دانيال فريدمان: الحرب على غزة تسير بشكل سيئ والنصر الشامل لا يمكن رؤيته.. إسرائيل ضعيفة للغاية
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
رأى البروفيسور الإسرائيلي دانيال فريدمان الذي شغل منصب وزير العدل في حكومة إسرائيل الحادية والثلاثين، أن الحرب في غزة "تسير بشكل سيئ".
وجاء في مقال نشرته صحيفة معاريف لدانيال فريدمان: "الحرب تسير بشكل سيئ. لقد تم التخطيط لها مسبقا دون إدراك أهمية عنصر الوقت، وتحولت إلى حرب استنزاف استمرت قرابة العام.
ورأى أن حماس تواصل القتال، وتجنيد المقاتلين الجدد، وتواصل توزيع المعدات الإنسانية، وعمليا "تستمر في السيطرة على القطاع"، متابعا: "وللأسف فإن ما حدث حتى الآن ليس فقط لا يردع أعداءنا، بل هو يحمسهم في الواقع".
وأردف فريدمان: "صحيح أن الدمار في غزة هائل وأن "الإرهابيين" وسكان غزة تكبدوا خسائر فادحة، ولكن في مقابل ذلك تقف الحقائق الصعبة من وجهة نظرنا. اتضح أن إسرائيل ضعيفة للغاية"، على حد تعبيره.
واعتبر أن ما حدث في 7 أكتوبر على يد عدة آلاف من المقاتلين، دون قوة جوية أو أسلحة ثقيلة، هز البلاد حتى النخاع، وعزز أمل إيران و"المنظمات الإرهابية" في أن يتمكنوا من تحقيق هدفهم".
وتابع في مقاله: "لقد أصبحت إسرائيل فريسة إجراءات قانونية دولية لا طائل من ورائها ولم تنفع في شيء، وتم تقويض مكانة المنظمة الدولية بشكل كامل. وتبين أيضا أن إسرائيل لم تتمكن منذ ما يقرب من عام من إسقاط منظمة "إرهابية" تسيطر على منطقة صغيرة، ويبدو أنها (إسرائيل) عاجزة أمام الدمار الرهيب في الشمال وأمام حقيقة أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين أصبحوا لاجئين في وطنهم".
وأكمل ومن وجهة نظره: "وتزايدت جرأة إيران والمنظمات الإرهابية. كل شخص حر في إطلاق النار على إسرائيل عندما يخطر بباله. صحيح أن الهجوم الإيراني وهجوم "حزب الله" (بعد الاغتيالات في دمشق وبيروت) توقفا، لكن في هذا الأمر يجب الحذر.. أولئك الذين لديهم الحرية في الهجوم عندما تنشأ الإرادة قد يفشلون عدة مرات، لكن خطر النجاح مرة واحدة يتزايد. لقد تعلمنا هذا في 7 أكتوبر. وعلى أية حال فإن الحرب "العادية" في الشمال مستمرة، وأبعاد الدمار تتسع.
وأكمل: "المصلحة الإسرائيلية واضحة.. يجب أن تنتهي الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن وأن يتم إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المختطفين. ولم تفهم الحكومة والجيش الإسرائيلي أهمية تقصير الحرب، كما لم يفهما الحاجة إلى مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية وإقامة حكومة بديلة لحماس"، مردفا: "والآن لم يعد من الممكن تصحيح التشويه، ويجب مواصلة النضال عبر القنوات الدبلوماسية، التي لم تحظ بالاهتمام المناسب منا. على سبيل المثال، من المهم اشتراط إعادة إعمار قطاع غزة بإقامة حكومة محلية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل، ولا يكون لحماس أي دور فيها. كما ينبغي على إسرائيل أن تسعى إلى تعزيز المحور السني، والتحرك بالتنسيق معه".
واستطرد: "هناك أيضا شيء يجب القيام به هنا. مصر عنصر مهم في هذا المحور، وتعتمد مصر بشكل كامل على المساعدات الاقتصادية الخارجية. ويجب بذل الجهود لضمان أن تشمل هذه المساعدة وقف التهريب من سيناء إلى غزة"، على حد زعمه.
