الجزيرة:
2024-11-16@15:56:35 GMT

أوموغاندا.. هكذا تفاجئك رواندا في كل مرة

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

أوموغاندا.. هكذا تفاجئك رواندا في كل مرة

كيغالي- كانت شمس اليوم السبت آخر أيام شهر أغسطس/آب بالكاد قد طلعت على كيغالي عاصمة رواندا، حين اتصل بي زميلي الصحفي ستيفن سيباسوري يسألني إن كنت جاهزا للخروج معه في رحلة صباحية مفاجئة.

وافقته للخروج حين وجدته متحمسا، يريد أن يطلعني على سر جديد من أسرار هذه المدينة التي يأسرك جمالها ونظافتها، وحين سألته، أجابني أن اليوم موعد "أوموغاندا"، وحرك سيارته، وانطلق تاركا مجموعة من الأسئلة تدور في خيالي.

شوارع المدينة بدت شبه خالية من السيارات، بينما ينتشر رجال الشرطة بكثافة فيها يرافقهم بعض عناصر الجيش، إذ استوقفتنا نقطة للشرطة، وتحدث الشرطي لزميلي باللغة المحلية، ثم سمح لنا بإكمال رحلتنا، والغريب أن الأمر تكرر عدة مرات.

روانديون يشاركون في يوم أوموغاندا في قرية على مشارف العاصمة (الجزيرة)

وصلنا إلى قرية صغيرة على مشارف المدينة، فوجدت سكانها يتوافدون إلى شارع ترابي قد تضرر كثيرا بفعل الأمطار الغزيرة، يحمل كل منهم ما يستطيع استخدامه من أجل المهمة التي جاء لإنجازها، ما بين فأس أو مجرفة أو مكنسة وغيرها.

انتظمت معهم، منتظرا -كما أخبرت- مجيء رئيس المجلس المحلي للقرية السيد سيلستين، الذي كان قدومه إيذانا ببدء العمل على إصلاح الشارع وتنظيفه.

حينها كشف لي ستيفن أن البلاد شبه مغلقة وأن حركة السير تتوقف من الساعة 8 وحتى 11 في جميع أنحائها، لتنفيذ البرنامج الشهري "أوموغاندا".

رواندية تحمل مكنستها للمشاركة في يوم أوموغاندا (الجزيرة)

وحين قرأ في عيني حيرة لا تقل عن حيرتي حين وافقته على الخروج، أحالني إلى السيد سيلستين، الذي بدأ حديثه يتدفق بحماسة شديدة، يتحدث عن هذا اليوم.

بدأ يشرح لي معنى كلمة أوموغاندا (Umuganda) قال إنها تعني بلغة "كينارواندا" المحلية "الاجتماع معا لتحقيق هدف مشترك"، وأخبرني أن البلاد تكون في عطلة شاملة في صباح يوم السبت الأخير من كل شهر لأداء الخدمة المجتمعية الإلزامية.

وقال إن المشاركة في يوم أوموغاندا مطلوبة بموجب القانون، مشيرا إلى أن فكرة هذا العمل التطوعي قديمة جدا، لكنها تطورت إلى هذا الشكل في عهد الرئيس بول كاغامي في عام 2009.

 

نظافة الشوارع في كيغالي تلفت الانتباه (الجزيرة)

قادني إعجابي بالفكرة للمشاركة، وحينها أخبرني أحد المشاركين -وهو معلم في إحدى المدارس الثانوية- أن السلطات تشجع غير الروانديين المقيمين في البلاد على المشاركة في هذا اليوم.

علمت من المشاركين، أن أفراد المجتمع يتنادون في هذا اليوم -وفق اتفاق مسبق- للقيام بعمل تطوعي عام، يتضمن أنشطة تعزز تطوير البنية التحتية وحماية البيئة، أو إصلاح وتنظيف المدارس والمراكز الطبية والمباني العامة والمنشآت الحكومية والشوارع وغيرها.

الروانديون يعتبرون يوم أوموغاندا فرصة للتعبير عن وحدتهم (الجزيرة)

وفي حالات أخرى، يخصص أهل المنطقة اليوم لمساعدة أحد سكان الحي في عمل ما، كإكمال بناء بيته أو إصلاح أرضه، وغير ذلك من الأعمال.

بعد الانتهاء من الأعمال الميدانية، تتحول الفعالية إلى منتدى يجتمع فيه الأهالي لمناقشة الأمور المهمة في الحي أو القرية، وتقييم الأعمال والاتفاق على الفعالية المقبلة.

