إقتحام “سونيون” يثبت فشل “أميركا” في مهمتها البحرية
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
إسماعيل المحاقري
لأيام ظلّت ولا تزال ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من السفينة “سونيون” المستهدفة الخميس الماضي من قبل القوات اليمنية في البحر الأحمر لانتهاكها قرار حظر مرور السفن المرتبطة بكيان العدو وداعميه، في مشهد يؤكد للعالم ويرسخ في الأذهان حقيقة الفشل الأميركي والأوروبي في ردع اليمن في جبهة البحار.
في الأسابيع الأولى من العمليات اليمنية البحرية المساندة لغزة كانت الولايات المتحدة، مع بريطانيا تروجان لإنجازات عسكرية تبدأ بالاعتداءات على اليمن أو ما أطلقوا عليها “الضربات “الاستباقية” لتقويض القدرات اليمنية ولا تنتهي عند الإعلان عن مرافقة السفن التي تعبر البحر الأحمر حتى إيصالها إلى خارج مسرح العمليات البحرية.
ومع تصاعد وتيرة الضربات واتساع نطاقها وتطورها كمًا ونوعًا تركز الخطاب الأميركي على تقديم المساعدة للسفن المستهدفة من خلال “إجلاء البحارة أو المساهمة في إطفاء الحرائق”، لكن الوضع تغيّر في هذه المرحلة إذ لم يعد للقوات الأميركية أي تأثير ولا قدرة أو مساهمة سوى في عد السفن وتقييم حجم الأضرار التي يلحق بها إضافة إلى التحذير من المخاطر البيئية البحرية.
“سفينة سونيون” هي ثالث سفينة تديرها شركة “دلتا تانكرز” ومقرها في أثينا تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر، وأمام مرأى ومسمع التحالفات البحرية، اعتلى عناصر من البحرية اليمنية سطحها وقاموا بتفخيخها وتفجيرها لتكون عبرة لباقي السفن المعاندة والمتحدية لقرار فرض الحصار على الموانئ المحتلة، وعناد الإبحار هنا لا علاقة له بالوثوق في قدرة أميركا على توفير الحماية اللازمة للسفن بل في أسلوب المغالطة الذي تنتهجه الشركة اليونانية لتضليل القوات اليمنية عن وجهة سفنها ومسارها الحقيقي ومع ذلك تم إحباط خططها.
مشهد الحرائق على سطح “سونيون” لأسبوع كامل له عدة دلالات منها التأكيد لباقي شركات الملاحة التي تتعاون مع كيان العدو جدية اليمن في استمرار عملياته، المساندة لغزة مهما بلغ حجم التضحيات والمخاطر لأن الدافع إنساني ويتمثل في وقف العدوان وجرائم حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجب التسليم به والعمل على تحقيقه، وإلا فالعالم يسير نحو مزيد من الاشتعال.
وفي ظل التراجع الأميركي، يتصدر الأوروبيون مسرح العمليات البحرية، يتضح ذلك من خلال تعاملهم وتعليقاتهم على تطورات جبهة البحر الأحمر والنتيجة كانت فشل في اعتراض الزورق الهجومي على السفينة اليونانية وفشل آخر في عملية سحبها وإطفاء النيران المشتعلة على سطحها قبل الذهاب في اتجاه التوسط والتواصل الدبلوماسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في هذا السياق، كشف رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام تواصل عدة جهات دولية وبالأخص منها الأوروبية للسماح للقوات الغربية بسحب سفينة النفط المحترقة “سونيون” مجددًا التحذير لشركات الشحن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني بأن سفنها ستبقى عرضة لضربات القوات المسلحة اليمنية أينما بلغت يدها حتى وقف العدوان والحصار على غزة.
وتبريرًا للتراجع والفشل الأميركي في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة أعلن “البنتاغون” في وقت سابق أن لدى من أسماهم بـ “الحوثيين” ترسانة عسكرية ضخمة في حين صرح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بأن اليمنيين يقومون بأفعال مفاجئة ومن تلقاء أنفسهم، واصفًا عملياتهم بـ “الورقة الرابحة”.