وأكمل فريدمان: "الشيء الرئيسي هو السعي للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ومثل هذا الترتيب سيزيل أثر الصراع الإيراني ضدنا، وكما ذكرت فإن الواقع في إسرائيل يظهر أن ذلك ممكن رغم كل الصعوبات.. من المفهوم أن هناك حاجة لمحاربة "الإرهاب" في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية)، وليس الإرهاب العربي فحسب، بل الإرهاب اليهودي أيضا. ومن المفهوم أيضا أنه يجب وقف الاستفزازات في "جبل الهيكل" (التسمية الإسرائيلية للمسجد الأقصى) التي تساعد أعداءنا، والتفكير بدلا من ذلك في ترتيب يحفظ أمننا، وفي الوقت نفسه، يضمن الحكم الذاتي للفلسطينيين ويعزز الجانب المعتدل الموجود داخلهم".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب على غزة هجوم حزب الله حرب استنزاف حكومة اسرائيل حزب الله اسرائيل
إقرأ أيضاً:
فريدمان: لهذا السبب سيؤدي تنمر ترامب إلى نتائج عكسية
كتب توماس فريدمان أن ما يثير خوفه فيما يفعله الرئيس دونالد ترامب بإستراتيجيته القائمة على فرض التعريفات الجمركية على الجميع، هو أنه يفعل ذلك دون أدنى معرفة بكيفية عمل الاقتصاد العالمي، وإنما يقر ما بدا له فنَتبعه نحن في ذلك.
وذكر الكاتب المخضرم -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أنه ليس ضد استخدام التعريفات الجمركية لمواجهة ممارسات التجارة غير العادلة، ولكن الذي أشكل عليه هو أن ترامب لم يكن واضحا بالمرة، فهو أحيانا يقول إن التعريفات الجمركية تهدف إلى زيادة الإيرادات، ومرة لإجبار الجميع على الاستثمار في أميركا، ومرة أخرى لمنع دخول الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحالف عسكري أوروبي من 50 ألف جندي قد يكون مفتاح استقرار أوكرانياlist 2 of 2خبير إسرائيلي: جيشنا سيئ ومسعور ولم يعد يثق بنفسهend of listوتساءل فريدمان: أي هذه هي المستهدفة؟ موضحا أن ما ينتظره الأميركيون من ترامب هو أن يقدم لهم خطته، فيكشف رؤيته لكيفية عمل الاقتصاد العالمي اليوم، ويوضح كيف سيعزز مكانة أميركا في ذلك، فيقول مثلا: نحن هنا بحاجة إلى خفض الإنفاق وفرض الرسوم الجمركية والاستثمار، وهذا هو ما يدفعنا للقيام بالخطوات كذا وكذا وكذا.
لو حدث ذلك لكان علامة للقيادة الحقيقية، غير أن ترامب، بدلا من ذلك، يهدد بفرض رسوم جمركية على المنافسين والحلفاء على حد سواء دون أي تفسير مرْضي، ودون الإشارة إلى احتمال أن تضر هذه الرسوم الجمركية بالصناعة والمستهلكين في الولايات المتحدة.
إعلان
"إنها فوضى عارمة" كما أشار جيم فارلي الرئيس التنفيذي لشركة فورد موتور بشجاعة، لأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% عبر حدود المكسيك وكندا من شأنه على الأمد البعيد أن يحدث تصدّعا في الصناعة الأميركية لم نشهده من قبل.
ولذا يرى فريدمان أن ترامب إما أنه يريد لهذا التصدع أن يحدث وإما أنه يخادع وإما أنه جاهل، وإذا كان الأمر الأخير، فعليه أن يتلقى دورة تدريبية مكثفة في الحقائق القاسية للاقتصاد العالمي كما هو حقا، لا كما يتخيله هو، على حد تعبير فريدمان.
ويقترح الكاتب أن تكون هذه الدورة على يد إريك باينهوكر عالم الاقتصاد بجامعة أكسفورد، الذي لفت انتباهه بقوله إنه "لا يمكن لأي دولة في العالم بمفردها أن تصنع آيفون"، موضحا أنه لا توجد دولة واحدة ولا شركة على وجه الأرض لديها كل المعرفة والأجزاء وبراعة التصنيع والمواد الخام التي تدخل في ذلك الجهاز الموجود في جيبك.
