قوات مصرية فى الصومال، جملة تصدرت كافة مانشيتات الصحف العربية والعالمية، لا يخلو منها شريط الأخبار لكافة القنوات الإخبارية العالمية، تتنافس وسائل الإعلام ونشرات الأخبار على استضافة محللين سياسيين وعسكريين، لم تكن جملة عابرة بل هى فى حقيقتها تحمل الكثير من الدلالات الهامه، ولمن لا يعرف فإن آخر تصنيف دولى لجيوش العالم حسب مركز GLOBAL FIRE POWER لعام 2024 جاء ليعلن حلول الجيش المصرى فى المرتبة الـ15 عالميا والأولى عربيا، ما يؤكد هذه الدلالات أننا قوة لا يستهان بها، ورقم كبير فى المعادلة على كافة الجبهات وكافة الأحداث، وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأشقاء فى الصومال، هو دعم وشهامة ورجولة من رئيس مصر عبدالفتاح السيسى  تجاه الأشقاء فى مقديشو.


دلالات ورسائل التواجد المصرى فى الصومال كثيرة، وبكل صراحة وبدون مؤاربة، تحمل عدة رسائل منها أن الجيش المصرى له الذراع الطولى فى المنطقه وأنه رمانة ميزان استقرار الشرق الأوسط، وأعلنها وبكل صراحة أننا لسنا جيشاً عدائياً، ولدينا جيش لا يقهر، فلا بد لمن يتعامل مع مصر، أن يتحسس مواقفه، فلن تقبل مصر أى تجاوز للحقوق ولا بمقدرات الشعب المصرى، كما أنها تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف.
قرأت تعليقاً لأستاذى الخبير الاستراتيجى الوطنى اللواء سمير فرج، يرى فيه أن مصر تستهدف من حضورها العسكرى فى الصومال 3 محددات: «أولاً مساعدة الجيش الصومالى ورفع كفاءته القتالية للتعامل مع عمليات (منظمة الشباب) الإرهابية عبر الخبرات الكبيرة للجيش المصري، وثانياً دعم وحدة الأراضى الصومالية برفع كفاءة قواتها المسلحة، وثالثاً تعزيز مشاركة مقديشو فى تأمين قناة السويس من باب المندب».
بعثت كلمات اللواء سمير فرج لدىّ حالة من الأريحية، وقطعت الطريق أمام مروجى التصريحات غير المسئولة وغير المنضبطة، ولتؤكد أن تلك الخطوة تستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين عبر «تطبيق الاتفاقيات على أرض الواقع»، وأن الوجود العسكرى المصرى «سيكون لتدريب القوات الصومالية والمشاركة فى قوات حفظ السلام»، فى ضوء محددات أبرزها «دعم مقديشو فى مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضيها».
تواجد مصر فى الصومال أحيا ذكرى وإرثاً طيباً من المحبة والوفاق، إبان حقبة الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان له دور كبير فى مساعدة الصومال من الاستعمارين الإيطالى والبريطانى ونالت استقلالها عام 1960، ويحمل الصوماليون لمصر مشاعر طيبة عنوانها النصرة والفزعة للتغلب على الصعاب والأزمات.
فى نفس الاتجاه هناك ترحيب شعبى كبير لوجود القوات المصرية على أرض الصومال لمساعدتهم فى بسط الأمن والاستقرار فى بلادهم ببناء جيش وقوات قادرة على مجابهة القوات غير النظامية التى تسعى لشق صف البلد العربى الأفريقى الحبيب.
التقارب المصرى الصومالى يرجع إلى فطنة الرئيس السيسى ودراسته المتعمقة لأبعاد الأمن القومى المصرى، والنجاح فى إبرام الاتفاقيات والمعاهدات التى تؤكد أن سيادته يمتلك فكراً استراتيجياً على أعلى مستوى، تعبر عنه وبصدق  تلك الرسائل التى يبعث بها الرئيس للشعب المصرى، والتى تحمل كلها وفى مجملها أن  «مصر بخير».
إن تداول صور احتفالات الأطفال الصوماليين بقدوم ضباط وجنود الجيش المصرى، والتصريحات السابقة والحالية للمسئولين الصوماليين والتى منها ما قاله وزير التجارة والصناعة الصومالى فى حوار خاص سابق مع جريدة اليوم السابع اليومية «إذا كان ناصر هو زعيم أفريقيا فى القرن العشرين، فنحن نرى السيسى أيضاً زعيماً لأفريقيا فى القرن الواحد والعشرين»... أمور تدعو للفخر بأن مصر تخطو خطوات ثابتة، وخلفها جيش عتيد وقادة عظام كتب التاريخ عنهم شهادات وبطولات بحروف من نور، فى الإخلاص والتضحية وحب الوطن. وهم قادرون وبكل فخر على حماية القرن الأفريقى من تغول المعتدين أو الموتورين، متسلحين بعقيدة راسخة وإيمان مستقر ومواثيق ومعاهدات دولية وأفريقية وعربية تضفى الشرعية على ما يقومون به، حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها وجيشها البطل وقادته العظام.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية 
المحامى بالنقض 
عضو مجلس الشيوخ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ كلمة حق طارق عبدالعزيز الجیش المصرى فى الصومال

