صنعاء .. قيادي حوثي يوجه صفعه من مسافة صفر لرئيس الحكومة الانقلابية الجديدة والأخير يشكو إهانته إلى المشاط - تفاصيل الواقعة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
ذكرت مصادر مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء أن قيادياً حوثياً منع أحمد الرهوي، المعين رئيساً لحكومة الجماعة الحوثية الجديدة، من اختيار مدير مكتب له، وأجبره على القبول به بدلاً عن الشخص الذي كان قد اختاره الرهوي. وكشفت الواقعة، وفق المصادر، أن الجماعة الحوثية تسعى إلى تجريد الرهوي من صلاحياته وجعله واجهة يتخفون خلفها لفرض أجنداتهم وتغليب مصالح المنتمين إلى سلالة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
ووفقاً للمصادر، فإن الرهوي توجه إلى مقر رئاسة الحكومة بصحبة ربيع المهدي مدير مكتبه في المنصب السابق الذي كان يشغله، وهو محافظ محافظة أبين الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك بنية تعيينه مديراً لمكتبه في رئاسة الحكومة الجديدة التي لا يعترف بها أحد غير الحوثيين، إلا أن القيادي الحوثي محمد قاسم الكبسي، الذي كان يشغل منصب الأمين العام لمجلس الوزراء في حكومة الانقلاب، منعه من ذلك.
ورفض الكبسي، المكنى «أبو راغب»، السماح للمهدي بالدخول إلى المكتب، وتشاجر مع الرهوي الذي أبدى استياءه مما حدث لمدير مكتبه السابق، إلا أن الكبسي أبلغه بأنه ليس من حقه اختيار مدير لمكتبه، وقال له: «إدارة مكتب رئيس الحكومة من اختصاصي».
ورغم رفض الرهوي ومخاطبته المجلس السياسي الأعلى (مجلس حكم الجماعة الحوثية)، فإن المجلس، برئاسة القيادي مهدي المشاط، تجاهل اعتراضه، وطلب منه القبول بالكبسي مديراً لمكتبه، وبعدها بأيام صدر قرار تعيين الكبسي مديراً لمكتب رئيس الحكومة.
ومن المنتظر أن يكون القيادي الكبسي هو صاحب الصلاحيات المطلقة، فيما يستخدم اسم الرهوي لتمرير القرارات والإجراءات التي تتخذها قيادة الجماعة، ومثل ذلك عدد آخر من الوزراء الذين لا يمتلكون صلاحيات أو مهام حقيقية.
رافق تشكيل الحكومة الحوثية وقائع أخرى تشير إلى أنها ستكون مثل سابقتها؛ من حيث توزيع الصلاحيات ومحاصصة مراكز النفوذ والأجنحة داخل الجماعة، حيث ينتمي الرئيس إلى إحدى المحافظات اليمنية المحررة، ويفتقر إلى قوة اجتماعية أو سياسية تسنده، ولا يملك إلا بعض الصلاحيات الشكلية.
وشبيهاً بذلك جاء إقصاء القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام» هشام شرف، من منصب وزير الخارجية، وإحلال شخصية إعلامية موالية للجماعة مكانه، دون أي خبرة في العمل الدبلوماسي، وبلا أي سند سياسي أو اجتماعي؛ مما عزز الشكوك بأن الجماعة تسعى إلى إقصاء شركائها من المشاركة السياسية، بحجة التغييرات الجذرية.
ويرى مراقبون أن الشخصية الجديدة في منصب وزير الخارجية مأمونة الجانب بالنسبة للحوثيين، ولا يُخشى من تغيير ولائها، خصوصاً أنه كان قد طلب اللجوء في هولندا منذ عام تقريباً، إلا أنه انصاع لأوامر الجماعة وعاد إلى صنعاء بعد أيام من تقديم طلب اللجوء.
كما تشير طريقة إعداد وإقرار برنامج عمل الحكومة المعلن عنه إلى أنه صيغ من طرف القيادات العليا للجماعة، ولم يكن لرئيس الحكومة الرهوي أو أي فرد فيها أي مساهمة في إعداده؛ إذ كانت الفترة الزمنية التي استغرقتها إجراءات ذلك الإعلان عن البرنامج وإقراره قصيرة جداً، مقارنة بالزمن المعتاد الذي يفترض أن تتم خلاله، وفقاً للبروتوكولات المتبعة.
وأعلنت الجماعة عن تشكيل الحكومة في 12 أغسطس (آب)، وفي أول اجتماع لها في 17 من الشهر ذاته تم الإعلان عن مناقشة برنامجها وإحالته إلى البرلمان للموافقة عليه في اليوم نفسه، ليُعلن في صباح اليوم التالي عن تلك الموافقة دون أي تعديلات أو اعتراضات.
نفوذ العقائديين
بينما تم إقصاء شركاء الجماعة الحوثية من المشاركة في الحكومة الجديدة، يتوقع متابعون لما يجري في مناطق سيطرتها أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من صراع الأجنحة ومراكز النفوذ، سعياً لإحلالها بديلاً عن الشركاء المقصيين.
وحسب تلك التوقعات فإن تعيين القيادي محمد قاسم الكبسي في منصب مدير مكتب رئيس الحكومة، ليكون هو الرئيس الفعلي لها، يُعَد إحدى القرائن على أنه يجري حالياً تمكين أحد أخطر الأجنحة الحوثية من توسيع نفوذ الجماعة داخل مؤسسات الدولة أو الكيانات الموازية.