موقع “أكسيوس” الأمريكي، أكد مجددًا خلو البحر الأحمر من أي سفن أمريكية في الوقت الحالي بينما تتمركز 18 قطعة بحرية أميركية في خليج عمان وفي البحر المتوسط.
واستنادًا إلى ذلك وفي ظل الأولوية الأميركية بالتحسب للرد الإيراني وقبل ذلك رد حزب الله فإن اليمن استطاع أن يدفع واشنطن لتوريط الأوروبيين وكثيرًا من الدول في مهمة الدفاع عن كيان العدو ومشاركته الفشل والإخفاق، هذا ولا تزال المخاوف من الرد اليمني على اعتداء الحديدة قائمة.
* المصدر : موقع العهد الاخباري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
ما الذي يمكننا تعلمه من ظاهرة “قمر الدم” النادرة؟
في ليلة 13 مارس وحتى ساعات الصباح الأولى من 14 مارس، سيستمتع عشاق الفلك بحدث فلكي نادر وهو الخسوف الكلي للقمر.
وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم “القمر الدموي” أو “قمر الدم”.
ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.
وستحظى أمريكا الشمالية والجنوبية بمشاهدة واضحة لجميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية المذهلة، أما في أوروبا الغربية، فسيغرب القمر وهو ما يزال في مرحلة الكسوف.
وسيتمكن سكان غرب إفريقيا من رؤية الخسوف الكلي مع غروب القمر، وسيتمكن سكان أستراليا ونيوزيلندا من رؤية المراحل الأخيرة من الخسوف مع شروق القمر في 14 مارس.
لكن الخسوف ليس مجرد عرض فلكي ممتع، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة. على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة اليونانيون أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.
ما نتعلمه من الخسوف اليوم
– الغلاف الجوي للأرض: أثناء الخسوف الكلي، يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يتسبب في تشتت الألوان ذات الطول الموجي القصير، مثل الأزرق والأخضر، بينما تصل الألوان الحمراء والبرتقالية إلى القمر. وهذا يفسر سبب ظهور القمر باللون الأحمر أثناء الخسوف، وهو نفس السبب وراء الألوان الدافئة التي نراها أثناء شروق الشمس وغروبها.
ويمكن للون القمر أثناء الخسوف أن يخبرنا عن تغيرات في تركيب الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المثال، بعد الانفجارات البركانية الكبيرة، قد يظهر القمر بلون بني رمادي داكن بدلا من الأحمر.
– دراسة سطح القمر: تستخدم المركبات الفضائية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO) التابعة لناسا لدراسة القمر أثناء الخسوف. ولاحظ العلماء أن سطح القمر لا يبرد بشكل موحد أثناء الخسوف، ما يكشف عن اختلافات في خصائص سطحه، خاصة حول الفوهات الصغيرة.
– تأثير الخسوف على المركبات الفضائية: المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO)، تتأثر بالخسوف لأنها تفقد ضوء الشمس المباشر لساعات. لذلك، يتم إعدادها مسبقا لشحن البطاريات بالكامل قبل الخسوف، وإيقاف الأجهزة مؤقتا لتوفير الطاقة، ثم إعادة تشغيلها بعد انتهاء الخسوف.
– مستقبل دراسة الخسوف: مع استمرار هبوط المزيد من المركبات الفضائية على القمر وبدء عملياتها العلمية، بالإضافة إلى خطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر عبر برنامج “أرتميس” (Artemis)، سنتعلم المزيد عن تأثير الخسوف على القمر نفسه.
وتقول كريستين شوبلا، مديرة التعليم في معهد الكواكب القمرية: “على عكس كسوف الشمس، الذي يمكن أن يراه فقط الأشخاص الموجودون على مسار ظل القمر، يمكن رؤية خسوف القمر من قبل أي شخص يمكنه رؤية القمر في ذلك الوقت”. وفي هذا الحدث للخسوف، سيتمكن أكثر من مليار شخص من رؤية القمر يتحول إلى اللون الأحمر.