إقرأ أيضاً:

الأرشيف العسكري يعزز التعاون بين القوات المسلحة الملكية و الجيش الإسباني

زنقة 20 | علي التومي

تنفيذاً للتعليمات الملكية السامية، وفي إطار التعاون الثنائي العسكري بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الإسبانية، قام وفد عسكري برئاسة اللواء يوسف المهدي، رئيس مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بزيارة رسمية إلى إسبانيا في الفترة من 13 إلى 17 يناير 2025.

وخلال هذه الزيارة، ناقش الطرفان جودة العلاقات التاريخية المتميزة بين المغرب وإسبانيا، والتي تنعكس في التعاون العسكري الثنائي، خاصة في مجالات التاريخ والتراث العسكري، كما تم التعبير عن رغبة مشتركة في تعزيز هذا التعاون مستقبلا.

وشملت الزيارة جولة ميدانية لعدد من المؤسسات العسكرية الإسبانية المتخصصة في المتاحف والأرشيف، بما في ذلك المعهد العسكري للتاريخ والثقافة بمدريد، والأرشيف العسكري العام لشقوبية، والمتحف العسكري بطليطلة.

وفي ختام الزيارة، وقع اللواء يوسف المهدي الدفتر الذهبي، بينما أكد رئيس المعهد العسكري للتاريخ والثقافة الإسباني التزام بلاده بتطوير العلاقات مع المغرب في مجالات الأرشفة والحفاظ على التراث والتسيير المتحفي.

مقالات مشابهة

  • شاهد | طوفان العودة في لبنان وفلسطين.. دلالات تفوق المشهد
  • الخط السياسي الجديد لقحت هو صناعة خلاف ما بين الجيش والشارع
  • أجمل كلمات ورسائل عيد الحب 2025
  • الجيش الصومالي ينفذ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد "الخوارج" بإقليم هيران
  • وزير خارجية الصومال: الشعب الصومالي يحتاج لوجود القوات المصرية إلى جانبه
  • وزير خارجية الصومال: شعبنا يحتاج القوات المصرية إلى جانبه
  • وزير خارجية الصومال: مصر قبلة الطلاب الصوماليين في السبعينيات.. والشعب المصري بطل
  • الأرشيف العسكري يعزز التعاون بين القوات المسلحة الملكية و الجيش الإسباني
  • قائد الجيش السوداني يزور مقر القيادة العامة في الخرطوم بعد تحريره
  • كيف تؤثر سيطرة الجيش على مقره الرئيس في خارطة الحرب السودانية؟