وبرأي عدد من المتابعين، فإن تعيين الكبسي، وهو ابن قاسم الكبسي أحد القادة العقائديين المؤسسين للجماعة الحوثية، سيشكل تعزيزاً لنفوذ هؤلاء القادة، ومنهم القيادي محمد مفتاح الذي تم تعيينه نائباً لرئيس الحكومة، وهو زميل الكبسي الأب في تأسيس الجماعة، وكلاهما مقربان من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
ويرى قادة هذا الجناح أنهم الأحق بتمثيل الجماعة في مراكز القيادة والنفوذ، بحجة أنهم عملوا على تأسيسها منذ البداية، وواجهوا الصعوبات والتحديات كافة منذ بدء نشاطها، مروراً بالحروب التي خاضتها الجماعة ضد الدولة اليمنية، وتوسعها خارج معقلها في صعدة.
استحقاقات كبيرة
وكان محمد مفتاح قد تعرض للسجن مرتين في عهد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح؛ بتهمة التمرد على الدولة ومساندة الجماعة الحوثية في حروبها، وصدر بحقه حكم بالإعدام قبل أن يتم العفو عنه.
وفي حين يطالب آل الكبسي باستحقاقات كبيرة، نظراً لما قدموه لصالح توسيع نفوذ وسيطرة الجماعة، تفيد مصادر مطلعة بأن محمد قاسم الكبسي يتبنى مطالب بتقديم امتيازات للمئات من العائلات التي تحمل لقب الكبسي نظير سقوط الكثير من أفرادها في حروب الجماعة ما بين قتيل أو جريح.
وتستهل اجتماعات الحكومة الحوثية ووزارتها وهيئاتها المختلفة بإلزام الوزراء ونوابهم بالاستماع إلى مقتطفات من مقولات علي بن أبي طالب ومالك الأشتر النخعي، بصفتهما من المرجعيات الطائفية للجماعة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يوجه رسالة نارية للقمة العربية: آن أوان التحرك الجاد لمواجهة المخططات الصهيونية
يمانيون../
وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، رسالة قوية إلى القمة العربية المنعقدة في القاهرة، محذرًا من المخاطر المحدقة بالأمة نتيجة التوسع الصهيوني والدعم الأمريكي اللامحدود له.
وأكد الرئيس المشاط في رسالته أن القمة العربية تنعقد في ظل أوضاع خطيرة تهدد الأمن القومي العربي، وعلى رأسها المشاريع الأمريكية والصهيونية التي تستهدف العديد من الدول العربية، بدءًا من تهجير الشعب الفلسطيني وفرض واقع جديد على المنطقة، وصولًا إلى مخططات تستهدف الأمن والسيادة العربية.
وأضاف أن العدو الصهيوني، المدعوم أمريكيًا، يسعى لتحقيق ما فشل في فرضه عسكريًا عبر الاتفاقيات المشبوهة والمساومات السياسية، مشددًا على أن المقاومة والجهاد هما الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة، مستدلًا بانتصارات المقاومة في غزة وجنوب لبنان التي أجبرت العدو على الانسحاب مذلولًا.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن مسار الاتفاقيات والتطبيع، من “كامب ديفيد” إلى “أوسلو”، لم يحقق سوى مزيد من التنازلات للعدو، مؤكدًا أن المرحلة تتطلب مراجعة شاملة للسياسات العربية تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
وفي رسالته، أكد الرئيس المشاط على عدة نقاط رئيسية:
1️⃣ القضية الفلسطينية قضية كل العرب والمسلمين: لا يحق لأي طرف التنازل عنها أو التفريط بأي شبر منها، مشددًا على موقف اليمن الثابت والداعم للمقاومة في فلسطين ولبنان وكل الدول المستهدفة.
2️⃣ ضرورة دعم خيار المقاومة والجهاد: ورفض التعويل على قرارات الأمم المتحدة أو وعود الوسيط الأمريكي المنحاز للعدو الصهيوني، والعمل الجاد لكسر الحصار عن غزة، وإعادة إعمارها، ومنع أي محاولات لتهجير سكانها.
3️⃣ توسيع التضامن العربي ووقف التطبيع: من خلال تفعيل مبدأ الدفاع العربي المشترك، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وسحب الاعتراف به، وطرد ممثليه، وفرض المقاطعة الاقتصادية، ووقف تصدير النفط إليه.
4️⃣ مواجهة المخططات التوسعية للعدو الأمريكي والصهيوني: عبر تحقيق الوحدة العربية، وإنهاء الاحتلال الأمريكي في سوريا والعراق، ودعم الدول المستهدفة وعلى رأسها فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر والسعودية بكل الوسائل الممكنة.
5️⃣ إنهاء الاحتلال الصهيوني للقرى اللبنانية: والتأكيد على حق لبنان في استخدام كل الوسائل المشروعة لطرد الاحتلال من أراضيه.
وختم الرئيس المشاط رسالته بدعوة القمة العربية إلى اتخاذ قرارات حاسمة تتناسب مع حجم التحديات، مؤكدًا أن البيانات الختامية الفارغة لم تعد تجدي نفعًا، وأن الوقت قد حان لتحرك عربي جاد وقوي لمواجهة المخططات الأمريكية والصهيونية التي تستهدف المنطقة.