إتفاق سلام تقليدي لن يوقف هذه الحرب، هذه الحرب فريدة من نوعها، فهي أول حرب تعم السودان كله، ويمارس فيها الطرف المتمرد جل حربه على الشعب بشتى الفظائع، قتلا ونهبا واغتصابا، لم تكن هناك حرب مشابهة او عدو مماثل من قبل (فيما عدا حرب دارفور محدودة النطاق والمجرم واحد)..
كل تمرد على الدولة سابقاً كان تمرداً فيه الحد الأدنى من الإلتزام بقوانين الحرب وشرف القتال.
الآن أفكر، كيف يمكن لاتفاق أن يطبع علاقتك مع محتل منزلك وناهب شقى عمرك وقاتل الضعفاء من أهلك ومغتصب نسائك، هل يمكن أن تتحمل رؤية حميدتي او شقيقه في التلفاز مرة أخرى يخاطبك بوصفه مسؤولاً، او أن ترى قواته في الشوارع تتجول معك آمنة مستأمنة بعد ما اقترفته، او حتى ترى حواضنه الاجتماعية التي خانت جيرانها تعيش معك مجددا في نفس الحي، هل ستترك بابك مفتوحاً لها كما كان..
الاتفاق الذي يمكن أن يوقف هذا الصراع يحتاج إلى رؤية جديدة تناسب هذه الحرب الفريدة، لا أظن ان هذا الإتفاق يوجد في تصور أحد او سبقت كتابته في يوم من الأيام، إلى حين وجود ذلك الاتفاق الفريد فهذه حرب لا ينفع معها (حصل خير) بل دواؤها هو (العين بالعين والسن بالسن)..
Osman Abdelhalem
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الهجرة الدولية: أكثر من 15 مليون نازح جرّاء الحرب في السودان
كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، عن ارتفاع أعداد الفارين من ديارهم بسبب النزاع في السودان إلى 15 مليون نازح.
ويعيش النازحون داخليًا الذين يقيمون في 10,152 موقعًا في 184 محلية وسط أوضاع إنسانية قاسية جراء ضعف الاستجابة الإنسانية وتدمير سُبل العيش في الريف والحضر.
وقالت منظمة الهجرة، في بيان لها إن: “إجمالي عدد النازحين داخليًا بلغ 11,568,970، فيما عبر 3,472,003 الحدود إلى البلدان المجاورة منذ 15 أبريل 2023”.
وأشارت إلى أن 31% من إجمالي النازحين فروا من العاصمة الخرطوم، تليها ولاية جنوب دارفور التي نزح 18% من سكانها، وتعقبها ولاية شمال دارفور التي فر منها 15% من مواطنيها.
وأفادت بأن 53% من النازحين داخليًا هم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
ويدفع النزوح المستمر بالأطفال إلى مخاطر عديدة، منها التجنيد في الجماعات المسلحة واستخدامهم كمقاتلين وجواسيس وعمال، في ظل تعطل العمل الدراسي خاصة في مناطق النزاع النشطة.
وكشفت منظمة الهجرة عن ذهاب 1.2 مليون سوداني إلى مصر، وأكثر من مليون فرد إلى جنوب السودان، و939 ألف شخص إلى تشاد، فيما عبر 162 ألف شخص الحدود إلى إثيوبيا، و108 آلاف لاجئ إلى ليبيا، و37 ألف فرد إلى أفريقيا الوسطى.
وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 6 مليارات دولار هذا العام منها 1.8 مليار دولار لمساعدة 5 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار والمجتمعات التي تستضيفهم، فيما يُخصص باقي المبلغ لمساعدة قرابة 21 مليون فرد داخل البلاد.