التعليم الخاص بالمغرب.. هل تبرر الجودة المزعومة ارتفاع تكاليف الدراسة؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
يلعب قطاع التعليم والتكوين الخاص في المغرب، الذي يعتبر شريكا أساسيا للدولة، دورا حاسما في النهوض بالمنظومة التعليمية وتوسيعها وتحسينها المستمر. ولقد شهد التعليم الخاص، على مدى العقد الماضي، نمواً كبيراً، حيث صار يمثل اليوم أكثر من ثلث المدارس ويستقبل أعداد متزايدة من التلامذة.
تكاليف ترهق كاهل المغاربة
خيمت قضية ارتفاع أسعار الرسوم الشهرية بمؤسسات التعليم الخصوصي، على اللقاء الذي جمع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بممثلي جمعيات هذه المؤسسات، والذي عقد مؤخرا بالرباط.
وتشتكي العديد من الأسر المغربية، من إقدام بعض المؤسسات التعليمية الخصوصية على الزيادة في رسوم التسجيل، مطلع كل سنة، حيث يطالب الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ بوجوب تقنينها ووقف الزيادات التي تضر بالقدرة الشرائية للأسر.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “سونيرجيا” أن ما يقارب نصف المغاربة (49%) يشعرون بتراجع قدرتهم الشرائية مقارنة بالعام الماضي، 2023.
وفي سياق متصل، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال هذا اللقاء، على ضرورة مراعاة ظروف الأسر المغربية والتزام مؤسسات القطاع الخاص بالقوانين المعمول بها فيما يتعلق برسوم الأداء.
هذا وعبّرت رابطة التعليم الخصوصي بالمغرب، عن قلقها إزاء تراجع القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة في المغرب؛ مما يؤدي إلى عدم قدرة عدد من الأسر على أداء مستحقات تدريس أبنائها لفائدة المؤسسات التعليمية،
وكان المسح الذي أجراه المركز الوطني للمواطنة بالمغرب، قد كسف في وقت سابق أن نسبة 90 في المائة من المغاربة يشتكون من ارتفاع أسعار التعليم الخصوصي.
ومخافة أن يغادر أبنائهم مقاعد الدراسة وتجنبا للهدر المدرسي، يجد الآباء انفسهم مضطرين لقبول هذه الأسعار، حتى يتسنى لأبنائهم الحصول على تعليم جيد.
جودة غير مضمونة
تستمر المدرسة الخصوصية في حصد إعجاب المزيد من المواطنين المغاربة، الذين أظهروا في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "سونيرجيا"، تفضيلهم بنسبة 50 في المائة للمدرسة الخاصة، مقارنة بالعمومية.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي كان رئيس الفدرالية الوطنية لجمعية آباء وأمهات التلاميذ، نور الدين عكوري، قد صرح :” أن بعض المؤسسات تقدم خدمات متردية، وأساتذة التعليم فيها غير قارين، إلى جانب الإكتظاظ وغياب المرافق الضرورية داخل أروقتها، ومع ذلك تفرض رسوما دراسية مرتفعة”.
غير ان الحال من بعضه، حتى بالنسبة للتعليم العمومي، إذ سجّل تقرير صادر عن المجموعة الموضوعاتية المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية الخاصة بمناقشة السياسات العمومية وتقييمها ”عدم المساواة بين التعليم في "القطاعين" في تحقيق الأهداف ذات الصلة بجودة التعلمات”.
وفي الوقت الذي يتأكد عدم تحقق الجودة مع ارتفاع الأسعار، صرح شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في جواب كتابي عن سؤال برلماني، بأن "التكاليف تبقى خاضعة لمبدأ العرض والطلب ولنوعية الخدمات المرغوب فيها من طرف أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتي تشمل، إلى جانب تربية وتعليم التلميذات والتلاميذ، خدمات أخرى مؤدى عنها؛ مثل النقل المدرسي والإطعام والحراسة والإيواء والأنشطة الموازية وغيرها"، مشيرا أيضا إلى أن “رسوم وواجبات التمدرس يتم تحديدها من طرف المؤسسات التعليمية الخصوصية، بناء على نوعية الخدمات المقدمة”.
وكان قد كشف تقرير مجلس المنافسة، المرفوع إلى الملك محمد السادس، عن النقائص والعراقيل المؤثرة على المنافسة في سوق التعليم المدرسي الخصوصي، الذي يرتكز على تنويع العرض التربوي وتحديد الأسعار على أساس نوعية وجودة الخدمات المقدمة والفئة المستهدفة.
وقال تقرير مجلس المنافسة، الذي اطلعت "اخبارنا" على مضامينه، إن "سوق التعليم الخصوصي يطبعه تباين في الخدمات والأسعار". وأبرز مجلس المنافسة أنه بات من الضروري "إرساء منظومة متكاملة للمراقبة ولتقييم أداء مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، وإحداث نظام ترخيص شفاف يضمن خضوع جميع طلبات الترخيص إلى شروط موحدة غير تمييزية، وكذا تحديد معايير مضبوطة لجودة الخدمات المقدمة".
وفي الوقت الذي يفضل فيه المغاربة المدرسة الخصوصية، تحاول المدرسة العمومية إرساء نظام الجودة والتميز بالمؤسسات، عبر اعتماد "علامات التميز"، ويهدف هذا الإجراء إلى إدماج مكتسبات المتعلمين في وضعيات تعليمية تغني مشاريعهم الشخصية وتعزز معارفهم وقدراتهم ومهاراتهم الحياتية في المجالات ذات الصلة بعلامات الجودة وتشجيع التجديد والابتكار وروح المبادرة والتنافس الإيجابي بالمؤسسات التعليمية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المؤسسات التعلیمیة التعلیم الخصوصی
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى، واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.