بغداد اليوم- بغداد

حدد المستشار المختص في الشأن النفطي كوفند شيرواني، اليوم السبت (31 آب 2024)، خيارين لانعاش الموازنة عبر استغلال نفط الإقليم المهدور منذ سنة ونصف.

وقال شيرواني في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "بحسب قانون الموازنة العامة فإن الحكومة الاتحادية هي الجهة المعنية بتصدير كمية النفط المنتجة داخل الإقليم عبر ميناء جيهان التركي"، مبيناً أنه "في حال تمكنت الحكومة من التصدير لأي سبب من الأسباب فإنها يفترض أن تقوم بتصريف هذه الكمية في الداخل عن طريق إرسالها إلى المصافي المحلية وبذلك تحل جزء كبير من الشحة الموجودة في المشتقات النفطية".

وأضاف أن "وزارة النفط الاتحادية لم تتمكن من إيجاد حل لأزمة نفط كردستان سواء بالتصدير أو باستغلالها بالإنتاج المحلي، واستغلال هذه الكمية المعطلة منذ سنة ونصف".

وأشار إلى أن "تطبيق أي من الخيارين يعني إنهاء أزمة نفط الإقليم، ودفع مستحقات الشركة النفطية وشركات النقل والإنتاج، وتجاوز العجز الحاصل في الموازنة، واستغلال هذا الكم الكبير من النفط المهدر يوميا".

وأوقفت تركيا في وقت سابق، صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا عبر خط أنابيب النفط الذي يمتد من إقليم كردستان في شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي في 25 مارس 2023.

وجاء قرار تركيا بتعليق الصادرات في أعقاب قرار تحكيم أصدرته غرفة التجارة الدولية أمر تركيا بدفع تعويضات لبغداد بقيمة 1.5 مليار دولار نظير الأضرار التي لحقت بها بسبب تصدير حكومة إقليم كردستان النفط دون إذن من الحكومة في بغداد بين عامي 2014 و2018، وبحسب مختصين فأن خسائر كردستان تقترب من 13 مليار دولار جرّاء توقف تصدير النفط.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

بغداد تؤكد والبنتاغون ينفي.. من يحدد مستقبل التواجد الأمريكي في العراق؟

تتضارب التصريحات حول حقيقة الاتفاق على الانسحاب الأمريكي من العراق، فبعد مارثون سياسي تتخلله قفزات عسكرية، أعلنت حكومة السوداني انتهاء المفاوضات مع واشنطن والاتفاق على آلية لسحب قوات التحالف الدولي، إلا أن البنتاغون نفى تلك الأنباء وأعاد عقارب الساعة إلى الوراء.

وتتعدى قضية الوجود الأمريكي في العراق، حدود الشرقية والغربية، خصوصا أنها تمثل حلقة ضمن صراع أكبر في المنطقة قطباه الولايات الأمريكية وإيران وحلفاء الطرفين.

وجاء الحديث عن الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من ستة أشهر بين بغداد وواشنطن بدأها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كانون الثاني/ يناير، وسط هجمات شنتها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران على قوات أمريكية متمركزة في قواعد بالعراق.



الانسحاب من عدمه
تأكيد حكومي
مطلع الشهر الجاري، نقلت وكالة رويترز، عن مصادر مطلعة أن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم بشأن خطة لانسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق.

وأوضحت المصادر أن الخطة تنص على خروج مئات من قوات التحالف بحلول أيلول/ سبتمبر عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي.

وقال مسؤول أمريكي كبير: "توصلنا إلى اتفاق، وحاليا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه".

وقالت المصادر، إن الإعلان الرسمي كان مقررا في البداية أن يصدر قبل أسابيع، لكنه تأجل بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولتسوية بعض التفاصيل المتبقية.

بدوره قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "خطونا خطوة مهمة لحسم ملف بقاء قوات التحالف الدولي في العراق وإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة".
 
من جانبه، قال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، إن المحادثات الفنية مع واشنطن حول الانسحاب انتهت.

وأضاف: "نحن على وشك نقل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد يركز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".

