يسألون عن سبب حزنى! ألم يدركوا بأن فقدان أبى يقتلنى، فقد اختفى الضوء الذى أنار مسيرتى، ولم يعد بيتنا حلوًا كسائر البيوت، مع رحيله لم تعد الحياة مثلما كانت، انكسر الضلع الذى كان يحمى من الصدمات، وغدر الأيام، فلم يعد عكاز القلوب الذى يتكئ عليها الجميع فى الفرح والحزن.
أغلقت الأبواب يا أبى... فمشاهد الذكريات كلها مؤلمة، بالأمس القريب كانت أمى، ومع وداعاا لم يفتح باب منزلنا القديم الذى كان يحلو لها أن تقضى به كل أوقاتها، كونه المكان الذى سطر كل تفاصيل رحلتها، واليوم أرى منزلنا الجديد، وقد أغلقت أبوابه بعد وداعك يا أبى.
لم يحظ أبى بقدر من التعليم، ولكن تعلم فى مدرسة الحياة، واكتسب الحكمة من تجاربه، ومسيرته الطويلة، كان يتعامل مع الأمور بحكمة ولين، كان قارئًا جيدًا للأشخاص، كان قادرًا على فرز الطيبين وغير الطيبين.
إصراره وعزيمته فى أن يكون ناجحا فى مهنته كمزارع فى أرضه، دفعه أن يواجه المصاعب والعراقيل حتى يصل إلى ما سطره فى صفحات أحلامه وطموحاته... فأجندة ذكرياته مليئة بالأحداث، وها هو ما تركه من بصمة وأثر يسجل فى تاريخ قريته، فتجربته مع تحويل الصحراء الجرداء، التى كانت من شدة سواد أرضها، تشعرك بحالة من الرعب، نجح فى أن تكون هذه المساحة الشاسعة المخيفة، التى لا تسمع فيها صوتًا، سوى عواء الذئاب، وفحيح الحيات، بفضل إرادته أن تتحول إلى قطعة من«الجنة»، باتت مقصدًا للراغبين فى الاستصلاح ليكون الرجل نموذجًا ناجحًا، وملهمًا لكل من أراد التحدى.
أتذكر حينما بدأ مشروعه كى تتحول الصحراء إلى بقعة خضراء حارب من أجلها، وواجه الصعاب والمطبات... السنوات الطويلة التى قضاها بين قريته بصعيد مصر، ووزير الزراعة الأسبق يوسف والى «رايح - جاى» للحصول على موافقات للبدء فى مشروعه وحلمه، بحثًا عن الدعم والتمويل، ولكن لم يجد يدًا تمد له العون، ليستكمل الطريق بمفرده، وبجهوده الذاتية، حتى حقق ما أراد.
رحل أبى وكان سببًا فى أن يتيح للعديد من البسطاء مصدر رزق من خلال هذه الصحراء التى أصبحت خضراء، ومقصدًا للجميع، يخرج من باطنها الزرع والثمرات بمختلف أنواعها، لتظل شاهدًا على نضاله الطويل الذى يظل يتداوله الأجيال واحدًا وراء الآخر... رحل وحتى آخر يوم فى عمره لم يتعبه العمل بالأرض الذى رسم على ترابها كل ذكرياته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الزراعة الاسبق خارج المقصورة أبي مدرسة الحياة
إقرأ أيضاً:
أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
اكد مسئول أمريكى أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية هجومية إلى إسرائيل والتى تم احتجازها فى وزارة الخارجية بناء على أوامر أنتونى جيه بلينكين، وزير الخارجية السابق. بحسب نيويورك تايمز الأمريكية
وكان بلينكن قد طلب من وزارة الخارجية عدم المضى قدماً فى تلبية طلب إسرائيل، الذى يتألف من ثلاث دفعات بقيمة إجمالية تبلغ 34 مليون دولار. على إثر مخاوف المشرعين الديمقراطيين من امتلاك ميليشيات المستوطنين واستخدامها من جانب ضباط الشرطة الإسرائيلية فى أعمال عنف غير مبررة ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وتشترى إسرائيل أكثر من ثلاثة أرباع البنادق المعلقة من شركة كولت.وأصبح المشرعون على علم بأمر بيع الأسلحة بعد أن قدمت وزارة الخارجية إخطارًا غير رسمى بالبيع إلى لجنتين فى الكونجرس بعد أسابيع قليلة من هجمات حماس فى إسرائيل فى أكتوبر 2023 والتى أشعلت ضربات عنيفة من قبل الجيش الإسرائيلى فى غزة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأمر أثار قلق المشرعين وبعض مسئولى وزارة الخارجية.
