سنوات طويلة ابتعدت فيها مصر عن إفريقيا، وتحديدًا بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان يرى أن أمن مصر واستقرارها مرتبط بأفريقيا، لذلك كان حريصًا على أن يكون هناك تواصل دائم، لدرجة أنه أنشأ عددًا من الإذاعات بعدة لغات ولهجات أفريقية، حتى يصل إلى العمق الأفريقى.
وحسنًا فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قرر العودة إلى قلب أفريقيا، وهى رؤية صائبة تمامًا، وشاهدنا خلال الأيام الماضية تحركًا مصريًا كبيرًا، على أصعدة مختلفة، اقتصادية وصحية وأمنية فى نيجيريا والصومال وإريتريا وأوغندا، وغيرها من الدول.
أفريقيا وتحديدًا القرن الأفريقي، ليست مجرد منطقة جغرافية، لكنها البوابة الخلفية لأمن مصر واقتصادها، ويشهد التاريخ أن مصر كانت حريصة أشد الحرص على هذا المنفذ وخاصة أن حماية منابع النيل شهدت أزهى مراحلها فى عصر محمد علي.
ومن المؤسف أن مصر فرطت فى هذه المنطقة وفرطت فى تواجدها ودورها الرائد فى أفريقيا بعد رحيل «عبدالناصر»، لكنها عادت مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لكى تمارس دورها مع الأشقاء. وخلال فترة الرئيس «السيسي» شاهدناه لا يدخر أى جهد من أجل عودة مصر إلى أفريقيا، وعودة أفريقيا إلى مصر، لذلك كان حريصًا كل الحرص على التواجد فى عدد من المناسبات فى عدة دول أفريقية، وبالتالى كان نتيجة تلك الزيارات إبرام عدد كبير من الاتفاقيات المهمة.
وشهدت الأيام الماضية نشاطًا مصريًا ملحوظًا نحو القرن الافريقى، وتحديدًا فى الصومال، وقد يرى البعض هذا الأمر رسالة إلى دول مجاورة، لكن تاريخ العلاقات المصرية الصومالية يعود إلى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ودائمًا كانت مصر داعمًا لوحدة التراب الصومالى، وخلال العامين الأخيرين شهدت العلاقات زخمًا كبيرًا، ارتفع مع وصول الرئيس حسن شيخ محمود إلى حكم الصومال، وخلال العامين الأخيرين شهدت العلاقات أربع قمم رئاسية، إلى جانب فتح خط طيران مع مقديشو، وقبل ذلك قامت مصر بتدريب عدد من أبناء الشرطة الصومالية.
ولأن مصر تدرك أهمية قطاع البنية التحتية، من طاقة وطرق وربط كهرباء أو ربط طرق، وهى الأسس التى تقوم عليها التجارة والتبادل الاقتصادى، فإنها لم تتوقف عن السعى لتطبيق الشراكة والتعاون مع دول القارة السوداء، وكان مشروع سد «جوليوس نيريرى» العملاق فى تنزانيا أحد أكبر مشروعات التعاون بين مصر والأشقاء فى القارة، حيث تم تنفيذه بأياد مصرية وتنزانية، لتوليد طاقة كهربائية تقدر بـ«2.5» جيجاوات، وهو دليل على حرص مصر على مشاركة الخبرات مع الدول الأفريقية الشقيقة.
كما ترى مصر أن أفريقيا تمثل عمقًا اقتصاديًا وأمنيًا، لذلك أبرمت اتفاقات اقتصادية كثيرة، كما أنها حرصت على أن تكون هناك اتفاقات أمنية وعسكرية بهدف تأمين العمق المصرى، فى ظل انتشار الإرهاب، خاصة أن بعض المنظمات الإرهابية تجد فى أفريقيا بيئة خصبة لتجنيد شبابها بسبب الفقر وتدنى مستويات الحياة المعيشية هناك، ولذلك كانت مصر حريصة على إبرام اتفاقيات حماية لهذه الدول وحماية لأمننا القومى.
عودة مصر إلى أفريقيا بمثابة عودة الروح للجسد، لأننا جزء منها، وبالتالى كانت وجهة نظر الرئيس عبدالفتاح السيسى صائبة جدًا فى هذا الإطار، خاصة أن القارة السمراء تمتلك ثروات ضخمة مما جعلها مطمعا للدول الغربية التى حاولت وما زالت تحاول نهب خيراتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزاد عودة مصر إلى أفريقيا أمجد مصطفى رحيل الرئيس جمال عبدالناصر امن مصر العمق الأفريقي أن مصر
إقرأ أيضاً:
دينية الشيوخ: مصر كانت وستظل السد المنيع في الحفاظ على القضية الفلسطينية
أشاد النائب نادر يوسف نسيم، وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، بجهود القيادة السياسية في تحقيق هدنة غزة وتبادل الأسرى، مشيرًا إلى أنه منذ اليوم الأول للأزمة، كانت القيادة المصرية في طليعة الدول الداعمة للحلول السلمية، باعتبار الهدنة السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأوضح نادر نسيم، في تصريح صحفي اليوم، أن سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي عززت مكانة مصر الدولية، وجعلتها محل تقدير من جميع الأطراف، منوهًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية المصرية لاستكمال الهدنة وإنجاح عملية تبادل الأسرى.
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا للجهود الدبلوماسية الفاعلة التي تبذلها مصر على الساحة الدولية، حيث استطاعت، بفضل حكمة قيادتها وعلاقاتها الدولية المتميزة، أن تكون العامل الحاسم في تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
وأضاف نادر نسيم أن مصر تتبنى موقفًا ثابتًا وواضحًا برفض أي محاولات للتهجير القسري، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس التزامها الثابت بحماية حقوق الإنسان في ظل الأزمات.
وحذر من أن التهجير القسري يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، مؤكدًا أن مصر تقف دائمًا ضد أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان قطاع غزة.
واختتم النائب نادر يوسف نسيم تصريحه بالتأكيد على أن مصر كانت وستظل السد المنيع في الحفاظ على القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور الرئيس السيسي في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على الدوام، وأهمية التهدئة في هذه المرحلة.