هيئة الأسرى ونادي الأسير: استشهاد الأسير الغزّي نصر زيارة في سجن الرملة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
غزة - صفا
أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، استشهاد الأسير نصر سالم سعيد زيارة من غزة، في سجن الرملة.
وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان مشترك، وصل وكالة"صفا"، أن الأسير زيارة (65 عامًا) ارتقى في السادس عشر من آب/ أغسطس الجاري، وهو واحد من بين العشرات من أسرى غزة الذين ارتقوا نتيجة لعمليات التّعذيب الممنهجة.
واعتقل الشهيد زيارة في 29 كانون الأول/ديسمبر 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عامًا)، والقابع في سجن النقب.
وبحسب عائلة الشّهيد زيارة، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، "اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في حي التفاح، وتعرض هو ونجله لتحقيق ميداني داخل المنزل، إلى جانب عمليات التّنكيل التي استمرت لساعات قبل اعتقالهما".
وذكرت الهيئة والنادي، أنّه وبحسب أسرى جرت زيارتهم في سجن (الرملة)، "أكدوا أنّ الشهيد زيارة نقل إلى سجن (الرملة) قبل استشهاده بأسبوع، وكان يعاني من وضع صحي صعب جدا، ومنها حروق في الجزء السفلي من جسده، ولم يكن قادراً على السير على قدميه، ومكث لمدة أسبوع في سجن (الرملة) إلى أن اُستشهد فيه، فيما أكدت عائلته أنّ الشهيد نصر كان يعاني من مرض السكري، ومشاكل في القلب، ولم يكن يعاني من أية حروق في جسده عند اعتقاله".
وأضافت الهيئة والنادي أنّه وباستشهاد المعتقل زيارة فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين المعلن عنهم بعد تاريخ السابع من أكتوبر، منذ بدء حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة يرتفع إلى (24) شهيداً، وهم المعلن عنهم فقط والمعروفة هوياتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، ولا يوجد رقم نهائي ودقيق لأعدادهم حتى اليوم، هذا عدا عن معتقلين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية.
وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر زيارة، الذي تعرض لجريمة مركبة من خلال عملية اعتقاله والتنكيل به، واحتجازه في ظروف مذلة وقاسية كما كافة معتقلي غزة الذين يواجهون عمليات تعذيب –غير مسبوقة- بكثافتها ومستواها، لتُضاف هذه الجريمة إلى سجل الجرائم المستمرة بحقّ شعبنا، والمتصاعدة منذ بدء حرب الإبادة، وأحد أوجهها التعذيب الممنهج بحقّ الأسرى.
ويأتي استشهاد المعتقل زيارة، مع استمرار تصاعد الشهادات الصادمة والمروّعة لمعتقلين من غزة عن مستوى عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال والجرائم التي نفذت بحقهم بمختلف مستوياتها ومنها عمليات اغتصاب، سواء لمعتقلين أفرج عنهم، أو من خلال الزيارات المحدودة التي جرت لمعتقلين من غزة في بعض السجون والمعسكرات.
يُذكر أنه وباستشهاد زيارة فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 يرتفع إلى (261) وهم فقط الشهداء المعلن عنهم من قبل المؤسسات بحسب ما توفر لهم من معطيات موثقة على مدار العقود الماضية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: سجن الرملة التعذيب الهیئة والنادی فی سجن
إقرأ أيضاً:
"ماذا بقي لنا؟".. هكذا ينظر الغزّيون إلى اتفاق وقف إطلاق النار
بينما يعاني الفلسطينيون في غزة من آثار الحرب المدمرة، التي استمرت أكثر من 15 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، تظل آمالهم في وقف إطلاق النار، الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء الماضي، متواضعة. فهم يريدون فقط العودة إلى منازلهم التي دُمرت، والنوم ليلة واحدة بلا خوف، وإيجاد مساحة للحزن على من فقدوهم، كما أوردت صحيفة "واشنطن بوست".
محمد أبو القَس، مدير تسويق يبلغ من العمر 32 عاماً، يعيش الآن في منزل متضرر بشدة مع 33 شخصاً آخرين في مدينة النصيرات بوسط غزة. عبّر عن مشاعره المختلطة للصحيفة وهو يشاهد الناس يحتفلون بالاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وقطر ومصر. وقال: "فرحتهم تكسر قلبي، لأننا ماذا بقي لدينا؟".
إذا دخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم بعد غد الأحد كما هو مخطط، فإن وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يوماً سيمنح سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بعض الراحة من حرب، وصفتها السلطات الصحية الفلسطينية بأنها أودت بحياة أكثر من 46 ألف و600 شخص. وفي المقابل، وافقت حماس على الإفراج عن 33 رهينة من الذين اختطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
Israel and Hamas agree to a deal that will pause fighting in Gaza and lead to the phased release of hostages and Palestinian prisoners, source says https://t.co/0EdS87dQil
— CNN International (@cnni) January 15, 2025 آثار الحرب المستمرةومنذ ذلك الهجوم، دُمرت أجزاء كبيرة من غزة بالكامل، وتحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض. إلى جانب ذلك، انتشرت الأمراض بشكل واسع في القطاع الذي يعاني من الجوع، ويقف على شفا الكارثة الإنسانية. ووفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 90% من الناجين هم نازحون، وكثير منهم نزحوا أكثر من مرة.