كما يوفر هذا الاجتماع منبرا للقادة على كل مستوى من مستويات الحكومة، لإطلاع المواطنين على الأخبار والإعلانات المهمة، وأسرّ لي ستيفن أن هذا الاجتماع يمثل فرصة لظهور شخصيات مجتمعية قيادية على مستوى المنطقة المحلية والبلاد بشكل عام.

دفعني الحماس للمشاركة في أوموغاندا (الجزيرة)

في ختام هذه الفعالية، تذكرت ما قاله لي الناشط المجتمعي فريدي موتانغوها -نائب رئيس الرابطة الوطنية الشاملة للناجين من الإبادة الجماعية في رواندا- حين قابلته في أول زيارتي للبلاد، قال حينها "النظافة التي تراها في شوارع كيغالي هي انعكاس لما في صدور الروانديين، وهي محاولة من السلطات لمسح أحقاد الماضي من قلوبهم".

فالحاجة إلى أوموغاندا نبعت من الحاجة إلى ثقافة تصالحية وحدوية تنسي السكان آثار الإبادة الجماعية عام 1994، كما أنها ثقافة تهدف إلى إشراك الناس في "عملية صنع القرار" وتعزيز المشاركة في المجتمع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

كم بلغ ضحايا مجزرة الهلالية شرق الجزيرة السودانية؟

 

تشهد مدينة الهلالية في شرق ولاية الجزيرة بالسودان تصاعدًا مأساويًا في الانتهاكات والعنف منذ أواخر أكتوبر، حيث ارتفع عدد الضحايا  جراء العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الدعم السريع.

وتشير التقارير المحلية إلى أن الأهالي يتعرضون لانتهاكات واسعة، منها القتل المباشر والنقص الشديد في الغذاء والدواء، إضافة إلى عمليات اختطاف قاسية، حيث يُحتجز الشباب ويُطلب من ذويهم دفع فدية ضخمة تصل إلى 6 ملايين جنيه سوداني مقابل الإفراج عنهم.

ورغم أن بعض العائلات قامت بالدفع، إلا أن المخطوفين لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، مما يزيد من معاناة العائلات.

واقع مأساوي تحت الحصار ونزوح قسري

تعيش مدينة الهلالية ومحيطها في ظل حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، إذ تُمنع المساعدات الإنسانية، وتتزايد حالات التسمم والأوبئة بين المدنيين نتيجة نقص المياه النظيفة والغذاء. ووفقًا لمنصة "مؤتمر الجزيرة"، فإن أكثر من 1237 مدنيًا من مناطق شرق وشمال الجزيرة لقوا حتفهم في الأسابيع الأخيرة، سواء بسبب الطلقات النارية المباشرة أو نتيجة الظروف الإنسانية القاسية التي تسببت في تدهور الوضع الصحي. وأدى الحصار إلى نزوح قسري لآلاف السكان، حيث أُجبر الأهالي على ترك منازلهم، بينما احتلت قوات الدعم السريع بعض المباني السكنية بعد حرق أخرى، مما يعمّق الأزمة الإنسانية.

مناشدات دولية وتحركات إنسانية عاجلة

وجّه أبناء الهلالية في دول الخليج العربي نداءات للمجتمع الدولي، مطالبين بالتدخل العاجل لرفع الحصار عن مدينتهم وفتح تحقيق شامل في الانتهاكات. وشددوا على ضرورة تصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية ومحاسبة قادتها، معتبرين أن هذه الجرائم تشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على عدد من قادة قوات الدعم السريع، في خطوة تهدف إلى كبح العنف في السودان، وسط مطالبات متصاعدة بتعزيز التدخل الدولي لمواجهة الجرائم الإنسانية بحق المدنيين في الهلالية ومناطق شرق الجزيرة.


حصيلة ضحايا الهلالية

ارتفعت عدد الضحايا إلى 463 مدنيًا جراء العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • المكتب الشريف للفوسفات يطلق برواندا مراكز خدمة المزارعين
  • نداء من مصور الجزيرة للسماح بعلاجه خارج غزة
  • النازحون من قرى جنوب الجزيرة مأساة منسية
  • شرق الجزيرة.. بيت العزاء الكبير
  • السفارة في رواندا تعقد مؤتمرا صحفيا حول التطورات في السودان وانتهاكات الدعم السريع
  • فوز المنتخب الوطني في الوقت القاتل على «رواندا» بتصفيات أمم إفريقيا
  • كم بلغ ضحايا مجزرة الهلالية شرق الجزيرة السودانية؟
  • نيجيريا تحبط بنين وتحيي آمال ليبيا في التأهل
  • منتخب نيجيريا يهدي ليبيا فرصة ذهبية بعد التعادل أمام بنين في تصفيات إفريقيا
  • تقرير جديد للبنك الدولي يحدد المسارات المؤدية إلى النمو المستدام في رواندا