الإبادة التي شنها على القطاع.

تقول الإحصائيات إن 90% من النازحين دمر جيش الاحتلال منازلهم في عمليات التدمير والقصف التي طالت القطاع من شماله إلى جنوبه.

قبل انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، عاش الفلسطينيون في قطاع غزة فصلاً قاسياً من المعاناة جراء دخول فصل الشتاء للمرة الثانية عليهم في ظلال حرب الإبادة الجماعية، إذ حطمت العواصف الشتوية خيامهم، واقتلعت أمواج البحر ما تبقى منها، وفي هذه المرحلة تتصاعد الأسئلة والمناشدات حول مستقبل عملية إعمار المنازل المدمرة، وقبل ذلك توفير الخيام والمآوي المتنقلة “الكرفانات” لسد احتياجاتهم، فما هي معالم المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار؟ وهل ستحمل البشرى والمشاريع العملية لإغاثة النازحين؟

نزوح منذ بداية الحرب وانعدام للمأوى في نهايتها

هبة الكحلوت، شابة فلسطينية نزحت مع عائلتها من مدينة الزهراء في شمال قطاع غزة سبع مرات منذ بدء حرب الإبادة، أفادت في حديث خاص لـ”قدس الإخبارية” إن ظروف النزوح المأساوية لازمتهم طوال الحرب، ولا زالت مستمرة إلى هذا اليوم بعد وقف إطلاق النار، حيث تعيش العائلة في خيمة بالية لا تقي برد الشتاء بجوار مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

كانت عائلة هبة، من العائلات التي جرفت أمواج البحر خيمتهم قبل أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كانت طائرات الاحتلال قد دمرت منزلهم بشكلٍ في مدينة الزهراء.

وأوضحت أن عائلتها كسائر العائلات التي فقدت منازلها تنتظر دخول المساعدات الإنسانية والخيام إلى منطقة شمال قطاع غزة، في ظل انعدام مقومات الحياة بشكلٍ كلي في منطقة الجنوب.

وأكدت أن النسبة الأعلى من سكان شمال القطاع لم يبقى لهم أو بيوت، أو حتى مكاناً لنصب الخيمة بسبب الركام المنتشر بشكلٍ واسع النطاق، مع انعدام وجود المياه بسبب تدمير جيش الاحتلال للآبار، وانهيار منظومة الاتصالات والانترنت.

وأضافت أن الأمور تشهد انفراجة بشكلٍ تدريجي منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة أسعار المواد الغذائية إلى مستوى مقبول، ودخول المساعدات الإنسانية، فيما تنتظر هبة وعائلتها إلى جانب العائلات المنكوبة للخيام والمنازل المؤقتة، ثم إعادة الإعمار.

جهود مستمرة لإعادة الإعمار وإدخال الخيام

في حديثٍ خاص لـ”قدس الإخبارية”، وعند سؤاله عن مجريات عملية الإعمار وإدخال الخيام للنازحين، قال المتحدث الرسمي باسم الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، إن عملية الإعمار في غاية التعقيد، ولكنها وصلت مرحلة متقدمة تسعى الحكومة الفلسطينية لإتمامها.

وأكد الثوابتة أن الحكومة لديها خطط استراتيجية كاملة وجاهزة للإعمار، ولكنها تنتظر التحرك الدولي للمساعدة بإتمامها.

وأوضح في حديثه أن الأولوية القائمة الآن ليست للعمار بل إلى الإيواء، حيث يتواجد نحو ربع مليون عائلة فلسطينية ليس لديها مأوى؛ وكان جيش الاحتلال قد دمر ربع مليون وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي.

وأكد أن هناك حاجة ماسة للخيام و “الكرفانات” لإيواء هذه العائلات التي تعاني معاناة شديدة.

وناشد الثوابتة المجتمع الدولي لإدخال أكثر من ربع مليون خيمة و “كرفان” لإنهاء معاناة النازحين، ثم البدء بعملية الإعمار الكامل لقطاع غزة، وهذا ما يتطلب مجهوداً ضخماً ويحتاج إلى تكاتف الجهود بين المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المانحة.

وذكر أن عملية الإعمار تتطلب مشاركة واسعة النطاق من هذه الدول، ومستوى عالٍ من الكفاءات والموزنات، لسد الفراغ الذي نشأ بسبب تدمير جيش الاحتلال والذي طال 15 قطاعاً حيوياً في قطاع غزة، وفي مقدمة هذه القطاعات القطاع الإسكاني والقطاع الصحي والقطاع التعليمي والديني.

وطالب الثوابتة جامعة الدول العربية بالوقوف والمشاركة في عملية الإعمار في ظل الخسائر الضخمة، في حين بلغت مجمل الخسائر جراء الحرب إلى 38 مليار دولار بشكل أولي.

وأكد الثوابتة أن هنالك كارثة حقيقية يشهدها أهالي قطاع غزة الآن بعد توقف الحرب، تفاقمها تأخر إدخال البيوت المتنقلة والخيام إلى المناطق المنكوبة، فيما ينام النازحون في العراء والشوراع، وهم في حاجة ماسة إلى وقوف المجتمع الدولي ودول العالم عند مسؤوليتهم لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة والحساسة.

وأضاف أن تأخير دخول الخيام عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وهو ما يتطلب فتح كلي للمعابر مع إدخال المواد اللازمة لعملية الإعمار.

وحذَّر مكتب الإعلام الحكومي بغزة خلال الأسابيع الماضية من كارثة إنسانية تهدد النازحين في القطاع تزامنا مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع.

وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان سابق له، أن الاحتلال الإسرائيلي تسبَّب بأزمةٍ إنسانيةٍ مأساويةٍ تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110,000 خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة، مطالبا بتوفير الاحتياجات الأساسية فورا.

وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى اهتراء 81% من خيام النازحين، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حيث يعيش النازحون ظروفا قاسيةً وتشكل خطراً على حياتهم.

وأكد أن نحو مليون نازح يعيشون، منذ أكثر منذ بدء حرب الإبادة، في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.

وأشار إلى أن 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بصورة كاملة.

وأوضح المكتب الإعلامي أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في عدم تحرك أي ساكن من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، ودون اتخاذ أي خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.

وأدان المكتب هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال «المجرم»، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية، وطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • مشاهد عودة النازحين الي شمال غزة تثير استغراب الصحف الاسرائيلية..ما لقصة
  • الاحتلال يواصل إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم في مخيم طولكرم
  • إذاعة جيش الاحتلال: المحتجزون الثلاثة المرتقب أن تفرج عنهم حماس غدًا أحياء
  • عودة النازحين| بسمة وهبة: رغم أنف الاحتلال أهل غزة متمسكون بركام منازلهم
  • صامدو شمال غزة تحدّوا الموت وأفشلوا مخطط التهجير
  • دماء على جسر العودة.. جيش الاحتلال يطلق النار على النازحين الفلسطينيين أثناء عودتهم إلى الشمال
  • غزة تنتظر الإغاثة والأعمار… مئات آلاف النازحين دون مأوى
  • قوات الاحتلال تواصل اقتحام طولكرم وإصابات وطرد المواطنين من منازلهم
  • عاجل. 80 بالمائة من النازحين عادوا إلى شمال غزة والجيش الإسرائيلي مستمر في عمليته بالضفة ويتقدم جنوب لبنان
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم عدة أحياء بالبيرة ورام الله والقدس المحتلة