يقول الكاتب السياسي العراقي، محمد الأسدي، أن إعلان الاتفاق محاولة من السوداني الذي تعصف الأزمات بحكومته لرسم صورة انتصار سياسي ضمن محاولاته رسم توازن في علاقة العراق مع الولايات المتحدة وإيران.

وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن الانسحاب قائم بكل الأحوال وقد تحدث عنه مرارا المسؤولون العراقيون قابله حديث لنظرائهم الأمريكيين عن رسم أطر جديدة للعلاقة، التي تغضب أطرافا فاعلة في الحكومة.

نفي البنتاغون
تباعا ظهرت آلية الانسحاب الأمريكي المنتظر والذي تدفع به جهات شيعية في الحكومة إذ نقلت وسائل إعلام عن خالد اليعقوبي مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن قوله إن انسحاب قوات التحالف الدولي سيكون على مرحلتين، الأولى تمتد من سبتمبر/أيلول من العام المقبل إلى نهاية عام 2026.

وأضاف، أن اللجان الفنية للبلدين اتفقت على انسحاب القوات من قاعدة عين الأسد (غرب) والعاصمة بغداد في مرحلة أولى.

بيد أن الاتفاق الذي ينتظر التوقيع والإعلان مرهون بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط وفقا لليعقوبي، الذي أشار إلى أن جزءا من عملية تأجيل الإعلان عن اتفاق انسحاب قوات التحالف هو التصعيد الذي حدث في المنطقة.

بعد الحديث العراقي بأيام، جاء الرد الأمريكي غريبا، حيث فندت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” مزاعم حكومة السوداني عن جدولة الانسحابمن العراق. مؤكدة  أنها تواصل مع العراق مباحثات التعاون الأمني التي تتضمن دور قواتها في المنطقة.

وقال المتحدث باسم “البنتاغون” الميجر جنرال بات رايدر في لقاء مع الصحفيين، الثلاثاء الماضي، إن المباحثات الأمنية بين البلدين مستمرة من خلال مجموعة العمل التابعة للجنة العسكرية العليا الأمريكية العراقية.

وأضاف بأن الوزارة تعتزم مشاركة مزيد من التفاصيل حول الأمر عند انتهاء المباحثات التي قال إنها تتضمن أيضا “دور القوات الأمريكية في المنطقة”.

وأفاد المتحدث الأمريكي بأن العراق “يلعب دورا مهما للغاية” في المنطقة، دون مزيد من التفاصيل.

العراق.. ساحة صراع متقدمة
وبالنظر إلى التصريحات المتناقضة لا يبدو أن الانسحاب قد يتم قريبا، لكنه يسلط الضوء على أزمة حكومات العراق المتعاقبة وهي بين نقيضين كل طرف يسعى لإفراغ العراق من خصمه.

يرى الأسدي، أن "فكرة الانسحاب الأمريكي ليست جديدة ولا وليدة الساعة فمنذ سنوات لم يعد العراق أولوية للولايات المتحدة كما أن اهتمامها بالمنطقة ككل لم يعد بذات المستوى السابق خصوصا مع فتح جبهات أوسع وأهم سواء في شرق أوروبا أو بحر الصين الجنوبي".

وأوضح، أن "الولايات المتحدة فشلت بفرض إرادتها في العراق عدة مرات منذ 2003 وحتى الآن وربما أهمها انتخابات 2010، لكن دخول تنظيم داعش في 2014 أعاد لها بعضا من المساحة في البلاد، ومن ثم عاد الوضع إلى ما كان عليه وربما أسوأ بالنسبة للإدارة الأمريكية فمن يحكم الآن هي الأجنحة المسلحة للأحزاب الشيعية وتلك على عداوة صريحة مع الولايات واشنطن".

وبحسب الأسدي، فإن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني برفقة رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس مطلع 2020 كان اللحظة الحاسمة التي دفعت الأطراف العراقية القريبة من إيران للدفع باتجاه إنهاء الوجود الأمريكي.

واستبعد الأسدي، انسحابا أمريكيا سريعا حتى لو تم الاتفاق فعليا، بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة نتيجة العدوان على غزة، فإفراغ العراق من الأمريكيين لا يصب بمصلحة إسرائيل التي تحتمي كما هو معلوم بالقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

خارطة الانتشار
ويوجد حوالي 2500 عسكري أميركي بالعراق في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، كما ينتشر في البلاد مئات العسكريين من دول أخرى، أغلبها أوروبية.