وكان وزير الأمن القومى ايمتار بن غفير قد صرح فى أكتوبر 2023 أنه سيزود المستوطنات بالسلاح وسينشئ ميليشيات مدنية لحماية المستوطنين.
وعندما سُئل أحد مسئولى وزارة الخارجية عن المخاوف بشأن كيفية استخدام البنادق، قال إن الأسلحة ستذهب فقط إلى «الوحدات الخاضعة لسيطرة الشرطة الوطنية الإسرائيلية»، فى إشارة إلى الشرطة الوطنية الإسرائيلية. لكن المسئولة، جيسيكا لويس، التى تدير المكتب المسئول عن نقل الأسلحة، لم تحدد هذه الوحدات.
وقد غادر بن غفير وحزبه الحكومة مؤخراً احتجاجاً على سلسلة جديدة من صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفى ديسمبر 2023، وافق المشرعون الديمقراطيون بشكل غير رسمى على طلب البنادق بشرط أن تقدم إسرائيل ضمانات مناسبة لاستخدامها، حسبما قال المسئول الأمريكى، ثم واصل المشرعون التعبير عن مخاوفهم بلينكين، الذى أمر فى النهاية باحتجاز البنادق.
وفى منتصف الشهر الماضى، أبلغ البيت الأبيض البنتاجون أنه قد يرسل شحنة كبيرة من القنابل التى يبلغ وزنها 2000 رطل إلى إسرائيل، والتى كان بايدن قد أوقفها فى الصيف الماضى فى محاولة لثنى إسرائيل عن إسقاط ذخائر ثقيلة على مدينة رفح الفلسطينية، وهو ما فعلته على أى حال. ويرى المسئولون العسكريون الأميركيون أن القنابل التى يبلغ وزنها 2000 رطل مدمرة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها فى حرب المدن.
وأوضح مايك هاكابى، الذى اختاره ترامب ليكون السفير الأمريكى القادم إلى إسرائيل، أن الضفة الغربية بأكملها تابعة لإسرائيل واعلا يوجد شىء اسمه فلسطين.
يأتى ذلك فى ظل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع عمل مع ترامب بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت والتى لفتت الى دعم الرئيس الجديد لإسرائيل.
وذكر موقع أكسيوس أن من المتوقع اجتماع ترامب ونتنياهو مرتين فى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل، مرة من أجل اجتماع عمل والأخرى من أجل عشاء غير رسمى بصحبة زوجتيهما.
ومن المزمع أن يجرى الاجتماع، والذى أكدته حكومتا إسرائيل والولايات المتحدة هذا الأسبوع، وسط وقف هش لإطلاق النار مدته ستة أسابيع أدى إلى توقف مؤقت للقتال الذى استمر 15 شهراً بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فى قطاع غزة.
من بين الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال صفقة إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار التى تم تنفيذها جزئياً والتى لا تزال قيد التطوير بين إسرائيل وحماس ودخلت حيز التنفيذ فى 19 يناير بعد أشهر من المفاوضات وبعد ضغوط مكثفة مارسها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذى انضم إلى المحادثات حتى قبل أن يؤدى الرئيس الأمريكى الجديد اليمين الدستورية.