أكد أحد كبار الأطباء النفسانيين في إسرائيل أنه لا يزال من الصعوبة بمكان تقدير عدد الإسرائيليين الذين أصيبوا أو سيصابون باضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكشف طبيب الأمراض النفسية البروفيسور شلومو مندلوفيتش -في حوار أجراه معه الكاتب روتيم شتاركمان ونشرته صحيفة هآرتس- أن الحالات الجديدة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تتراوح ما بين 60 ألفا إلى 600.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين أفيرز: سقوط محمود عباس وفشل السلام الوطنيlist 2 of 2وول ستريت جورنال: ما معضلة إسرائيل وإيران حاليا؟end of list

وفي مستهل الحوار، قال مندلوفيتش (59 عاما) إن المصابين باضطراب ما بعد الصدمة تنتابهم وساوس الخوف والقلق الشديد وقلة الحيلة، وهي أعراض تعود أسبابها إلى تذكر المريض لحدث ما يجعله عاجزا فعلا عن ممارسة حياة طبيعية.

أرقام كبيرة

وأشارت الصحيفة إلى أن البروفيسور شلومو مندلوفيتش يعمل مديرا لمركز شالفاتا للصحة العقلية في مدينة هود هشارون بوسط إسرائيل، وأُنيطت به مسؤولية الإشراف على علاج ضحايا اضطرابات ما بعد الصدمة.

وذكر الطبيب النفسي أنه بعد شهر من هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت تظهر هذه الحالات، والأرقام حاليا تشير إلى أن واحدا من كل 3 إسرائيليين يعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وأن الجنود الإسرائيليين في غزة يقاومون تلك الأعراض قبل حدوثها.

وقال إن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من البلدات الواقعة في غلاف غزة إلى مدينة إيلات يجسدون حالة الانهيار التي يعاني منها مجتمع "محطم".

وأضاف أن حجم الرعب الذي عاشه الإسرائيليون هائل جدا لدرجة أنه من الصعب أن تجد شخصا تعرض لما سماها "المذبحة" (في إشارة إلى هجوم حماس) لم يعانِ بطريقة ما من تبعاتها.

وتابع قائلا: إن المعاناة أضعفت صلابة بعض الفئات الاجتماعية الإسرائيلية، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، "فما زلنا نعيش حالة حرب، وهناك من تم إجلاؤهم من مساكنهم أو فرّوا".

هل من علاج؟

لكن كيف للطبيب مندلوفيتش أن يعرف أن شخصا ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة؟ يجيب على هذا السؤال بالقول إن أعراض الإصابة لا تظهر على الفور، بل يحدث ما يسمى اضطراب "الكرب الحاد" أولا، ثم يحدث بعده اضطراب ما بعد الصدمة. ويتجاوز معظم الناس المرحلة الأولى، لكن تتحول الحالة عند البعض إلى اضطراب ما بعد الصدمة.

وسأله الصحفي شتاركمان: هل هناك نظام لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة؟ فأجاب بالنفي، مضيفا أن هذا المرض ليس التهابا في الحلق، بل هو اضطراب معقد، ويرتبط العلاج المناسب بأسئلة أساسية أكثر مما يتعلق بالصدمة نفسها.

وعن العلاج الجماعي للحالات، قال إن تجميع المصابين بالصدمات في مكان واحد قد يكون خطيرا؛ ذلك أنه إذا تعرض شخصان لنفس الحدث المؤلم، وكان أحدهما فقط قادرا على مناقشة الصدمة، فإن الشخص الذي لا يستطيع التحدث قد يستحضرها ويعيش المعاناة مرة أخرى.

ويستدرك الطبيب قائلا إن إدارة العلاج بحذر، ومعرفة كيفية التواصل مع المرضى إلى جانب التنبه للتواصل غير اللفظي، ومراقبة ردود أفعالهم، كل ذلك يمكن أن يثمر عملا جيدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات اضطراب ما بعد الصدمة

إقرأ أيضاً:

استطلاع رأي: 29% فقط من الإسرائيليين يثقون في نتنياهو

أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 13 العبرية أن 22% فقط من المستجيبين أعربوا عن ثقتهم في حكومة الاحتلال، بينما قال 75% إنهم يثقون بالجيش الإسرائيلي.


وكشف الاستطلاع أن ثقة الجمهور برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلغت 29% فقط، بينما أعرب 47% عن ثقتهم برئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أول هرتسي هاليفي. 


وتبلغ الثقة بقدرات وزير الدفاع يسرائيل كاتس 24% فقط.


كما سأل الباحثون المستجيبين عن تعريفهم للنصر في الحرب ضد حماس في قطاع غزة - حيث قال 68% إنه لن يتحقق إلا بعودة جميع الرهائن، وقال 12% إنه سيشهد ضم غزة وفرض السيادة الإسرائيلية على القطاع، وقال 4% إن عودة سكان الحدود إلى منازلهم ستكون تعريفًا للنصر، وقال 8% إنه سيشهد إنشاء قيادة فلسطينية معتدلة في غزة بخلاف حماس، وقال 8% إنهم لا يعرفون.


ولم تنشر الوكالة تفاصيل حول المنهجية أو هامش الخطأ في الاستطلاع.

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التوحد
  • اكتشاف سمة غريبة للذين يعانون من فقدان الشم الخلقي
  • إسرائيل تنشئ أول وحدة قتالية للمتدينات لمواجهة نقص الجنود
  • استطلاع رأي: 29% فقط من الإسرائيليين يثقون في نتنياهو
  • معدلات التوحد المرتفعة عالميا تدق ناقوس الخطر!
  • استطلاع: 74% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تعيد كل الأسرى
  • هآرتس: قضاة إسرائيل يستسلمون لنتنياهو سيد الأكاذيب
  • مرض يتسبب في نحافة المغنية العالمية إريانا جراندي.. تحولت لهيكل عظمي
  • منظمة حقوقية: إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين بقطع الماء عن غزة
  • بعد التراجع 25 عاما إلى الوراء في مستوى تحصيل تلامذتنا في العلوم، هل تحدث الصدمة التربوية؟