وتعرضت القوات الأميركية في الشرق الأوسط لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل فصائل مسلحة في العراق وسوريا، على خلفية الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأبرم العراق والولايات المتحدة، اتفاقية الإطار الاستراتيجي عام 2008، الذي نظم خروج القوات الأمريكية المحتلة (2003- 2011)، والعلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية وغيرها بين البلدين، في مرحلة ما بعد إنهاء الاحتلال.

في كردستان العراق وفق اتفاقية مع أمريكا، تستخدم القوات الأمريكية "قاعدة قرب سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير، إضافة إلى قاعدتين حلبجة بمحافظة السليمانية والتون كوبري في كركوك"، وفقا لمصادر عراقية.

 وعلى صعيد محافظات الغرب والشمال، فإن القوات الأمريكية اتخذت قاعدة "عين الأسد" في قضاء البغدادي وقاعدة "الحبانية" في الأنبار كقاعدتين عسكريتين، عقب سيطرة تنظيم الدولة على أغلب مدن المحافظة في 2014.

كما تنتشر قرب مطار بغداد وفي قاعدة الرستمية وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين.



ليست المرة الأولى
تناقض التصريحات بين بغداد وواشنطن ليس الأول من نوعه، فقد اندلعت موجة تصريحات في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، بعدما أعلن السوداني، أنه لم تعد هناك ضرورة لوجود التحالف الدولي، الذي تشكل لمواجهة تنظيم "داعش"، باعتباره لم يعد يمثل تهديدا للدولة.

وأضاف السوداني أنه "خلال هذا الشهر ستجتمع اللجنة المشتركة مع الجانب الأمريكي، ونؤكد على العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة للتعاون الأمني، ومنفتحون في كل المجالات".

سريعا ردت وزارة الخارجية الأمريكية على السوداني قائلة، إن انتشار القوات الأمريكية في العراق، أمر متفق عليه مع الحكومة في بغداد، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بأن تنظيم الدولة لم يعد يشكل تهديدا، وأن بلاده لم تعد بحاجة إلى التحالف الدولي. 

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، "أن قوات بلاده، تتواجد في العراق، بناء على دعوة من الحكومة العراقية للقيام بمهمة تقديم المشورة والمساعدة والتمكين". 

وأضاف ميلر، "أن البنتاغون أكد في آب/ أغسطس العام الماضي، عبر بيان مشترك مع العراق على أن الوجود العسكري الأمريكي هناك جاء بناءً على دعوة من بغداد، بالإضافة لعزمنا على التشاور بشأن عملية مستقبلية تشمل التحالف لتحديد كيفية تطوير المهمة العسكرية للتحالف".

مقالات مشابهة

  • تحالف الانبار:تهريب النفط من الإقليم إلى تركيا وإيران بعلم السوداني
  • المالية النيابية:(31.5) مليار دولار سنوياً خسارة العراق جراء انخفاض أسعار النفط وعدم تسليم الإقليم إيرادات بيع النفط للخزينة الاتحادية وفق قانون الموازنة
  • واشنطن بوست: أمريكا تخطط لبقاء قوات في كردستان لحماية الإقليم من الفصائل
  • الموازنة تتعرض لـ3 هزات قوية.. نائب يكشف حجم تأثيرها على السيولة والتزامات الدولة
  • رغم قرار القضاء.. الإقليم يماطل بتوطين رواتب موظفيه ومطالب بتدخل بغداد
  • بغداد تؤكد والبنتاغون ينفي.. من يحدد مستقبل الوجود الأمريكي في العراق؟
  • بغداد تؤكد والبنتاغون ينفي.. من يحدد مستقبل التواجد الأمريكي في العراق؟
  • الكشف عن موعد صرف رواتب موظفي الإقليم لشهر آب
  • تاياني: الحكومة الإيطالية تتوخى الحذر تجاه تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • عالمياً.. استقرار أسعار النفط خلال تعاملات اليوم