ويروي أبو القَس معاناته الشخصية، قائلاً إنه ما زال يرتدي نفس البنطال الذي كان عليه عندما بدأت الحرب، وقد أصبح الآن ممزقاً. تعرض للإصابة مع والدته خلال غارة جوية، وخلال الأسبوع الأخير، أصاب صاروخ منزلاً مجاوراً فتناثرت أشلاء الجثث في منزله، مما جعله يشعر وكأن الموت يلاحقهم حتى اللحظة الأخيرة.
وعلى الرغم من إعلان الاتفاق، إلا أن القصف استمر يوم أمس الخميس. وفقاً لمحمود البسّال، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، قُتل 77 شخصاً على الأقل، من بينهم 25 امرأة و21 طفلاً، في غارات إسرائيلية. عبر السكان عن خشيتهم من تصاعد الهجمات قبل بدء الهدنة.
وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف حوالي 50 "هدفاً إرهابياً" في غزة، وأكد اتخاذ "خطوات عديدة" لتجنب الإضرار بالمدنيين.
Hamas and Israel reached a deal for a ceasefire in Gaza that mediators said would take effect on Sunday and include a release of hostages https://t.co/sYNIOKsQcb pic.twitter.com/3rM3zDfV19
— Reuters (@Reuters) January 16, 2025 ما بعد الاتفاقوبحسب الصحيفة، فإنه خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يتكون من 3 مراحل، سيُسمح للسكان النازحين بالعودة إلى منازلهم، أو ما تبقى منها.. ويقول أبو القَس: "نريد فقط أن ينتهي كل شيء، حتى نستطيع البكاء ونضع خيمة فوق أنقاض منزلنا".
وأما محمد الجمال، الذي يعيش الآن في خيمة مساحتها 22 متراً مربعاً، مع 10 أفراد من عائلته في منطقة المواصي جنوب غزة، فيخطط للعودة إلى منزله في رفح يوم بعد غد الأحد، رغم أنه لا يعلم ما إذا كان لا يزال قائماً. ويقول: "حتى لو كان مدمراً، أريد أن أعيش فوق أنقاضه".
وفي الوقت الحالي، تعيش عائلة الجمال مع القليل من المأوى ضد الرياح والأمطار، وتفصلهم قطعة قماش مهترئة عن جيرانهم. وأضاف أن "منطقة المواصي، التي تم الإعلان عنها كمنطقة إنسانية من قبل إسرائيل، لا توفر الأمان من القصف. في الواقع، هي غير صالحة للعيش تماماً".
The first phase of the agreement, brokered by the U.S., Qatar and Egypt will halt, for now, a 15-month war that changed the Middle East. It includes plans for a limited withdrawal of Israeli troops from Gaza and a surge in humanitarian aid to the enclave. https://t.co/1vRA7T1Nep
— The Washington Post (@washingtonpost) January 15, 2025 الاحتياجات العاجلةويتضمن الاتفاق زيادة كبيرة في المساعدات خلال فترة الهدنة الأولى، حيث يُتوقع دخول أكثر من 500 شاحنة يومياً، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.
ووصف جمال الحرب بأنها "كابوس من الموت والخوف يطاردنا على مدار الساعة".
وتقول الصحيفة إن المستقبل في غزة لا يزال غير واضح. فمن المتوقع أن تبدأ مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث سيتم الإفراج عن باقي الرهائن مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية. لكن خطط إعادة الإعمار ومن سيدير القطاع تظل غامضة.
وقال محمد جمال إنه "لا يريد عودة حكم حماس"، محملاً إياها مسؤولية تدمير غزة. وأضاف "إذا لم يكن بالإمكان عودة السلطة الفلسطينية، فلتحكمنا أي قوة عربية".
شكوك حول وقف إطلاق الناركما أن هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سينجح، أو حتى إذا كان سيدخل حيز التنفيذ. وقال خالد وليد، البالغ من العمر 31 عاماً، والذي يعيش مع أسرته في منزل مدمر في دير البلح، إنه يفكر في مغادرة غزة إذا فُتح المعبر مع مصر خلال الهدنة.
وأضاف "أريد أن أعطي عائلتي فرصة جديدة للحياة. لقد فقدنا كل شيء. أريد أن أبني مستقبلاً لأطفالي بعيداً عن الموت والقتل".
وأما عبير ماهر، وهي أم لـ 3 أطفال نازحة من غزة إلى دير البلح، فقالت إنها تشكر الله على وقف إطلاق النار، لكنها لا تستطيع أن تشعر بالسعادة، مضيفة "الآن يبدأ العذاب الحقيقي وإدراك ما حدث. لم يبقَ شيء.. فقط الآن يمكنني أن أبدأ في الحزن على أقاربي وأصدقائي".