وتقول شركة آبل إنها تجمع هاتف آيفون وأجهزة الكمبيوتر والساعات بمساعدة "آلاف الشركات وملايين الأشخاص في أكثر من 50 دولة ومنطقة"، وهم يساهمون "بمهاراتهم ومواهبهم وجهودهم في بناء وتسليم وإصلاح وإعادة تدوير منتجاتنا".
ووجهة نظر باينهوكر -حسب الكاتب- هي أننا نتحدث عن نظام بيئي ضخم لجعل هذا الهاتف رائعا وذكيا ورخيصا للغاية، وهناك فرق كبير بين العصر الذي نعيش فيه الآن، والعصر الذي يعتقد ترامب أنه يعيش فيه، وهو أن الأمر اليوم لم يعد "الاقتصاد، يا غبي". كان ذلك عصر الرئيس بيل كلينتون، أما اليوم "فإن الأمر يتعلق بالنظم البيئية، يا غبي".
ويزعم باينهوكر، الذي يشغل أيضا منصب المدير التنفيذي لمعهد الفكر الاقتصادي الجديد في كلية مارتن بجامعة أكسفورد، أنه في العالم الحقيقي "لم يعد هناك شيء مثل الاقتصاد الأميركي يمكن تحديده بأي طريقة حقيقية وملموسة، فما هناك هو فقط هذا الخيال المحاسبي الذي نسميه الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة"، مع أن "هناك مصالح أميركية في الاقتصاد، وهناك عمالا أميركيين ومستهلكين أميركيين وشركات مقرها أميركا، ولكن لا يوجد اقتصاد أميركي بهذا المعنى المعزول".
إعلان"كنت أنت تصنع النبيذ وأنا أصنع الجبن، وكان لديك كل ما تحتاجه لصنع النبيذ وكان لدي كل ما أحتاجه لصنع الجبن، وبالتالي كنا نتاجر فيما بيننا مما جعلنا أفضل حالا، ولكن تلك الأيام ولت منذ زمن بعيد"، إلا في رأس ترامب كما يستدرك الكاتب.
وبدلا من ذلك، هناك شبكة عالمية من "النظم البيئية" التجارية والتصنيعية والخدمية، كما يوضح باينهوكر، "فهناك نظام بيئي للسيارات، وآخر للذكاء الاصطناعي، وآخر للهواتف الذكية، وآخر لتطوير الأدوية، وآخر لصنع الرقائق"، أما الأشخاص والأجزاء والمعرفة التي تشكل هذه النظم البيئية فتتحرك ذهابا وإيابا عبر العديد من الاقتصادات.
ويضرب الكاتب أمثلة من الصناعات التي تعبر الحدود وتتعاون فيها شركات ودول مختلفة مما يزيد من سرعة الإنتاج وجودته ورخصه، مثل تطوير اللقاحات المتاحة حاليا أثناء جائحة كوفيد-19، حيث كان هناك تعاون عالمي غير مسبوق من خلال شراكات منسقة بين الحكومات والصناعة والمنظمات المانحة والمنظمات غير الربحية والأوساط الأكاديمية، وإلا "كان تطوير اللقاحات تقليديًا يستغرق من 10 إلى 20 عاما".
وختم فريدمان بأن الثقة هي العنصر الأساسي الذي يجعل الأنظمة البيئية تعمل وتنمو، حسب باينهوكر، فهي تعمل كالغراء والشحم، تلصق روابط التعاون، وفي الوقت نفسه تسهل تدفق الناس والمنتجات ورأس المال والأفكار من بلد إلى آخر، وبالتالي إذا أزلنا الثقة تبدأ الأنظمة البيئية في الانهيار.
أما الثقة فتُبنى على قواعد جيدة وعلاقات صحية، ولكن ترامب -كما يرى فريدمان- يدوس عليهما كليهما، وبذلك سيجعل أميركا والعالم أكثر فقرا. السيد الرئيس، قم بأداء واجبك، يقول فريدمان.